الجمعة, نوفمبر 22, 2024

مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي ( الحلقة الثالثة عشرة ) المؤرخ الفارقي ( 510 – بعد 577 هـ ) ( 1117- بعد 1181م ) عباقرة.. وسماسرة

د. أحمد الخليل

الحضارة شيء، والمدنيّة شيء آخر.

هكذا قال علماء الاجتماع، وهم فيما قالوه صادقون.

الحضارة أصالة وإبداع، والمدنيّة تقليد واتّباع.

الحضارة روح تُنجز جسداً، والمدنيّة جسد يستعير روحاً.

الحضارة يؤسسها (العباقرة)، والمدنية روّادها (السماسرة).

الحضارة يُنجزها (النبلاء) الحقيقيون، والمدنية يُلفّقها الانتهازيون.

– – –

الحضارة كل متكامل.

الحضارة إبداعات روحانية تفيض عنها إنجازات مادية.

ويقول المثل العربي القديم: ” كلُّ إناءٍ بالذي فيه يَنْضَحُ “.

وكذلك الحضارة.. كل ما يتعلّق بها يدلّ عليها، ويُفصح عنها.

والحضارة لا تقتصر على أن ترتدي ثوباً أنيقاً، أو تسكن قصراً مُنيفاً.

الحضارة رؤية، ومبادئ، وقيم، وطريقة تفكير، ومنهج حياة، وسلوك.

– – –

أقولها باختصار: الحضارة ثقافة.

قل لي ما هي ثقافتك، أقل لك ما هي حضارتك.

بل لا داعي لأن تقول لي وأقول لك.

فمن ثقافتك أعرف حضارتك، ومن حضارتك أعرف ثقافتك.

ولك أن تنهج معي النهج نفسه إذا أحببت، بل ينبغي أن تفعل ذلك.

– – –

وعرفتُ، من جملة ما عرفت، أن الموسيقا من أبرز إبداعات الحضارة.

وعرفت من ثَمّ أن الموسيقا واحدة من أصدق تجلّيات الثقافة.

هل تريدون أقرب طريق لمعرفة (روح الأمة)؟

تذوّقوا موسيقاها إذاً!

تأمّلوها على أقل تقدير!

حراس الموسيقا
وكنت وما زلت أعشق الموسيقا الأصيلة؛ الموسيقا التي ترتقي بي، الموسيقا التي تساعدني على استعادة إنسانيتي وسط هذا الافتراس الشامل والمحموم. وكنت وما زلت أغتاظ وأحنق من الموسيقا الانحطاطية، الموسيقا التي تشوّهني، وتعمل في روحي تخريباً وتدميراً، وكم أزداد غيظاً عندما يضم المطرب إلى موسيقاه الانحطاطية عبارات أشد انحطاطا!

وأذكر بهذه المناسبة حدثاً يستدعي التأمل حقاً، فقد ذكر الموسيقار والمطرب المصري الشهير محمد عبد الوهاب- رحمه الله- أنه زار مدينة حلب في النصف الأول من القرن العشرين، وكان حينذاك في عهد الشباب، وكانت حلب معروفة بعراقة فنها الموسيقي، وبتذوّق أهلها للموسيقا والغناء الأصيل، ولا ننس أن بعض مشاهير شيوخ الموسيقا فيها كانوا من الكرد، أذكر منهم على سبيل المثال الشيخ بكري الكردي، ذكر ذلك فيض الله الغادري في كتابه (حلب لؤلؤة التاريخ ودرة بلاد الشام، ص 81).

وتعاقد محمد عبد الوهاب مع دار للمسرح – لعلها دار الشَّهْبندر- لإحياء حفل غنائي، وفي الموعد المحدد دخل عبد الوهاب الدار، وأطل من على المنصة، وهو يتوقع أن تكون القاعة قد غصّت بالجمهور، وكيف لا؟! فهو الموسيقار القدير، وحلب هي مدينة الطرب الأصيلة! لكنه فوجئ وأصيب بالإحباط، إذ لم يجد في القاعة الكبيرة سوى بضعة رجال، قد جلسوا في المقاعد الأمامية، وهم يرتدون القنابيز الحلبية، ويضعون على رؤوسهم الطرابيش الحمر الأنيقة.

والتفت الموسيقار إلى صاحب الدار سائلاً عن الجمهور، فقال له: قدّم ما تريد تقديمه، ولا شأن لك بالجمهور. ولم يجد الموسيقار بداً من إحياء الحفل المتعاقد عليه، وبعد فترة إذا بالرؤوس الوقورة بدأت تتمايل طرباً، فتتمايل معها شراشيب الطرابيش يَمْنة ويَسْرة. وفي نهاية الحفل جاء صاحب الدار يبشر الموسيقار قائلاً: لقد نجحت!

