عفرين تحت الاحتلال (329): الاعتداء على مدنيين، اعتقالات عشوائية، سرقات واستمرار الاستيلاء على ممتلكات خاصة، مشاجرة وتبادل لإطلاق النار

شهدت منطقة عفرين مؤخراً، إخلاء العديد من المراكز الأمنية التركية المحصّنة وتفكيك معدّاتها وتجهيزاتها، في ظلّ تكتم إعلامي، ودون بيان المصير النهائي للسيطرة الفعلية الأمنية والعسكرية التركية، حيث ما زال العلم التركي مرفوعاً على العديد من المباني الرسمية، ولا تزال القواعد العسكرية في قرية جلبر وكفرجنة ودرويش وجيه/الجبلية وغيرها على حالها، علاوةً على وجود بقايا ميليشيات ما سمي بـ” الجيش الوطني السوري” والعديد من مقرّاتها ومعسكراتها، التي تستقوي بالاستخبارات التركية في ممارسة الانتهاكات والاستمرار في الاستيلاء على الكثير من ممتلكات وعقارات الأهالي.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= الاعتداء على مدنيين:

– قبل منتصف ليلة الجمعة 12/9/2025م، أوقف مسلّحون يستقلون سيارة تكسي المواطن “أحمد زكي منان /40/ عاماً” من أهالي قرية “مسكة تحتاني”، علي طريق متحلق سيندانكه – جنديرس، وأجبروه على النزول من سيارته البيك آب المحملة بالمواد الغذائية، ووضعوا قماشاً على فمه، فأغمي عليه، إلى أن وجد نفسه في موقع آخر على بعد حوالي /1كم/، وهو منهك وعلى جسده آثار الضرب والكدمات، وقد سرق المسلحون كافة المواد الغذائية ومبلغ /800/ دولار وهاتف جوال منه، حيث أوضح مصدر خاص أنّ حوادث التشليح على ذاك الطريق تتكرر.

– منتصف الليلة الماضية، قرب مفرق قرية “جعنكا” المهجورة، على طريق راجو – ميدانا، أقدمت مجموعة من خمسة مسلّحين يستقلون دراجتين ناريتين، خرجوا من القرية، على إيقاف حافلة ركّاب ميكروباص، وأنزلوا سائقها المواطن “حنان حشكو /63/ عاماً” مختار قرية “كَريه/شيخ محمدلي” – ميدانا، وثمانية ركّاب/أسرة من عائلة مجند- قرية “عدما”، وعلى ضربهم وإهانتهم وإصابة السائق المسن بجروح وكسر نوافذ السيارة وشق إطاراتها، وكذلك سرقة ما بحوزتهم (حوالي 80 غراماً ذهب من أسوار وأقراط حتى من آذان الأطفال، /1700/ دولار، سبعة هواتف نقّالة)، وتركوا المعتدى عليهم في حالة من الهلع، ولاذوا بالفرار.

يُذكر أن “حنان حشكو” يعمل على نقل الركّاب بين عفرين وحلب، وكان في الليلة الماضية ينقل تلك الأسرة العائدة من تركيا إلى قريتها؛ وقد وقعت عملية سطو مسلّحة مماثلة في ذات الموقع بتاريخ 22/7/2025م، دون أن يتمكن جهاز الأمن العام من كشف ملابسات الجريمة وتلقي القبض على فاعليها.

= اعتقالات عشوائية:

– صباح الثلاثاء 2/9/2025م، أثناء حضور مراسم دفن المرحوم نيازي كدرو من عائلة حجي سيده في بلدة كفرصفرة – جنديرس، أقدمت دورية للأمن العام على اعتقال المواطنين “ادريس خليل كدرو /42/ عاماً وشقيقه رشيد /41/ عاماً”، فيما لاذ الثالث “محمد حسين كدرو” بالفرار، حيث أنّ الثلاثة قد أقدموا من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب للمشاركة في عزاء قريبهم؛ وذلك بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية، وقد أطلق سراح المعتقلين بعد يومين.

