داود مراد ختاري
الاستنتاجات :
– بعد الاطلاع على هذه المشورات ودراستها بشكل معمق واستقراء ما هو غير واضح كتابة وطباعة وللأسباب الواردة في ما سبق بيانه، يمكن استنتاج التالي:
1- كتبت المشورات بداية في عهد الشيخ حسن بن شيخ ادي الثاني في بداية القرن الثالث عشر الميلادي. يتم تجديد المشورات من قبل أحفاد وذرية الشيخ حسن، ولكنها تعرضت للتعديل والتغيير في بعضها بحيث تعالج تغييرات الزمان بما يتعلق بفحواها واسماء مناطق المريدين التابعة لكل عائلة بيرانية، وتبين ايضاً ان بعض هذه المشورات قد حورت واضيفت لها مقدمات لا تخص فحوى وجوهر المشور من قبل من طلب منه استنساخها او كتابتها مجددا؛ كون اغلب العوائل التي بحوزتها هذه المشورات لا تجيد اللغة العربية مثلما لا تجديد القراءة والكتابة أصلا، ويبدو فيها ان الذي كلف بذلك غير ايزيدي، بدليل وجود نفس المشور وبنسخة اقدم عند عائلة اخرى في دولة ثانية غير العراق وهي غير محرفة او مضاف لها ما اضيف في النسخة المعنية من التي وقعت تحت يدي.
2- جميع العوائل البيرانية هم ايزيدية ويشرفون دينياً على مريديهم في المناطق كافة وفق ما خصص لهم او منح لهم من المريدين كتوزيع في المهمات وجمع الرسوم بين عوائل البير المعني، وذلك جاء على ضوء ما كتب لهم بالمشور من قبل الشيخ حسن بن شيخ ادي الثاني .
3- جميع القبائل المذكورين في المشورات كانوا يعتنقون الديانة الإيزيدية عند كتابة هذه المشورات. ولكن البعض من هذه القبائل تركوا عقيدتهم فيما بعد نتيجة الحملات والفرمانات الظالمة على الإيزيدية، مع حفاظهم على تراثهم ولغتهم وتمسكوا بأرض اجدادهم.
4- كتبت المشورات بداية لكافة العوائل البيرانية التي يبلغ عددها ثمانين عائلة، وكانت هذه العوائل تحتفظ بمشوراتهم، ولكن بعد نصف قرن من كتابتها، جاءت الحملة المغولية الشرسة على المنطقة وشملت كافة مناطق الإيزيدية فقتل من قتل وشرد الكثير من مناطقهم ويقال حينها فقدوا الإيزيدية أكثرية مشوراتهم، ونفس الشيء يمكن ان يقال على من تبقى منها في حملات وفرمانات ابادة لاحقة نتيجة الحملات المستمرة على الإيزيدية وخاصة في العهد العثماني، فقدت العوائل ما تبقى من المشورات ولم يبقَ الا القليل .
5- أكثرية المشورات المتبقية اي التي تم الاطلاع عليها، غير سليمة وامتدت اليها ايادي التشوية والتغيير .
6- لا علاقة للشيخ آدي الأول ابن مسافر (المتوفى 557 للهجرة) بكتابة هذه المشورات وتوزيع القبائل والمناطق الجغرافية على الأبيار، اذ قد يكون التوزيع هذا قد بدأ في زمنه ولكن ثبت التوزيع رسمياً في عهد شيخ حسن بكتابة هذه المشورات.
7- يبدو ان الدولة العباسية لم تكن تعارض الديانة الإيزيدية وكان لها العلم بالكتابات التي تخصها (مثل هذه المشورات التي اصدرت في ارض الخلافة وفي زمن الخليفة (أبو العباس ناصرالدين الله 1180 – 1225م). وقد يعود ذلك الى بعد منطقة لالش عن بغداد عاصمة الخلافة وقتها، مثلما يعود الى ما وصلها عن الشيخ أدي الاول من سمعة حسنة من كرامات وقدرات دينية عبر من زاره او احتك معه عن قرب من شيوخ متصوفة وكبار مثل الشيخ عبدالقادر الكيلاني وعقيل المنبجي وغيرهم الكثير. والامر هذا تغير مع مجي الشيخ حسن بن أدي الثاني الذي حورب من قبل ولاة الموصل.
