بيان:
منعت فصائل مايسمى ب”الجيش الوطني “التابعة للاحتلال التركي، التي سيطرت على مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، تجوال القافلة التي نظمتها نشطاء ومؤسسات المجتمع المدني بهدف إجلاء المدنيين العالقين هناك، وكانت القافلة المؤلفة من /50/ حافلة ركّاب وصلت بعد ظهر أمس الأربعاء 4 ديسمبر إلى قرية الأحداث شمالي حلب، إثر إجراء مفاوضات بإدخالها، ووفق آخر أخبار يوم أمس الخميس 5 ديسمبر القافلة دخلت، ولكن انقطع الاتصال بها بعد ساعات.
ووفق موقع “عفرين بوست ” المعلومات الأولية، تشير إلى أنّ الفصائل المدعومة من أنقرة منعت يوم الأربعاء 4 ديسمبر القافلة من تجاوز قرية “الأحداث” واحتجزتها هناك، وكان من المقرر أن تجوب كامل قرى الشهباء وشيراوا لإجلاء العالقين هناك.
يقول أحد المعنين عن تسير القافلة أنهم عملوا بالتنسيق مع الجهات المسؤولة لتأمين الحماية وتم ذلك، لكن نتيجة تعدد الفصائل المسيطرة هناك في الشهباء لم تصل المفاوضات إلى حلّ، وعزا ذلك إلى أن الفصائل وبالتنسيق مع تركيا تسعى للاستفادة مما حدث وعمل دعاية إعلامية لها.
ووفق مصادر أخرى جمعية البرزاني الخيرية العاملة في عفرين هي الأخرى سيّرت قافلة من الباصات إلى شيراوا والشهباء لإجلاء الراغبين بالعودة إلى عفرين، ولكن لم يتسنى التأكد من الخبر.
تقدر الجهات المراقبة للوضع الميداني أن قرابة 20 ألف مدني بقوا عالقين في الشهباء نتيجة الدخول المفاجئ للفصائل إلى بعض القرى، أو عدم امتلاكهم وسائط نقل للخروج.
وبحسب المواطنة “فيدان محمد” تؤكد أن عدد من أقاربها بقوا محاصرين في تل رفعت ولم يتمكنوا من الخروج، واليوم انقطع الاتصال بهم، كانوا ينتظرون القافلة يوم أمس الخميس لكن تقطعت بهم السبل، ولا زال مصيرهم مجهولاً.
كما أفاد “عفرين بوست ” ، تداول نشطاء مقاطع صوتية مسجلة لعدد من العائلات العالقة في الشهباء، لاسيما النساء، يطلقون نداءات استغاثة لإجلائهم، إحدى النسوة تقول في رسالتها “دخل المرتزقة إلى بيتنا وشتمونا واعتدوا علينا بالضرب، ننتظر السيارات للخروج، ونأمل أن لا تتأخروا”.
آخر يقول “أخذوا ابني ولا اعرف مصيره، سأضطر للبقاء أو العودة لعفرين لمعرفة مصير ابني”، حيث لا نكشف هوية مرسلي نداءات الاستغاثة خوفاً على حياتهم.
تُشير إحدى الناشطات إلى فقدان الاتصال بمجموعات عدة كانت قد تجمعت في أماكن متفرقة بمحيط مخيم برخدان في انتظار قافلة الإجلاء، وتتخوف من أن يكونوا قد أجبروا على العودة إلى عفرين بالإكراه أو تم اعتقالهم واختطافهم من قبل الفصائل .
من جانبه أشار المركز الإعلامي لقوّات سورياالديمقراطية في تصريح مساء أمس الخميس 5 ديسمبر إلى احتجاز “فصائل مسلحة تابعة للاحتلال التركي” لـ”أكثر من خمسة عشر ألفاً من المدنيين واختطفت عددا كبير منهم، في ظلّ ظروف حصار وتجويع تفرض عليهم ومنعهم من الحصول على المياه والغذاء.
