لم يكن زلزال 6 شباط الكارثي وجريمة نـوروز جنديرس المروعة والفضائح التي تكشف حقيقة سياسات تركيا العدائية ضد الكُـرد، رادعاً لميليشيات “الجيش الوطني السوري”/الائتلاف السوري – الإخواني في وضع حدٍ لانتهاكاتها وجرائمها في المنطقة، كونها بالأصل أدوات ومرتزقة لتنفيذ سياسات حكومة العدالة والتنمية برئاسة أردوغان؛ فيما يلي وقائع عديدة تؤكد على ذلك:
= بلدة “شرّا/شرّان- Şera“:
هي مركز ناحية وتبعد عن مدينة عفرين بـ/16/ كم، مؤلفة من حوالي /250/ منزل، كان فيها حوالي /1300/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، معظمهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة بداية عام 2018م، وعاد منهم حوالي /130 عائلة = 400 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /160 عائلة = 800 نسمة/ من المستقدمين فيها.
نتيجة قصف البلدة من قبل الجيش التركي ومرتزقته أثناء العدوان، أصيبت سبعة منازل بأضرار جزئية متفاوتة، وتم تدمير قوس مدخل البلدة؛ وبُعيد السيطرة عليها من قبل ميليشيات “فرقة السلطان ملكشاه”، اتخذت من منزل/فيلا المُهجّر قسراً “عبدو شعبو” مقرّاً عسكرياً، وحوّلت مبنى معصرة زيتون عائدة للشريكين المُهجّر قسراً “رحمان قهرمان” والمرحوم “رفعت حميد حمدوش” إلى مقرّ وسجن خاص بها بعد أن سرقت كافة آلاتها، وسرقت أيضاً من المنازل المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات المنزلية وغيرها، وكافة محتويات حوالي /120/ منزل مستولى عليها ومحتويات خمسة محلات بقالة والاستيلاء على عددٍ منها، وآلات مخبز آلي عائد للإدارة الذاتية السابقة (تم تجهيزه فيما بَعد بآلات أخرى لصالح متزعمي ملكشاه)، وحوالي /25/ سيارة وجرار زراعي، وحوالي /30/ مضخة غاطسة لآبار ارتوازية منزلية، ومجموعة توليد كهربائية كبيرة (أمبيرات) لـ”رحمان قهرمان”، وعدادات المياه والكهرباء المنزلية، ومجموعة ضخ مياه الشرب من بئر خاص لثلاث قرى (شرّا، خربة شرّا، سينكا) الذي أعيد تشغيله بتجهيزات أخرى لفترة قصيرة فيما بعد، وتجهيزات شبكة انترنت خاصة، ومحتويات ثلاث مدارس وتحويل مبنى الثانوية إلى مقرّ لـ”الشرطة المدنية”، وبعض محتويات المسجد، ومحوّلة وكوابل وقسم من أعمدة شبكة الكهرباء العامة التي أعيد ترميمها وتشغيلها من قبل شركة تركية، وكوابل وأعمدة وتجهيزات مركز الهاتف الأرضي.
وفرضت “ملكشاه” إتاوة كبيرة على صاحبي معصرتين للزيتون لقاء عدم سرقة آلاتها، وإتاوة /10-20/% على انتاج مواسم الزيتون، خاصةً على أملاك الغائبين والاستيلاء الكامل على قسمٍ منها.
وقامت بقطع الأشجار الحراجية والمعمّرة منها في محيط البلدة، مثل شجرة سنديان معمّرة عائدة لعائلة “قهرمان”، وحوالي مئة شجرة زيتون بشكلٍ جائر، بغية التحطيب والتجارة.
وحفرت ونبشت في مواقع تاريخية بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، منها مزار “عبد المولانا” شرقي البلدة، بالإضافة إلى قطع أشجارها المعمّرة.