8- الركاكة الكتابية والاخطاء النحوية والاملائية في جميع المشورات .
9- كتابة الأعوام في هذه المشورات كان يتم باتباع التقويم الهجري، وذلك يعود اولاً الى ان الكتابة السائدة حينها كانت باعتماد التقويم الهجري كما الان تكتب جميع التواريخ باعتماد التقويم الميلادي، وليس للدين الإسلامي علاقة بما كتب في المشورات. وقد يكون لمن استنسخها لأصحابها لاحقاً بغية الحفاظ عليها قد كتبها باعتماد التقويم الهجري كونه مسلماً واستعان به من بحوزته هذه المشورات من مالكيها الذين لا يجيد بعضهم القراءة والكتابة وقتها، بسبب الظروف التي احاطت بهم من فرمانات وويلات وما يقود ذلك الى التستر والتحفظ على ما يملكونه من مشورات وتعاليم .
10- وجود بعض الجمل والكلمات الإسلامية ليست لها علاقة بموضوع المشورات، وانما كانت الثقافة السائدة في تلك الفترة، ومازلنا حينما نكتب رسالة او طلبا نبدأ بعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) وكلمات الزكاة، المريد، الشيوخ، كرامات.
11- كانت طريقة التصوف سائدة عند جميع الأديان في المنطقة، ولم تكن مقتصرة على المسلمين فقط، ولكنهم يتجالسون مع بعضهم ويتبادلون الارشادات، وهكذا كان رجال جلسة شيخ ادي الأول والثاني ومن بعدهما الشيخ حسن، اذ كان أكثرهم من المتصوفة المسلمين والمسيحيين.
12- يتبين لنا من خلال المشورات بان الإيزيدية فقدوا مساحة شاسعة من جغرافيتهم منذ كتابة المشورات الى يومنا هذا، ولم يتبقَ بحوزتهم منها سوى 10% او اقل من ذلك.
13- يتوضح مما ورد في المشورات ومقارنتها مع الواقع الحالي ان أكثر القبائل والمجموعات الواردة في المشورات تركوا العقيدة الإيزيدية نتيجة الحملات، ليتبين لنا منها حجم الحملات ومدى خطورتها على المجتمع الايزيدي .
14- تبين لنا المشورات بان الهيئة الدينية للايزيدية كانت تهتم بالقراءة والكتابة والمشورات والمخطوطات، وتفند ادعاء الكثيرين بان أولياء الإيزيدية حرموا عليهم الدراسة واقتصرت الدراسة لأحفاد شيخ حسن فقط.
15- الحفاظ على ما تبقى من المخطوطات دليل أكيد على حرص أصحابها على سلامة المشورات.
16- تؤكد المشورات بان الخيرات والرسوم هي بمثابة الزكاة وهي تمثل رخصة او اجازة من المراجع الدينية للبير وأحقيته في جمع الخيرات .
17- كاتب المشورات هو الشيخ حسن بن شيخ عدي الثاني وذلك في (معبد لالش) واكثرها كتبت عند (العين البيضاء) في بداية القرن الثالث عشر الميلادي.
18- العديد من المشورات كتبت في مجلس الشيخ عدي بحضور شمس قدس الله روحه وفي حضور ملك فخردين وناسردين وساجدين .
19- صدرت المشورات لمريدي البيرانية لجبي الخراج والضرائب من قبائل ومناطق أخرى المبينة فيه للخزينة الإيزيدية في معبد لالش ثم بقيت هذه الوظيفة في ذريتهم.
20- الذين قاموا باستنساخ المشورات كافة وبمراحل متعددة ، جميعهم من شيوخ شيخ حسن الساكنين في بعشيقة وبحزاني.
