لماذا يُجبر الكُرد دائمًا على تبرير مطالبهم المشروعة، بينما الدروز يطالبون الآن بالاستقلال؟

جوان سعدون

• خلال سنوات طويلة ، ظلّ الكرد في سوريا يُعرَضون كمصدر تهديد، واضطروا لتبرير مطالبهم بـ” التكامل ضمن الدولة ” مقابل استعطاف النظام والداعمين الخارجيين.
ولكن الواقع تغير:

• فالدروز الآن يطالبون بالاستقلال حقًا ، حيث خرج آلاف المتظاهرين في السويداء، لأول مرة، رفعوا شعار “تقرير المصير ” ، ورفضوا اللامركزية أو الفيدرالية، وهاجموا الدولة مجدداً، مطالبين بمنطقة مستقلة بعد المجـ..ـازر التي تعرضوا لها.

• ومن جهة أخرى ناشد زعيمهم الروحي، الشيخ حكمت الهجري المجتمع الدولي والدول الحرة للدعم لتأسيس ” منطقة منفصلة” تحمي الدروز، مشيرًا إلى أن أمنهم المهدد لا مكان فيه تحت سلطة دمشق.

• هل يحق ذلك للكُرد أيضاً ؟

نعم. المبدأ الدولي لحق الشعب في تقرير المصير منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، ورغم تداخلاته مع وحدة الدول، فإن الضحايا والطائفية والتمييز قد يبررون مثل هذا الموقف، خاصة بعد أن فشلت الدولة في حماية الدروز.

• الكُرد لطالما طرحوا مطالب مشابهة ضمن إطار الدولة بل و تنازلوا حتى لمطلب ” الحقوق الثقافية” فقط كما رفعت الشعارات في انتفاضة 2004 ” ، لكن في خلفية الوعي العام السوري ظهروا كـ” متمرّدين ” أو ” أقل وطنيّة” أو حتى كخونة .

• في المقابل، لا يسعى الدروز اليوم إلى التبرير بل يرفعون شعار “نريد الاستقلال” بوضوح، مدعومين بالفعل المقاوم على الأرض. والمفارقة أن هذه المطالب، رغم كونها أكثر راديكالية، تُقدَّم كاستحقاق مشروع، بينما ظلّ الكُرد لسنوات يُتَّهَمون بالانفصالية رغم أنهم طرحوا الفيدرالية أو الحكم الذاتي ضمن سقف سوريا الواحدة.

• وبالمحصلة ، بني أمية كالعادة كما حاولوا طمس هوية غرب كُردستان سابقاً ، يحاولون اليوم طمس هوية الجنوب السوري ليُظهروا أنّ الدروز هم لاجئين طارئين جاؤوا إلى سوريا مؤخراً ويريدون تجزئتها !

من المسؤول عن المطالب الكُردية التي لا تتجاوز فدرالية أو إدارات ذاتية و التي لم ترتقِ يوماً لمستوى الحلم الكُردي في الاستقلال والخلاص من نير الظلم والقهر!؟

 

Scroll to Top