معادلة الصفر: كلما يتم تهميش الوطنيين الأحرار يصعد الانتهازيون للقمة.

جواد إبراهيم ملا

بعد الله… هناك مسلمات خالدة وثوابت لا يمكن زعزعتها وعشق سرمدي ابدي لا يمكن لأي إنسان سوي ان يتجاوزها ويأتي الوطن في مقدمتها…
فويل لهم في الدنيا والآخرة لكل من يضع مصالحه الشخصية والعشائرية والحزبية والإقليمية والدينية والمذهبية فوق مصلحة الوطن.

فمهما طال الزمان على إغتصاب وإحتلال كوردستان… ستبقى كوردستان ساطعة ومضيئة وتنير طريق الوطنيين الاحرار في كل زمان حتى يتم تحريرها وإعلان دولة كوردستان المستقلة.
لقد خربت الكيانات التي تحتل كوردستان أخلاق شعبنا وعواطفه وعاداته وتقاليده بالأموال والمناصب… والذين لم يتأثروا بالكيانات التي تحتل كوردستان إستطاعت القيادات الكوردية الحزبية من اتمام تلك المهمة القذرة في تناحرهم فيما بينهم وبث الدعايات الكاذبة وجعلوا من النضال الوطني والقومي تجارة حزبية.

فالكوردي اليوم يسأل كم سيقبض من الأموال والمناصب فيما إذا ناضل من أجل الكورد وكوردستان… بينما النضال من أجل الكورد وكوردستان هو تقديم التضحيات من أجل إستقلال كوردستان وبدون تضحيات فلن تكون كوردستان ولا الكورد أيضا.
فالبناء الذي يتم بناؤه على أساسات غير مستوية أو لا تتمتع بصلابة تكفي لتتحمل ثقل البناء فلا بد ان يكون بناء مائلا وآيلا للسقوط عاجلا أم آجلا وسيسبب كوارث بالارواح والممتلكات.

فالبناء السياسي الذي شيدته القيادات الكوردية الحزبية سبب كوارث ومآسي حلبجه والانفال و5000 كوردي فيلي و8000 كوردي بارزاني والنزوح المليوني، ومؤخرا كانت مآسي شنگال وكوباني وكركوك وعفرين والحبل على الجرار…. ولهذا لم تتمكن القيادات الكوردية الحزبية ليس من تحقيق استقلال كوردستان بل لم تستطع من تحقيق إستقلال قرية كوردية واحدة وإعلانها الدولة الكوردية حتى ولو على عشرة أمتار من أرض كوردستان الطاهرة.

فالشعب الكوردي بحاجة إلى إنتفاضة شاملة تقوم على أسس تؤدي إلى الإستقلال، ورفض الأسس الحزبية التي أكل عليها الزمان وشرب كشعار التعايش مع العدو وإعتباره أخا للكورد بل أحيانا يعتبرونه الأخ الكبير وغيرها من ترهات وتوافه الشعارات والتي تسير عكس هدف الشعب الكوردي في الإستقلال.
فالنظريات العسكرية تقول: حتى تحقق النصر يجب أن تكره عدوك، بينما
القيادات الكوردية الحزبية تعمل عكسها ومتفقة على حماية حدود وسيادة ووحدة أراضي كل من سورية وتركيا والعراق وإيران والمشاركة في پرلماناتها بينما تعتبر مسألة عفرين وكركوك وشنگال وحتى كوردستان الكبرى من المسائل الثانوية مع الأسف الشديد.

فمنذ أكثر من ستين عاما اطالب بدولة كوردية ليس من قبيل الفخفخة ولا من قبيل التشدد والعنصرية كما يحلو للبعض اتهامي بها بل لأني متأكد في ان الدول التي تغتصب كوردستان ليست في صدد قبول أهداف الكورد أو رفضها لأنها قليلة أو كثيرة بل لأنها بالاساس ترفض وجود الكورد ناهيكم عن حقوقه لأن هذه الدول الوحشية لا تمنح شعوبها العربية والتركية والفارسية اية حقوق ديمقراطية وإنسانية فكيف نحن نطالبها بالحقوق القومية للشعب الكوردي؟ ففاقد الشئ لا يعطيه، وكطالب الدبس من مؤخرة النمس.

Scroll to Top