21- تشمل الضريبة على أغنامهم ودوابهم وبيادرهم وبساتينهم وزرعهم و ما يملكون.
22- كتب عند الاستنساخ (قدس الله روحه) وهذه العبارة تستعمل للأموات، أما (قدس الله سره) فتستعمل للأحياء والأموات .
23- ختم شيخ هادي الموجود على منشور ختيب بسي ، دليل على أن النسخة لم تكن أصلية بدليل أن الختم ليس الختم الأصلي للشيخ عدي، و انما هو ختم حديث صنعه باسمه ولو كان أصليا لم حرف فيه اسم (عدي) الى (هادي).
24- أما طغيان اللهجة العربية العامية على المنشور واقترابه منها دليل أخر على التغيير الذي طرأ على النص الأصلي للمشورات وعدم المحافظة على سلامة صيغته أثناء إعادة كتابة المنشور مرارا فلو كانت الصيغة الأصلية لكانت العربية الفصحى تماما .
25- احترام الإيزيدية للمشورات لكونهم يعتقدون بقدسيتها وما كتب فيها كتبه شيخ حسن .
26- يظهر من خلال المشورات كنية هؤلاء البيرانية واصولهم البيرانية العريقة، وهذا دليل على عراقة الإيزيدية وجذورهم التاريخية .
27- من خلال المشورات والنصوص الدينية للايزيدية يظهر لنا المستوى العلمي والفلسفي الديني للايزيدية في تلك الفترة وما سبقها، على سبيل المثال كيف استطاع هؤلاء العلماء من تدوين العشرات بل المئات من القصائد الشعرية الدينية، وفق السياقات العلمية الاكاديمية، وهذا دليل ان اساتذتهم كانوا سباقين في العلم والمعرفة .
28- معرفة الجغرافية القديمة للعديد من القبائل، وقد تغيرت الآن مواقعها الجغرافية .
29- يتبين أن الدولة الدينية للايزيدية في عهد شيخ حسن كانت ذات نظام اقتصادي قوي ومنتظم وكذلك من حيث تدوين النصوص الدينية .
30- يبدو ان لكل قبيلة منطقة جغرافية خاصة بها، فقد اعتمدت المشورات على النظام القبلي وليس المواقع الجغرافية .
31- هناك ارتباط قوي ومتماسك بين جميع القبائل والنظام الديني في معبد لالش بقيادة شيخ حسن بن شيخ عدي الثاني .
32- بما ان القبائل ملتزمة بدفع الضرائب، نستنتج بان الدولة كانت مسيطرة.
33- من خلال ورود كلمة سنجق في المشورات دلالة على المنطقة الجغرافية، وبذلك قد استعملوها قبل الدولة العثمانية .
34- تظهر ظاهرة طوف السناجق في جميع المناطق الإيزيدية، إذ كانت قبل ذلك العهد الذي كتبت فيه المشورات، ونستنتج بانها كانت قبل مجىء الشيخ عدي بن مسافر (ع).
35- من خلال المشور تبين ان نظام الإيزيدية كان دينيا ودنيويا وذا سيادة قوية.
36- عند الاستنساخ قد اضيفت بعض الكلمات والعبارات الاسلامية الدخيلة على بعض المشورات مبينة من خلال القراءة.
37- كتبت المشورات في البداية على جلد الغزال ومن ثم على الورق السميك.
38- اصحاب المشورات حافظوا عليها بدمائهم.
39- فقدان بقية المشورات نتيجة الحملات الظالمة، ومن جهة اخرى عدم معرفة التصرف مع الخزن والادامة وتسليمه من شخص الى اخر.
40- المشورات أصبحت مادة للباحثين والمؤرخين
41- لقد ذكر ولعدة مرات كلمة بارزان و بارزاني، وكتبت على جلد الغزال، وعلينا بالبحث عن اي منطقة مقصودة، منطقة بارزان الحالية ام قرية بحزاني التابعة لناحية بعشيقة ؟
42- يظهر التسامح الديني والتعايش بين الاديان عند المتصوفين.