وإثر عملية الاعتقال ألغت العائلة مجلس العزاء المزمع إقامته على روح فقيدها.

– بتاريخ 3/9/2025م، أقدم جهاز الأمن العام على اعتقال المواطن “بوطان قازقلي حسن /35/ عاماً – عائلة حسك” من أهالي قرية “يلانقوز” – جنديرس، بعد عودته مع أسرته من تركيا، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.

– بتاريخ 5/9/2025م، اعتقل جهاز الأمن العام المواطن “حسن إبراهيم جلو /26/ عاماً” من أهالي قرية “قنتريه” – مابتا/معبطلي، بعد وصوله لقريته قادماً من وجهة النزوح منذ عام 2018م، مع احتجاز هواتف المقرّبين منه، دون بيان الأسباب، وما زال قيد الاعتقال التعسفي في مركز الناحية.

= سرقات:

– ظهيرة الأربعاء 3/9/2025م، أثناء زيارة الشاب “رشيد مروان بكو /25/ عاماً” لمنزل أحد أقربائه، جنوبي مدينة جنديرس، على طريق قرية محمدية، قام مسلّحان بسرقة دراجته النارية من النوع الحديث المركونة أمام المنزل، ولدى اعتراضهما من قبل أحد المواطنين كان متواجداً في الموقع، شهر عليه اللصان السلاح ولاذا بالفرار.

= اللجنة الاقتصادية:

باشرت اللجنة الاقتصادية المشكلة من قبل مدير المنطقة منذ أشهر، وفروعها في النواحي، أعمالها بتلقي الشكاوى من المواطنين لأجل استرجاع ممتلكاتهم المستولى عليها من قبل المسلّحين والمدنيين المستقدمين، ولكن:

هناك العديد من متزعمي ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” مستحكمين بعشرات آلاف أشجار الزيتون من أملاك الغائبين الذين لا يتمكنون من استرجاعها عبر وكلائهم أو أقربائهم، وآخرون يفرضون إتاوات لقاء السماح بجني موسم هذا العام من الزيتون.

– بعض مسؤولي المكاتب الاقتصادية للميليشيات، وعدد منهم أصبحوا أعضاء في اللجان الاقتصادية الجديدة، يتحركون بحرية في المنطقة يستفزون الأهالي، خاصةً أولئك العائدين بعد 8/12/2024م، ويطالبونهم عبر المخاتير، بإبراز ثبوتيات الممتلكات التي استلموها، ويحذرون بعضهم بعدم جني محصول الزيتون هذا العام، بحجة أنّهم استحوذوا على تلك الحقول على شكل الضمان من الميليشيات سابقاً وبموافقة وزارة الدفاع حالياً.

لا تتوفر وثائق الملكية لكافة الممتلكات، منها الضائعة وأخرى تالفة لدى السجل العقاري، والكثير من الممتلكات غير منقولة إلى مالكيها الجدد من الورثة أو المشترين بموجب عقود بينية، والكثير من العقارات غير المسجلة لدى الدولة، وهناك صعوبة في تنظيم وكالات قانونية من قبل المغتربين.

الكثير من الذين يستولون على الممتلكات يطالبون أصحابها بإتاوى مالية لقاء تسليمها لهم، حيث يضطّرون لإرضائهم ولا يشتكون لدى الجهات المعنية، تجنباً لوقوع المزيد من الأضرار بهم أو خوفاً من أي اعتداء.

الكثير من الذين يخلون المنازل، يجردونها من المحتويات والأبواب والنوافذ وحتى الأسلاك الكهربائية.

هناك آلية بيرقراطية في إجراءات اللجنة الاقتصادية، ولدى القضاء في الكثير من الحالات، تطيل من زمن استرجاع المنازل وغيرها؛ وإذا كان المستولي على العقار مسلّحاً من ذوي العلاقات يمتنع من تنفيذ القرارات.

في الوقت الذي أهاب فيه مدير المنطقة بالأهالي لعدم دفع أي مبلغ مالي مقابل استلام منزل أو عقار والإبلاغ عن التجاوزات، يفترض إصدار قرارات وتوجيهات رسمية لبقايا الميليشيات والمستقدمين المستولين على الممتلكات بتركها أو تسليمها إلى أصحابها تحت طائلة المساءلة القانونية في حال المخالفة، والتدخل في حلّ النزاعات؛ لا أن تتحوّل الممتلكات من استيلاء إلى استيلاء آخر لدى اللجنة الاقتصادية، تفرض على أصحابها إثبات الملكية والدخول في متاهات الإجراءات الطويلة. وقد لا تسلّم لمن هم متهمون بالتعامل مع الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية أو من لا يتمكن من توكيل أحد بوثيقة رسمية.

= فوضى وفلتان:

– مساء الأحد 24/8/2025م، بعد دخول أكثر من مئتي سيارة مدججة بالسلاح وعناصر جهاز الأمن العام إلى بلدة شيه/شيخ الحديد، جرى تبادل إطلاق النار بينها وبين ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم” الذي “رقي إلى مرتبة العميد وقائداً للفرقة /25/” لدى وزارة الدفاع في حكومة دمشق الحالية، واستمرّ لساعات، وسط حالة من الرعب، ولم يُعرف حجم الخسائر بين الجانبين، في ظل تكتم إعلامي، حيث انسحبت أرتال الأمن العام من البلدة، وبقيت مقرّات ومعسكرات الفرقة بإدارة شقيقي محمد الجاسم المدعوان “سيف و أبو سراج” على حالها.

– مساء الخميس 4/9/2025م، بقرية “جوقيه/جويق” التابعة لناحية مركز عفرين، وقعت مشاجرة بين طرفين من المستقدمين المحسوبين على ميليشيا “فرقة الحمزات” التي كانت مسيطرة على القرية، في حالة من الفوضى وإطلاق الرصاص في الهواء والضرب المتبادل الذي أدى إلى وقوع إصابات بينهما؛ فخرج جمع من أهالي القرية محتجين على هذه الفوضى، ومطالبين بخروج كافة المستقدمين من قريتهم ووضع حدٍّ للانتهاكات؛ فيما قام جهاز الأمن العام باعتقال بعض المتشاجرين من المستقدمين وأطلق سراحهم في اليوم التالي.

= انتهاكات أخرى:

وفق مقطع فيديو متداول ومسجل في 1/9/2025، يتحدث فيه المواطن “عبد الرحمن بركات” من عائلة خيرو/المكوّن العربي أمام منزله في مدينة جنديرس والمستولى عليه منذ 2018م من قبل مسلّح ينحدر من حماه، عن امتناعه لتسليم المنزل، رغم مطالباته المتكررة ونزوله من تركيا خمس مرّات لأجل هذا الأمر، وفي فيديو آخر أوضح “عبد الرحمن” أنه قبل ستة أشهر طالب المسلح بإخلاء المنزل، فيما اتهمه الأخير بالعلاقة مع “PKK والحزب” وهدده بالسلاح ويمتنع من إخلاء المنزل، كما منع مؤخراً والدايه المسنين المريضين من الدخول إلى المنزل وزيارته، وطردهما وهددهما أمام عناصر الشرطة وطالب بـ/3/ آلاف دولار لقاء تسليم المنزل.

إنّ نزع يد الاحتلال التركي وبقايا الميليشيات عن ممارسة السلطة والسطوة في عفرين، بدايةٌ لإنهاء معاناة الأهالي وعودة المنطقة إلى السيادة السورية.

13/09/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا

——————

الصور:

– المعتدى عليه “أحمد زكي منان”.

– المعتدى عليه “حنان حشكو”.

——————-

 

Scroll to Top