تتواصل الاعتقالات التعسفية بحق المواطنين الكُـرد، السكّان الأصليين المتبقين، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة وأُخرى ملفّقة، وإن كان بسبب المشاركة في الحراسة الليلية ليومٍ واحد حينها، مع فرض أحكام جائرة بالسجن وفرض غرامات مالية، ترافقاً بالإهانات والتعذيب والإخفاء القسري وغيره من ضروب المعاملة القاسية، عدا عن حالات الوفاة تحت التعذيب، علاوةً على الرشاوى والفدى المالية، وذلك بعد مضي ما بين (5-11) عاماً على تلك الوقائع التي توصف بـ”جرائم الانتماء أو التعاون أو العمل مع حزب العمال الكردستاني PKK”، من قبل أجهزة قضائية وأمنية مصطنعة وبإشراف الاستخبارات والنائب العام التركي؛ كما تُنظم بيانات المعتقلين الشخصية في قوائم تسمى بـ”قوائم الإرهاب” التي تُرسل إلى أنقرة بشكلٍ مباشر.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= قرية “تُرنده- Turindê“:
اسمها المعرّب “الظريفة” وتتبع ناحية مركز عفرين، وتبعد عنه /2.5/ كم، مؤلفة من حوالي /300/ منزلاً، وكان فيها حوالي /1500/ نسمة، معظمهم غادروا القرية إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /50 عائلة = 200 نسمة/ والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي /250 عائلة = 1500 نسمة/ من المستقدمين فيها.
نتيجة قصف القرية أثناء العدوان تعرّض مسجدها وعدد من المنازل لأضرار جزئية، منها لـ”محمود عبدالو، وحميد عبدالو”، أما منزل “مصطفى رشيد” فتدمّر بشكلٍ كامل واستشهد فيه ثلاثة أطفال.
بعد السيطرة عليها من قبل ميليشيات “الجبهة الشامية، جيش الإسلام” والاستيلاء على معظم المنازل وتوطين المستقدمين فيها، تم تعفيش وسرقة محتويات كافة المنازل، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية والمفروشات والأدوات والمستلزمات الزراعية ومجموعات لضخ مياه الري وغيرها، والمواشي والدواجن.
وسرقت أيضاً (تكسي لـ مصطفى رشو، /3/ جرارات زراعية لـ”أحمد سامي، نوري عبدالو، كنجو سيدو”)، ومجموعة ضخ مياه الشرب العامة ومتمماتها.
كما استولت على أملاك بعض الغائبين والمُهجّرين قسراً، منها لـ”فوزي علي، عائلة رشو عمو، مصطفى عبدالو”، وتفرض إتاوات على مواسم بقية الممتلكات الزراعية وعلى عمليات الري من مياه نهر عفرين، عدا عن الرعي الجائر عنوةً لقطعان المواشي بين الحقول والأراضي الزراعية.
وقامت بقطع الغابات والأشجار الحراجية في محيط القرية، ومئات أشجار الزيتون والفاكهة بشكلٍ جائر، منها لـ”بشير أسود، نوري عبدالو، حج مصطفى كامل، كنجو سيدو، عبد الرحمن عبدالو، جميل عمو”، حيث وصلت نسبة القطع في الجبل المطلّ على القرية إلى 50% من الغابة.
وقامت بتجريف وحفر تل “ترنده” بمساحة /2.72/ هكتار وموقع “زاراتوكة” شرقي القرية وأخرى بين قريتي “ترنده، قيبار” في جبل ليلون، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، ووقعت اشتباكات دامية أوائل تشرين الأول 2022م بين المسلّحين بسبب الخلاف على تقاسمها.
هذا، وتعرّض المتبقون في القرية من أهاليها، بينهم نساء وكبار في السن، لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وابتزاز مادي وإهانات وغيرها، حيث بقي الشاب “شرفان حسن قدو /27/ عاماً” مخفياً قسراً في سجن بلدة الراعي لأكثر من أربع سنوات إلى أن أُفرج عنه في تموز 2022م.
واستشهد من مدنيي القرية:
– الأطفال الأشقاء الثلاثة “حلا /14/ عاماً، حسين /13/ عاماً، فرهاد /10/ عاماً” أولاد رفعت إبراهيم، بتاريخ 8/3/2018م، نتيجة القصف التركي للقرية، بالإضافة إلى إصابة والدتهم وطفل شقيقهم /3/ أعوام بجروح. وفي مساء 14/3/2018م، نتيجة قصفٍ آخر أصيب خمسة أطفال من عائلة واحدة بجروح بليغة.
