قراءة وإستنتاج في المشهد السوري الأخير!

بير رستم

بربكم أنتم يلي جييشتم الغوغاء والرعاع وقطعان الهمج ضد الطائفة المعروفية “الدروز” في السويداء ماذا كسبتم غير العار والنقمة وإعادة النظر في شرعية السلطة الحالية في دمشق، فها هو أكثر من كنتم تشدون ضهركم بتصريحاته؛ توم براك، بدأ ينقلب عليكم وعلى سلطتكم وهو يصرح؛ بأن “سوريا على مفترق الطرق” ويجبر على الجلوس مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، بالرغم من كل محاولات تركيا ودائرة حربها الخاصة إبعاد الكرد وقسد عن المشهد السياسي السوري وإدارة الملف الكردي أمنياً استخباراتياً، لكن حقدكم وغبائكم، أو بالأحرى حقد وغباء الوكالة التركية، المشار إليها والحكومة التركية عموماً -بالمناسبة الحقد عموماً يكون نتاج غباء الشخص- جعلتكم جميعاً تخسرون حتى دعم أقرب الناس لكم ويجبر على اللقاء بخصومكم؛ عبدي، والبحث معه عن حلول سياسية وأمنية.

وهذا ما “جنت براقش على نفسها” حيث حقدكم وغبائكم جعلكم تعتقدون؛ بأن “الحبل ترك لكم على الغارب”، مما دفعكم لأن ترتكبوا المجازر المروعة بدايةً بحق الإخوة العلويين في الساحل، ثم بتفجير الكنيسة ومؤخراً بهجومكم البربري البدائي الهمجي الوحشي تحت مفهومكم التراثي القبلي عن الغزو والقتل والسبي والنهب وها هي النتائج تخرج من خلال الموقف الأولي لأمريكا، ليس فقط من خلال مبعوثها، بل وعلى لسان أهم سلطة ديبلوماسية لها؛ وزير خارجيتها ماركو روبيو، والذي أشار بوضوح لتورطكم في جرائم الذبح والاغتصاب، فأنتظروا ما سوف يترتب عليه الأمور.

نعم اعتقدتم بغبائكم أن سوريا باتت لكم وحدكم بحيث رفعتم شعار؛ من “يحرر يقرر” مع أن التحرير أو بالأحرى إسقاط النظام المافيوي المجرم ما كان ليتم لولا القرار الدولي وأن رتل موتوراتكم ورتلكم على طريق دمشق حلب كان تكفيها طائرة هليكوبتر واحدة لتبيدها تماماً ومع ذلك قبل العالم بأن تكونوا “محرري” سوريا وتضع بيدكم السلطة، لكن بشرط بناء سوريا جديدة حرة ديمقراطية تشاركية دون إبادة للآخرين؛ “الأقليات”، إلا أن حقدكم وغبائكم وكذلك مشغليكم القطريين والأتراك جعلكم تصدقون كذبة أنتم أنفسكم فبركتموها وصدقتوها؛ بأن سوريا باتت سنية عربية بالكامل ولا مكان ل”الأقليات” فيها!

وهكذا بدأتم بإرتكاب الانتهاكات والمجازر بحق كل من يحاول الاعتراض على سياساتكم الغبية والقول؛ بأن سوريا لكل السوريين وبأن سوريا لا يمكن أن تكون سوريا إلا بكل أطيافها ومكوناتها الأقنية والدينية، ولكن دون جدوى حيث التعنت والتطرف والتمسك بكل حماقة بشعار؛ نريد إعادة الدولة الأموية متناسين أن التاريخ لا يعود، بل يتقدم للأمام، لكن لا عتب عليكم حيث معلمكم ومرشدكم ومرشد عموم جماعة الاخوان المسلمين في العالم؛ أردوغان، هو الآخر وحكومته الغبية، أعتقد بأن يمكن لهم إعادة الخلافة العثمانية، فرفعوا شعار “العثمنة الجديدة”!! إذاً ذوقوا مرارة أعمالكم وتحملوا نتائج حماقاتكم وسياساتكم الحاقدة، فإن سوريا لن تبقى مركزية استبدادية أيديولوجية، كما كنتم تحلمون بحيث تبدلوا أيديولوجيا قومية شوفينية بأخرى دينية سلفية جهادية، وإنما ستصبح دولة حرة ديمقراطية تشاركية ليبرالية لكل مكوناتها وأطيافها!

بالأخير أود القول؛ بأن أكثر ما يقهرني في هذه الكارثة والفاجعة التي حلت بالبلد وشعوبها هو وقوف العديد من الشخصيات المحسوبة على النخب السياسية والإعلامية والثقافية وهي تبث ذاك الخطاب السياسي العفن عن إعادة أمجاد الماضي وكأنهم يعيشون خارج المنطق وهم يسوقون بذاك الخطاب هذه القطعان لمحرقة الموت المجاني.. يا حيف يا بلد؛ كم من كم تضمين في أحضانك من الحمقى والأغبياء بصفة مثقف وكاتب وإعلامي.

Scroll to Top