أفادت تقارير إعلامية متعددة أن جمهورية قبرص (المعروفة أيضًا بقبرص الرومية) قد استلمت دفعات من منظومة الدفاع الجوي المتطورة “باراك إم إكس” (Barak MX) من إسرائيل، كجزء من جهودها لتحديث قدراتها الدفاعية بعد فقدان مورديها الروس الرئيسيين بسبب العقوبات الدولية.
في سبتمبر 2025، وتحديدًا في 12 سبتمبر، تم تسليم دفعة ثانية أو إضافية من الصواريخ عبر ميناء ليماسول تحت حراسة أمنية مشددة، حيث شوهدت مركبات عسكرية كبيرة تنقل المنظومة إلى مناطق داخلية. وفقًا لتقارير إعلامية يونانية قبرصية، فإن هذه الدفعة الثانية مخصصة لنشر المنظومة حول قاعدة أندرياس باباندرو الجوية في بافوس، وقد تم تجميع وتفعيل الدفعة الأولى بالفعل. كما لوحظ طائرة نقل عسكرية إسرائيلية من طراز C-130J Super Hercules تهبط في مطار لارنكا ليلاً.
المنظومة “باراك إم إكس”، التي طورتها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) في عام 2018، هي نظام دفاع جوي معياري قادر على التعامل مع تهديدات متعددة في وقت واحد، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، المروحيات، الطائرات بدون طيار، الصواريخ الجوالة، والصواريخ أرض-أرض. تشمل ثلاثة أنواع من الصواريخ: “باراك إم آر” (مدى 35 كم، ارتفاع 20 كم)، “باراك إل آر” (مدى 70 كم، ارتفاع 20 كم)، و”باراك إي آر” (مدى 150 كم، ارتفاع 30-35 كم)، مع قاذف يحتوي على ثمانية صواريخ جاهزة للإطلاق وقادرة على مناورات تصل إلى 50 جي. ويتميز النظام بتصميمه المتنقل، مما يسمح بنشره عبر شاحنات وإخفائه استراتيجيًا.
أشارت تقارير إلى أن التعاون العسكري بين قبرص وإسرائيل قد تعزز منذ 7 أكتوبر 2023، وسط تغيرات جيوستراتيجية في شرق المتوسط. وقد أدى ذلك إلى انتقادات من جانب الجانب التركي، حيث أصدرت وزارة خارجية الجمهورية التركية الشمالية القبرصية بيانًا في ديسمبر 2024 يدين “نشاطات التسليح” للإدارة اليونانية القبرصية، معتبرًا أنها “تحمل خطر تغيير التوازنات الحساسة في المنطقة”. كما وصف محللون أتراك المنظومة بأنها “أكثر خطورة من إس-300” بفضل رادارها المتقدم الذي يجمع معلومات استخباراتية.
وبدأت عمليات التسليم الأولى في ديسمبر 2024، حيث أعلنت وسائل إعلام قبرصية عن وصول الدفعة الأولى من المنظومة، والتي تهدف إلى استبدال أنظمة الدفاع الجوي الروسية القديمة مثل “تور إم1” (Tor M1).
وقال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس في تصريح له: “الأمر الوحيد الذي يمكنني قوله هو أننا سنفعل، ونفعل كل ما هو ضروري لتعزيز قوة الردع لقبرص، ليس فقط لأننا بلد تحت الاحتلال، بل كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي في منطقة ذات أهمية جيوستراتيجية خاصة.” وأوضح مصدر قبرصي رفيع المستوى لرويترز أن قبرص تلجأ إلى دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لترقية مظلتها المضادة للطائرات بسبب نقص قطع الغيار للأنظمة الروسية.
لم يصدر مسؤولو قبرص تعليقًا رسميًا مفصلًا حول التسليمات الأخيرة، بسبب التوترات المستمرة مع تركيا والانقسام في الجزيرة منذ غزو 1974.
المصادر:
https://www.timesofisrael.com/cyprus-takes-delivery-of-air-defense-system-from-israel-report-says/
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=75881