وفي الليلة التالية وجد الموسيقار القاعة تغص بالجمهور، وعلم بعدئذ أن قادة الموسيقا والغناء في حلب ما كانوا يسمحون لأيّ كان أن يفسد ذوق أهل مدينتهم، وإنما كانوا يختبرونه أولاً، حتى إذا اطمأنوا إلى أنه موسيقي أصيل ومغنّ قدير سمحوا له بلقاء الجمهور، وإلا صرفوه بالتي هي أحسن.

ألسنا في عصرنا هذا بحاجة إلى حراس للموسيقا الأصيلة كهؤلاء؟!

فارقين
وأقول بصدق: كانت الموسيقا الأصيلة مدخلي إلى معرفة (فارْقِين)، تلك المدينة الكردية التي تقع في شمال شرقي ديار بكر (آمِد)، وتسمى الآن (سليڤان) Slivan، لقد استرعى انتباهي روعة الأغاني الملحمية التي يشتهر بها فنانوها الشعبيون، إضافة إلى كثرة عددهم هناك، وخصوبة التراث الموسيقي. قلت لنفسي: إن وراء الأكَمة [التلّة] ما وراءها. فانظر ماذا هناك؟! وكما هي عادتي بدأت بالجغرافيا؛ أقصد كتب (البلدان)، وأوصلتني الجغرافيا إلى العجب العجاب.

بلى، عرفت أن فارقين تسمى في كتب التراث العربي الإسلامي باسم (مَيّافارِقِين)، وأنها كانت عاصمة لدولة كردية هي الدولة المروانية (الدُّوستكية) بين سنتي (350 – 478 هـ / 982 – 1086 م)، وكانت قبل المروانيين تابعة للدولة الحمدانية، وعلمت مما أورده ابن خلدون في تاريخه ( 7 / 489، 520)، وأحمد عدوان في كتابه (الدولة الحمدانية ص 111، 297) أن والدة الأمير سيف الدولة الحمداني كانت كردية، وأنه ولد سنة (303 هـ) في مدينة ميّافارقين، ولما توفّي بحلب نقل جثمانه إليها ودفن فيها، ولعل زوجته (أم ولده سعد الدولة) كانت كردية، فإنها كانت تقيم في ميّافارقين.

وذكر ياقوت الحموي قصة طويلة، يستفاد منها أن فارقين بُنيت في عهد قسطنطين أول ملوك بيزنطا (القرن الرابع الميلادي)، ووصفها ياقوت في (معجم البلدان، 5/275 ) بقوله: ” أشهر مدينة بديار بكر “. وعلمت أيضاً أنها كانت كثيرة الخيرات، حتى إن أحد الشعراء قارن بينها وبين منطقة اليمامة (شرقي المملكة العربية السعودية حالياً) فقال:

فإن يكُ في كَيلِ اليَمامة عُسْرةٌ فمـا كَيْلُ مَيّافارِقِيـنَ بأعسرا

وعلمت أن ميّافارقين كانت محل صراع بين الفرس الساسانيين والروم البيزنطيين، وقد غزاها الملك الفارسي قُباذ بن فيروز، وسبى أهلها، ونقلهم إلى بلاده، وبنى لهم مدينة بين فارس والأهواز.

وقد فتح العرب المسلمون ميّافارقين سنة (18 هـ)، وذكر ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان، 5/275 – 276) أن فارقين فتحت من قبل عِياض بن غَنْم. وذكر رواية أخرى تفيد أن ” خالد بن الوليد والأَشْتَر النَّخَعي سارا إلى ميّافارقين في جيش كثيف، فنازلاها، فيقال إنها فتحت عَنوة، وقيل صلحاً على خمسين ألف دينار، على كل محتلم [بالغ] أربعة دنانير، وقيل دينارين، وقَفِيز حنطة، ومُدّ زيت، ومُدّ خلّ، ومُدّ عسل، وأن يضاف كل من اجتاز بها من المسلمين ثلاثة أيام، وجعل للمسلمين بها محلة، وقرر أخذ العُشر من أموالهم، وكان ذلك بعد أخذ آمِد “. والقفيز مكيال كان تكال به الحبوب قديماً. والمّد مكيال قديم أيضاً، كان يساوي ما وزنه ثمانية عشر كيلوغرام. وهذا دليل على أن ميّافارقين كانت أرض الحنطة والزيت والعنب والعسل؛ وأية خيرات أعظم من هذه!

وعلمت أيضاً أن ميّارفارقين أنجبت مؤرخاً قديراً يدعى (الفارقي).

وأن له كتاباً هاماً عنوانه (تاريخ الفارقي).

فمن هو الفارقي؟ وما هي مكانته العلمية؟

نشأة الفارقي وثقافته
الفارقي هو أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق، ولد بمدينة ميّافارقين سنة (510 هـ) خمسمئة وعشر للهجرة، وينتمي إلى أسرة كردية رفيعة المكانة في تلك المدينة، فقد تولّى جده الرئيس أبو الحسن علي بن الأزرق منصب ناظر مدينة (حِصن كَيْفا= حَسَنْكَيف) خلال حكم الوزير محمد بن جَهِير، في أواخر أيام الدولة المروانية، وكان من أعضاء الوفد الذي ذهب إلى السلطان السلجوقي حينما احتل السلاجقة أجزاء من كردستان في جنوب شرقي تركيا، لينقلوا إليه رغبة أهل ميّافارقين في أن يكون الحاكم عليهم ابن جَهِير لحسن معاملته لهم. وكان الوفد يضم الأمراء وكبار أهل ميّافارقين، مثل الأمير أبو الهيجاء، والرئيس عبد لله بن مُوسَك، والقاضي أبو بكر بن صَدَقة، والقاضي أبو القاسم بن نُباتة.

ولم نجد أخباراً كافية حول طفولة الفارقي وصباه، ولا ريب أنه عاش في صغره كغيره من أطفال الأسر الرفيعة وصبيتهم، يتلقى المبادئ الأولية في التربية والتعليم، وفق معايير ذلك العصر، لكننا نجده شاباً مغرماً بالرحلات، ساعياً بقوة وراء العلم، وهذا يؤكد أنه لم يُمض صباه في العبث، وإنما أُعدّ إعداداً علمياً صائباً، جعله ينطلق بعدئذ تلك الانطلاقة المعرفية الكبيرة.

ونجد الفارقي في البداية متوجهاً إلى بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، وهناك قرأ القرآن، ودرس الحديث، والفقه، والفرائض، واللغة، والنحو، والأدب، والجغرافيا، وسمع من كبار الشيوخ وجهابذة العلماء، فقرأ القرآن على الشيخ أبي منصور الرزّاز، والفرائض على الشيخ أبي المظفَّر بن الشَّهْرَزُوري، وأخذ النحو واللغة على أبي منصور الجَواليقي صاحب كتاب (المعرَّب والدَّخيل)، وأخذ الحديث عن ابن السَّمَرْقَنْدي، والقاضي أبي بكر الباقِلاّني؛ الأصولي والمعتزلي الشهير.

لكن الفارقي شغف بعلم التاريخ أكثر من غيره من العلوم، فاجتهد في طلبه، وقرأ كثيراً من المؤلفات التاريخية المشهورة في عصره، مثل: تاريخ بغداد لابن أبي طاهر طَيْفُور، وتاريخ الموصل لمحمد بن علي الشِّمْشاطي [نسبة إلى شِمْشاط قرب ملطية]، والأوراق للصُّولي، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والتاريخ لأبي الحسن بن هلال الصابي، والأخبار الطِّوال لأبي حنيفة الدِّينَوَري، والمعارف لابن قُتَيْبة الدِّينَوَري، وغير ذلك من كتب الجغرافيا والأدب التي لها علاقة بالتاريخ.

رحلات الفارقي ومناصبه
كان الفارقي كثير التنقل، محباً للرحلات، فقد زار من المدن بغداد، والرّي (قرب طهران)، وتبريز، وآمِد (ديار بكر)، والموصل، وحرّان، وماردين، وحلب، وحماة، وحمص، ودمشق، وإذا تتبّعنا الدائرة الجغرافية التي شملتها رحلات الفارقي وجدناها تمتد من طهران (حالياً) شرقاً إلى دمشق غرباً، وتقع فيها أبرز مراكز الحضارة الإسلامية في ذلك العصر، وكان في رحلاته دقيق الملاحظة، حريصاً على ذكر أسماء الخلفاء والوزراء والقضاة والعلماء والأولياء والمساجد والمشاهد، وما جرى فيها من الأحداث الكبرى، كالحروب والزلازل وغيرها؛ ومن الأحداث التي ذكرها زلزال هائل ضرب شرقي المتوسط عامة سنة (566 هـ)، وشمل العراق ومناطق ديار بكر، لكنه ألحق أضراراً فادحة ببلاد الشام خاصة، وهدّم كثيراً من القلاع والمدن فيها، مثل حلب، وحماه، وحمص، وشَيْزَر، وطرابلس، وبعلبك، وأنطاكيا.

كما أن الفارقي زار مملكة جورجيا التي تسمى (بلاد الكُرْج) في كتب التراث الإسلامي، وأقام مدةً في عاصمتها تفليس سنة (548 هـ)، وعمل في خدمة ملكها ديمتري بن داود، وزار بعض ولايات المملكة، ومنها الأبخاز والدربند، وسجّل في تاريخه ما شاهده من عادات تلك البلاد ونُظمها، وسجل أحداث المعركة التي دارت بين جيش الملك ديمتري وجيش للسلاجقة سنة (548 هـ)، وكان الجيش السلجوقي بقيادة شمس الدولة طغان أرسلان، صاحب أَرْزَن وبَدْليس، وقد حاقت هزيمة ساحقة في تلك المعركة بالجيش السلجوقي.

