أعربت “الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب” إحدى فصائل المعارضة السورية عن رفضها لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبة تركيا برفع الوصاية عن السوريين.

وقالت الهيئة في بيان: الشعب السوري له الحق في تحديد مصيره، ولا يحق لتركيا أو غيرها من الدول أن تكون وصية على الشعب السوري لتحقيق مكاسب سياسية. نحن في الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب نرفض التصريحات التركية جملةً وتفصيلاً”.

وأضاف البيان “تركيا لها الحق في تحسين علاقاتها الخارجية مع دول الجوار، لكن ليس لها الحق في تحديد مصير ملايين السوريين في الشمال السوري”.

ودعت الهيئة “الشعب السوري الحر في عموم الشمال السوري إلى الخروج في مظاهرات سلمية تعبر عن مطالبهم المحقة وترفض التصريحات وتؤكد على ثوابت الثورة السورية”.

وأكد البيان “أن مصلحة الشعب السوري والثورة السورية فوق الجميع، بما فيهم تركيا. ونطالب تركيا برفع الوصاية عن السوريين على الأراضي السورية وعدم التدخل في القرارات المصيرية التي تحدد مستقبلهم”.

كما أكدت الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب “استمرارنا في ثورة الشعب السوري حتى إسقاط نظام بشار الأسد”.

ودعت الهيئة “المجتمع الدولي للتدخل من أجل إنقاذ حياة السوريين من الجحيم الذي قد يشعل سوريا مجدداً نتيجة السياسة التركية والتدخل التركي في الشمال السوري”.

وقال الرئيس التركي أمس الجمعة إنه “من الممكن أن نقوم بتقديم دعوة لكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس السوري بشار الأسد، لعقد لقاء مشترك” وقال إن بلاده مدت يد الصداقة إلى الجارة سوريا وستواصل ذلك، مؤكداً وقوفها إلى “جانب سوريا التي تتعاضد على أساس عقد اجتماعي جديد عادل وشامل”.

وجاء ذلك في تصريح للصحفيين بالطائرة أثناء عودته من كازاخستان التي زارها للمشاركة في قمة شنغهاي، والتقى على هامشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.

وأوضح :” قد نرسل نحن والسيد بوتين دعوة إلى بشار الأسد، وإذا تمكن السيد بوتين من زيارة تركيا فمن شأن ذلك أن يكون بداية لمسار جديد”.

وأردف الرئيس التركي مشددا: “لم ولن نسمح أبدا بإنشاء كيان إرهابي في منطقتنا” وأشار إلى أن “أجواء السلام التي ستعمّ سوريا ضرورية أيضا لعودة ملايين الناس إلى بلدهم”.

وأكد أردوغان أن السنوات التي مرت على الساحة السورية أظهرت للجميع بوضوح أنه لا بد من إيجاد آلية للحل الدائم.

وبين: “من الضروري لسوريا، التي دُمرت بنيتها التحتية وتشتت شعبها، أن تقف على قدميها من جديد وتنهي حالة عدم الاستقرار”.

وأردف: “إن الهدوء الأخير في الميدان يمكن أن يفتح الباب أمام السلام من خلال سياسات عقلانية، ومقاربات تركز على حلول وخالية من الأحكام المسبقة”.

وقال “إن عدم الاستقرار في المنطقة يوفر مجالًا لتحركات التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي، وهذه مشكلة، من المهم القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية عبر التعاون ودون تمييز، من أجل بناء مستقبل سوريا”.

وتابع :”من المهم تأسيس البنية التحتية الديمقراطية في سوريا، وضمان سلام شامل ومشرف فيها، والتعامل مع كل هذه الأمور على أساس سلامة أراضيها”.

وقال: “إن رياح السلام التي ستهب على سوريا ومناخ السلام الذي سيعم جميع أنحائها ضروريان أيضًا لعودة ملايين الأشخاص المنتشرين في مختلف الدول إلى بلدهم”.

وأشار إلى أن تنظيمات مثل “بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي”، و”داعش” لا ترغب بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا ولا تريد أن تنهض سوريا من جديد، وفقاً للأناضول.

وحول الأحداث بولاية قيصري التركية وبشمال سوريا، قال: “في الواقع، وبعد بدء الأحداث في الشمال السوري، تدخل رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة السيد عبد الرحمن مصطفى، وسرعان ما حول هذه التطورات السلبية إلى تطورات إيجابية”.

وأكمل: “وفي الداخل التركي، ومع التدخل السريع لقواتنا الأمنية في حادثة قيصري هدأت الأجواء وتلقينا نتائج إيجابية في كل مكان خلال وقت قصير”.

وأردف: “حتى لو وقعت مثل هذه الأحداث القصيرة في بلادنا، فإننا لا نسمح لها بالاستمرار، وفي الجانب السوري، الجهات المناهضة للتنظيمات الإرهابية لن تسمح بمثل هذا الوضع أيضاً”.

واندلعت مظاهرات غاضبة في الأول من تموز الجاري، في عفرين وإعزاز والباب في ريف حلب، سرعان ما توسعت رقعتها إلى إدلب وريفها وذلك بعد أيام من إعادة افتتاح معبر أبو الزندين في 27 حزيران الماضي، ورفضا للاعتداءات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

تابعونا على غوغل نيوز
تابعونا على غوغل نيوز