43- لم تفتح المشورات للغرباء والرحالة، بالرغم من اغراءات الكتاب والرحالة لمن يمتلكون الوثائق القديمة.
44- تعتبر هذه الدراسة هي الاولى من نوعها على تلك المشوررات السبعة.
45- وردت اسماء للعديد من القبائل، التي لم نسمع بها لربما لم تكتب بشكل صحيح عند الاستنساخ، وبإمكان الباحثين بالبحث الدقيق عن هذه القبائل.
46- من خلال التوزيع الجغرافي المبين لربع او نصف منطقة ما، يمكننا استنتاج مدى الامكانيات الاقتصادية لتلك المنطقة من الثروة الزراعية والحيوانية والتجارة العامة .
47- عدم وجود عقبات أمنية لإيصال الخيرات من جميع مناطق الإيزيدية الى معبد لالش .
48- قبول جميع عوائل البيرانية لما كتب لهم شيخ حسن من التوزيع العادل للمريدين والمناطق الجغرافية .
49- رضا جميع القبائل لآلية توزيعها على تلك العوائل البيرانية دون معارضة .
50- يبدو ان تلك العوائل البيرانية كانت مجدة في الارشادات الدينية لمريديها ، لذا تم قبولهم منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا .
51- قد تكون تلك القبائل كانت عائدة لأجداد البيرانية في عهد شيخ حسن ، لكنه جدد لهم بوثائق رسمية ومختومة، وهذا دليل آخر على ان البيرانية كانت سائدة منذ القدم عند الإيزيدية .
52- لم تتم كتابة الوثائق والمشورات.
53- قرر للبيرانية أخذ ((الفتو – رسومات مادية تأخذ من المريد)) وهناك نص ديني يقول (دا ده ستي شيخا بسك ومه قه سه…. و يى بيرا فتو وزكاته) بالإضافة اليهما هناك الجهات التاية يأخذون الفتوعلى شكل ضريبة سنوية ، ولهذا قال المؤرخ صديق الدملوجي الذي عاشر الايزيديين وكتب في كتابه (اليزيدية) المطبوع سنة 1949م، بان الإيزيدية كبقرة حلوب .
أ – جولة الطاووسين السبعة في القرى الإيزيدية ثلاث مرات سنوياً.
ب- جولة بابا شيخ في القرى على الاقل مرة في السنة .
ج – جولة البيشمام في القرى.
د- جولة متولي مزار شيخ آدي (اومن ينوب عنه) نحو (16) مرة في السنة في القرى الإيزيدية .
54- ان طبقة البيرانية قديمة، اما طبقة الشيوخ فتم استحداثها في زمن الشيخ حسن بن عدي الثاني وما بعده .
55 – أصحاب المشورات لم يتم أخذ الموافقة منهم بالإغراءات المادية .
56 – البعض حاولوا تعميد المشور بماء العين البيضاء، وبذلك تلفت الورقة.
57 – تحفظ جميع النياشين والبرات والمشور ان وجدت في زاوية او شباك مخصص في احدى غرف البيت وتسمى (ستيرك ). في الواقع لا أعلم عن معنى الكلمة هل المقصود النجمات الساطعة أم الستار أم ماذا؟
58- من خلال قراءتنا لمشور اومر خالان يتبين وجود 90 عائلة للبيرانية وهناك (40) مشورا في حينها .
