بير رستم
إنني سأبدي وجهة نظر سريعة حول حوار الجنرال؛ عبدي، مع قناة العربية – الحدث، وخاصةً بعد أن قرأت عدد من الردود السلبية من بعض الشخصيات؛ منهم قادة أحزاب وحركات سياسية والبعض الآخر مؤثرين على السوشيال ميديا وأيضاً شخصيات ثقافية ودكاترة جامعات، والتي باتت تستغل وللأسف مثل هذه الأحداث الساخنة لتعمل لنفسها ومن مواقفها وشعاراتها؛ “عالية السقف”، ترند لدى جمهور منصات التواصل الاجتماعي.
ولهؤلاء جميعاً نقول: بأن ما صرح به السيد عبدي عموماً لم تكن إلا الخطوط العريضة أو لنقل الملامح الأساسية لم ستكون عليها سوريا القادمة؛ ألا وهو نوع من النموذج السياسي الذي يدمج بين المركزية واللامركزية، وبشكل أوضح نظام المحافظات السابق لكن بصلاحيات واسعة للحكومات المحلية في كل الجوانب والإدارات غير السيادية حيث هذه الأخيرة ستكون من صلاحيات المركز؛ يعني يمكن أن تقسم سوريا لعدد من الأقاليم الجغرافية وتضم كل منها عدد من المحافظات بصلاحيات إدارية واسعة، أما الجيش فسيكون واحد مع خصوصية بقاء الأمن العام من صلاحيات المحافظة وبحيث يتم تعيين أبناء تلك المحافظة في مؤسسات الأمن الخاصة بها!
وهكذا لن يكون تقسيم للبلاد على أساس طائفي أو عرقي؛ يعني لا “دويلة درزية” في الجنوب ولا “كردية” في الشمال، كما يدعي البعض، أو يحلم به البعض الآخر، وإنما دولة واحدة بأقاليم جغرافية متعددة وحكومات محلية ذات صلاحيات إدارية كبيرة وهامة مع احتفاظ المركز بعدد من الوزارات السيادية وهي أقرب لنموذج الدولة الاتحادية الفيدرالية اللامركزية، وإن كانت التسمية ليست كذلك، لكن التطبيق العملي على الأرض سوف يكون أقرب للدولة الاتحادية. طبعاً وبخصوص الجانب السياسي والقانوني بالنسبة للحقوق السياسية، هناك ملاحظة على حوار السيد عبدي، بأن كان ببساطة أن لا يجيب على هذا السؤال ويقول: بأن هذا الأمر سيكون من اختصاص لجنة خاصة بالحوار السياسي مع قيادة دمشق، وقد كلف المؤتمر الوطني الكردي والذي انعقد قبل فترة بقامشلو لإدارة هذا الملف مع حكومة دمشق.
وبالمناسبة نأمل أن يطرح الجنرال هذا الأمر في اجتماع باريس القادم بحيث يترك الملف السياسي للوفد الكردي بتشكيل لجان من أصحاب الاختصاص من الأكاديميين والسياسيين مع تقديرنا له ولقدراته في الجانب السياسي، لكن الأفضل عدم مزج الملفين معاً، أو على الأقل ليأخذ معه وفد يمثل باقي القوى السياسية الكردية ومن أصحاب الاختصاص في القوانين الدولية، إذا كان هناك مؤشرات على أن النقاش سيكون في كل الشأن السياسي والإداري، وليس فقط العسكري، والمتعلق بمناطق الإدارة الذاتية.
وأخيراً نقول لأصحاب الشعارات الكبيرة؛ بأن رجل مثل؛ عبدي، تحمل خلال كل هذه السنوات هذا العبأ على كتفيه ويعرض حياته للخطر اليومي، ما عدا ما يتحمله من عبأ أخلاقي وانساني بشأن مقاتليه وعائلاتهم الذين ضحوا بأرواحهم، فهو لا يقل رغبةً وشوقاً لأن ينال شعبنا الاستقلال الكامل، لكن كل العيب والخسة والنذالة في أن يأتي من يجبن أن يدخل روژآڤا لحضور جنازة والدته، وهو على بعد أميال منها، وذلك خوفاً من أن تغتاله المخابرات التركية، وكأن الاستخبارات التركية ما عندها شغلة غيره، ثم من عاصمة إقليم كردستان يبدأ بإطلاق شعاراته الكاذبة في وجه أهم شخصية يتحمل عبأ المرحلة وأحمالها وأحمال القضية في إحدى أصعب المراحل التاريخية بحياة شعبنا وقضيتنا.. بعض الأخلاق ضروري مع ما تردده من محفوظاتك الفلسفية والسياسية عزيزي.
بالمناسبة؛ يلي مو عاجبوا يتفضل ينزل ع الساحة ويحقق لشعبنا ما هو أفضل مما يحاول السيد عبدي وفريقه يحققه عسكرياً وسياسياً وسط كل هذه التحديات الإقليمية والدولية.. المزايدة بالشعارات من وراء شاشة الموبايلات وكأن الزلمة فيه يعمل كردستان بكتابة بوست خرندعي وهو مرتكي على الأريكة، باتت تجارة سياسية للكثير من الإمعات مع تقديرنا لمن يحاول النقد وصولاً إلى الأفضل لشعوبنا وبلادنا ومناطقنا عموماً وفي المقدمة لكردستان وللقضية الكردية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=72951