بير رستم
شخصياً أنا متفائل بمستقبل سوريا وذلك لمؤشرات عدة؛ أولها تخلصنا من حكومة بوليسية قمعية عروبية عنصرية، يقودها حزب البعث والجهات الأمنية وعلى رأسها رئيس أهبل مخبول، بالمناسبة هذه كانت نظرتي له منذ اليوم الأول من استلامه أو توريثه السلطة في دمشق وعلى مرأى ومسمع الكثيرين قلت وكررت موقفي ذاك.. نعم تخلصنا من تلك الحكومة والنظام القمعي البوليسي وما كان من شعارات أيديولوجية لم كان يسمى ب”محور الممانعة والمقاومة” وكذلك من صور المهبول وأبوه وأخوه؛ راكب الحصان حيث أينما كنت تنظر كنت تجد تلك الصور قد شوهت جداريات المدينة، طبعاً قد يقول قائل؛ أليس البديل هو نظام أيديولوجي أسوأ حيث الفكر الجهادي السلفي؟!
ولهؤلاء نقول؛ بأن لا مستقبل لهذا الفكر الجهادي في سوريا وأن من يتابع التطورات خلال المرحلة الماضية يدرك تماماً بأن هؤلاء القادة الذين في دمشق هم ليسوا نفس أولئك الذين كانوا يقودون الحكومة المؤقتة في إدلب، طبعاً لا نقصد الأشخاص حيث هم أنفسهم، بل نقصد الذهنية السياسية التي يعملون بها، فبينما كان الفكر الجهادي السلفي هو الذي يؤسس لمنهجية ذاك الكيان الإسلامي في الشمال؛ إدلب، نجدهم في دمشق أقرب إلى الفكر الليبرالي الغربي حيث القبول في التحالف مع الغرب والأمريكان وحتى مع الإسرائيليين وذلك بدل روسيا وإيران ومحور الممانعة وهذه براغماتية سياسية يحسب لهم صراحةً.
كما أن وبخصوص النظام السياسي القادم في سوريا، فإن السلطة الجديدة ستحاول قدر الإمكان تلبية الشروط الغربية وذلك بالموافقة على محاربة الجماعات الجهادية الإرهابية، حتى بعض الأطراف داخلها، وهذه ستجعلهم يقبلون انفتاحاً على المكونات المجتمعية السورية المتعددة وكذلك التحالف مع الكرد وقوات سوريا الديمقراطية وأيضاً الموحدين “الدروز” والعلويين وباقي المكونات وبالتالي حكومة تشاركية ومهما كانت التسميات؛ حكومة اتحادية فيدرالية، لا مركزية سياسية وانشاالله حتى كانتونات ومحافظات وإدارات محلية، بمعنى أنتهى زمن الدولة المركزية بأيديولوجيا واحدة؛ إن كانت بعثية عروبية أو إسلامية طائفية.
والأهم من كل هذا وذاك؛ أنتهى عصر الدولة الأمنية والعنصر المخابراتي التافه ذاك الذي كان يضع الملف الكردي في أحد أدراجه ويتحكم بشعبنا ومناطقنا من خلال فرع أمني حقير سخيف حيث مضى ذاك الزمن وبات الكرد وقضيتهم قضية وطنية سورية، بل إقليمية ودولية ولا يمكن حل وإستقرار سوريا من دون حل هذا الملف حلاً وطنياً بحيث نكون شركاء حقيقيين في البلاد ولنا كامل الحقوق.. يعني وبإيجاز نقول؛ لو فقط وقفنا عند هذه النقطة الأخيرة لوجدنا أين كنا وأين أصبحنا ففي حين كان أحد قيادات الفروع الأمنية تجبر كل القيادات الكردية بالوقوف في مكتب أمني حقير ليأخذوا التعليمات بشأن نوروز، ها هم قادتهم اليوم يجلسون ويوقعون المفاوضات مع القادة الجدد في البلاد كأنداد وحلفاء وليس كعبيد وأتباع.
نعم سوريا القادمة ستكون سوريا حرة ديمقراطية لكل أبنائها ومكوناتها!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=79584




