ملحمة درويشي عفدي (الجغرافيا، المكان، الفضاء)
عبد الناصر حسو –كاتب وناقد أدبي
مجلة الحوار – العدد /83/- السنة 31 – 2024م
ملحمة درويشي عفدي[1] – مختصر الحكاية
ذات مرة في سرديّات العشق، تبادل درويشي عفدي وعدولة ابنة تمر باشا نظرات الاعجاب، فأعلن دوريش عفدي ذات سهرة ربيعيّة أو بعد فوز في سباق الخيل: (أنا عسلٌ بين شفتي عدولة) أو (أنا كحلٌ في عيني عدولة). نقل عيسى ملا علي، ابن عم عدولة، الخبرَ إلى والدها تمر باشا الملّي. تأكّد تمر باشا من الخبر، وفكّر بالانتقام من دوريش عفدي وعشيرته، و وضع خطة للتخلّص من العشيرة بعد أن استشار وجهاء القبيلة، وأمرَ أن ترحل عشيرة المليّة غداً إلى مكان آخر، وخطط للقضاء على عشيرة الشرقيان، عندما ينصبون خيامهم. رحلت العشيرة في اليوم التالي.
لكن صداقة جيلو إيزولي مع دوريش عفدي لم تسمح إلا أن يخبر عفدي ملحم بما ينوي تمر باشا الملّي تجاه الشرقيان، فابتعدت عشيرة الشرقيان عن الملّيّة، ونصبت خيامها في مكان يبعد عن مضارب الملّيّة مسافة نصف يوم.
عندما علِمَ أعداء المليّة (زعماء الترك والعرب) أن الشرقيان افترقت عن الملّية، انتهزوا الفرصة واستعدوا لشنّ هجوم على الملية ، إنْ لم يوافقوا على شروطهم وهي (تقاسم المراعي ومياه الآبار بيننا وبينكم)، ومنحوا الملّية مدة قصيرة لتحقيق شروطهم، وإلا سيشنّون هجوماً عليهم، ويمزّقون خيمة تمر باشا الملي بالسيوف، ويَسْبون حسناوات الملّية الخمس الشهيرات. أرسلوا رسالة إلى تمر باشا، يحملها مراسلان يثيران ضجيجاً ويخلّفان عموداً من الغبار وراءهما.
أبلغَ تمر باشا مضمون الرسالة إلى فرسان الملّيّة الذين اجتمعوا في المضافة، سادَ الصمت، طأطأوا رؤوسهم جميعاً. حاول تمر باشا تحفيزهم، فأعلن أن من يشرب فنجان “قهوة الشرط” ويقود الفرسان إلى المعركة، فإذا عاد سالماً غانماً، سيزوّجه ابنته عدولة وسينصب له خيمة مؤلفة من 24 عموداً أمام خيمته.
أرسل تمر باشا من فوره رسالة إلى عفدي ملحم وعيشه ولي يطلب فيها منهما تولي ابنهما دوريش عفدي قيادة الفرسان لصدّ هجوم الترك والغيس( الجيس). قيل إن تمر باشا حذّر فرسانه بأن لا يرفع أحد من فرسانه فنجان القهوة لأنه سينتقم من دوريش عفدي.
عندما سمع دوريش عفدي أن الملّية تتعرض للهجوم، سارع إلى مجلس تمر باشا غير مبالٍ بنصائح والده عفدي شرقي، ومتناسياً طرد عشيرته. لحق به عفدي ملحم وشقيقه سعدون وعمر الشرقي وأولاده إلى مضافة تمر باشا، خوفاً من تهوّره. رفع دوريش فنجان “قهوة الشرط” وشربها دفعة واحدة، مؤكداً انتماؤه للملّية وللمكان، واختار من فوره الفرسان الذين سيشاركونه في المعركة. وقاد الفرسان الأحد عشر ضد 3700 فارس مشهود لهم بالفروسية أباً عن جد من فرسان الترك والغيس.
استمرّ البحث عن أماكن تمركز قوات الترك والجيس ثلاثة أيام، وعندما سمع عَفَر الجيسي أن دوريش سيشارك في المعركة، التقى به خارج المكان وحاول أن يثنيه عن مشاركته باعتبار أنهما أصدقاء بعد أن تآخيا، لكنه لم ينجح. أشار دوريش بطرف من عينه إلى سعدون الذي كان يقف وراء عَفَر الجيسي أن يجرحه في كتفه، وجّه سعدون إليه ضربة للبدء بالمعركة المرتقبة. يُقتل سعدون، ثم يُقتل فرسان الملّيّة واحداً تلو الآخر في ساحة المعركة، ويبقي دوريش وحيداً يقاتل بشجاعة نادرة، وعندما اقتنع جيل إبراهيم بكدلي أنه لا يستطيع التغلب عليه إلا بخدعة، استدرجه إلى أرض مليئة بجحور الفئران والجرذان، انكسرت قوائم هدبان الأربع من شدة الركض في الحُفر، فسقط دوريش أرضاً، اجتمع عليه فرسان الترك والعرب يغرزون جسده بحرابهم، فصرخت زهرة خانم أخت عفر الغيسي ساخطة على الترك: (إن كنتم فرساناً، لواجهتموه على ظهر الهدبان)، ثم التفتت إلى أخيها عفر بغضب ولوم (ألم يكن أخاً لك!). سحب عَفَر سيفه فوراً مهدداً الترك أن يتراجعوا عنه، ثم حمله إلى تل عطشانة بجانب أصدقائه الفرسان. عندما شعر دوريش قدوم فرسان الملّيّة طلب من عَفَر الجيسي أن يغادر المكان.
هل يستكين المستمع أمام هذه النهاية الأليمة لمصير فرسان الملّية الأحد عشر الشجعان، خاصة لمصير دوريش عفدي؟ كيف يُقتل رمزه بيد العدو غدراً دون الأخذ بالثأر؟ المستمع لم يسلّم أمره بهذه النهاية المأساوية، يريد الثأر للفرسان، بل يريد النصر، ويرفض الهزيمة. لذلك يستجمع المغنّي فرسان الملّيّة تحت قيادة عفدي ملحم وعمر الشرقي للهجوم على قوات الترك والعرب، قيل إن فرسان عَفَر الجيسي لم يشاركوا في المعركة حزناً على دوريش عفدي، وقيل إن التحالف الملّي كان يستعد لهجوم قوي كما يتمنّاه المستمع.
جاءت عدولة مع الفرسان وأسرعت إلى دوريش الذي كان على التل يحتضر، وضعت رأسه على ركبتها غير مبالية بما يجري، وبدأت بمرثيّتها: (دلال).
ذهبت المدونات التاريخية إلى أن سليمان باشا والي بغداد قام بالهجوم على الملّية عام 1791م، والتي اندرجت تحت الحملة التأديبيّة على تمر باشا الملي.
– مفاهيم (الجغرافيا، المكان، الفضاء)
في سياق التمييز بين المفاهيم الثلاث وعلى مستوى التطبيق الفنّي المستخدم، تتداخل هذه المفاهيم فيما بينها نتيجة المرادفات التي تقابل الكلمة الواحدة في السياقات اللغوية من حيث الوظيفة والمهام والخصوصية، ولعل (المكان) هو الأكثر استجابة في هذه الدراسة بوصفه يتقاطع مع العديد من المصطلحات الأخرى كالحيّز والمجال والحقل والفضاء والجغرافيا بكافة أنواعها السياسية والديمغرافية والطبيعية.
تتميّز جغرافيّة ملحمة (دوريش عفدي) بتنوّعها الطبيعي من الجبال إلى براري ماردين وسهول سروج، مروراً بنهر الفرات ومدن ويران شهر وأورفه ورأس العين والرقة، هذه التضاريس المتفاعلة فيما بينها تشكّل ملحمة (دوريش عفدي)، في حين أن جغرافيةً أخرى مختلفة شكّلت ملحمة (ممي آلان) الكُرديّة الشهيرة بدورها، هكذا تشمل الجغرافيا دراسة الثقافات البشرية وتأثيراتها على المكان.
الفضاء هو الجانب المتخيّل للحدث في الملحمة، يتم بناؤه في خيال القارئ أو مستمع الأغاني التراثية عن طريق السمع ومرجعيّاته الخاصة لإكمال سير الأحداث في فضاءات مغايرة، كأن نقول فضاء الحرية، فضاء المدينة. كما يتعلق الفضاء بالشعور العام أو الأجواء التي يخلقها المكان، يمكن أن يتضمن مجموعة عناصر أخرى مرتبطة بالمكان مع المكونات الحكائية للسرد.
المكان عنصر أساسي في جميع الأعمال الأدبية والفنية وعادة يكون المكان جزءاً من الحكاية. وهو الموقع الذي تجري فيه الأحداث (غرفة، مدينة، خيمة). ويعزز المكان هوية الشخصيات ويحدد خلفياتهم الثقافية والاجتماعية وأحياناً الطبقية. يستخدم المكان لتحديد الأحداث (معارك في الأراضي المفتوحة، مبارزة في الساحات)، وعندما يفقد العمل الفنّي عنصر المكان والفضاء، فإنه يفقد خصوصيته.
المكان هو مجموعة من الإشكاليات التي تؤرّق عملية وصف الوقائع، فيتخيل بأنه جغرافيا لرسم حياة مجموعة بشرية أو سجّلاً تاريخياًّ للتوثيق أو بُعداً هندسيّاً لحركة فيزيائية، لكنه يؤسس الحكي والغناء، لأنه يجعل القصة المتخيّلة ذات مظهر مماثل لمظهر الحقيقة.
