قيادي في “قسد”: الاندماج الديمقراطي الذي نتحدث عنه يشمل جميع مكونات سوريا ودمشق أفشلت اتفاق 10 آذار

أجاب عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، سيبان حمو على أسئلة وكالة هاوار حول المناقشات الدائرة بخصوص الاندماج، وسبله وأساليبه التي يصفونها، وكيفية تطبيقه.

* تُناقش مسألة الاندماج على نطاق واسع في حل الأزمة السورية، وخاصةً لدى قوات سوريا الديمقراطية، فكيف تتعاملون مع الاندماج؟

تشغل كلمة الاندماج حيزاً مهماً؛ فالجميع يتحدث عنها، لكننا، قوات سوريا الديمقراطية، نفهمها بشكل مختلف، ووفقاً لفهمنا، فإنّ أفضل اندماج هو الاندماج الديمقراطي، فهذا الاندماج قائم على إرادة الشعب وعلى الوعي الحر، لكن يُناقش بطرق مختلفة، وفقاً لهم؛ “لقد أقيمت دولة في دمشق وعلى الجميع الانضمام إليها” لكن إذا قيّمنا التطورات، لا نرى وضعاً كهذا، فالطرف المقابل لا يلتزم بأي نظام وقد أطلقوا على أنفسهم اسم “الحكومة الانتقالية”، من منظور علمي، ليس لديهم وعي من شأنه أن يؤدي إلى المصالحة، هذا الوعي مبني على مبدأ قبول الحكومة، أي على أساس الحكم الإسلامي الصارم، وعلى الرغم من محاولتهم تغيير جلدهم والتواصل والانخراط في العلاقات بشكل مختلف، إلا أنّهم ليسوا في وضع يسمح لهم باحتضان المجتمع بأكمله.

نقطتان أساسيتان

* تريد قوات سوريا الديمقراطية الاندماج الديمقراطي، بينما تطالب الحكومة الانتقالية بحل قوات سوريا الديمقراطية، فما هو شكل أو آلية الاندماج التي تقترحونها؟

نؤكد على أنّ الاندماج الديمقراطي الذي تتحدث عنه قوات سوريا الديمقراطية يشمل جميع مكونات سوريا، فهو يشمل الشعب الكردي، وجميع شعوب شمال وشرق سوريا، وجميع أنحاء سوريا، وقد ينطبق أيضاً على العلويين والدروز والمسيحيين والسنة، عندما تصل الحكومة الحالية إلى مستوى الاعتراف بجميع المناطق وجميع المكونات في سوريا، حينها يمكن الحديث عن الاندماج الديمقراطي، لكن الآن لا يوجد مثل هذا الوضع، كثيراً ما يُذكر اتفاق 10 آذار الماضي، وكان الاتفاق الموقع بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وأحمد الشرع، أمراً إيجابياً، لكن الحكومة المؤقتة في دمشق أفشلت هذا الاتفاق، عند عقد هذا الاتفاق، وقعت مجازر كبرى بحق العلويين في الساحل السوري، كما شهدنا هجمات على السويداء، ثمّ أصدرت حكومة دمشق مسودة دستورية أحادية الجانب وضيقة الأفق، لم يكن أي من الأطراف السورية، بما في ذلك نحن، مشاركاً في تلك المسودة، والآن يتحدثون عن انتخابات برلمانية، وقد أعلنوا بأنفسهم أنّ شمال وشرق سوريا والسويداء غير مشمولين في هذه الانتخابات، وهكذا، أفشلوا اتفاق 10 آذار، وعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية، رأينا أن حكومة دمشق تفتقر إلى عقلية الاندماج الديمقراطي.

نريد بناء سوريا ديمقراطية تعبّر عن إرادة جميع المكونات من كرد وعرب وسريان وأرمن وغيرهم، بحيث يتمكنون فيها من التعبير عن أنفسهم، فنعيش في ظل نظام استبدادي منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد اندلعت الثورة ضده، لكننا نرى الآن محاولات للتوجه نحو استبداد جديد، أي نحو حكومة مركزية صارمة، إنهم يحتكرون كل شيء، دون استشارة أحد، هناك أوضاع سلبية أكثر من السابق.

إذا سألوا ما هو شكل الاندماج الذي تريدونه؟ يمكننا شرح ذلك تحت عنوانين: الأول هو الديمقراطية أو التحول الديمقراطي، والثاني هو حرية المرأة، لنسأل الحكومة المؤقتة في دمشق عن رأيها في هاتين النقطتين، فلتقل بنفسها، إذا كان أساس الاتفاق هو الديمقراطية وحرية المرأة، فمن الواضح أن حكومة دمشق تفتقر لهاتين النقطتين الرئيستين، لكننا لم نيأس من تحقيق الديمقراطية في سوريا.

يمكننا بناء مجلس مشترك

* إذا بُذلت الجهود لتطبيقه، فكيف سيتحقق دمج قوات سوريا الديمقراطية، وكيف سيُبنى الجيش؟

لا يمكننا حتى مناقشة دمج قوات سوريا الديمقراطية حتى تُجرى تعديلات على القوانين، أولًا، يجب إقرار القوانين وتحديد الإدارة، بعد ذلك، يمكننا مناقشة وضع قوات سوريا الديمقراطية، الآن قوات سوريا الديمقراطية بأنها حامية مكتسبات ثورة شمال وشرق سوريا، فإذا اتُخذت أي خطوات لدمقرطة سوريا مستقبلاً، فستصبح قوات سوريا الديمقراطية أساساً لضمان الأمن في جميع أنحاء سوريا.

