خالد علوكة

هذا الكتاب طبع لاول مرة في الثمانينات من القرن الماضي ويتألف من 582 صفحة وعام 2006م طبعت هذه النسخة وتتكون من 12 فصل والكتاب اثار ضجة عند طبعه ومنع من السوق المصرية بامر من الازهر ودور للسادات رحمه الله في منعه  بحجة مهاجمته الثوابت الاسلامية والواضح يناقش الكتاب في فقه اللغة العربية وليس فقه الدين الاسلامي . وهذا المنع اضاف للكتاب قيمة وانتشر اكثر مما كان متوقع .والكتاب فيه تقلبات لغوية كثيرة تفاجئ القارئ. ومهما لخصت الكتاب فانه لايغني عن قرائته كاملا وسطرا سطراً.

ويجول بنا اولا الكاتب” نسيم مجلي ” في المقدمة ثم ندخل في قرائته :-

و يرى عوض بان العربية  لغة محدثة ولم تكن لغة آدم في الجنة الاولى ولا كانت مسطورة في اللوح المحفوظ قبل بدء الخليقة .

ص7 يقول الكاتب الامريكي أ.ف ستون في كتابه محاكمة سقراط :- إن حرية الاختلاف هي التي تنشأ حرية الكلمة –

وص12 نقرأ (– العرب امة حديثة نسبيا اذا قيس بما جاورهم من ألامم ونحن نؤرخ للحضارات عادة ببداية عصر التدوين واستعمال الابجدية ، وبهذا القياس يجب ان نبدأ تاريخ الحضارة العربية الشمالية والحضارة العربية في وسط شبه الجزيرة بما فيها الحجاز ببداية القرن الثاني ق.م أي بنحو 300 سنة قبل الاسلام ، أما تاريخ الحضارة العربية الجنوبية أي سبأ ومعين وقتبان تبدأ بنحو 800ق.م ويظهر شيوع الخط ألارامي في شبه الجزيرة العربية وينتهي الى النتيجة ألآتية :-

كانت الابجدية الارامية قبل الميلاد بقرون وبعد الميلاد بقرون هي ابجدية التدوين في الهلال الخصيب سواء من يتكلمون ألآرامية أو من يتكلمون العربية  .

واقدم نص عربي معروف ينتمي الى عام 328م وهو شاهد قبر أمرؤ القيس بن عمرو المتوفي في ذلك العام وهو يسمى صاحبه {ملك العرب كلهم } ويسجل ان امرؤ القيس هذا كان نائب قيصر الروم أوبيزنطة في بلاد العرب وانه حارب اهل نجران واخضعهم ، أما قريش فهي من عرب الشمال ، واقف قليلا هنا لاقول ان الدكتور عوض يؤيد رأيه بذكر حقيقتين هما :-

1.انه حسب المسح الاثنولوجي لمصر والمصريين الناطقين باللغة العربية يثبت انهم ينتمون الى مجموعات اثنولوجية مختلفة عن المجموعة العربية بالاضافة الى اختلافهم السلالي عن العرب .

2.إن النقوش السابقة للاسلام في شبه الجزيرة مكتوبة بالخط الارامي وان احدث نص عربي ينتمي الى عام 328م وهو شاهد قبر امرؤ القيس .

ثم ينفي او يرفض بعض النظريات الخاصة بتحليل قوميات هذه المنطقة والمرتبطة بفروض قديمة عن حركة الهجرات البشرية مثل رأي كيتاني بان حضارة الهلال الخصيب ليست إلا ثمرة نزوح الفائض من بدو الصحراء الى وادي الفرات والى الشام حيث استقروا البدو في المدن واستفلحوا الارض . وكذلك القول بان شبه الجزيرة العربية كانت زمن قديم موغل في القدم اكثر خصوبة مما عليه الآن ثم اصابها الجفاف وادى الى هجرة سكانها الاصليين .

ينفي موسكاني حدوث تغيير في مناخ شبه الجزيرة العرب منذ فجر التاريخ اي الالف 3و4 ق.م لكنه تشيرحدوث التغيرات في العصر الحجري القديم .

ويصل عوض الى القول :- ولن نستطيع ان نفسر ظاهرة تكون اللغة العربية من عناصر مشتركة مع اللغات الهندواوربية إلا اذا افترضنا ان التكون السكاني لشبه الجزيرة لم يكن فيضانا سكانيا من داخل شبه الجزيرة الى خارجها او حوافيها المحيطة بها .