لقد شكلت البيئة الجغرافية للجزيرة السورية أهم عوامل الانزياح والتشتّت بين سكانها في مواسم القحط والكوارث الطبيعية (الأمراض التي أصابت المنطقة في منتصف القرن الثامن عشر كمثال)، وساهمت في فرض أشكال الحكم القَبَلي في مواجهة صعوبة الحياة.
أخيراً، إن خصوصيّات المكان تكمن في المؤثرات الزمانيّة، وخصوصية الزمان تكمن في المؤثر المكانيّ، وبالتالي، فالبيئة الجغرافية هي التي تمنح ملامح الشخصية الثقافية، وما يحرّكها هو تفاعل الذات مع الوسط المحيط به، سلباً أو إيجاباً.
تشكلت شخصيات الملحمة عبر سيرورة تاريخية من القيم والمثل الإنسانية النبيلة في تفاعلها مع المكان كفضاء جغرافيّ يمكن للمستمع تلمّس ملامحه من أجل ايجاد علاقة واقعية باعتباره يشبه المكان الذي نعيش فيه، وقد يخلق المكان نوعاً من الألفة أو النفور، ويلعب في تفعيل الأفكار والعادات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية.
ـ تموضع العشائر البدوية في منطقة الجزيرة السورية
ينقسم مجتمع الجزيرة السورية إلى حضر، يستقرّون في المدن والقرى والبلدات الصغيرة، يعملون في الزراعة والتجارة والصناعة، وبدو رحل يسكنون الخيام، ويبحثون عن أراض خصبة لرعي مواشيهم، ولا أحد يعرف منذ متى استقرت هذه العشائر الكردية في تلك المنطقة، وهم يشكّلون الأكثرية والأقدم في تلك المنطقة، إضافة إلى العشائر الأخرى كالجبور والعدوان و طي… ثم جاءت بعض العشائر العربية إلى المنطقة بموافقة الدولة العثمانية أو هرباً من الحركة الوهابية في الجزيرة العربية([2]) ولعل أشهرهما (الشمر والعنزة).
انتشرت قبائل البدو الرحل([3]) في مناطق الجزيرة السورية، على شكل قوس جغرافي خصيب سُميت بـمنطقة (ميزوبوتاميا)، تعيش على قطعان الماشية، وتصارع الطبيعة القاسية من أجل البقاء، يتجولون على الجغرافية الواقعة بين الرقة ودير الزور والحسكة إلى جبال عبد العزيز لتمتد إلى ماردين وويرانشهر وتطلّ برأسها على أورفه وجبل قره جداغ من الجهة الأخرى وصولاً إلى الموصل وجبل شنكال بحثاً على المراعي، على شكل مجموعات بشرية، متصالحة ثقافياً وغير متقاربة أثنياً ولغوياً، وإن كانت متفاعلة في ما بينها اجتماعياً، وما يجمع بينها نمط العيش الذي يعتمد على البحث الدائم عن مصادر الكلأ في المناطق المحيطة بالينابيع والأنهار.
استوطنت العشائر الوافدة من خارج المنطقة إلى جانب عشائر كردية متأصّلة في المكان حيث كانت مرتبطة في الوقت ذاته خارج الحدود السياسية بمثيلاتها في المناطق المجاورة لتشكل وحدة جغرافية أو امتداداً ديمغرافياً، رغم ذلك، لم تهيمن الأيديولوجية القومية أو الدينية أو العرقية أو المذهبية على العشائر التي تحالفت مع بعضها (الملية، البرازية، الكيكان)؛ قبائل خلفت وراءها آثاراً وأخرى رحلت، وثالثة عبرت، ورابعة استوطنت وعاثت فساداً في المنطقة.
ارتبطت بعض هذه العشائر ببعضها البعض لتؤسس تحالفاً عشائرياً، يتزّعمه رجل قوي من أصول ارستقراطية نبيلة لإدارة شؤون العشائر المتحالفة وتأمين الأمن والأمان والرد على غزوات العشائر الأخرى وتوفير متطلبات أفرادها والسيطرة على مناطق واسعة من المراعي والمياه. إلّا أن قبيلة الملّية الكرديّة شكّلت ثقلاً تاريخياً في تلك الجغرافيا التي جرت عليها أحداث ملحمة (دوريش عفدي) فيما بعد.
تزوّدنا مرويات تاريخ المنطقة بمعلومات عن الخلافات التي أدت إلى الاشتباكات بين العشائر المتمركزة بين ماردين ورأس العين وويران شهر بهدف السلب والنهب واللصوصية رغم تقديم الشكاوى من قبل أهالي المناطق بحق قبيلتي عنزة وشمر، لكن السلطات العثمانية لم تعر اهتماماً لتلك الشكاوي.
