جواد إبراهيم ملا
لقد تألمت جدا بوفاة الخال حمه عزيز الذي له دوره الكبير في النضال القومي الكوردي التحرري.
توفي الخال حمه عزيز قبل اسبوعين في ألمانيا بعد صراع طويل مع المرض وتم نقل جثمانه الطاهر إلى السليمانية ليدفن في مقبرة سيوان.
منذ ستينيات القرن الماضي كان الخال حمه عزيز عضوا في حزب كاژيك وعندما أمر كاژيك منتسبيه وأنصاره بالالتحاق بثورة ايلول 1961 بقيادة الجنرال مصطفى البارزاني، إلتحق الخال حمه عزيز بالثورة الكوردية المجيدة… وحينما علم الجنرال بارزاني بإنتمائه وخلفيته القومية الكاژيكية عينه في مختلف المراكز الهامة في قيادة الثورة الكوردية.
لقد كان لقائي الأول بالخال حمه عزيز في العام 1972 بنفس الفترة التي إلتقيت فيها بالجنرال مصطفى البارزاني ومعظم قادة الثورة آنذاك. فإلتقيت بالخال حمه عزيز في مكتبه في قيادة ثورة ايلول بمنطقة ناوبردان حيث كان رئيسا لجهاز الأمن (الپاراستن) في الثورة الكوردية.
وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي زرت الخال حمه عزيز في منزله في ألمانيا عدة مرات كما زارني في منزلي في بريطانيا عدة مرات ايضا، وفي كل زيارة كنا نقضي الايام وحتى منتصف الليل ونحن نتبادل الأحاديث الجميلة عن النضال القومي الكوردي حيث لنا مواقف مشتركة عديدة وخاصة إننا شربنا من نفس النبع الفكري الكاژيكي المقدس.
وقد كان للخال حمه عزيز دوره المتميز في حضوره ومشاركته الفعالة في المؤتمر التأسيسي الأول للمؤتمر الوطني الكوردستاني بمدينة لندن في العام 1989.

ولقد كان آخر لقاء لي مع الخال حمه عزيز بمدينة هولير في 2-1-2010 حيث استمتعت بأحاديثة الشيقة وتحليلاته السياسية المتميزة في سهرة عائلية لطيفة مع الاعزاء في منزل آرين زوجة المهندس ريباز الذي يكون ابن شقيقة الخال حمه عزيز، كما إن آرين تكون إبنة ليدا شقيقة زوجتي ليلى وقضينا جميعا وقتا سياسيا وعائليا رائعا. وفيما يلي أدناه صورتي مع الخال حمه عزيز، تاريخها في ذلك اللقاء.
لقد اعتمد الجنرال مصطفى البارزاني على أعضاء حزب كاژيك (الذي تأسس في العام 1959)، اعتمادا كليا وبلا حدود لأن فكر كاژيك لا يختلف عن فكر الجنرال بارزاني في النضال من أجل الدولة الكوردية، فما كان من الجنرال بارزاني أن عهد إليهم أهم المراكز الادارية والعسكرية في ثورة ايلول 1961 والخال حمه عزيز كان أحدهم الذي كان مديرا إداريا لشؤون ثورة ايلول ورئيسا لجهاز الأمن (الپاراستن)، والشهيد فتاح محمد أمين، فتاح آغا كان آمرا لأهم لواء في الثورة (هيز خبات) حيث كان عدد البيشمركه فيه يزيد عن ستة آلاف. والشهيد الشيخ محمد هرسين المسؤول الأول عن الشؤون المالية في الثورة… وغيرهم الكثير من أعضاء وأنصار كاژيك.
اليوم وأنا أكتب هذه الكلمات بحزن كبير حول وفاة الخال حمه عزيز، استلمت من الرفيق اسكندر رسالة أليكترونية تقول: في أن الصحفي والمناضل والأديب الكوردي اسحق تپه قد توفاه الله في مستشفى بتليس في شمال كوردستان حينما كان يتلقى العلاج هناك، فأصبح حزني أشد وأقسى.
مع إني أعلم الكثير حول نضال الأديب اسحق تپه وإبنه الشهيد فرهاد، إلا إني إلتقيته مرة واحدة في البرلمان البريطاني في 7-4-2014، وفي هذا اللقاء ترك إنطباعا لا يمحى من ذاكرتي بلغته الكوردية النقية وردود أفعاله التي تعبر عن مواصفات الشخصية الكوردية أصدق تعبير، حيث كان مديرا لمؤسسة اسماعيل بيشكجي الوقفية في اسطنبول ومرافقا للبروفيسور اسماعيل بيشيكجي… وحينما تحدثت مع البروفيسور اسماعيل بيشيكجي الذي لا يعلم سوى اللغة التركية فكانت مهمة اسحق تپه الترجمة فيما بيني وبين البروفيسور اسماعيل في اللغتين التركية والكوردية. كما هو مبين في الصورة أدناه. (التفاصيل في كتابي الذي يصدر قريبا تحت عنوان: الدولة الكوردية، كفاح من أجل البقاء)
رحم الله الخال حمه عزيز والأديب اسحق تپه وجميع المناضلين من أجل استقلال كوردستان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=79483





