الأربعاء 16 تموز 2025

مجازر السويداء تتواصل.. أكثر من 250 قتيلاً وسط قصف ومحاصرة مستشفيات ومناشدات لوقف التصعيد

لا تزال محافظة السويداء تعيش على وقع اشتباكات عنيفة وقصف مكثف منذ فجر الأحد 13 تموز، وسط انقطاع تام للإنترنت والكهرباء، وأوضاع إنسانية وأمنية متدهورة. ووفقاً لما أورده “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 260 شخصاً، بينهم ما لا يقل عن 21 مدنياً أُعدموا ميدانياً.

وبحسب المرصد، سيطرت القوات التابعة لوزارة الدفاع على دوّار العنقود في مدينة السويداء، في وقت حاصرت فيه بلدة رساس جنوبي المحافظة، مما أثار حالة من الهلع في صفوف المدنيين خوفاً من الانتهاكات، لاسيما بعد ورود أنباء عن إعدامات ميدانية نفذتها هذه القوات.

وأشار المرصد إلى أن القصف المتواصل على مدينة السويداء وقريتي سهوة البلاطة والثعلة يتم عبر قذائف الهاون والمدفعية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين ووقوع إصابات حرجة. وذكر أن أحد الضحايا كان رجلاً مسنّاً أعدم ميدانياً بعد اقتحام قرية الثعلة، عقب تعرضه للإهانة من قبل القوات الحكومية.

وتوزعت حصيلة القتلى التي وثقها المرصد على النحو التالي:

* 82 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 4 أطفال و4 سيدات.
* 156 عنصراً من وزارتي الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من البدو.
* 22 شخصاً، بينهم 3 نساء، أُعدموا ميدانياً برصاص قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع محاصرة مستشفى السويداء الوطني من قبل القوات ذاتها، ما أدى إلى انقطاع الدعم الطبي بالكامل عنه، رغم وجود إصابات خطيرة بين المدنيين. وقالت مصادر للمرصد إن الطواقم الطبية تعمل منذ أكثر من 72 ساعة دون توقف، وسط نقص حاد في الكوادر والمستلزمات، وانقطاع كامل للكهرباء، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

وأكدت المصادر ذاتها أن محيط المستشفى يشهد انتشاراً للقناصين، لاسيما على طريق القلعة – ساحة تشرين، التي أصبحت غير آمنة بشكل كامل، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى المنشآت الطبية. وقد تزامن ذلك مع تحذيرات وجهت للمدنيين بعدم الاقتراب من هذه المناطق.

في سياق المعارك، تركزت الاشتباكات في ساحة تشرين ومحيطها، وسط عمليات كر وفر بين القوات الحكومية والعناصر المحلية، في وقت أفيد فيه بوجود قناصين تابعين لوزارة الدفاع وسط المدينة. وأظهرت مشاهد خروج سيارات تابعة للوزارة وهي محمّلة بممتلكات مدنية من السويداء، ما أثار مخاوف من عمليات نهب.

وفي الساعات الأخيرة، استعادت قوات من وزارة الدفاع وعناصر من العشائر السيطرة على ساحة تشرين بعد هجوم انطلق من منطقة المقوس.

ومع تفاقم الأوضاع، تتواصل المناشدات من داخل المدينة لوقف التصعيد، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات، وتأمين الحماية للمدنيين والكوادر الطبية، في ظل انهيار الخدمات الأساسية وتصاعد المخاوف من مزيد من الانتهاكات.