مسد: بيان حول تعرّض أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب للقصف

بيان:

انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، وفي لحظة دقيقة تتطلب أعلى درجات الحكمة وضبط النفس، يتابع مجلس سوريا الديمقراطية بقلق بالغ ما أقدمت عليه قوات محسوبة على الحكومة المؤقتة من قصفٍ بأسلحة ثقيلة طال أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، ما أسفر عن جرح سبعة عشر مدنياً، واستشهاد امرأة، في انتهاك خطير يهدد حياة السكان وسلامة ممتلكاتهم. إن المجلس، وإذ يضع حماية المدنيين في صدارة أولوياته، يدين هذه الاعتداءات باعتبارها سلوكاً مرفوضاً يتناقض مع متطلبات الاستقرار والسلم الأهلي.

إن ما جرى يشكّل خرقاً واضحاً للتفاهمات القائمة، وفي مقدمتها اتفاق الأول من نيسان الخاص بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، والذي أُقرّ بهدف تحييد المدنيين ومنع التصعيد، ومعالجة القضايا عبر آليات منضبطة ومتوافق عليها. إن أي تجاوز لهذه التفاهمات لا يهدد أمن الأحياء المعنية فحسب، بل ينعكس سلباً على مجمل الجهود الرامية إلى تثبيت الهدوء ومنع توسّع دائرة التوتر.

ويشدد المجلس على ضرورة الالتزام الجاد والكامل بتطبيق اتفاق العاشر من آذار الموقّع بين الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، بوصفه إطاراً وطنياً يهدف إلى تنظيم العلاقة بين الأطراف، وخفض منسوب التوتر، وفتح مسار سياسي وعسكري متوازن يخدم المصلحة العامة للسوريين. إن احترام هذا الاتفاق يُعدّ خطوة أساسية لتعزيز الثقة ومنع اللجوء إلى القوة في معالجة الخلافات.

وفي هذا السياق، يلفت المجلس إلى أهمية معالجة القضايا والملفات الوطنية الداخلية بإرادة سورية مستقلة، بعيداً عن أي أجندات أو حسابات خارجية لا تخدم وحدة البلاد ولا تطلعات شعبها. إن الزّج بالعوامل الخارجية في الشأن الداخلي السوري لا يؤدي إلا إلى تعقيد الأزمات وإطالة أمدها، فيما يبقى الحوار الوطني المسؤول والاحتكام إلى التفاهمات القائمة السبيل الأجدى لمعالجة الخلافات.

ويجدد المجلس تمسكه بأولوية الحل السياسي الشامل، وبوحدة الجغرافيا السورية، ورفضه القاطع للفوضى والعنف. كما يؤكد رؤيته بشأن دمج قوات سوريا الديمقراطية، وفق اتفاق العاشر من آذار، ضمن مسار بناء جيش وطني موحد بعقيدة وطنية جامعة، بعيداً عن الإقصاء أو الانتقام، وبما يضمن حماية جميع السوريين على قدم المساواة.

في الختام، يدعو مجلس سوريا الديمقراطية جميع الأطراف، وفي مقدمتها الحكومة المؤقتة، إلى الالتزام بالتفاهمات الموقّعة، وتغليب المصلحة الوطنية السورية العليا، والعمل المشترك من أجل حماية المدنيين، وترسيخ التهدئة، ودعم مسار سياسي وطني يضع سوريا على طريق الاستقرار وإعادة بناء الدولة على أسس عادلة وجامعة.

ويتقدم المجلس بأحرّ التعازي لذوي الشهداء، راجياً الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى.

23 كانون الأول/ ديسمبر 2025
مجلس سوريا الديمقراطية

 

Scroll to Top