وتولّى الفارقي عدداً من المناصب، وقد بدأ حياته الوظيفية في مدينته ميّافارقين، فأشرف على الأوقاف بظاهر ميّافارقين سنة (543 هـ)، ثم تولّى نظارة حِصن كَيْفا سنة (562 هـ)، وتولّى الإشراف على الوقف في دمشق سنة (565 هـ)، كما تولّى مناصب هامة في مملكة جورجيا حينما زارها. ولا نعرف تحديداً السنة التي توفي فيها الفارقي، لكن الأرجح أنه توفي بعد سنة ( 577 هـ / 1181م).

تاريخ الفارقي
يسمى (تاريخ ميّافارقين) تارة، و(تاريخ ميّافارقين وآمِد) تارة أخرى، لكنه اشتهر باسم (تاريخ الفارقي)، وألفه الكاتب في أواخر حياته، وربما قبل وفاته بقليل، وقد يوهم اسم الكتاب أنه خاص لتاريخ فارقين فقط، والحقيقة أنه مصدر هام لكثير من الأحداث السياسية والثقافية التي ازدحم بها العصر الذي عاش فيه الفارقي، وهو القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، فنجد فيه سير الخلفاء والسلاطين والأمراء والوزراء، والعلماء، وغيرهم من المشاهير.

وتحدث الفارقي في تاريخه عن الأمم والأقاليم والبلدان، وأورد كثيراً من الأخبار التي تتعلق بالدول والإمارات التي قامت في فارس، والعراق والجزيرة، وكردستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا، وبلاد الروم، والشام، ومصر، مثل السلاجقة، والمروانيين، والفضلويين، والحمدانيين، والعقيليين، والأراتقة، والبيزنطيين، والفاطميين. وذكر العلاقات السلمية والعدائية التي كانت تقوم بين بعض تلك الدول، وعلاقة تلك الدول والإمارات بعاصمة الخلافة العباسية بغداد. لكن الفارقي يبدو كثير الاهتمام بأخبار مدينة ميّافارقين على نحو خاص.

ولم يؤلف الفارقي تاريخه هذا بطلب من خليفة أو أمير أو زير، كما فعل بعض الكتّاب، وإنما ألّفه حباً في علم التاريخ، وشغفاً منه بمسقط رأسه ميّافارقين، واستعان في كتابه هذا بمعلومات من مصادر تاريخية وجغرافية مهمة، ألفها علماء ومؤرخون وجغرافيون بارزون، مثل أبي حنيفة الدينوري، وابن قتيبة، والشِّمشاطي، والأصفهاني، وابن خُرْداذبّة، والصُّولي، والبلاذري. وكان يقتصد في نقل النصوص، لكن كان ما يقتبسه مهماً، ثم إنه لم يكن مجرد ناقل للنصوص، وإنما كان يبدي رأيه فيها، وينقدها، فيضعّف هذه المعلومة ويرجّح تلك.

وكان المورد الأهم لمعلوماته هو مذكّراته الشخصية، فقد أودعها مشاهداته وتجاربه خلال أسفاره الكثيرة، وهو مؤرخ جمع بين المعرفة التاريخية الواسعة والخبرة الشخصية، ويصحّ فيه المثل الذي يقول: وما راءٍ كمن سمعا “، وهذه ميزة علمية، تمنح كتابه قدراً مرموقاً من الأهمية على الصعيد التاريخي.

زمن التحولات الكبرى
وترتبط أهمية كتابات المؤرخ، أيّ مؤرخ كان، بالأحداث التي عاصرها هو بنفسه، والأحداث التي سبقت زمنه بفترة قصيرة، وظلت حية في ذاكرة الجماهير، وهذا ما نجده متحققاً في كتابات الفارقي، وقد مرّ أنه ولد سنة (510 هـ)، وعاش إلى ما بعد سنة (577 هـ). والحق أن الفترة التي عاش فيها الفارقي، إضافة إلى نصف الفرن الذي سبق ولادته، كان عصراً جرت خلاله تحولات سياسية كبرى في شرقي المتوسط؛ بدءأً من أفغانستان غرباً، إلى الساحل السوري ومصر شرقاً. وكان قادة تلك التحولات ينتمون إلى عناصر ثلاثة: السلاجقة والزنكيون التورانيون، والفرنجة الأوربيون، والأيوبيون الكرد.

فقد هاجر السلاجقة من تركمانستان إلى أفغانستان هرباً من الأوضاع السئية، وعملوا مرتزقة في الجيش الغزنوي، وبعد أن قويت شوكتهم قضوا على الدولة الغزنوية، وهيمنوا على أفغانستان وإيران منذ سنة (429 هـ)، ثم دخلوا بغداد سنة (447 هـ)، بقيادة أرطغرل بگ، وبدعوة من الخليفة العباسي العباسي القائم بأمر الله، وأزالوا النفوذ البويهي الآرياني المائل إلى التشيّع، ونصبوا أنفسهم حماة للسنّة، وراحوا يبسطون سلطتهم على عموم العراق وكردستان والأناضول وبلاد الشام، فقضوا على الدول والإمارات الكردية وأبرزها الدولة الشدادية في أرّان بالقوقاز (تتوزّع الآن بين أذربيجان وأرمينيا وجورجيا)، والدولة المروانية في المنطقة الكردية بشرقي تركيا حالياً، وقضوا على الدولة العربية الحمدانية في حلب، والإمارة العربية العقيلية في الموصل، واستكمل التركمان الزنكيون المشروع السلجوقي السياسي.

