مجزرة “العسلية” في منبج: انفجار مروع يودي بحياة 22 مدنياً أغلبهم من العاملات.. والأهالي يحمّلون الجهات الأمنية المسؤولية (تقرير)

أفاد تقرير صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بان الانفجار، الذي وقع في 3 من شباط/فبراير 2025 في منطقة العسلية بمدينة منبج على الطريق الدولي قرب دوار المطاحن، أسفر عن مقتل 22 مدنياً، بينهم 21 امرأة ورجل واحد، هو سائق الشاحنة التي كانت تقل أكثر من 30 مزارعة إلى مكان عملهن، بالإضافة إلى وقوع 16 جريحاً.

ووصف الطبيب أمين المشهد من “مشفى منبج الوطني” الحادثة بأنها “الأكثر دموية” منذ سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا على المدينة في كانون الأول/ديسمبر 2024 ضمن عملية “فجر الحرية”. وأشار إلى أن عدد الضحايا قد ارتفع لاحقاً بسبب الإصابات البليغة.

في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، اتهم مصدر عسكري من “الجيش الوطني” قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالوقوف خلف الهجوم، قائلاً إن المنفذ “حاول إدخال السيارة المفخخة إلى عمق المدينة، لكنه اضطر لتركها على الطريق بعد فشل الاختراق”، مشيراً إلى أن المنفذ فر باتجاه الرقة.

لكن “قسد” نفت مسؤوليتها، وأدانت التفجير في بيان على “فيسبوك”، معتبرة أن “ثقافة المفخخات والاقتتال الداخلي والإرهاب والفوضى… هي جزء من سلوك الفصائل المرتزقة التابعة لتركيا”.

وتضاربت الروايات حول مكان وزمان وضع السيارة المفخخة. سكان من “حي الأسدية”، القريب من موقع الانفجار، أكدوا لـ”سوريون” أن السيارة كانت مركونة في المكان قبل يوم من التفجير، فيما أشار شاهد العيان جمال خليف إلى أن “الجهات الأمنية لم تتعامل بجدية مع بلاغات الأهالي”، قائلاً:
“الناس أبلغوا مراراً عن السيارة المشبوهة، لكن لم يُتخذ أي إجراء. مرت سيارات أخرى بجانبها دون أن يحدث شيء، وعندما وصلت سيارة العاملات… وقع الانفجار فجأة وسقط الضحايا”.

ومنذ سيطرة فصائل “الجيش الوطني” على منبج، شهدت المدينة سلسلة من سبعة تفجيرات بسيارات مفخخة. وبحسب شهادات حقوقية، تصاعدت انتهاكات حقوق الإنسان في المدينة، من إعدامات ميدانية إلى نهب الممتلكات، مما دفع العديد من السكان للنزوح.

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة