عفرين تحت الاحتلال (330): الاعتداء على مدنيين، اعتقالات عشوائية وإخفاء قسري ونقل المعتقلين الكُـرد من سجن “ماراته”، إتاوة 50% من انتاج زيتون الغائبين لـ”الاقتصادية”، سرقات ومداهمة المنازل

لم تخرج السلطات المفروضة على منطقة عفرين من قبل حكومة دمشق الانتقالية عن سياق التعامل الأمني مع ملفاتها، في ظل استمرار الاحتلال التركي، رغم بعض التطورات الإيجابية؛ فمعظم عناصر جهاز الأمن الداخلي ومسؤوليها من خارج المنطقة، وأغلبهم من عناصر الميليشيات السابقة التي ارتكبت الانتهاكات والجرائم، ولا توجد خطة لإعادة بنائه من أبناء المنطقة، حيث تمّ فتح باب الانتساب أمامهم وتقدم إليه الآلاف، ترافقاً مع بروباغندا إعلامية، ولكن دون إعلان نتائج مجدية؛ وفي أوائل شهر آب الماضي تمّ نقل المعتقلين الكُـرد (بتهمة الحزب) في سجن ماراته المركزي بعفرين إلى سجن الراعي بمنطقة الباب، لينقطعوا عن الاتصال بالعالم الخارجي وما زال مصيرهم مجهولاً؛ ولا يغيب التقييم الأمني عن ملفات إعادة وإدارة ممتلكات الأهالي؛ وتزامناً مع العدوان على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب مؤخراً تكثّفت الدوريات والإجراءات الأمنية في عفرين..

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= الاعتداء على مدنيين:

– مساء 20/9/2025م، اقتحم ثلاثة مسلّحون ملثمون منزل المواطن الإيزيدي “فتاح علي موسى /60/ عاماً في قرية “جقلي جومه” – جنديرس، واعتدوا على الزوجين بالضرب المبرح وربطهما والتهديد بالسلاح والقتل بالسكين في حال تقديم أي شكوى، ثم سرقوا ما بحوزتهما من مصاغ ذهب وأموال نقدية وهواتف جوّالة، ولاذوا بالفرار.

– في حدود الساعة العاشرة من مساء الأربعاء 8/10/2025م، بعد انتهاء أعمال حفر بئر ارتوازي ضمن حقل زيتون عائد له قرب قرية “جقلمه” بناحية راجو، وعودته إلى قريته “قاسم” المجاورة عبر طريق ترابي، تعرّض المواطن “محمد جانكين ديكو /37/ عاماً” لاعتداء مسلّح من قبل لصّين كانا يسرقان الزيتون من حقلٍ مجاور، اللذين كشفا أمام أنوار سيارته، فأطلقا الرصاص نحوه، وأنزلاه من السيارة، وقلباها، ثم اعتدوا على “ديكو” بالضرب المبرح، وقيداه ولاذا بالفرار؛ فيما مشى المصاب سيراً على الأقدام إلى أن التقى به أحد أبناء قريته الذي أسعفه إلى مشفى في عفرين لتلقي العلاج من عدة إصابات.

هذا، وفي اليوم التالي ألقت دورية للأمن العام في مفرق بلدة مابتا/معبطلي القبض على عدد من المستقدمين كانوا ينقلون شوالات من الزيتون إلى عفرين، وتبين أنهم اعترفوا بارتكاب تلك الجريمة وعدة حالات سرقة الزيتون، وأنهم يقطنون مع أسرهم في قرية “شيخ بلا” المجاورة لـ”جقلمه”.

= اعتقالات تعسفية:

استدعى جهاز الأمن العام في ناحية شيه/شيخ الحديد المواطنين الكُـرد الذين خدموا في صفوف “وحدات حماية الشعب والمرأة، الأسايش، التجنيد الإلزامي” أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأجرت معهم تحقيقات عن بياناتهم الشخصية والأعمال التي قاموا بها سابقاً، وتركتهم.