وكان الفرنج قد شنوا حملتهم الأولى على شرقي المتوسط في أواخر القرن الخامس الهجري (أواخر القرن الحادي عشر الميلادي)، فاحتلوا أنطاكيا والرُّها سنة (1098 م)، ثم احتلوا القدس سنة (1099 م)، وبسطوا نفوذهم بعدئذ على باقي سواحل بلاد الشام، بل احتلوا الأردن أيضاً حتى خليج العقبة، وراحوا يعملون لاحتلال مصر، وحاولوا غزو الحجاز.

وتصدّى الزنكيون التركمان للمشروع الفرنجي بقيادة عماد الدين زنكي، ثم بقيادة ابنه نور الدين زنكي، ثم استلم الكرد الأيوبيون المهمة، وقارعوا الفرنج بدءاً من سنة (567 هـ / 1171م) بقيادة صلاح الدين، إلى سنة (648 هـ/ 1250 م) بقيادة تورانشاه، حيث قضى المماليك الترك على الدولة الأيوبية.

إن هذه الأحداث الكبيرة والمثيرة، والمصيرية حقاً في حياة شعوب شرقي المتوسط، استرعت انتباه المؤرخ الفارقي، لكننا نجده في كتابه مهتماً في الدرجة الأولى بالأحداث التي كانت تقع في العراق وكردستان والقوقاز، المنطقة التي كان يتمركز فيها النفوذ السلجوقي، وما يلفت الانتباه أكثر أنه مهتم على وجه الخصوص بأخبار الدولة المروانية، وعلاقاتها بالحمدانيين في حلب، وبالعقيليين في الموصل، وبالسلاجقة، وبالخلافة العباسية في بغداد، وهذا أمر طبيعي؛ فهو نفسه من أبناء ميّافارقين عاصمة المروانيين. وسنستعرض بعض المشاهد التي أوردها، لكن أرى من المفيد أن نلقي نظرة على الظروف السياسية التي نشأت فيها الدولة المروانية.

المسألة مسألة ثقافة
كان الخلفاء العباسيون يعتمدون في إدارة الدولة والجيش على عنصرين هما العرب والفرس، وكان معظم وزرائهم من الفرس، وأحياناً من أسر ذات أصول كردية ذات ثقافة فارسية، مثل البرامكة؛ والسبب أن الأسرة العباسية نفسها كانت عربية هاشمية، وأن الفرس هم أبرز من وقف إلى جانب العباسيين في ثورتهم على الدولة الأموية سنة (132 هـ)، وأن بلاد فارس- ولا سيما خراسان- كانت مركز الثورة العباسية، إضافة إلى أن الطبقة الفارسية الرفيعة كانت عالية الثقافة، وكانت لها خبرة عريقة في إدارة الدولة وشؤون الحكم؛ فكانت النتيجة أن الخلافة حافظت على مكانتها، وأن الخلفاء احتفظوا بهيبتهم، وأنهم كانوا يعزلون الوزراء والقواد حينما يشاؤون، بل كانوا يفتكون بهم إذا سخطوا عليهم، مثلما فعل الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفّاح (ت 136 هـ) بوزيره أبي سَلَمة الخلاّل، والخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (ت 158 هـ) بالقائد أبي مسلم الخراساني، والخليفة الخامس هارون الرشيد (ت 193 هـ) بالوزير جعفر البرمكي.

غير أن الخليفة العباسي الثامن، ولقبه المعتصم بالله (ت 227 هـ)، أخلّ بهذه القاعدة، إنه كان ضعيف الثقة بالعنصر العربي، وكذلك كان شأنه مع العنصر الفارسي، ووضع ثقته- خاصة على الصعيد العسكري- في العنصر التوراني التركي، وثمة من المؤرخين من يفسّر ميل المعتصم إلى الترك بأن أمه كانت جارية تركية، ولا أستبعد هذا التفسير، لكني ألمح وراءه ما هو أبعد من ذلك، والدليل أن ثمة خلفاء آخرين كانت أمهاتهم من الجواري، لكننا لا نجد أنهم كانوا يسلّطون أخوالهم على مقاليد الأمور، ومثال ذلك أن أبا جعفر المنصور كانت أمه أمازيغية (بربرية)، وأن المأمون كانت أمه فارسية.

بلى، إن المسألة مسألة ثقافة قبل أن تكون مسألة سلالة، فصحيح أن الطبقة الرفيعة من العنصر العربي كانت تنتمي، قبل الإسلام، إلى ثقافة البداوة، لكنها اكتسبت في الإسلام ثقافة حضرية، بل إن الإسلام نفسه نشأ وانتصر في أهم مدينتين متحضرتين من مدن الحجاز هما مكة والمدينة، وكانت الطبقة العربية الرائدة والحاكمة في الإسلام تنتمي إلى هاتين المدينتين على الغالب، إضافة إلى مدينة الطائف، بل إن الإسلام نفسه كان في بعض وجوهه انتصاراًً لثقافة الحضارة على ثقافة البداوة، وتذكّروا الحملة التي شنها القرآن على (الأعراب) باعتبارهم كانوا يمثلون ثقافة البداوة، وكان (العربي) حينذاك يعني (المتحضر)، أما (الأعرابي) فكان يعني (البدوي).

والمعروف أن المعتصم بالله، واسمه إسحاق، هو ابن هارون الرشيد، شأنه في ذلك شأن كل الأمين والمأمون، ويذكر أكثر من مصدر تاريخي أن هارون الرشيد كان قد تربّى في رعاية يحيى بن خالد البرمكي، وأن الأمين والمأمون تربيا في رعاية كل من الفضل وجعفر ابني يحيى البرمكي، فكان الرشيد والأمين والمأمون ذوي ثقافة عالية. أما المعتصم فلم أجد ذكراً للجهة التي تولّت تربيته، ولعله تربّى في رعاية أخواله الأتراك، أو أنه تشرّب ثقافة أمه التركية، وكان الأتراك حينذاك ينتمون إلى ثقافة البداوة، وتغلب على طباعهم الخشونة، ويمتازون بالفروسية والشدة في ميادين القتال، حتى إن أهل بغداد تبرّموا من فظاظة الجنود الأتراك الذين جنّدهم المعتصم، وسخطوا عليهم بسبب عبثهم بالناس واعتدائهم عليهم في الأسواق، فبنى لهم المعتصم مدينة سامراء (سُرّ مَن رأى)، ونقلهم إليها، ليكفّوا أذاهم عن جماهير بغداد.

وما يرجّح كون مسألة ميل المعتصم إلى الترك مسألة ثقافة أنه كان أمياً، وكذلك كان بعض وزرائه، وهو الذي خاطب أحد وزرائه- ولعله الفضل بن مروان- مستنكراً عليه جهله قائلاً: ” خليفة أمي، ووزير عامّي! “. والدليل الآخر أن المعتصم كان رجل حرب وقتال، وكان يمتاز بقوة جسدية هائلة، إلى درجة أنه كان يبارز الأسد وحده، وكان يتباهى بقوته الجسدية، وقد شمّر ذات يوم عن ساعده، ودعا أحد جلسائه، وكان وزيراً أو قاضياً، أن يعض ساعده بأقصى ما يستطيع من قوة، ولم ير ذلك الجليس بداً من تنفيذ أمر الخليفة، فراح يعض ساعد خليفته بكل قوة، واعترف بأن ساعد الخليفة صلب كالحديد، وهذا الذي كان المعتصم يريد أن يسمعه، ولم يكن أحد من الخلفاء قبله يسمحون لأنفسهم بهذا النوع من السلوك العامي، وإنما كانوا يبارون الوزراء والعلماء والقضاة في مجالات المعرفة والثقافة، من دين وأدب وتاريخ وفلسفة وغيرها.

وكانت قوة المعتصم وهيبته تمنع الأتراك ضباطاً وجنوداً من الاستئثار بمقاليد الأمور، لكن الأمور اختلفت بعد وفاته، فقد تفاقم نفوذ الترك في مركز الخلافة بغداد، ووصل الأمر أن الضباط الأتراك دبّروا أمر اغتيال الخليفة العاشر المتوكل على الله سنة (247 هـ)، وسقطت هيبة الخلافة منذ ذلك الحين، وأصبح الخلفاء ألعوبة بين أيدي القادة العسكريين الترك، إلا نادراً، ومن كان يقف في وجوههم كان يلقى جزاءه إما عزلاً، وإما قتلاً؛ ونتيجة لذلك ضعفت قبضة الدولة المركزية، ونشأت في أطراف الإمبراطورية العباسية دول وإمارات ما كانت تخضع لبغداد العاصمة إلا شكلاً، وكانت تكتفي بذكر اسم الخليفة في خطبة الجمعة، مع تزويده ببعض الأموال المقررة كل سنة لمصاريف الخليفة وحاشيته، ونذكر من تلك الدول والإمارات: الدولة السامانية في فارس، والدولة الحمدانية في بلاد الشام، والدولة الطولونية في مصر، والدولتان الشدادية والمروانية في كردستان.