إنّ كلمة “الاندماج” في جوهرها كلمة اجتماعية، وما يُمارس علينا الآن مرتبطٌ بأهداف سياسية، ونحن ننظر للأمر على هذا النحو؛ بهذه الطريقة ستحدث تطورات سياسية تؤشر إلى تغيير وتحوّل، نحن في قوات سوريا الديمقراطية، مستعدون لبناء هيكلية جديدة للجيش السوري انطلاقاً من خبراتنا السابقة، لقد اكتسبنا خبراتٍ عظيمة من خوض حربٍ كبرى ضد داعش في شمال وشرق سوريا، وخضنا أيضاً حرباً كبرى ضدّ نظام البعث، يمكننا أن نصبح أساساً للجيش السوري، وكخطوةٍ أولى، يمكننا إنشاء مجلسٍ عسكريٍّ مشتركٍ مع جيش حكومة دمشق، ويعتمد تنفيذ هذه الخطوات على الأهداف السياسية.

الجيش مرتبط بالسياسة

إنّ مشكلات المكونات السورية هي مشكلات سياسية وإدارية، عندما يُبنى نظام ديمقراطي، ويُنشأ نظام لامركزي، وتُمثل جميع مناطق سوريا بإرادتها، سيُبنى الجيش أيضاً على هذا الأساس، قد لا تتوافق السمات السياسية مع الجيش، فالجيش لحماية الإنجازات الاجتماعية الديمقراطية، ويُشكّل بالقوانين السياسية، يجب أن يكون الجيش ممثلاً لجميع المكونات مهما كانت طبيعة السياسة، سيكون الجيش كذلك، في مفهومنا، الجيش قوات للحماية والدفاع، مرتبط مباشر بالأهداف السياسية، وليس منفصلاً أو مستقلاً، فمهما كان النظام، فالجيش يحميه.

* كيف ترون دور القوى الإقليمية، كتركيا، في عدم تطبيق الاندماج الديمقراطي؟ ما هي مخاطر التدخلات في سوريا؟

لا شك أنّ للقوى الإقليمية والدولية تأثيراً في حل مشكلات سوريا، مع ذلك، لا ينبغي نسيان أنّ هذه القوى لا تعمل ضدّ مصالحها، ويمكن أن تسهم هذه القوى في التوصل إلى حلول، ولكن يمكن لها أيضاً أن تتسبّب بتعميق الأزمات وتفاقمها، الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة الرئيسة عن ذلك، فالتحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية هما الطرف الأكثر تأثيراً في سوريا، بل والمسؤول عن التغيير الجاري، مطالبنا من القوى الغربية هي أن تطبق ما تريده لنفسها على الشعب السوري أيضاً، على سبيل المثال، أميركا غنية بالعلم والتكنولوجيا والقانون والحقوق والعدالة، لكن في دول أخرى، تُفتعل الصراعات لتحقيق مصالحها، ما نطلبه هو حرية الشعوب، والمهم بالنسبة لنا هو حماية قيم المجتمع، نأمل ألا تقوم الدول الغربية بحساباتها الاقتصادية على حساب الشعب هنا.

خلال الخمسة عشر عاماً الماضية من عمر سوريا، عاشت شعوب المنطقة الكثير من الحروب والدمار والقتل والتهجير، وما زلنا نشهد هذا، وهذه ليست معزولة عن سياسات القوى الدولية، وبالطبع، فإنّ دور تركيا في سوريا مهم، نريد أن نقول إنّنا، كقوات سوريا الديمقراطية، لم نشكّل يوماً تهديداً للدولة التركية، إنّنا نؤمن أنّ وجود الشعب الكردي هو ضمان دمقرطة سوريا، وبقدر ما نأخذ في الاعتبار الكرد والعرب والعلويين والدروز والمسيحيين بقدر ما نأخذ في الاعتبار الشعب التركماني، إذا كانت تركيا تريد السلام والاستقرار في سوريا، سيكون السلام والاستقرار في سوريا أساساً لأمن تركيا أيضاً، لذا يجب ألا ترى في الكرد تهديداً لها، يجب أن تؤمن بأن الكرد هم أساس دمقرطة سوريا.

* ما الذي سيجلبه الاندماج لشمال وشرق سوريا؟

إنّ الاندماج الديمقراطي القائم على حرية جميع المكونات، سيكون الحل لجميع مشكلات سوريا والمنطقة، لكن إذا كان قائماً على عقلية التبعية والإخضاع، فلن تتخلص سوريا من الأزمات، أودّ أن أؤكد مجدداً على أن عقلية التبعية والإخضاع هي التي سمحت بحدوث مجازر في منطقتي الساحل والسويداء، لكن إذا كان الاندماج ديمقراطياً، فلن تكون هناك صراعات أو أزمات لا في شمال وشرق سوريا، ولا في باقي أنحاء سوريا.

نمرّ بمرحلة حساسة للغاية، هدفنا بناء سوريا ديمقراطية موحدة، وكثيراً ما يُفشل نضالنا هذا حسابات البعض، ولذلك يشنون هجمات ضدنا، ويحاولون خلق الفوضى في مناطقنا، لكن شعبنا في شمال وشرق سوريا مدرك لهذه الألاعيب، وموقف جميع مكونات المنطقة هو ضمانة مستقبل دمشق وسوريا بأكملها.

ما تعرّض له الدروز في السويداء لم يكن من تدبير العشائر، بل كانت لعبةً مخابراتية، إنّهم يريدون ارتكاب عمليات إبادة جماعية بحق الشعب بطرقٍ مختلفة، وأنا أؤمن بأنّ شعبنا يدرك ذلك ولن ينخدع بهذه الألاعيب، بتعايشنا المشترك سنبني سوريا، ولا نملك أي فرصة للعيش منفصلين، وبهذه المناسبة، أوضّح أنّ حماية الأراضي السورية ستتم في المستقبل بهذه الطريقة.

 

Scroll to Top