59- ذكرت لمرات عديدة كلمة سيدنا للشيخ عدي الأول والثاني وابنه شيخ حسن (ذكرت أربعين مرة سيدنا شيخ عدي ابن مسافر نور الله ضريحه، ذكرت أربعين مرة سيدنا الشيخ حسن صالح الزاهد العابد الورع التقي النقي العالم العامل العابد العارف أمام الموحدين ومذهب سُنة الدين أبا محمد شيخ حسن رحمه الله عليه أجمعين )
60- بالرغم ان بير سين البحري كان من قرية دارا بالقرب من ماردين ، لكن له مزار ونياشين في مناطق شيخان (مزار بجانب بير قضيب البان في معبد لالش، نيشان في دوغات و نيشان في مهدر بوزان )
مشور بير سين البحري الداريني (الداراني)
وصف المشور :
ورق ملفوف طوله نحو 18 مترا وعرضه 30 سم، محفوظ لدى عائلة (بير شكري بير خليل بير نمر بير بيرؤ بير اوصمان بير ماموبيرا) كان أجداده يسكنون قرية (حمدونا / إمارة خالتا) قضاء بطمان/ دياربكر) من بيرانية (بير سين البحري الداراني) وحالياً يسكنون في مدينة (فلمسهافن) مقاطعة نيدرزاكسن الألمانية.
بعد ان نشر ثلاثة اشخاص ملخصا عن هذا المشور في بجامعة كمبردج ببريطانيا سنة 2020 (Pirbari et al، 2020، 20-23)، كتب أ.د. خطاب إسماعيل أحمد/ جامعة زاخو وهو من قبيلة موسرشان، تحقيقاً عن المشور في مجلة (روگه هـ) العدد 15،لعام 2022 بمركز الدراسات الكوردية في جامعة زاخو.جاء فيه :
أين تقع مدينة دارا
يقول ابن خورذابة في كتابه (المسالك الممالك) 1999، ص 95، تقع مدينة دارا على الحدود السورية التركية، المسافة من نصيبين الى دارا خمسة فراسخ ومن هناك الى كفرتوفا سبعة فراسخ، بينما يذكر ابن حوقل 1938/1/ 308 صورة الأرض، دارا مدينة بين آمد – دياربكر- وحران/ في طريق بين آمد الى جسر مدن ترعيد – ادرمة – نصيبين – دارا – كفرتوفا – رأس العين – تل بني سيار – حران والطريق من هناك نزولاً الى سروجى، وكانت مدينة دارا من المدن العظيمة والازلية القديمة للرومان، وذكرها المقدسي في كتابه (احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم 1991/ 137) بان دارا مدينة تابعة الى إقليم ربيعة، بينما يذكر ياقوت الحموي : بان دارا هي في منطقة جبلية بين نصيبين وماردين تكثر فيها البساتين وتجري فيها نهر صاف، وكان قوباد شاه دارا إسكندر الكبير في معركة، ويتبين ان دارا تابعة الى الموصل ومعلتة – مالطا الحالية – في دهوك تلك القبائل موجودة في إقليم ربيعة (سنجار، تلعفر، موصل، مالطا) .
وزارها الرحالة جمس بكنغهام في تموز 1816م، وهي قرية صغيرة على بعد أربعة وعشرين ميلاً من مدينة نصيبين، كانت في أول عهدها حصناً منيعاً أنشأه الامبراطور الروماني انستاسيوس وأسكنه عدداً من الناس وكان يحيط بهذا الحصن سوران عاليان لهما أراج مرتفعة.
ولكن دارا التي تقع في منطقة الاناضول بين نصيبين وماردين بمسافة 20-30كلم ، قبل اثني عشر الف عام كانت عاصمة للبارسيين وروما والاريين والميثرائية، وتم العثور على العديد من الاثار، ومنها اثار الإيزيدية كطير الطاووس، قبل فترة ليست بالبعيدة كانت تسكنها الإيزيدية ونتيجة هجرتهم الى اوروبا أصبحت فارغة منهم، وتسكن حالياً (185) عائلة من الكورد المسلمين وبعض الاثوريين فيها .
