تأكيداً على استمرار احتلال منطقة عفرين من قبل تركيا، بقاء الحاجز الأمني المحصّن في مفرق قرية “كوكان” بناحية مابتا/معبطلي الذي تشرف عليه الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر، وقيام الضابط التركي فيه بذاته أحياناً وخاصة في أيام الجمعة التي تكثر فيها زيارات الأهالي بتفتيش السيارات والآليات العابرة وتدقيق وتفييش بطاقات الركّاب الشخصية والتحقيق مع بعضهم؛ وكذلك حالات اعتقال مواطنين كُـرد من قبل الأمن العام بناءً على طلب الاستخبارات التركية، مثل ما جرى بتاريخ 8/8/2025م مع المواطنة “نسرين محمد علو” في بلدة بعدينا – راجو، التي تمكّنت من الهرب قبل وصول دورية مدججة بالسّلاح وبعدة سيارات، والتي كانت في زيارةٍ لوالدها المريض بعد تهجيرٍ قسري دام أكثر من سبعة أعوام.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= إصابة طفل:
يوم أمس الجمعة 22/8/2025م، في بلدة باسوطة – عفرين، أصيب الطفل “آرام محمد شاهين /8/ أعوام” بطلق ناري عشوائي، فأُسعف إلى مشفى بالمدينة لتلقي العلاج، وذلك أثناء إجراء إحدى تشكيلات “الجيش السوري الجديد” وهي من قوام ميليشيات “فرقة الحمزات” السابقة تدريباتٍ في معسكر بمحيط البلدة.
يُذكر أنه لايزال بعض الميليشيات مثل “الحمزات، العمشات، أحرار الشرقية” وغيرها تحتفظ بمعسكرات ضمن منطقة عفرين وتجري تدريباتها بشكلٍ منتظم، وأغلبها قريبة من المناطق السكنية، وهي التي أُدرجت ضمن صفوف وزارة الدفاع لدى السلطة الانتقالية في دمشق.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 19/8/2025م، أقدم جهاز الأمن العام على اعتقال الشاب “حسين كمال شيخو /25/ عاماً” من أهالي قرية “ماسكا” – راجو، في مكان عمله بالمنطقة الصناعية في مدينة عفرين، دون بيان الأسباب، وذلك بعد يومين من عودته من تركيا، حيث كان يعمل هناك منذ مدة طويلة؛ ولا يزال مجهول المصير.
= في قرية “معرسكه”:
المؤلفة من حوالي /80/ منزلاً والتابعة لناحية شرّا/شرّان، /15/ عائلة من المستقدمين تتماطل في العودة إلى مناطقها الأصلية، بل وتمّ إسكان ثلاث عوائل إيغورية قبل عشرة أيام في منازل المواطنين “المحامي بشير حاج يوسف، وفيق طوبال حمو، فاروق طوبال حمو” بعد إخلائها من قبل عوائل عربية مستولية عليها منذ عام 2018م، حيث أنّ المذكورين مقيمون في مدينة حلب ولا يجرؤون على العودة إلى قريتهم لعدم توفر ظروف آمنة، لا سيّما أنّ المختار مكلّف بالإبلاغ عن العائدين إلى المكتب الأمني المرتبط بالاستخبارات التركية.
كما أنّ عائلة مستقدمة لدى رحيلها من القرية، قامت بسرقة كافة محتويات منزل المواطن “حمو طوبال حمو” المستولى عليه منذ عام 2018م، بما فيها الأبواب والنوافذ.
وفي أواخر الشهر الفائت، ليلاً، أقدم أربعة مسلّحين ملثمين على اختطاف المواطن “محمود خليل بن محمد رشيد /42/ عاماً” برفقة زوجته، أثناء نومهما في حقل زراعي قرب بئر ماء وتجهيزات طاقة كهرضوئية، وكبّلوهما وضربوا الزوج، ونقلوهما إلى منزلهما في القرية، وسرقوا منهما مبلغاً مالياً وغيره، ولا ذوا بالفرار.
