الخميس, يناير 30, 2025

مظلوم عبدي يتحدث عن العلاقة مع هيئة تحرير الشام وآلية دمج “قسد” في الجيش السوري المستقبلي

أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي وجود نقاط اتفاق مع هيئة تحرير الشام حول وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم، مبينا أن الحوار مستمر بين الطرفين، مع وجود جهات ثالثة تحاول إثارة الفتنة بينهما.

ننشر فيما جزء من الحوار المطول الذي أجرته وكالة “هاوار” الكردية مع عبدي والمتعلق بالعلاقة مع هيئة تحرير الشام:

-هناك مزاعم متكررة تتحدث عن توتر واشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام. مَن الأطراف التي تدفع لذلك؟ ومَن المستفيد من تأجيج صراع بين الطرفين؟ وما تأثير ذلك على الشعب السوري ومستقبله؟

إلى الآن لم تظهر أي اشتباكات بيننا، عندما بدأت عملية “ردع العدوان”، اتصلوا بي، وأوضحوا بأن هدفهم هو النظام السوري، وبأنهم لا يستهدفون مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ولا يسعون إلى أن تظهر اشتباكات أو تصادم بيننا وبينهم، وإلى اليوم وبمساعدة وسطاء، هناك تنسيق بيننا من الناحية العسكرية في الرقة ودير الزور وحتى في مدينة حلب. الكثير من الجهات تنشر هذه الادعاءات بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودفع الطرفين للاشتباك لاستغلاله لأجندات أخرى، ولكننا في قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الطرف الآخر هيئة تحرير الشام على علم بتلك المخططات ومن يقف خلفها لهذا لن نقول إلا أن مخططاتهم ستفشل.

-هل تقصدون القول بأن هناك جهة ثالثة تحاول جركم إلى اقتتال مع هيئة تحرير الشام؟ وإذا حدث ذلك ما تداعياته وأي تلك الأطراف ستستفيد من ذلك؟

بالطبع هناك جهة ثالثة، هناك جهات محلية، وبعض الدول تحاول جاهدة وبشتى السبل إحداث اقتتال فيما بيننا، كما أن هناك شخصيات سورية، بالإضافة إلى بعض المجموعات التي تبث الفتن، وهذا يجري بشكل علني وليس في الخفاء. في بعض الأحيان نراهم يخرجون في ساحة الأمويين بدمشق ويتحدثون بأن هناك اشتباكات واقتتال، ويدعون لذلك، ولكن في العموم كافة الأطراف ومن ضمنها قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام والقوى الدولية مع أن يكون هناك حوار ومشروع وطني، ولا يجب أن يعود الاقتتال.

بكل تأكيد مع عودة الاقتتال كافة الأطراف ستتضرر منه، وقبل الجميع فإن القوات السورية هي التي ستتلقى الضرر الأكبر، كما ستتضرر مصالح القوى الدولية المتواجدة في المنطقة، أعتقد أن الجميع على دراية بهذا الأمر، ولهذا لا أحد يسعى لأن تُحل الأزمة السورية عبر الصراع المسلح، إعادة الصراع الداخلي السوري مرة أخرى لن يكون في مصلحة أي طرف.

-هناك حديث مستمر عن مباحثات بينكم وبين إدارة هيئة تحرير الشام. ما هي طبيعة العلاقة بين الطرفين حالياً؟ ما هي أبرز النقاط التي تناقشونها في هذه المباحثات؟ ما الذي توافقتم عليه، وما نقاط الخلاف بين الطرفين؟

أعتقد بأن شعبنا وكافة مكونات شمال وشرق سوريا يسعون لمعرفة طبيعة العلاقة بيننا، إلى أين وصلنا، ماذا نناقش. حالياً المناقشات مستمرة، بداية نحن ذهبنا إلى دمشق لمعرفة آرائهم ووجهة نظرهم، وهم أيضاً كانوا يحاولون أن يعرفوا وجهة نظرنا. أجرينا لقاءً مطولاً مع قيادة هيئة تحرير الشام السيد أحمد الشرع، وظهرت هناك نقاط مشتركة بيننا ونحن متفقون عليها، حول مستقبل وطبيعة قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري في المستقبل، ووحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم، وضرورة تفعيل الحوار والحل السياسي.

الأمور الاستراتيجية الأساسية نحن نفكر في سوريا ككل، نريد سوريا موحدة، كما أنه ليست لدينا نية انفصالية. الكثيرون يروجون بأننا نعمل على بناء جيشين في سوريا وإنشاء دولة ضمن دولة. ليس لدينا نية في هذا الاتجاه الذي يتم الترويج له. هدفنا ومخططنا السياسي واضح. في الخطوط الأساسية ليس هناك أي خلاف بين الطرفين.

