قالت صحيفة بريطانية في تقرير لها “إن هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف في السابق جبهة النصرة و كانت بشكل رسمي جزءا من تنظيم القاعدة تمكنت في الفترة التي انشغل فيها العالم يقتال تنظيم الدولة الإسلامية من ضرب جذورها عميقا في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا و يعيش تحت حكمها 3 ملايين شخص”.

ونشرت صحيفة “اندبندنت” تقريراً لمراسلها ريتشارد هول بعنوان “كيف تسيطر دولة إسلامية أكثر ذكاءً على مساحات كبيرة في سوريا بكل هدوء”؟

ويوضح هول أن الهيئة بعدما أتمت السيطرة على معاقل آخر تنظيم معارض في محافظة إدلب سيطرت بالكامل على كل شيء هناك سواء الجامعة التي يرتادها نحو 6 آلاف طالب أو كل الدوائر الحكومية الأخرى.

ومؤخراً تمكنت من بسط نفوذها على المنطقة التي يوجد بها جامعة حلب الحرة، من بينهم طالب يُدعى أحمد أخبر الإندبندنت أن مقاتلي الجماعة ذهبوا إليهم وهم في منتصف أحد الاختبارات واخبروهم أن الجامعة باتت تحت سيطرتهم الآن.

ويعتبر هول أنه تماما كما فعل تنظيم الدولة الإسلامية تفعل هيئة تحرير الشام في سعيها لتأسيس دولتها الخاصة، مضيفا أن الهيئة كانت عملية وتحالفت مع التنظيمات المعارضة الأخرى عندما كانت بحاجة لذلك لكنها في نفس الوقت أظهرت انتهازية سياسية فنقضت على هذه الجماعات المسلحة وسيطرت عليها عندما سمح لها الوضع في الداخل السوري أو على الساحة العالمية.

تصف الإندبندنت هيئة تحرير الشام بـالبراجماتية التي تقوم بكل ما يلزمه الأمر من أجل الوصول إلى ما تريد، ما جعلها تتعاون مع الجماعات الجهادية الأخرى عندما يتطلب الأمر، ولكنها في الوقت نفسه لم تتوانِ في سحق منافسيها، ووضعت النجاح العالمي جانباً للتركيز على الانتصارات المحلية.

وفقا لنيكولاس هراس، الباحث في شئون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، فإن هيئة تحرير الشام لديها نفس أهداف داعش، وهو بناء دولة تقوم على التفسيرات الصارمة للإسلام السني، ولكنها تتبع طريقة أكثر ذكاء للقيام بذلك، وتستخدم استراتيجية تقوم على السماح للجماعات المتمردة الأخرى بالوجود، ولكن مثل مؤسسة المافيا القوية لكي يتمكنوا جميعاً من سحق أي جماعات معارضة تظهر على الساحة.

تموز نت / مواقع

شارك هذه المقالة على المنصات التالية