– “محمد جمو بن عصام /20/ عاماً” مُهجَّر قسراً، بتاريخ 9/7/2018م، نتيجة انفجار لغم في منطقة النزوح- شمال حلب.
وشهدت القرية حالات اقتتال بين مجموعات “الشامية” و “جيش الإسلام”، ولكن حالياً تُسيطر عليها ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” بعد طرد “الشامية” منها في تشرين الأول 2022م من قبل “هيئة تحرير الشام” إثر اشتباكاتٍ دامية أفزعت المدنيين وأدت لمقتل طفلٍ من المستقدمين؛ وهناك حاجز مسلّح على الطريق العام في القرية، مشهورٌ بفرض الأتاوى وممارسة الانتهاكات.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– خلال أسبوعين في الشهر الفائت، /45/ مواطناً من أهالي قرية “دُمليا”- راجو، بينهم نساء وكبار في السن، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، أغلبهم بـ”المشاركة في الحراسة الليلية”، بعد احتجاز كلّ واحدٍ ليوم وفرض غرامة مالية /150/ دولار عليه، عُرف منهم “زمرد شيخو /40/ عاماً، رودين شيخو /30/ عاماً، روشين حسين كلين /35/ عاماً”، وذلك بعد استدعائهم إلى مركز ناحية راجو، وهناك مطلوبين آخرين؛ بينما تم نقل “شكري صبري شندي /43/ عاماً الذي اعتقل بتاريخ 22/5/2023م” إلى سجن “ماراته” المركزي في عفرين، ولا زال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 25/5/2023م، المواطن “محمد جلال قدو /29/ عاماً” من أهالي قرية “ترنده”- عفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلقت سراحه في 8/6/2023م، علماً أنه اعتقل في مرةٍ سابقة.
– بتاريخ 31/5/2023م، الشاب “عامر سليمان مسلم /35/ عاماً” من أهالي قرية “آشكان غربي” ومقيم في مدينة جنديرس، ولازال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 1/6/2023م، المواطن “نوري عزت عربو /30/ عاماً” من أهالي بلدة جنديرس، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية، ولازال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 6/6/2023م، المواطن “أحمد زياد كريشو /25/ عاماً” ووالدته “زكية عارف علو /50/ عاماً” من أهالي بلدة جنديرس، بعد مداهمة منزل العائلة ومصادرة كافة أجهزة الهاتف الخليوية، وأفرجت عنهما بعد يوم.
= فوضى وفلتان:
– مساء 28/6/2023م، إثر إعلان فوز أردوغان في الانتخابات التركية، قامت ميليشيات “الجيش الوطني السوري” بإطلاق الرصاص الحي من أسلحة خفيفة ومتوسطة في الهواء وعلى نحو كثيف وبشكلٍ عشوائي، فأدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين.
– مساء 29/5/2023م، وقعت مشاجرة وتبادل لإطلاق النار بين مستقدمين تم توطينهم في حي المحمودية بمدينة عفرين، إثر إلقاء طفل لحجارةٍ على محل، فتوفي طفل وأصيب أربعة أشخاص بينهم طفلين بجروح متفاوتة.
– صباح 31/5/2023م، قام مسلّحون من ميليشيات “جيش الشرقية” ومستقدمون مرتبطون بها بشتم وتهديد المواطن “شيرو حمود بن محمد” من أهالي قرية “ديوا” ومقيم في الشارع /16/ غربي شارع يلانقوز- مدينة جنديرس، وأطلقوا الرصاص في الهواء وعلى سيارة شيرو أمام منزله، وبذات التوقيت قاموا بإطلاق التهديدات نحو منازل شهداء نـوروز جنديرس 2023م المجاورة وضرب أبوابها، دون أن يحسبوا حساباً لأحد، وفي محاولةٍ لترويع الكُـرد ودفعهم نحو الهجرة.
– حوالي السابعة مساء 3/6/2023م، في الشارع جنوبي دوار “ماراته”- مدينة عفرين، أصيبت المسنة ” قدرية جميل إيبش /70/ عاماً” أرملة المرحوم “محمد عبد الرحمن إيبش” من أهالي قرية “كني كوركه- Ke’inîgewrikê”- جنديرس برصاص رشاش متوسط عشوائي، لم يُعرف مصدره، فأدى إلى وفاتها على الفور.