المريدين الحاليين لبير سين البحراني
1- قبيلة ماسكي
2- قسم من قبيلة البلكان
3- قبية رشي
ما علاقة بير سين البحري بالمتصوف أبو سليمان الداراني الذي سبقه ؟
أبو سليمان الداراني : تكلم عنه ابن القيم في المدارج وقال : ( كان أبو سليمان الداراني مضرب المثل في العبادة من أهل الشام مثلما كان الحسن البصري بالبصرة وهو من أبرز علماء الصوفية الحقيقية في القرن الثالث الهجري وكان يلقب بعابد أهل الشام )، وقال ابن كثير: (وهو أحد أئمة العلماء العاملين أصله من واسط قدم دمشق وسكن في قرية غرب دمشق يقال لها داريا ،فنسبه بالداراني إلى داريا رحمه الله)، قال عنه الإمام الذهبي في سير الأعلام:الإمام الكبير ، زاهد العصر أبو سليمان ، عبد الرحمن بن أحمد وقيل : عبد الرحمن بن عطية . وقيل : ابن عسكر العنسي الداراني . من أهل داريّا، قرية من قرى دمشق في سوريا.ولد في حدود الأربعين ومائة للهجرة توفي سنة نيف وتسعين ومائة
ما جاء في المشور :
بعد ان علموا ان بيرسين الداراين رحمة الله عليه كانت له كرامات، ومنها انه يركب الخشب (مركب نهري بسيط مصنوع من الخشب) من الجبال ويصل منه الى البرية، نتيجة لكراماته وقدراته الخارقة وايمانه بالله وتقواه، اصبحت القبائل التالية من مريديه ومنحوه الخيرات (التي يطلق عليها محليا بين الايزيديين بالفتو) ومازال احفاد هذه القبائل يمنحون تلك الخيرات الى احفاد بير سين البحري :
أما فيما يخص بالقبائل الواردة في المشور فقد ذكرتها العديد من المصادر منها:
ذكر في دفتر تحرير مفصل واجمال ولاية أربيل سنة 1542م ضمن ال وثائق الثمانية في القرن السادس عشر الميلادي، عن القبائل ومنها ( موسكان، لك، داسني، دونبلي ، بير خدر)
ياسين خيرالله العمري (ت 1817م) حول قبائل الإيزيدية في الموصل منها(الدنادية – – دنان – ، المهركان، القائدية، شيخاني)
المقريزي ت 1441م في كتابه الخطط المقريزية (ص 3 ، 403) العشائر الإيزيدية ( الروادية، الدنبلية، داسنية، هكارية، المروانية (
المصادر والهوامش :
1- وفق النصوص الدينية بان الشيخ ادي الثاني قد وضع الحد والسد للزواج بين الايزيدية .
2- ان المصادر العربية عندما تتناول الحديث عن جباية الضرائب من مناطق الجبال والموصل وغيرها تؤكد بانه تم في القرنين التاسع والعاشر جمع الخراج من تلك المناطق بشكل اساسي، والخراج بشكل عام يحتوي على ضريبة الارض والاتاوة وما شابه ذلك، ينظر: ارشاك بولاديان، الاكراد من القرن السابع الى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية، ترجمة مجموعة من المترجمين، دار التكوين، دمشق 2004، ص176.
3- داود مراد ختاري، الحملات والفتاوى على الكورد الايزيديين في العهد العثماني، دار سبيريز، دهوك 2012.
4- بكل ما يتبعها من اراض وبساتين وعيون ماء بل حتى حق اخذ الأتاوات عن الرعي في هذه الاراضي، رغما عن اصحابها الاصليين المالكين لها بسندات عثمانية رسمية سابقة.
5- كباحث أشكك في كل مشور من هذه المشورات، من منطلق الاحتمال الكبير لتعرضها للتغيير او للتشويه او تغيير الكتابة باللغة، نتيجة حملات الاضطهاد التي لاحقت الديانة الايزيدية في مختلف مراحلها التٲريخية، وايضا من قبل من اعادوا كتابتها لغرض استنساخها لاحقا، خاصة من قبل من كلفوا من غير الايزيديين من حامليها في الفترات التي عز فيها على الايزيدي القراءة والكتابة لأسباب لا مجال هنا للدخول فيها.