وبتاريخ 11/9/2025م، في طريق عودتهما إلى عفرين من زيارةٍ لمدينة حلب، أقدم الأمن العام على اعتقال الشابين “ريناس عبدالرحمن عمر /25/ عاماً، عبدالرحمن فوزي عمر /23/ عاماً” من أهالي قرية “كرزيليه” – شيروا، وهما يستقلان دراجة نارية، بعد الكشف على هاتفيهما ومشاهدة صورة لراية قوات سوريا الديمقراطية فيهما، حيث أُطلق سراحهما بعد أربعة أيام.

ووردنا من مصدر موثوق أن الشرطة العسكرية/الأمن العام في عفرين، أواسط أيلول الماضي، عثرت على /11/ مواطناً من أبناء عفرين وآخرين مختطفين منذ أوائل شهر كانون الأول 2024م أثناء اجتياح منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي من قبل ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري”، وهم مخفيين قسراً في سجنٍ سري لميليشيات القوة المشتركة “فرقة الحمزات، فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” في بلدة “قطمة” – شرّا/شرّان؛ وقامت بنقلهم إلى مركز عفرين، ثمّ سلّمتهم إلى فرع الشرطة العسكرية بمدينة أعزاز، حيث راجع ذوي بعضهم الفرع مؤخراً، دون أن يتمكّنوا من مشاهدة أبنائهم، لأن الشرطة أخفتهم مجدداً ودون بيان التهم الموجّهة إليهم. وهم: “بركات علي جولاق من قرية “جلمة” – جنديرس، محمد نضال حسين من بلدة راجو، جانيار محمد كيلو من قرية “سوركيه”- راجو ، حسين جمال من بلدة “ميدان أكبس” – راجو، قصي حسين خلف من مدينة “قامشلي”، باسم مقداد من قرية “باسليه” – روباريا ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، غسان أوسو من “سيفات/حندرات”- شمالي مدينة حلب، محمد وشقيقه عمر ابني ابراهيم مصطفى من بلدة “بعدينا”، سمير نظمي من عفرين، حسين من بلدة راجو”؛ كما أنّ “القوة المشتركة” قد أفرجت في وقتٍ سابق عن مواطنين اثنين لقاء فدى مالية، كانا مختطفين مع هذه المجموعة.

ومن جانبٍ آخر، في أوائل شهر آب الماضي، قام جهاز الأمن العام بنقل عشرات المعتقلين الكُـرد (بتهمة الحزب، فرض عليهم أحكام جائرة سابقاً، ومنهم كانوا قيد التحقيقات) في سجن ماراته المركزي بعفرين إلى سجن الراعي بمنطقة الباب، لينقطعوا عن الاتصال بالعالم الخارجي وما زال مصيرهم مجهولاً؛ فيما زج بمئات المعتقلين من أهالي الساحل السوري في هذا السجن.

= موسم الزيتون:

في حالةٍ غير مسبوقة، واستثناءً عن كافة المناطق السورية، عمدت السلطة الانتقالية في سوريا إلى تشكيل لجنة اقتصادية خاصة بمنطقة عفرين، حيث أصدرت إدارة منطقة عفرين تعميماً بتاريخ 18/9/2025م، حددت فيه “آلية طلب واسترداد عقار” بإبراز ثبوتيات عقارية وتصديقها من محامين معتمدين (المحامي يقبض 200 ليرة تركية عن تصديق أي ملف) وتسليمها إلى المكتب الفرعي في الناحية، الذي بدوره يرسلها إلى اللجنة الرئيسية.

كما أصدرت تعميماً آخراً بذات اليوم، تلزم فيه المواطنين على قطع مهمة قطاف أو كساح الزيتون لدى المختار، حتى يتمكن من العمل في حقوله ونقل محاصيله عبر الحواجز الأمنية.