وفي إطار حركة دينية متشددة نشطة تشهدها المنطقة، تم بناء مسجد جديد في البلدة، من قبل جمعيتي “العيش بكرامة، الأيادي البيضاء”، بالإضافة إلى إقامة دورات دينية عديدة وإخضاع معلمات ومعلمي المدارس لاختبارات اللغة والدين من قبل دائرة الإفتاء في شرّان والتي زارها “عمر الفاروق” مفتي ولاية “هاتاي” التركية في 3/3/2021م للإشراف على سير العمل وتوجيهه. وكذلك افتتاح “روضة براعم الجنة” في 22/3/2021م من قبل “حسين باش” مفتي فاتح اسطنبول على رأس وفدٍ من رئاسة الشؤون الدينية التركية.
هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وابتزاز مادي وغيره، حيث تم سجن العشرات لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
يُذكر أن متزعم ميليشيات “فرقة السلطان ملكشاه” هو المدعو “محمود الباز” ونائبه هو “فادي الموسى الصالح/فادي الديري” ورئيس أركانها هو “أحمد علي العيسى/أبو بلال حنيش“، المعروفين بالاستيلاء على الكثير من الممتلكات في ناحية شرّا وبسطوتهم على رقاب البشر.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 23/3/2023م، أقدمت ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” على اعتقال المواطنين “شيخو لقمان حمو /27/ عاماً، محمد لقمان حمو /16/ عاماً، شيخو فرهاد حمو /17/ عاماً” من أهالي قرية “ديكيه” – بلبل و “خليل إدريس /17/ عاماً” من أهالي قرية “حج خليل”- راجو، بتُهم ملفقة.
– عبر مقابلات مصوّرة ومتداولة مؤخراً، يؤكد المواطن “ادريس محمد موسى /40/ عاماً” من أهالي قرية “جقماق/صوان صغير”- راجو واللاجئ المقيم في النمسا منذ أواخر عام 2022م، صرّح على أن زوجته “دجلة جمال بكر /30/ عاماً” وأطفالهما الأربعة /2- 12/ سنوات محتجزين منذ شهور في سجن حوار كلّس – أعزاز (الذي تديره ميليشيات فرقة السلطان مراد والاستخبارات التركية) بعيداً عن العالم الخارجي، بعد اعتقالهم بتاريخ 5/1/2023م وترحيلهم من استنبول – تركيا التي كانوا يقيمون فيها تحت نظام الحماية المؤقتة وبانتظار لم الشمّل والهجرة إلى النمسا، على خلفية عدم تجاوب “ادريس” للتعامل مع الاستخبارات التركية، ورغم توكيله لمحامٍ تركي للبحث عن أفراد أسرته.
= فوضى وفلتان:
– مساء 25/3/2023م، في قرية “إيسكا” – شيروا التي تُسيطر عليها ميليشيات “فيلق الشام”، أقدم مسلّحون على مداهمة منزل المسن المريض “يحي شكري حمو” وهو طريح الفراش والمقيم مع زوجته لوحدهما، واعتدوا عليهما بالضرب المبرح، فأصيبت الزوجة بكسر في يدها، وسرقوا منهما مبلغ مالي وجهازين هاتف خليوي.
– بتاريخ 1/4/2023م، في قرية “غزاوية”- شيروا التي تُسيطر عليها ميليشيات “فيلق الشام”، أقدم مسلّحون على مداهمة منزل المواطن “رفعت علي” ليلاً، بحجة التفتيش والبحث عن مطلوبين، وقاموا باحتجاز أفراد الأسرة والأطفال في غرفةٍ واحدة بالمنزل، وسرقوا منه مقتنيات.
– بتاريخ 3/4/2023م، أثناء توزيع المساعدات من قبل “مؤسسة برزاني الخيرية” في قرية “خربة شرّا”، وقعت ملاسنة وشجار وإطلاق للرصاص فيما بين مسلّحين ومستقدمين موالين لميليشيات “فرقة السلطان مراد” بسبب الفوضى والخلاف على الحصص، فجُرح البعض وأصيب آخرون بالكدمات، فلم تتمكن المؤسسة من استكمال عملها.
– بتاريخ 3/4/2023م، أقدم مسلّحون (من عناصر ميليشيات نور الدين زنكي وفق مصادر إعلامية محلية) على قتل المدعو “فالح الديراوي/أبو زيد المنحدر من الشام” من المستقدمين المقيمين في مخيم “ديربلوط”- جنديرس بالرصاص الحي في وضح النهار، على خلفية خلافات سابقة.