ولكن هناك نقاشات ومباحثات مستمرة تدور حول آلية وكيفية ومضمون تطبيق هذه النقاط، وتوقيت ترجمة هذه الأمور. نحن متفقون بأن يكون لسوريا جيش واحد وقسد جزء منه، ولكن بأي طريقة سيتم دمج قسد مع وزارة الدفاع السورية. قسد متواجدة منذ عشرة أعوام وتتألف من كافة مكونات شمال وشرق سوريا، ولديها العديد من المؤسسات العسكرية التابعة لها، وهناك أيضاً يجري التحضير لبناء قوة جديدة وليست قوة موحدة سابقاً وعلينا الانضمام إليها، أن يكون هناك جيش جديد بحاجة إلى وقت وعمل كثير. هناك خلاف على التوقيت بيننا وبينهم حول المدة التي يتوجب فيها تشكيل هذا الجيش، وأيضاً حول كيفية تفعيل المعابر المغلقة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ولهذا اللقاءات ستبقى مستمرة.

حالياً هناك اشتباكات واقتتال في سد تشرين، والسد مؤسسة وطنية وتخص سوريا بشكل عام، ولهذا يتوجب حل هذه المشكلة مع إدارة دمشق، كما قلت سابقاً في الخطوط الأساسية نحن متفقون وليس هناك أي خلاف بيننا، والأهم هناك نية الحوار بين الطرفين ولهذا يجب أن تجري الأمور بشكل متأنٍّ وبصبر تام. هناك بعض الأطراف تحاول العمل على استعجال الأمر، ولكننا نرى بأن أي عمل يجري بشكل مستعجل يمكن أن يكون له نتائج سلبية، نحن نقول بأن الأمور يجب أن تُحل خطوة بخطوة دون التفكير بالوقت لكي تكون ذات أساس متين، وألا تكون مرة أخرى سبباً في ظهور المشاكل مجدداً.

أيضاً، حالياً نعمل على كيفية ضم هذه المنطقة للعملية السياسية، ويتوجب عليهم أيضاً أن يكونوا واضحين في هذا السياق، كيف سننضم إلى الحوار الوطني الذي سيعقد أو للحكومة الانتقالية التي يقولون بأنها ستتشكل في غضون شهرين أو ثلاثة، ما هو مكاننا في هذه الحكومة. يجب أن يتم توضيح هذه النقاط. أيضاً على أي مبادئ ستُبنى سوريا المستقبل، هل هي ديمقراطية أم لا، وما هو شكل الدولة، فهي تخص كافة السوريين.

بالمحصلة يمكنني القول بأننا متفقون بأن يحل الوضع السوري عبر الحوار، وسد الطريق أمام الجهات التي تحاول بث الفتنة، وهناك تشجيع من قبل الأطراف والقوى الدولية من أجل العمل في سياق الحوار، ومن أجل أن نكون متواجدين في دمشق وهم أيضاً كحكومة دمشق يكون لديهم ممثلون في مناطقنا.

قبل عدة أيام جرى لقاء، شاركنا معهم وجهة نظرنا، وهم أيضاً قدموا بعض المطالب، وبدورنا نحن أرسلنا لهم مطالبنا، وأعتقد بأنه سيتم الرد علينا وعند توضح بعض النقاط، يمكننا أن نعقد اجتماعات على مستوى القيادة العامة بيننا وبينهم، من أجل العمل على تنفيذ بعض الخطوات العملية، ولكن يجب أن يتم النقاش على الخطوات التي سيتم تنفيذها وتوضيحها فيما بيننا.

لدي ثقة بأنه من الآن يمكننا العمل على بعض النقاط ومنها مسألة محاربة الإرهاب وداعش، وهناك مخيم الهول حيث يتواجد فيه الآلاف من أبناء الداخل السوري، ولهذا يتوجب أن يتوجه وفد أو هيئة من دمشق إلى مناطقنا لإجراء التنسيق فيما بيننا وبين إدارة مخيم الهول وتوضيح كيفية إعادتهم إلى مناطقهم، ودراسة فتح المعابر ومنها قامشلو وتل كوجر، كون المعابر مرتبطة بالحكومة في دمشق.

– هل لك أن تطلعنا على تلك المطالب التي وردتكم من إدارة هيئة تحرير الشام، إن كان بالإمكان الإفصاح عنها طبعاً؟

أوضحنا سابقاً في سياق حوارنا بعضاً منها، وبما أن تلك المطالب في طي المناقشة والحوار لا أريد التطرق بشكل تفصيلي لتلك المطالب، الآن أود المعذرة، وأعتقد أن ما سردناه من معلومات حول علاقتنا كافية إلى هذه اللحظة.

– صدرت تصريحات متضاربة من مسؤولي إدارة هيئة تحرير الشام حول قوات سوريا الديمقراطية، بعضها تتحدث عن حوار قائم، وأخرى تدعو لحل القوات وتسليم السلاح. كيف تقيّمون هذه التصريحات؟ وماذا يمكنكم الاستنتاج من ذلك؟

هناك أسباب كثيرة لهذا التناقض في التصريحات، هناك ضغط يُمارس عليهم وهناك مطالب من القوى الدولية والدول الإقليمية، وهناك تحديات على أرض الواقع، بالنسبة لنا الأهم هي تصريحات قيادة هيئة تحرير الشام السيد أحمد الشرع. لدينا قنوات اتصال مباشرة مع قيادة الهيئة وإدارة دمشق، وهناك أطراف تتحرك فيما بيننا وتتواجد في دمشق وتأتي إلينا، علاقاتنا تجري على مستوى القيادة، في هذا الإطار لا أعتقد بأنه يوجد أي خلاف بيننا فيما يخص الحوار واستمراره.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية