قامشلو/ ملاك علي
إحياء لذكرى سينما عامودا، التي حصدت أرواح المئات من الأطفال في ذلك اليوم المشؤوم، التي حولت عامودا إلى بيت كبير للعزاء، وقد عانق عويل صرخات الأمهات السماء، ولكن لم تتجاوز تلك الصرخات جغرافية مدينة عامودا؛ قام المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة بشمال وشرق سوريا بعد 60 عاماً بإنشاء دار سينما عامودا، تكريماً لأرواح الشهداء ورمزًا لتكريس قوة الفن في تعزيز التراث والهوية الثقافية.
بالتعاون مع “كومين فيلم روج آفا”، وهو مؤسسة سينمائية تهدف إلى دعم وتعزيز السينما والثقافة الكردية، يتم العمل على بناء دار السينما الجديدة، وقد تم تنفيذ هذا المشروع بدعم من أصدقاء الشعب الكردي من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب محبي السلام والديمقراطية، والفن العالمي.
وحول هذا المشروع تحدث عضو كومين روج آفا “نومان يكيت“ لصحيفة روناهي “في أعقاب ثورة التاسع عشر من تموز؛ يسعى “كومين فيلم روج آفا” إلى تحقيق حلم بناء دور لسينما في مدن شمال وشرق سوريا، بهدف تعزيز الثقافة والسينما الكردية، إلا أن الهجمات المستمرة على المنطقة، إلى جانب التحديات المادية، والأمنية، حالتا دون تنفيذ العديد من هذه المشاريع الثقافية”.
وبين يكيت، أنه من بين هذه المشاريع، يتصدر مشروع بناء دار سينما في ناحية عامودا قائمة الأولويات، فقد تمت دراسة هذا المشروع، والتخطيط له منذ أكثر من عامين، ومن المتوقع أن يتم تمويل الجزء الأكبر منه من أصدقاء الشعب الكردي، ومن محبي السينما والديمقراطية في أوروبا.
ولعامودا مكانة خاصة في ذاكرة الشعب الكردي، فقد كانت شاهدة على واحدة من أشد المآسي، التي عاشها الكرد. في عام 1960، احترقت سينما عامودا وراح ضحية هذه الكارثة المئات من الأطفال؛ الأمر الذي ترك جرحًا عميقًا في وجدان الشعب الكردي وشعوب المنطقة. ويأتي بناء دار السينما في عامودا خطوة نحو إحياء هذه الذكرى الأليمة، والتطلع إلى مستقبل مشرق للسينما الكردية.
السينما الكردية.. جزء من الحياة اليومية
أوضح يكيت الهدف الرئيسي من هذا المشروع، هو جعل السينما جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمجتمع الكردي، مع الالتزام باللغة والمبادئ، التي تعبر عن هويته. إذا تحقق هذا الهدف، سيكون المشروع قد نجح في تحقيق غايته الأساسية، كما يسعى “كومين فيلم روج آفا” إلى إنتاج أفلام تخدم الشعوب، وتسلط الضوء على قضاياها، فضلاً عن عرض الأفلام السينمائية الكردية والعالمية.
تنفيذ المشروع ودعم المجتمع الدولي
تابع يكيت، بشرح آليات وسبل تنفيذ هذا المشروع: “يتم تنفيذ مشروع بناء دار السينما في عامودا بتعاون بين “كومين فيلم روج آفا”، وبلدية الشعب في عامودا، مع دعم وتنسيق من أصدقاء الشعب الكردي والديمقراطيين، ومن محبي السينما في أوروبا، ويعكس هذا التعاون الجهود المشتركة لتعزيز الثقافة والسينما في المنطقة، رغم التحديات”.
توسيع نطاق المعرفة بالسينما الكردية ودعمها، هدف يشير إليه “نومان يكيت” في ختام حديثه: “في المستقبل، إذا توفرت الإمكانات، يسعى “كومين فيلم روج آفا” إلى إنشاء دور سينما في مدن شمال وشرق سوريا، بهدف توسيع دائرة انتشار السينما الكردية، وجعلها وسيلة للتواصل والتعبير الثقافي”.
ومن جانب آخر تحدثت المراقبة الفنية للبلدية، “دورين قوري“ لصحيفة روناهي “في خطوة جديدة تهدف لتعزيز القطاع الثقافي في شمال وشرق سوريا، تم تقديم مقترح لإنشاء دار سينما في مدينة عامودا من “كومين فيلم روج آفا” إلى هيئة البلديات، وبعد دراسة المقترح، تم رفعه إلى بلدية الشعب في عامودا، التي تولت مهمة تنفيذ المشروع”.
بدء المرحلة الأولى من المشروع وتقديم الأعمال
وأوضحت لنا “دورين”: “نظرًا للقيمة الرمزية والتاريخية للموقع القديم للسينما، والذي يحوي تماثيل مقدسة، تم تخصيص موقع جديد لتنفيذ المشروع تبلغ مساحة الأرض المخصصة لإنشاء دار السينما 1162 مترًا مربعًا، وتقدر تكلفة المشروع 346 ألف دولار أمريكي”.
اختيار موقع جديد للمشروع وتكاليفه
وبينت دورين أنهم بدؤوا المرحلة الأولى من المشروع في 13 آب المنصرم، ومن المقرر أن تستمر مدة ستة أشهر، حتى الآن تم الانتهاء من أعمال الحفر وصب طبقة “باطون النظافة” يشرف على سير العمل ثلاثة مهندسين من بلدية الشعب، إلى جانب متابعة مستمرة من مهندسي هيئة البلديات لضمان تنفيذ المشروع وفق المعايير المطلوبة.
واختتمت المراقبة الفنية “دورين قوري” حديثها: “يعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز الحراك الثقافي، والفني في المنطقة، ويأمل القائمون عليه أن يسهم في تقديم فضاء جديد للترفيه، والتثقيف لأهالي مدينة عامودا والمناطق المجاورة”.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=52371