بير رستم
هل يمكن لأحدكم أن يقول لنا؛ ماذا يجري داخل رأس قنديل، ولماذا تبني مثل هكذا عمليات تضر ولا تفيد، مرة لمركز أمني وهذه المرة لمصنع عسكري.. نعم اختيار الموقعين موفق، لكن التوقيت وشكل العملية بحيث إنها لا تتجاوز البوابة ويقتل فقط منفذي العملية وبطريقة تشبه عمليات الدوائش ومن ثم تأتي المنظومة وتتبنى العملية الهزيلة والمفبركة بقناعتي، أفلا توحي لكم بأن هناك طرف يحاول إعطاء الحجة والذريعة لتركيا بأن هؤلاء حقاً “إرهابيين” وبأن تركيا مع عملية السلام، بينما الكرد وهذه المنظومة هم من يرفضون السلام.. أو على الأقل بأن هناك طرف أو جناح في قيادة قنديل تريد أن تفشل أي محاولة من طرف أوجلان بخصوص عملية السلام وبذلك يقدمون خدمة لتركيا!
وربما علينا أن لا نستبعد؛ بأن يكون هناك في قنديل من يريد أن يساعد فريق بهجلي-أردوغان وتلميع صورتهم من خلال هكذا عمليات بحيث تخرج علينا حكومة تركيا وتقول؛ ها نحن نطرح عملية سلام، بينما هم يقومون بأعمال إرهابية.. أو هيك بكون نجح بهجلي وأردوغان بتسويق حكومتهم الفاشية، بالرغم أن ما قام به بهجلي ليست أكثرمن مسرحية سخيفة حيث حل القضية لا تكون عبر وسائل الإعلام ومصافحة بعض البرلمانيين، بل تحتاج أولاً لخطوات وإجراءات عملية من إطلاق سراح رؤساء البلديات وإعادتهم لمناصبهم وإطلاق الحريات العامة وكف يد الجندرمة والاستخبارات في كل صغيرة وكبيرة بحياة المواطنين وبالأخص الكرد وعمل لجان قانونية للعمل على إعداد مشروع لحل كل الملفات وعلى رأسها القضية الكردية.
نعم؛ نعلم بأن تركيا ومن خلال بعض الإجراءات والتي أشبه بالهزلية والمسرحيات السخيفة، تريد أن تقول: بأنها “تمد يد السلام نحو أكرادها!”، كما رأينا تحت قبة البرلمان وما قام به القشمرجي بهجلي. وهكذا فإن تركيا تريد أن تحسن من صورتها في الداخل والخارج وهي ليست أكثر من فبركة مسرحية، كما قلنا، من قبل الثنائي أردوغان-بهجلي، لكن هل يكون الرد من قبل المنظومة الكردستانية بعمل عسكري أكثر هزليةً ومسخرةً، أضرارها لا تتجاوز خدش باب المصنع، وبحيث يأتي في خدمة مخططات تركيا، أم بعمل ديبلوماسي يعري سياساتهم تماماً ويجرهم إما لمفاوضات حقيقية أو تعريتهم وتعرية أكاذيبهم بخصوص عملية السلام؟
للأسف تبني مثل هكذا عمليات وفي مثل هكذا ظروف ليست لها إلا غاية واحدة؛ خدمة مخططات الفاشية التركية.. نعم فقط تخدم الحكومة الفاشية التركية وذاك الجناح الذي لا يريد أن يتوقف الحرب، مثلهم مثل جماعة حماس وحزب الله وبعض أذرع إيران الأخرى ولا نستبعد أن تكون جزء من مخطط إيراني لتفعيل هذه الجبهة أو جناحها داخل قنديل بحيث تتبنى هذه الأخيرة عملية أنقرة وذلك لخلط الأوراق وفتح جبهات أخرى وهذا المشروع يخدم طبعاً كل من إيران وتركيا ولضرب أي طموح كردي بالاستقلال وخاصةً بعد تلميح إسرائيل بهذا الخصوص. وهنا نأمل من الأخوة في قيادة روژآڤا وقسد أن لا يرتكبوا حماقة حزب الله بربط الجبهات، بل أن يكونوا خلف ما طرحه أوجلان من مقدرته على قيادة عملية السلام.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=53755