أشكر الزملاء الذين نصحوني بدراسة هذه المشورات وتقديم بحث مفصل، حضر الجلسة الأولى (40) كاتبا ومهتما بالشأن الايزيدي في قاعة لالش ختارة/ قضاء تلكيف سنة 2011م ، وفي الجلسة الثانية حضر (10) أشخاص من المهتمين بالتاريخ والشأن الايزيدي يوم 27 ك1 2023، وبعد نقاش مستفيض في الجلستين ، طلبوا منا تقديم بحث عن مشورات البيرانية، وهذا هو البحث الذي بين ايادي القراء الكرام ، أتمنى اني قد وفقت في بحثنا المتواضع هذا، وان يكون حافزا للباحثين عن الحلقات المفقودة من تاريخ الديانة الايزيدية قديماً وحديثاً ونصوصها الدينية وتراثها الشفاهي لإجراء المزيد من التقصي والتحليل وصولا الی الحقائق التي شوهت نتيجة الغزوات والفرمانات التي تعرض لها الايزيديون علی مر التاريخ، وأشكر الأستاذ الدكتور خالد خدر على مراجعته القيمة للبحث .
6- كانت هناك 80-90 عائلة من البيرانية واصبح بير هسن ممان بيراً لأربعين منها وبقيت 40-50 عائلة لم يكن بير هسن ممان بيراً لها 0 (وذكرنا أسماء جميع الابيار في منهاج الدراسة الإعدادية للصف الحادي عشر)
7- وفق ما منشور في المشورات التي في حوزتي
8 – – دبيَذمة وة شيَخان و ثير
هون د زانابن دلطير
دا ل ئاخرةتىَ بيضذنة وة ثير
المصدر : دلشاد نعمان ،البيرانية ، مجلة لالش العدد 22 سنة 2005، ص 95
9- صديق الدملوجي، اليزيدية ، الموصل 1949، ص 44.
10 – المصدر نفسه، ص 45.
11- المصدر نفسه، ص44.
12- جميع الشمسانيين والأديان الارية القديمة كانوا يقدمون قرابينهم لوجه الشمس عجلاً أو ثوراً وليس أي حيوان آخر، ومازال الايزيدية يقدمون ثوراً قرباناً لنور الشمس في اليوم السادس من عيد الجماعية في معبد لالش في شهر تشرين الأول من كل سنة وتسمى (مراسيم القباغ).
13- وفق السبقة الدينية من القول (النص الديني)
ثادشىَ من ب هوكمىَ خوَ خافوورة
ذ با وى هاتبوو دةستوورة
دا دةستىَ شيَخا بسك و مةقةسة
دا دةستىَ ثير زةكات و مشوورة
14- أ.د. خطاب إسماعيل أحمد تحقيقاً عن المشور في مجلة (روگه هـ) العدد 15،لعام 2022 مركز دراسات جامعة زاخو.
15- جمس بكنغهام، رحلتي الى العراق، ترجمة سليم طه التكريتي، المجمع العلمي العراقي، بغداد 1968، ص 14و 27
16- لقاء قناة دنكي طورى (صوت الجبال) مع نصرالدين كيوخي و سنان دارا المشرف على عمال الاثار وهو من ابناء القرية يوم 26 سيبتمبر 2021م .
17- (المكتبة الإسلامية islamweb.net . https://tarajm.com/people/11778
18- د زرار صديق، القبائل والزعامات القبلية الكردية في العصر الوسيط، دار الزمان للطباعة والنشر، أربيل 2016، ص 242 .
19- ياسين خيرالله العمري، عجائب الأثر في حوادث القرن الثالث عشر، دار الوراق للنشر 2017، ص 40و 51
20- د زرار صديق، القبائل والزعامات القبلية الكردية في العصر الوسيط، دار الزمان للطباعة والنشر، أربيل 2016، ص 248 .
ملاحظة : منشور في العدد (52) من مجلة لالش التي تصدرها مركز لالش الثقافي في دهوك

شارك هذه المقالة على المنصات التالية