أودنسه، الدنمارك: [27 -11- 2025] قدّم سبعة ناجين وأفراد من عائلات ضحايا الغارات الجوية في سوريا شكوى جنائية في الدنمارك، يطلبون فيها من السلطات تقييم التواطؤ المحتمل لشركة Dan-Bunkering – التي تعيد هيكلة نفسها حاليًا تحت اسم Fueling Maritime – في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب تزويدها القوات الروسية بوقود الطائرات الذي استُخدم في غارات غير قانونية ضد المدنيين في سوريا.
تم إعداد الشكوى وتقديمها بدعم من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM)، والأرشيف السوري (Syrian Archive)، ومنظمة من أجل سما (Action For Sama / AFS)، استناداً إلى سنوات من الجهود في التحقيق وتوثيق آثار الغارات الجوية في سوريا خلال فترة تجارة Dan-Bunkering بوقود الطائرات.
في عام 2021، خضعت شركة Bunker Holding وشركتها التابعة Dan-Bunkering للمحاكمة بتهمة خرق العقوبات الدولية، من خلال تزويد شركتين روسيتين تعملان كوكيلَين عامّين للجيش الروسي بما يقارب 172,000 طن متري من وقود الطائرات بين عامي 2015 و2017 — عبر 33 شحنة بلغت قيمتها حوالي 94 مليون دولار أميركي — وهي كمية كافية لتشغيل أكثر من 30,000 طلعة جوية.
وقد جرت هذه المعاملات في وقت كانت فيه القوات الروسية وحلفاؤها يشنّون غارات على بنى تحتية مدنية أساسية، بما في ذلك مدارس (مثل مدرسة حاس)، ومستشفيات (مثل مستشفى القدس ومستشفى الصاخور في حلب)، وأحياء سكنية (بما فيها ضربة أصابت مخبزاً في حريتان).
وبين عامي 2015 و2017، أدّت هذه الحملة الجوية إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأكدت محكمة العقوبات في 2021 أن الوقود الذي بيع ونُقل عبر عمليات الشركة كان أكثر من كافٍ لتزويد كل الطلعات الجوية للطائرات العسكرية الروسية في سوريا خلال الفترة ذاتها. غير أن نطاق تلك المحاكمة لم يشمل تقييم المسؤولية المحتملة للشركة عن أي غارات غير قانونية نُفذت في ذلك الوقت.
تطلب الشكوى فتح تحقيق شامل، وأن — في حال ثبوت مسؤوليتهم الجنائية — تتحمل الشركة وإدارتها والعاملون فيها المسؤولية عن تمكين الهجمات غير القانونية التي كانت جزءاً من حملة عسكرية واسعة ضد المدنيين السوريين.
وتؤكد المنظمات الداعمة لهذه الشكوى أن مساءلة الشركات الخاصة عن دورها في النزاعات المسلحة أمر أساسي لتحقيق العدالة للضحايا ومنع الإفلات من العقاب وردع تغليب الربح على حياة المدنيين.
جدير بالذكر أن القانون الدولي والقانون الدنماركي يشيران إلى المسؤولية الجنائية للشركات والأفراد الذين يقدّمون دعماً مادياً أو لوجستياً يسهّل ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. وتُظهر هذه الشكوى والأدلة المرفقة بها أن وقود الطائرات لم يكن سلعة محايدة، بل عنصراً أساسياً مكّن حملة قصف جوي مدمّرة ضد المدنيين السوريين.
“لقد اختبرتُ شخصيًا، مع عائلتي وزملائي، آثار القرارات المتراكمة التي أدّت إلى مئات الهجمات على المستشفيات طوال سنوات النزاع السوري. في مستشفى القدس في أبريل/نيسان 2016، كنا نقوم بعمل حيوي وأساسي يتمثل في تقديم الرعاية الطبية لمن يعيشون وسط الحرب، وإنقاذ الأرواح. يجب محاسبة أي شخص أو جهة تُثبت مسؤوليتها عن تعريض هذا العمل للخطر.”
— الدكتور حمزة الخطيب، الرئيس التنفيذي لمنظمة Action For Sama، ومدير مستشفى القدس وقت الهجوم في 27 أبريل/نيسان 2016 المضمّن في الشكوى
“إن العدالة الحقيقية لا تكتمل بمجرد إثبات المسؤولية، بل تتحقق عندما يحصل الضحايا والدولة السورية على حقهم الكامل في التعويض وجبر الضرر. فالشركات التي أسهمت — بصورة مباشرة أو غير مباشرة — في تمكين الجرائم ضد المدنيين، يجب أن تتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، بما في ذلك التعويض عن الأرواح التي فُقدت والبنى التحتية التي دُمّرت.”
— مازن درويش، مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM)
تدعو المنظمات الداعمة لهذا الجهد السلطات الدنماركية والاتحاد الأوروبي إلى:
- فتح تحقيق شامل في التواطؤ المحتمل لشركة Dan-Bunkering، بما في ذلك أي مسؤولية فردية محتملة لدى مديريها وموظفيها؛
- تعزيز الرقابة على قطاع الطاقة والشحن البحري لمنع استخدامهما — أو إمكانية استخدامهما — في تمكين الجرائم الدولية؛
- تعزيز آليات المساءلة لضمان ألّا تأتي أرباح الشركات على حساب حياة المدنيين والقانون الدولي.
لقراءة القصة الكاملة، يُرجى زيارة:
https://syrianarchive.org/ar/datasets/jet-fuel/summary/
للتواصل الإعلامي:
- ek@rosenbergkhawaja.dk — مكتب محاماة Rosenberg Khawaja / إدي عمر روزنبرغ خواجة، المستشار القانوني للضحايا
- hanan.alhabach@scm.ngo — المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
- hello@actionforsama.com — منظمة Action For Sama
- info@syrianarchive.org — الأرشيف السوري
المصدر: المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=80408