ورغم أنّ اللجنة الاقتصادية حددت في تعميم لها بدء موسم قطاف زيتون المائدة في 20/9/2025م وزيتون العصر في 15/10/2025م، لا تزال تصرّ على إجراء تلك الآلية البيروقراطية لإثبات الملكية، والمواطنون في انتظار قراراتها.

من جهته، بتاريخ 23/9/2025م، اجتمع نائب محافظ حلب عبد الرحمن سلامة مع عشرات المواطنين في عفرين، بحضور مدير المنطقة وأعضاء اللجنة الاقتصادية، واستمع إلى شكاويهم وملاحظاتهم حول عمل اللجنة الاقتصادية، وأطلق وعوداً لتسهيل الأمور، ولكن لم تنفذ على أرض الواقع، سوى قبول بعض حالات إثبات الملكية عبر الشهود والمخاتير وتوثيق الوكالات بواسطة فيديو عبر الواتس آب من قبل الغائبين.

اللجان الفرعية في نواحي “شيه/شيخ الحديد، مابتا/معبطلي، راجو وبلبل، شرّا/شران، جنديرس”، التي تضم عناصر المكاتب الاقتصادية لدى الميليشيات سابقاً وبحوزتها كافة المعلومات، تطالب من العائدين بعد سقوط النظام بإبراز ثبوتيات عقارية جديدة بالإضافة إلى حصر الإرث إذا كان المالك متوفي، وأبلغت أصحاب كافة الوكالات بأنها ستأخذ نصف انتاج حقول الغائبين (إتاوة 50% من انتاج حقول الغائبين)، دون النظر في المصاريف وكلفة الإنتاج أو في حال تعرّض الزيتون للسرقة.

وقد قامت لجنة “شيه، مابتا” بإبلاغ كافة قرى الناحيتين بتلك القرارات، وبتخمين انتاج الحقول العائدة للمواطنين الغائبين لأجل تحصيل نصفها بعد القطاف، وكذلك لجنة “شرّا/شران” قامت بذات العمل.

وما زال المدعوان “أبو كاسر– المقيم في قرية شرقيا” و “أبو الشيخ – المقيم في قرية دراقليا” من بقايا ميليشيات “فرقة الحمزات”، يستوليان على مئات حقول الزيتون في القريتين والقرى المجاورة لهما في ناحية بلبل، ويمتنعان عن تسليم حقول العائدين بعد سقوط النظام أو تلك التي تدار من قبل وكلاء الغائبين.

وما يزال متزعمٌ لميليشيات “أحرار الشرقية” يستولي على حوالي /2500/ شجرة زيتون و /1000/ شجرة رمّان و أملاك عائدة للجمعية الفلاحية في قرية “مسكه فوقاني” – جنديرس.

ولم توضح اللجنة بأي قانون أو بأية حجة تفرض تلك الإتاوة على أملاك الغائبين وكيف ستحفظ حقوقهم، أو إلى أين ستذهب وارادات هذه الإتاوة الكبيرة، وهل هناك آلية شفافة ونزيهة لتحصيلها وإيداعها في صندوق إدارة المنطقة! أم ستذهب إلى جيوب متزعمي الميليشيات السابقين لأجل استرضائهم وتطييب خواطرهم؟!

= انتهاكات أخرى:

– ليلة الجمعة 12/9/2025م، اقتحم لصّان ملثمان منزل المواطن “مصطفى حميد حسن /36/ عاماً” في قرية “حسن” – راجو، بغرض السرقة، وبدأ بالاعتداء على الزوجين، إلّا أنّ صاحب المنزل اشتبك معهما بالأيدي وتمكّن من إجبارهما على الفرار.

– ليلة الثلاثاء 30/9/2025م، اقتحمت مجموعة مسلّحة ترتدي لباس الأمن العام منزل المواطن “خوجه حسين خورشيد” في قرية “كورا” – جنديرس، وأركعت أفراد البيت بقوة السلاح، ولكن بعد انتباه الجيران وتحركهم حول المنزل، لاذت المجموعة بالفرار.

