جواد إبراهيم ملا
البارحة في 13-2-2025 أدلى وزير الخارجية الفرنسي “جان نويل بارو” خطابا أمام مؤتمر سوريا المنعقد في باريس، حيث جاء في خطابه:
“إن باريس تريد رؤية سوريا دولة ذات سيادة وحرة وموحدة ومستقرة…”
“يجب أن تسكت الأسلحة والمدافع في كل أنحاء سوريا وخاصة في شمال وشمال شرق سوريا…”
“لا يمكن لسوريا أن تكون ملاذا للتنظيمات الإرهابية التي تهدد بشكل مباشر جيران سوريا…”
وغيرها من الكلمات المبطنة ككل البيانات الاستعمارية لإتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ومؤتمر لوزان 1923 ومعاهدة سعد آباد في العام 1934 ومؤتمر طهران 1943 وحلف بغداد في العام 1955 والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب الحركة التحررية للشعب الكوردي، مع أنها لم تذكر في بياناتها وخطابات زعمائها كلمة واحدة عن الكورد وكوردستان، بالضبط كما جاء في خطاب وزير الخارجية الفرنسي “جان نويل بارو” وهو أيضا لم يذكر الكورد ولكنه يقصد الكورد بالضبط.
ولكن جميع الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات الاستعمارية ا لآنفة الذكر فشلت فشلا ذريعا في قمع الحركة التحررية للشعب الكوردي.
كما إن الدول التي تحتل كوردستان (تركيا وسوريا والعراق وايران والإتحاد السوفيتي السابق) وأسيادهم الدول الكبرى التي عقدت إتفاقية سايكس بيكو ومؤتمر لوزان ومعاهدة سعد آباد ومؤتمر طهران وحلف بغداد وغيرهم من الإتفاقيات العلنية والسرية، فشلوا أيضا في إيقاف الثورات الكوردية لذا عمدت الدول التي تحتل كوردستان وأسيادهم إلى تشكيل تنظيمات كمنظمة داعش الارهابية من أجل ضرب مقاومة الشعب الكوردي بدون أن تلحقهم أية مسؤولية جزائية.
إلا أن منظمة داعش الإرهابية انهزمت أمام أبطال الكورد في جنوب وغرب كوردستان (كوردستان العراق وسوريا) وفشلت في إيقاف المد الثوري الكوردي في كل من سوريا والعراق.
نعم، لقد قدم الشعب الكوردي عشرات الآلاف من أفضل المقاتلين الكورد ضحايا الإرهاب الداعشي المفبرك من قبل الدول الكبرى وعملائهم الدول التي تحتل كوردستان.
وحينما رأت الدول الاستعمارية الإرهابية، الإقليمية والعالمية، فشل منظمة داعش كمنظمة، فجعلوها دولة، كالدولة التركية الطورانية والجمهورية الايرانية الاسلامية والدولة العراقية وأخيرا الدولة السورية… وجميع هذه الدول بنت دولها على أساس إرهابي في تهميش وجود الشعب الكوردي وإنكار حقوقه وحركته الوطنية التحررية.
وبالرغم من إن الشعب الكوردي وعلى مر العصور كان ولا يزال ضحية من ضحايا الارهاب، ويعود الفضل في ذلك للقيادات الكوردية الحزبية التي أقنعت الشعب الكوردي في أن يخجل من المطالبة بحقه في الحرية والاستقلال وأخذ الثأر من الإرهابيين في عقر دارهم ولو لمرة واحد.
وأخيرا وليس آخرا، لقد كانت الدولة الكوردية في جنوب كوردستان قائمة منذ العام 1992 ولكن الفيدرالية استطاعت من امتصاص الروح الثورية الكوردية بالمناصب والرواتب…
وفي سوريا اليوم إن كل من يعمل على تهميش الكورد وإنكار حقوقه فإنه يستعجل في قيام الدولة الكوردية في غرب كوردستان.
ولكن مهما كره الكارهون فإن دولة كوردستان قادمة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=62607