– بتاريخ، 4/4/2023م، أقدم مسلّحان وسط شارع راجو المزدحم بمدينة عفرين، وفي وضح النهار، على سرقة مبلغ مالي (1400 دولار أمريكي و ألفي ليرة تركية) من المسن الكردي “محمد علي دهدو /72/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا” ولاذا بالفرار بدراجة نارية، بعد أن تحايلا عليه لأن يُخرج نقوده من جيبه، وهي ثمن سيارة بك آب صغيرة عائدة له باعها صباح ذاك اليوم.
= تجمعات سكنية استيطانية بدلاً عن الزيتون:
في إطار مساعي الاحتلال التركي وأعوانه، لقضم المزيد من الأراضي والحقول الزراعية وتحويلها إلى تجمعات سكنية استيطانية، وإبقاء المستقدمين في المنطقة بشكلٍ دائم:
– قام المدعو “أبو علي شرقية” المنحدر من دير الزور وأحد متزعمي ميليشيات “أحرار الشرقية” على شراء حقل زيتون بمساحة /4.5/ هكتار وعائد لـ”خليل عربو” من أهالي مدينة جنديرس بوساطة سمسار من بلدة كفرصفرة.
– تم تشييد مخيم للمستقدمين على أرضٍ بعد قلع /325/ شجرة زيتون منها، وتقع شمالي طريق بافلور- يلانقوز شمالي جنديرس، وكانت عائدة لـ”نبيه خليل مراد” من أهالي بلدة “كفرصفرة” تم شرائها من قبل تُجّار من بلدة عنجارة- ريف حلب الغربي.
= انتهاكات أخرى:
– منذ حوالي خمسة أشهر، المدعو “كمال محي الدين الأشقر أبو حدو” الذي يعمل ويتحرك باسم “حاتم أبو شقرا” متزعم ميليشيات “أحرار الشرقية” في ناحية راجو ويتفاخر بسطوته، وهو المعروف بسلب ممتلكات للأهالي والاستيلاء عليها أو فرض أتاوى عليها، أقدم على إجبار ذوي المواطن “نوري بلو الملقب بـ/خوجه بل دين- مدرّس الشريعة وإمام جامع سابقاً” لدفع إتاوة /11/ ألف دولار له، لقاء إسقاط الدعوى عنه والإفراج عنه، بعد أن اعتقل من قبل شرطة راجو واقتيد إلى عفرين وبقي محتجزاً في ظروف قاسية مدة /15/ يوماً، إثر شكوى قدّمها ضده أحد المواطنين في قضية خلاف مادية.
– مؤخراً، أقدمت ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع حوالي /45/ شجرة زيتون عائدة لأولاد “شيخ عبد القادر” من أهالي قرية “بابليت”- عفرين بشكلٍ جائر.
إن احتجاز أربعة أطفال مع والدتهم وإخفائهم قسراً في ظروفٍ قاسية ودون اتصال مع الخارج أو مع ذويهم مخالفة جسيمة للقانون الإنساني الدولي، علاوةً على ترحيلهم قسراً من بلد اللجوء بغية ابتزاز رب الأسرة.
08/04/2023م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– آثار القصف والتدمير والسرقة في بلدة “شرّا/شرّان”.
– متزعمي ميليشيات “فرقة السلطان ملكشاه”.
– قطع شجرة سنديان معمرة في بلدة شرّا/شرّان، عائدة لعائلة “قهرمان”.
– أنشطة دينية بإشراف تركي في بلدة “شرّا/شرّان”.
– المعتقلة “دجلة جمال بكر” وأطفالها الأربعة.
– المعتدى عليهما “يحي شكري حمو” وزوجته.
– مخيم مشيّد في أرض كان حقلاً للزيتون ومُباعة من قبل مالكها “نبيه خليل مراد”.
————-
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:
عفرين تحت الاحتلال-241-08-04-2023 – PDF
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=19323