– بتاريخ 4/6/2023م، أطلق مسلّح من عناصر ميليشيات “فرقة السلطان مراد” النار على شابين من المستقدمين الذين تم توطينهم في قرية “قره تبه”- شرّا/شرّان، بعد أن تدخلا لإبعاده عن ضرب طفل، فأسعفا لتلقي العلاج، ولاذ الجاني بالفرار.
– فجر 9/6/2023م، في الطريق الواصل بين بلدة راجو وقرية “ممالا” المجاورة، أطلق مسلحان ملثمان يستقلان دراجة نارية الرصاص على “أحمد حسن النمر الدغيم، عبد الكريم محمد الدغيم” من مستقدمي بلدة جرجناز- معرة نعمان/محافظة إدلب، فأدى إلى مقتل الأول وإصابة الثاني بجروح، ولاذ المسلحان بالفرار.
– بتاريخ 9/6/2023م، قام شاب مسلّح من سكّان مدينة جنديرس- المكوّن العربي بإطلاق رصاصتين بشكلٍ مباشر على الشاب “محمد عمر ووالدته فاطمة /18/ عاماً” من أهالي جنديرس، أثناء تواجده مع صديق له قرب جسر “تل سلور” جنوبي المدينة، فأسعف إلى المشفى العسكري وأجريت له عمليات جراحية وهو بحالة غيبوبة في العناية المشددة، دون أن نتمكن من معرفة الأسباب.
= قطع الأشجار:
تستمر عمليات قطع الغابات الطبيعية والاصطناعية والأشجار الحراجية وأشجار الزيتون من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري” بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما، في سياق سياسة إبادة بيئة المنطقة وغطائها النباتي على نحوٍ ممنهج، منها:
– بتاريخ 28/5/2023م، شجرة سنديان معمّرة ضمن حقل زيتون عائد لعائلة سليمان حج نبو في قرية “متينا”- شرّا/شرّان، من قبل ميليشيات “فرقة السلطان مراد”.
– وردتنا صورة لشاحنة محملة بالحطب المقطوع من غابات ناحية راجو وتتاجر بها ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، وهي تمرّ عبر حاجز لميليشيات “لواء المنتصر بالله” – مفرق قرية “حمشلك”، بتاريخ 1/6/2023م، بعد المرور بحاجز لـ”الشرطة العسكرية” في مدخل راجو وحاجزٍ لـ”فرقة الحمزات” في مفرق قرية “بربند”، حيث أن الحواجز تأخذ نصيبها من النهب.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 24/5/2023م، اعتدت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” بالضرب المبرح على المسن “محمد عارف بريم /65/ عاماً” من أهالي بلدة “كاخرة”- مابتا/معبطلي، أثناء تواجده في حقل عنب بقصد حراسته، وسرقت منه دراجته النارية ومبلغ مالي، حيث أسعف المسن من قبل أحد المارة.
إنّ الاعتقالات التعسفية تلك والتي تُجرى وفق توجيهات شفهية وتعاميم سرّية من الاستخبارات والسلطات التركية تُعدُّ مخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، باعتبار تركيا دولة احتلال، وكذلك تفتقر للعديد من الإجراءات القضائية العادلة، وتخالف الدستور والقانون السوري.
10/06/2023م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– منزل “حميد عبدالو” المتهدم في قرية “ترنده”، نتيجة القصف التركي، 2018م.
– قصف مسجد قرية “ترنده” – عفرين من قبل الجيش التركي أثناء العدوان على المنطقة في 2018م.
– الشهداء الأطفال الأشقاء الثلاثة “حلا، حسين، فرهاد” أولاد رفعت إبراهيم.
– الشهيد الشاب “محمد جمو بن عصام”.
– قطع أشجار الزيتون في قرية “ترنده”.
– تجريف وحفر تل “ترنده” الأثري (29/1/2018 قبل الاحتلال، 20/3/2022م بعد الاحتلال والحفر)، غوغل إيرث.
– الشهيدة “قدرية جميل إيبش”.
– قطع شجرة سنديان معمّرة عائدة لعائلة سليمان، قرية “متينا”- شرّا/شرّان.
– شاحنة تحمل حطباً، حاجز مسلّح لـ”لواء المنتصر بالله”، مفرق حمشلك، 1/6/2023م.
—————–
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:
عفرين تحت الاحتلال-248-10-06-2023– PDF
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=25591