إطلالة على الدولة المروانية
ويدور تاريخ الفارقي بصورة أساسية حول ميّافارقين التي كانت عاصمة الدولة المروانية، وقد نشأت الدولة المروانية في البداية على شكل إمارة، وكان مؤسسها الأول هو زعيم كردي شجاع يدعى باد بن دُوستك، من نواحي ديار بكر (آمد)، ولذلك تسمى هذه الدولة باسم (الدوستكية) أيضاً، لكن سرعان ما قُُتل باد في إحدى معاركه سنة (380 هـ /990 م)، وتسلّم أقاربه من بني مروان شؤون الإمارة، وشرعوا يوسّعون حدودها، وينشرون فيها الازدهار، ويرفعون من شأنها حتى حازوا لقب (ملك)، وظلت الدولة المروانية قائمة إلى أن قضى عليها الترك السلاجقة حوالي سنة ( 478 هـ / 1086 م)، وأشهر ملوكها هو الملك نصر الدولة أحمد بن مروان، وقد حكم بين سنتي (401 – 453 هـ / 1061 – 1080 م). وكانت مدة الدولة المروانية بين سنتي (372 – 478 هـ / 982 – 1086).

ونجد الفارقي كثير الاهتمام بذكر أمجاد الدولة المروانية ومنجزاتها الحضارية، والإشادة بالنهج الدبلوماسي السلمي الراقي الذي نهجه الملك نصر الدولة، وأكد ابن الجَوْزي هذه الحقيقة إذ قال في كتابه (المنتظَم 16/70):

” وكان إذا قصده عـدوّ يقول: كم يلزمني من النفقة على قتال هذا؟ فإذا قالوا: خمسون ألفاً. بعث بهذا المقدار، أو ما يقع عليه الاتفاق، وقال: ادفعوا هذا العدوّ “.

واستطاع نصر الدولة بسياسته الحكيمة والمتوازنة أن يفوز باعتراف القوى الإقليمية الثلاث الكبرى في عصره؛ نقصد الخلافة العباسية في العراق، والخلافة الفاطمية في مصر، والدولة البيزنطية، وأرسلت كل دولة من هذه الدول ممثّلها إلى العاصمة ميّافارقين سنة (403 هـ /1013م)، مصحوباً بالهدايا والتحف الثمينة، لإبلاغ الملك المرواني اعترافها بحكومته حسب التقاليد الدبلوماسية في ذلك العصر؛ ولندع الفارقي يصف طرفاً من الأحـداث السياسية الهـامة التي ازدانت بها الدولة المروانية، قال في تاريخه ( ص 108- 110):

” في ذي الحجّة من سنة ثلاث وأربعمـائة…، قبل العيد بثلاثة أيام، وصل خادم [موفد] من خدم الخليفة القادر بالله، ومعه حاجب من سلطان الدولة ابن بُوَيه يسمّى أبا الفرج محمد بن أحمد بن مَزْيَد، ووصل معهما الخُلَع والتشريف والمنشور بديار بكر أجمع من الخليفة والسلطان، ولُقّب بنصر الدولة وعمادها ذي الصَّرامتين “.

” وفي عشيّة ذلك اليوم وصل رسول من خليفة مصر، وهو الحاكم بأمر الله أبو علي منصور، وورد معه من الهدايا والتحف والألطاف شيء كثير، ولقّب نصر الدولة بعزّ الدولة ومجدها ذي الصَّرامتين، فخرج كل من في الدولة إلى لقائه، ودخل البلد. ومن بُكرة ذلك اليوم ورد رسول من ملك الروم باسيل الصقلّي وكان ملك القسطنطينية، فخرج الناس إلى لقائه، ووصل معه من القُود [الجياد الطويلة العنق] والجنائب [النُّوق] والتحف ما لا يوصف “.

” وكان اليوم الرابع للعيد، وجلس نصر الدولة لهناء العيد على التَّخْت [كرسي الملك]، وحضر رسول الخليفة والسلطان، فجلسوا على اليمين، وحضر رسول مصر، ورسول ملك الروم، فجلسا على الشمال، وحضرت الشعراء والقرّاء، وكان يوماً عظيماً وعيداً مشهوداً، وقرئت المناشير على الناس بحضور الرسل والأمراء، ولبس الأمير الخلع، وخلع على الرسل من الخلع ما لم يمكن أن يكون مثلها “.

ونفهم من هذا أن الدول المجاورة كانت تتعامل مع الدولة المروانية باهتمام واحترام، وتقدّر مناخ الأمن والاستقرار والعدالة والغنى الذي ساد فيها، فراحت تخطب ودّها، وتقيم معها أفضل العلاقات، ولا ريب أنه كان للمصالح التجارية أيضاً دورها في حرص دول الجوار على تمتين علاقاتها بالملك المرواني.