– أواخر أيلول الماضي، أقدمت مجموعة مسلّحة من عناصر المدعو “أبو كاسر”- ميليشيات “فرقة الحمزات” على اختطاف المواطن “محمد محمد هورو” من أهالي قرية “قرتا” – بلبل، على خلفية قيامه بجني الزيتون من حقل عائد له، حيث سلبت منه أربعة شوالات (بحدود 360 كغ) زيتون أخضر وفرضت عليه فدية ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه في ذات اليوم؛ فيما تقدّم “هورو” بشكوى لدى الأمن العام دون فائدة، بل تلقى تهديدات جديدة من جماعة “أبو كاسر” إثر ذلك.

– بتاريخ 7/10/2025م، قام لصوص ملثمين بسرقة دراجة نارية عائدة للمواطن “محمد بشير حسو/عائلة غزال“، من فناء منزله في بلدة “كفرصفرة” – جنديرس.

– خلال الأسبوع الماضي، في قرية “جقلي جومه” – جنديرس أقدم لصوص مسلّحون على سرقة دراجة نارية عائدة لابني المرحوم عبد الرحمن خليل جمه؛ وفي 9/10/2025م أثناء ذهابهما إلى عفرين لتقديم شكوى عن ذلك، وتوقفهما بمفرق قرية “عندريه”، جاءت مجموعة مسلّحة تستقل سيارة باسم الأمن العام، لتختطفهما وتسرق دراجتهما الثانية، وتتركهما قرب قرية “كفرزيت” المجاورة.

– بقايا ميليشيات “أحرار الشرقية” في قرى “سندانكه، جقل جومه، برجكه، قيليه، مسكه فوقاني وتحتاني” بناحية جنديرس، لا تسلّم الممتلكات من حقول الزيتون والمنازل لأصحابها العائدين، إلّا بعد تحصيل إتاوات مالية بحجج مختلفة، بينما المستقدمون المدنيون الذين غادروا تلك القرى قاموا بسرقة كافة محتويات وأبواب ونوافذ المنازل التي استولوا عليها لأكثر من ثماني سنوات.

– قبل حوالي عشرة أيام، قامت بقايا ميليشيات “فرقة الحمزات” بنصب حاجز مسلّح في مفرق قريتي “حسن، قده” بناحية راجو، بغية ابتزاز المواطنين وفرض الإتاوات عليهم أثناء موسم الزيتون.

– خلال الأسبوع الماضي، ظهرت مجموعة من النساء والقاصرين والأطفال من المستقدمين، من قاطني المخيم الواقع بين قرية “ترنده” وحي الأشرفية بمدينة عفرين، وهي تقوم بسرقة الزيتون من حقول قرية “كرزيليه”- شيروا المجاورة في وضح النهار، دون أن يجرؤا أصحابها على منعها من السرقة، خشية التعرّض لتهم ملفّقة؛ ولدى ذهاب أحدهم إلى حاجز الأمن العام في ترنده وإخباره، قال عناصره إنهم لا يتدخلون في هكذا أمر وخاصةً أن اللصوص نساء.

إنّ التعاطي مع قضايا المنطقة وفق منظورٍ أمني، والتباطؤ في معالجتها، واستمرار نهب أرزاق مواطنيها، إضافةً إلى العديد من الانتهاكات، تقوّض مساعي الاستقرار في البلاد، وتتحمل مسؤوليتها حكومة الرئيس أحمد الشرع.

11/10/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا

——————

الصور:

– المعتدى عليه فتاح علي موسى.

– المعتدى عليه محمد جنكير ديكو.

– تعميم لإدارة منطقة عفرين حول طلب واسترداد أي عقار في عفرين.

– تعميم إدارة منطقة عفرين حول ضرورة قطع مهمة قطاف أو كساح الزيتون لدى المختار.

– اجتماع نائب محافظ حلب عبد الرحمن سلامة في عفرين بتاريخ 23/9/2025م.

————–

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-330-11-10-2025 – PDF

 

Scroll to Top