وص14 نقرأ ( وقد انتهيت من ابحاثي في فقه اللغة العربية الى ان اللغة العربية هي احدى فروع الشجرة التي خرجت منها اللغات الهندواوربية واذا نحن اعتبرنا اللغة العربية نموذجا لبقية اللغات السامية خرجنا بان مايسمى مجموعة اللغات السامية هو احدى الفروع الرئيسة التي خرجت من هذه الشجرة تفرعت الى فروع ثانوية كانت العربية احدها ، فالعرب موجة متأخرة جدا من الموجات التي نزلت على شبه الجزيرة العربية من القوقاز والمنطقة المحيطة ببحر قزوين والبحر الاسود نحو 1000ق.م فنفذت الى الفراغ الكبير في شبه الجزيرة من طريق بادية الشام حاملة معها لغتها القوقازية المتفرعة من المجموعة الهندية الاوربية .

وتعني ذلك القبول بالنتيجة التالية التي تقول :- ان العرب حين نزلوا على شبه الجزيرة العربية انما نزلوا على سكان اصليين كانوا فيها من العماليق الذين تعرف من قصة الخروج في التوراة انهم كانوا مستقريين من الحجاز الى جنوب فلسطين من قبل خروج بني اسرائيل  . ويثبت عوض بان الهكسوس طردوا من مصر في القرن 15 ق.م ولاذوا للجزيرة العربية لينشروا ثقافتهم هناك لتسمى الثقافة الفرعونية . وليؤكد ان مصر الفرعونية اصل الثقافة العربية.

وص 16 نقرأ رداً على  الدكتور بدراوي زهران الذي نشر والّف كتاب ضد كتاب لويس عوض هذا واصفا الاخير بالصليبي المستغرب وهو نشر تحريضي لاثارة الفتنة والاستفزاز ويذكره عوض  بان الاقباط حاربوا الصليبين مع صلاح الدين الايوبي .

وقد رد على بدرواي الاستاذ على الالفي واصفا عوض بانه يستحق لقب ابن منظور القبطي ، وقوله وجدت مقالة لمهرج ينشد اعجاب الدهماء على ان اللغة العربية اساس اللغات دون سند ودون منهج ودون دراسة لنسبة اللغة العربية للساميات الاقدم ونسبة الساميات والحاميات وألآريات للمنبع القوقازي المفترض للاجناس واللغات . ومنهجية الدكتور عوض و تفهمه العميق للعلاقة الحميمة بين الفونوطيقا والانثروبولجيا وتحليله الذي ادى به الى تبين تداخل علم اللغة مع علم الاجناس مثل الشاميين ينطقون سين ب شين اسوة بالعبريات .

وص 19 مًيز المصري القديم بين مادة الجسد وصورة الجسد – كا – والروح المفارقة –با- واثر هذا التقسيم المصري في المنطقة عقائديا ولغويا .

وص21 هناك ترجيح بين دارسي اللغات القديمة لاشتاق الفعل العربي – أمن – ومشتقاته وقبله العبري والارامي من آمون الهيروغليفية والهيراطيقية اذ من المؤكد ان {أمين } كأسم فعل بمعنى – استجب – في لغات الارض كافة . ذلك ان صلوات المصريين القدماء كان تنتهي بآمين منذ الدولة الوسطى ويذكر ان معبد آمون كان حرما مقدسا كالكعبة عندنا ألآن . وهذا كله يرجح نحت الآمن وألامان من – آمون -.

ومن اللافت للنظر ان القاموس المحيط ولسان العرب ذكر بان الامان على وزن زمان هو الزارع . كما ذكر القاموس المحيط أن آمين او أمين – بالمد والقصر – اسم من اسماء { الله }.

وص 22 – اما من حيث قدم الجنس العربي يثبت لويس عوض بانه غير قديم من حيث عرف المصريين القدماء – الهكسوس والعمو – والميتاني والحيثين ولم يرد ذكرهم في التاريخ المصري القديم وكذلك لم يرد ذكرهم في نصوص حضارات الشرق القديم  قبل القرن 9 ق.م .

ويقول لويس – ان العرب أمة نسبية أذا قيست بما جاورهم من أُمم ، ويرجح الاصول العربية الانثرولوجية تعود الى موجه هندية ايرانية ، فالعرب ينتسبون الى ابراهيم وربما كان براهما الذي نسمع صداه في ابراهام . وابراهيم هو “الايونيم”- اسم رمزي طوطمي لجماع عرقية من موجة ايرانية استقرت في “اور”  عبر لورستان في ايران ثم هاجرة الى حران في عهد الكاسيين 1800ق.م .

والتوراة تجعل ابراهيم ينتمي الى بدايات الالف الثانية ق.م 1800 ق.م وقد نشأ برواية التوراة في أور أو في حران في بيئة تعبد ألاله سين رب القمر وثار ابراهيم على عبادة قومه ودعاهم الى للتوحيد وهاجر غربا الى كنعان مع مريديه وكان الاله الذي عبده ابراهيم اسمه ” شداي” أي إله الجبل .

= له تابع ج/2

مايو 2024م

شارك هذه المقالة على المنصات التالية