ملك يستضيف الطيور

وقد اشتهرت الدولة المروانية في عهد الملك نصر الدولة بالعطف على الغرباء، وأصبحت ملاذاً آمناً لعدد غير قليل من اللاجئين السياسيين في ذلك العصر، فيهم الملك والأمير والوزير، فكان نصر الدولة يرحّب بهم، ويعطف عليهم، ويبالغ في إكرامهم، ويوفّر لهم العيش اللائق بمكانتهم، لقد لجأ إليه- على سبيل المثال- الملك العزيز البويهي، والوزير أبو القاسم المغربي، والوزير ابن جَهِير الثعلبي الموصلي، وابن خان التركي؛ قال الفارقي في ذلك (ص 143):

” وقصده الناس من كل جانب، وحصل كهفاً لمن التجأ إليه “.

وفي سنة (450 هـ) خرج البَساسِيري التركي (قُتل في 451 هـ) على الخليفة العباسي القائم بأمر الله، وكان البساسيري من مقدّمي الأتراك، ومن مماليك الملك بهاء الدولة البويهي، وخطب البساسيري للخليفة الفاطمي المستنصر بالله صاحب مصر، فهرب الخليفة القائم من بغداد إلى الحَدِيثة، وضاقت الدنيا بأسرته، فلم تجد زوجته، أمّ ولي العهد، الملاذ إلا في كنف الملك نصر الدولة، قال الفارقي في كتابه (ص 153 – 154):

” وخرجت السيدة ومعها أبو العبّاس محمد بن القائم- وهو الذخيرة أبو المقتدى- فقصدت السيدة ميّافارقين ومعها الذخيرة صغيراً، وخرج نصر الدولة إلى لقائهم، فأنزلهم واحترمهم وأضافهم، وأنفذهم إلى آمد، وأنزلهم في القصر، وتقدّم بما يحتاجون إليه “.

ويؤكد مؤرخون آخرون غير الفارقي البعد الإنساني في نهج الملك نصر الدولة، فقد ذكر ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية، 12/87). أن رعاية هذا الملك لم تقتصر على الناس، بل شملت الحيوانات أيضاً، وبكيفية لم نعهدها من سائر الملوك، فقد بلغه أن الطيور تجوع شتاء لكثرة الثلج، وأن الناس يصطادونها بسبب ارتيادها للقرى بحثاً عن الحب، فأمر بفتح مخازن الحبوب، وإلقاء ما يكفيها من الغلات طوال الشتاء، فكانت الطيور في ضيافته طوال الشتاء مدة عمره؛ وهذا موقف فريد لم أجد له في التاريخ القديم مثيلاً، على الأقل في حدود ما أعلم.

ومن يقرأ سيرة الحكام المروانيين يجد أن الغالب عليهم هو الحرص على أن يعيش شعبهم في رغد العيش، وفي ظلال الأمن والسلام، وكانوا شغوفين بالترف، وذكر الفارقي (ص 169) أن نصر الدولة تزوج أربع نساء، وكانت له ثلاثمئة وستّون جارية حظايا، وكان لا تصل نوبة إحداهن في السنة إلا مرة واحدة، وكان في كل ليلة له عروس جديدة، وكان له من المغنيات والراقّصات، وأصحاب سائر الملاهي، ما لم يكن لسواه من الملوك والسلاطين، وكان كلما سمع بجارية مليحة أو مغنّية مليحة طلب شراءها، وبالغ في مشتراها، ووزن أضعاف قيمتها. قال الفارقي (ص 143) يلخّص النعيم الذي عاشه نصر الدولة:

” واستقرّ نصر الدولة في المُلك، وملك ما لا يملك أحد مثله، وتنعّم بما لا يتنعّم أحد غيره “.

وقال أيضاً في (ص 144): ” وكانت أيامه كالأعياد “.

– – –

بعد أن عرفت هذه المعلومات عن فارقين.

وكان الفضل في ذلك للمؤرخ الفارقي رحمه الله.

أصبحت أكثر قدرة على فهم أسرار الموسيقا الفارقينية.

وقديماً قيل: ” إذا عُرف السبب، بَطَل العجب “.

 

المصــادر
1 – ابن الأثير (عز الدين): الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1975م، 1982م.

2 – أحمد عدوان: الدولة الحمدانية، المنشأة العربية، ليبيا، الطبعة الأولى،1981م.

3 – ابن الجوزي (أبو الفرج عبد الرحمن بن علي)): المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1992م.

4 – ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد): تاريخ ابن خلدون المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1999م.

5 – خير الدين الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة التاسعة، 1990.

6 – ابن طباطبا (محمد بن علي المعروف بابن الطقطقا): الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1980.

7 – عبد الرقيب يوسف: الدولة الدوستكية في كردستان الوسطى، مطبعة اللواء، بغداد، الطبعة الأولى، 1972م.

8 – الفارقي: تاريخ الفارقي، تحقيق الدكتور بدوي عبد اللطيف عوض، دار الكتاب اللبناني، 1974.

9 – ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، 1977م.

10 – ياقوت الحموي: معجم البلدان، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1990.

وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة عشرة.

د. أحمد الخليل في 3 – 4 – 2006

شارك هذه المقالة على المنصات التالية