عبد الرحمن محمد
في قرية الحميدية بريف الرقة، وفي عام 1948 كانت ولادة الأديبة القديرة فوزية جمعة المرعي، التي ما فتئت منذ صباها أن تلج معترك الساحة الأدبية، وما أوسعها، في الرقة وسوريا، لتضع خطواتها الثابتة في عوالم الأدب بصنوفه، وخاصة في مجال الشعر والقصة والمقالة، وتخرج بعشرات المقالات عن الرقة والفرات وحضارات سادت المنطقة وثقافات ظهرت فيها، حتى بات اسمها يذكر في كل محفل من محافل الأدب في الرقة وسوريا وخارجها.
لم تكن فوزية المرعي شخصية عادية، أو إنسانة تستكين للواقع المهيمن، ولم ترضخ لسطلة الظروف والعادات والنظرة الدونية إلى المرأة، ولذلك برز اسمها امرأة مثقفة متحررة من قيود مصطنعة، وبتسميات واهية، فصنعت شخصيتها التي طالما فرضت نفسها بكل اقتدار واحترام.
في سن مبكرة اكتشفت عشقها لعوالم الأدب وحبها للشعر والكتابة والكلام المرصوف كالدرر، وعندما رددت ما كانت يجول بخاطرها على الشفاه جهارا، ظن أهلها أن بها مساً من الجن. لكن تلك الممسوسة بالجن تابعت قراءتها، واكتشفت ذاتها كامرأة وإنسانة، وعلمت أن الإرادة تصنع كل شيء، وعن قناعة صممت أن تكون في مواقع الريادة، فكان لها شرف أن تكون صاحبة أول منتدى أدبي في الرقة عام 2005م، وكان لها نتاج غزير تجلى ذلك في أعمال أدبية مميزة، ووفق تقرير لصحيفة روناهي نشرت بعضها في كتب منها:
1 ـ قناديل الوجد ج1 ـ دار المقدسية ـ حلب ـ 1998 ـ خواطر وتأملات.
2 ـ قناديل الوجد ج2 ـ دار الاتحاد ـ الرقة ـ 1999 ـ خواطر وتأملات.
3 ـ غريبة بين الشاهدة والقبر ـ دار المقدسية ـ حلب ـ 1999 ـ رواية.
4 ـ بحيرة الشمع ـ مطبعة الاتحاد ـ الرقة ـ 1999 ـ مجموعة قصصية.
5 ـ خلف ذاكرة الإبصار ـ دار النمير ـ دمشق 2002 ـ مجموعة قصصية.
6 ـ الهباري ـ دار قرطاجة ـ طرطوس ـ 2003.
7 ـ وهدن الصمت ـ دار قرطاج ـ طرطوس ـ 2003 ـ مجموعة شعرية.
8 ـ الرشفات ـ مطبعة الاتحاد ـ دمشق ـ 2005 ـ مجموعة قصصية.
9 ـ قارب عشتار من توتول إلى ماري ـ دار الطليعة ـ دمشق ـ 2007 ـ رواية.
عانت فوزية المرعي من تداعيات الأزمة السورية، وتركت مدينتها رغما عنها، وأقامت في تركيا لسنوات أربعة، وعندما تحررت الرقة من ظلام داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية، عادت على رقتها وفراتها وأهلها، وكانت من أبرز الوجوه الأدبية والثقافية في الرقة والمنطقة، ومن أبرز الناشطات النسويات كذلك، وكان لها الأثر الجميل والدور الفعال في الحراك الثقافي في الرقة وإقليم شمال وشرق سوريا، كونها كانت من الناشطات في الحراك الثقافي العام، وفي كل ما يخص المرأة وما تمثله في المجتمع من خصوصية، وكانت قدوة للحركة النسائية والأدبية منها بشكل خاص، وكانت الحاضرة دوما في مجمل الفعاليات الثقافية والأدبية.
كانت الأديبة الراحلة صاحبة أول منتدى ثقافي في الرقة، وكانت قدوتها في ذلك الكاتبة “مي زيادة” كما أشارت إلى ذلك في حواراتها، كما أنها كانت عضوة اتحاد الكتاب العرب، وعضوة في اتحاد مثقفي الرقة، وأمينة سر لجنة العاديات في الرقة، وعضوة في لجنة إحياء المدينة القديمة، بالإضافة إلى أنها حصلت على العديد من الجوائز الأدبية وشهادات التقدير المحلية والعربية.
ودعت الأديبة القديرة مدينة عشقها وفرات قلبها، وغاب قمرها عن سماء الرقة ليلة السابع عشر من آذار 2024م، لتترك من بعدها جميل الأثر والحرف الجميل العطر، وتاريخا حافلا بالإنجازات والعطاء.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=38913