بعد أن “نفذت حملة اختطاف واستعباد واسعة في صفوف المدنيين المحاصرين بمناطق الشهباء شمال حلب، حيث اختطفت أكثر من 120 آلية كانت تقل المئات من المدنيين الذين كانوا ينوون المغادرة باتجاه مناطق شمال وشرق سوريا ونقلتهم إلى جهة مجهولة بالقرب من منطقة الشيخ نجار، بعد يومين من عرقلة إجلاء المدنيين بناء على تفاهمات سابقة”.
– في حين اضطر خلال الأيام الماضية وبعد غزو فصائل مسلحة تابعة للاحتلال التركي لمنطقة تل رفعت والشهباء مهجرو عفرين القاطنين فيها للنزوح القسري باتجاه مدينة الطبقة والرقة، وجرى تنظيم خروج الأهالي وفق اتفاق بين القوات للكردية وهيئة تحرير الشام، إلا ان بعض العائلات لم تتمكن من الخروج لأسباب عدة.
لذا أطلق عدد من النشطاء ومؤسسات المجتمع المدني قبل أيام نداء استغاثة لإجلاء العالقين وحمايتهم، وتم الاستجابة لهذا النداء من قبل قوات سوريا الديمقراطية وبالتنسيق مع التحالف الدولي وتم تسير قرابة 60-70 بولمان في رحلة إنسانية لإجلاء العالقين، ويقدر عدد العالقين هناك بأكثر من 20 ألف شخص، غالبيتهم في قرى ناحية شيروا، والبعض في تل رفعت.
وبحسب منظمين فإن القافلة التي انطلقت من الطبقة قد وصلت إلى منطقة الأحداث شمال حلب، إلا أن فصائل تابعة للاحتلال التركي قد منعتهم، ومن ثم أجريت مفاوضات بوساطة هيئة تحرير الشام لتأمين دخول البولمانات.
وفق الخطة الموضوعة فأن البولمانات ستجوب كانل قرى ناحية شيراوا والشهباء واجلاء من يرغب ونقلهم بأمان الى الطبقة.
أحمد شاب في العقد الثالث من عمره، وصل قبل يومين الى الطبقة لوحده واضطر لترك عائلته المؤلفة من 3 أطفال وزوجته في قريته سوغانكه، يقول أحمد في لقاء خاص مع” عفرين بوست”،: كنت متواجداً في بلدة فافين اثناء حدوث الهجوم ولم اتمكن من العودة لقريتي نتجية الاشتباكات وحصار المرتزقة لناحية شيراوا، وانه قلق على مصير عائلته.

وفقد أحمد الاتصال بعائلته منذ ليلة أمس، في وقت عمد المسلحون قطع الاتصالات عن تلك المنطقة وأجزاء من مدينة حلب.
عائلة علي أحمد هي الأخرى تشتت شملها نتيجة بقاء الأب والأخ في تل رفعت وعدم قدرتهم على الخروج، ويقول علي أنه خرج من المنزل في وقت باكر من صباح يوم الهجوم، ولكنه بقي عالقا في ناحية الأحداث نتيجة منع الفصائل الحركة بين الأحداث وتل قراح، وانه فقد الاتصال بعائلته بشكل كامل.
وفي قصة أخرى، المواطن “حج فيصل حبش 53 عاما ” المعروف لدى أهالي عفرين بحكمته وهو كان أحد اعضاء مجلس الصلح بين الأهالي، لم يتمكن الحاج من اخراج عائلته نتيجة أسباب متعددة وكون والدة زوجته عاجزة عن الحركة ولم يتمكن من نقلها لذا فضلت العائلة كاملة البقاء في تل رفعت ولم تأتي أي معلومات عن وضعهم الحالي هناك واعتقل أثناء عودته مع القافلة من الزيارة /شيراوا باتجاه مدينة عفرين.
وهناك مخاوف كثيرة من تعرض العالقين لعمليات تصفية او اعتقال، إذ أفادت مصادر عن قيام الفصائل بتفتيش المنازل يوم أمس الخميس 5 ديسمبر في قرية فافرتين في شيراوا وأخذوا عدداً من الشبان الى جهة غير معلومة.
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=57651





