في المسائل الكوردية

المنصور جعفر

هذه ملحوظات وخواطر عن تنوع وجود وتفاعلات أوضاع الأكراد كشعب تقاسمته وتقاسم أوضاع دولية متنوعة بما يجعل حل أزماته وأزمات الدول المتقاسمة لمنطقته مواشجاً عملية تغيير جذري في عموم الشرق الأوسط الكبير تجعلها في مستقبل متزامن حرة من نظم الانفراد الطبقي والاثني.

1- واقعيةً لا توجد قضية أو مسألة كوردية واحدة منفردة جامعة محددة بل عدد من جذور وأشكال الأزمات يتقاطع بعضها بالأصالةً أو بفعل السياسة والإعلام مع وضع أو مع تصور معين متصل أو موصول بشأن كوردي.

2- في تقسيمات الإثنية والقشرة الثقافية نجد ان المسائل والمناطق الكوردية تضم عدداً من الإثنيات ومظاهر الثقافات في البلد الواحد لكل واحدة من هذه المكونات (الكوردية) إما لغة أو إعتقاد أو تاريخ، او نشاط معيشي مختلف عن لغة أو اعتقاد أو تاريخ أو معيشة بعضها الآخر وكذلك لبعضها أطعمة وملابس وطقوس مختلفة. أي ان الأكراد جماعات شتى ومجتمعات متنوعة وليسوا جماعة واحدة.

3- في تقسيمات السياسة يتعدد تصنيف المسائل الكوردية فأحياناً تقدم كـ”قضية واحدة لشعب واحد وقع ضحية لتقسيم دولي”! وأحيانا تؤخذ كـ”قضية تخص دولة مفردة”! وفي مرات مختلفة تعامل قضايا البلاد والمجتمعات الكوردية ك”مسألة إثنية”! وأحياناً تصنف كـ”قضية قومية”! تنتهي لتقرير مصير وتقسيم الدولة، وأحياناً تعد مسألة “حكم ذاتي” في الدولة! وأحياناً تحسب كنشاط إجرامي أو إرهابي من”مجموعة إنفصالية و مطية تدخل أجنبي”! وأحياناً تحسب كقضية “حقوق هامش ضد مركز سيطرة”! وأحياناً تعد قضية “وطنية” تخص الأكراد لا مجال فيها لإثنيات أخرى تعيش معهم ! أو كقضية “وحدة وطنية”! وفي مرات أخرى تؤخذ كقضية صراع طبقي مباشر فتوصف بأنها قضية “تحرر من تحكم برجوازي”! وأحياناُ تصور المسائل الكوردية كقضية خاصة أو عامة لنضال “تحرر كادحين” أو “حرية للشعب الكادح من كل تصور برجوازي لوجود دولة” حتى لو كان هذا التصور يبدأ من أو ينتهي إلى مشروع “دولة كوردية”!

4- في الأوضاع الحزبيةً المختلفة في كل دولة نجد ان للمنتسبين للمسائل الكوردية آثار مختلفة فلكل منهم تقييم للأوضاع الكوردية العامة ولأوضاع الدولة المحيطة بهم بمحصلة تتلخص في وجود عشرات الأفكار والتنظيمات والأنشطة السياسية الكوردية في البلد الواحد.

5- دولياً، تنتشر المسائل الكوردية في حوالى عشرون أو حتى ثلاثون دولة لكل دولة منها تكوين وتقييم تعامل مختلف مع بعض التقييمات والتصورات الكوردية.

أدى هذا الوضع الكثير العناصر والعلاقات والبنى إلى جعل القضايا الكوردية مجالاً لأنشطة التحكم والتسلط والمخابرات ولعدد كثير من عمليات التهريب والاختراق والتغلغل والتجسس وزعزة الدول والحكومات، بل صارت قضايا الأكراد مصدراً لتبرير بعض الانقلابات الداخلية واللعبات الانتخابية في عدد من الدول. من ثم صار لها ضرر بالنسبة لبعض القضايا أكثر من نفعها.

6- اجتماعاً ، كانت ولم تزل القضايا الكوردية مطية لنخب طائفية وأخرى (قومية) وثالثة عشائرية ورموز حكومية وعائلات تجارية يمسك كل منها بطرف من أطراف القضايا الكوردية يستغله لمصلحته حتى غابت كثرة من عوامل النضال المشترك وتشتت مجتمعات ومجموعات الأكراد. وتحولوا من مكون أساسي في صراعات الدول إلى مجرد خميرة عكننة.

7- قد تنخفض أهمية النزاع الكوردي في سوريا والعراق بعد تضعضع النشاط الإمبريالي وانتباه دول الشرق الأوسط إلى تأجيج الصهاينة والخواجات لأزمات المنطقة واستغلالهم مظالمها الاثنية والطائفية لوضع المنطقة كلها في بوتقة نهب واضطهاد صهيوني إمبريالي، من هذه النتيجة الصفرية لدول سويا والعراق وتركيا ومن فيها من الأكراد بدأت في العراق ثم في تركيا فسوريا سياسات تخفف الاحتقان الداخلي وتشجع على التحول من الشكل الحربي للصراع إلى شكل سياسي وتجاري تتعاون فيه النخب.

8🛑 سياق هذه التحولات اتاحة فرصة لنشاط الاكراد داخل منظومات الدول عبر حزب أو أحزاب تعبر عنهم، وبهذا الاتجاه الى العمل والنشاط السياسي المدني ستزيد في المستقبل مع تجمع وإنتصار قوى الكادحين ان تنتصر الافكار والنظم الاشتراكية الهدف وبالتالي لن يعود التنوع الاثنوثقافي أو القومي يشكل أزمة سياسية.

https://en.m.wikipedia.org/wiki/Abdullah_%C3%96calan