وفي ليلةٍ أخرى، داهموا منزل المواطن “عارف حجي يوسف /45/ عاماً”، وطمسوا عينيه وكبّلوه وضربوه، ثمّ اختطفوه إلى مكانٍ مجهول، وأفرجوا عنه بعد أربعة أيام لقاء فديةٍ مالية.
هذا، ولم يفصح المعتدى عليهم عن تفاصيل ما جرى معهم، ولم يتقدموا بأي شكوى لدى السلطات المحلية، خشية التعرّض لاعتداءاتٍ أسوأ، حيث إنّ القرية تقع ضمن نفوذ ميليشيات “القوة المشتركة (العمشات، الحمزات)”، ولم يتدخل جهاز الأمن العام لإجراء التحقيقات والقبض على المعتدين ورد المظالم.
= في بلدة “كفرصفرة”:
التابعة لناحية جنديرس، خلال أقل من شهر، قام مسلّحون لصوص بمداهمة عدة منازل ليلاً وسكّانها نيام، وسط حالة من الرعب وتوجيه الإهانات وتقييد وضرب الرجال، وسرقوا منها أشياء منزلية ومبالغ مالية ومصاغ ذهب وهواتف جوّالة، ولاذوا بالفرار، دون أن تتدخل السلطات المحلية وتقوم بإجراء تحقيقات جدّية؛ وهي منازل “حسن حاج عبدو بن مراد، محمد حاج عبدو بن عبدو، محمد أمين حسن، المرحومة زينب مراد حج عبدو، زينب محمد حسين آغا، خالد حمو/عائلة عدو“.
ومن جهةٍ أخرى، بتاريخ 21/8/2025م، أبلغ رئيس بلدية كفرصفرة، أصحاب صهاريج نقل المياه والآبار داخل البلدة بمنع تشغيلها بحجة أنها تؤثر على تدفق مياه بئر “الدولة” الذي يقع في قمة البلدة، وهو بالأصل لا يؤمن كامل حاجة الأهالي الذين يضطّرون لتأمينها من الآبار الخاصة ولأجل سقاية مشاتل غراس الزيتون؛ وفي هذه الحالة سيضطّرون لجلبها من آبار بعيدة، وبالتالي يترتب عليهم تكاليف إضافية.
= حرائق الغابات:
مساء الخميس 21/8/2025م، أُضرم حريق في غابة حراجية طبيعية شمالي قرية “درويش” – راجو المهجّرة من أهاليها بسبب تشييد قاعدة عسكرية تركية فيها منذ ربيع عام 2018م، واستمرّ لليوم الثاني، فالتهم مساحة واسعة إلى أن تمّ إخماده.
= انتهاكات أخرى:
– مؤخراً، في بلدة بعدينا – راجو، قام المدعو “عبسي الحمد” المسؤول الأمني السابق لدى ميليشيا “اللواء 112” بمنع المواطن “أحمد خليل عطو” من استثمار محلّ أحد أقربائه المهجّرين، المواطن “رشيد عزت آلي“، بحجة أنّ الأخير كان على علاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ووضع إشارة الحجز على المحلّ، كما وضع إشارة الحجز بذات الحجة على منزل المواطن “شكري مصطفى جعفر” المهجّر أيضاً.
ما دامت سطوة الاحتلال التركي وبقايا ميليشياته قائمة في عفرين، ولم تُحلّ القضية الكردية في سوريا على نحوٍ عادل من قبل السلطة الانتقالية في دمشق، ستبقى الحلول المجتزأة والمنفذة من قبل الأخيرة مبتورة وناقصة، من الناحية الأمنية وحتى في القضايا الحياتية اليومية، ولن يتمكّن معظم المهجرين قسراً إثر العدوان على المنطقة عام 2018م من العودة إلى ديارهم.
23/08/2025م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=74350