يلاحظ مارك سايكس البريطاني أن (انتساب العشيرة الكردية إلى شخص واحد أو جد أعلى، أمر يخالف طبيعة المجتمع الكردي، لأن الكردي يرتبط بالمكان أو بالبقعة الجغرافية التي يعيش عليها، وينسب نفسه إليها من الناحية العشائرية، أي أن العشيرة هي عشيرة أرض ومكان وليست عشيرة نسب)([4])، وحدث هذا الانتماء بشكل كبير في القروسطية الكردية، لذلك، فالقرابة البيولوجية خرافة عرقيّة دحضتها الانثروبولوجيا.
كان الأكراد في ماردين وسهولها، يعرّفون أنفسهم بأنهم فرع من العشيرة الملّيّة الذين حكموا المنطقة وراثيّاً، وكانوا يعانون من غزوات قبيلتّي شمّر والعنزة بشكل دائم. وعندما سنحَت لتمر باشا الملّي الفرصة، التحق بعشيرته في ويران شهر وأسس قوّة للدفاع عن وجودها في سهول ماردين ورأس العين.. و(كان بوسع جميع أكراد ماردين أن يلتفوا حول تمر باشا الملي)([5]) الذي بسط السيطرة على مناطق خصبة.
دافعت الملّية عن الأرض الجغرافية التي تعيش عليها في الجزيرة السورية طالما هي جزء من هذه الجغرافيا، وعن التاريخ المشترك مع القبائل المتحالفة معها، معتبرةً أنّ الأرض هي استمرارية وجودها ووجود مواشيها على قيد الحياة، لذلك كانت تتحرك في رحلتي الشتاء والصيف إلى جبال قره جداغ عبر عملية الانزياحات الموسمية عن الأمكنة المؤقتة من الزوزان إلى براري ماردين ضمن جغرافية التحالف الملّي نفسها، والملّية (عشيرة نصفها رحل، تقوم بتربية الماشية ورعيها في سفوح الجبال والمناطق الصحراوية، ينتقلون من مكان إلى آخر بحثاً عن العشب والكلأ)([6]). لذلك، تزداد حالات الاستيلاء والسيطرة في فترة الغياب عن المكان خاصة عندما يحلّ القحط أو المجاعة أو الكوارث الطبيعية. بينما كانت العشائر العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية (لا تدافع عن الأرض بقدر ما تدافع عن حقها في الحياة في تلك الأرض، أي عن حقها في المرعى والمنهل)([7])، ويؤكد العفيدلي هذه المقولة إن عشيرة الجيس (لم تستقر في مكان معين، توجد الجيس حيث يوجد المراعي، وحروبها كثيرة مع العشائر الاخرى، فاصطدمت مع الملّية ومع العشائر العربية الأخرى)([8]).
كانت الملّية داخل مناطق ديار بكر، (ما كانوا يغادرون هذه الأراضي المخصصة لهم ويعودون إلى الشمال إلى المراعي الأفضل، لذا اكتسبوا سريعاً على سمعة كونهم من بين القبائل الأكثر تمرداً في برنامج توطين الرقة. أتُهمت الملية في 1723، بتدمير مزارع وسرقة الماشية في مرعش بعد أن هربوا من الرقة وأورفه، وسلبوا (300 رأس من الأغنام في آرغاني، ما أثار احتجاح رسمي ضدهم في إسطنبول. وفي مناسبات أخرى، فرضت الملّية الأتاوات على القبائل، وقمعوا تلك القادمة من جنوب الرقة للرعي في الشتاء)([9]) كقبيلة شمر وعنزة.
مجتمع البدو الرحل، مجتمع قلق، دائم الترحال، لا يستقرّ في مكان واحد، تحرّكه الحاجة إلى المرعى فيرتحل، وصورته غير المستقرّة نتيجة العلاقة بينه وبين الأرض، يتعامل مع المكان والزمان كفضائين رئيسيين لاستمرارية الحياة، حيث التعامل مع قطيع الماشية انتقالياً من مكان إلى آخر وبحثاً عن المراعي زمنياً، ربيع/ خريف، والخيمة باعتبارها سهلة التنقل، تتكيّف مع طبيعة النمط الرعويّ، وبالتالي تراوغ الزمان والمكان لتكتسب هوية مؤقتة، والمؤقت يتحول مع مرور الزمن إلى دائم الحضور، فهل أُنجزت الحكايات الكردية الأولى في ثقافة الخيمة، وانتقلت إلى فضاءات القرى ومقاهي المدن أم أنها ثقافة ارستقراطية تأسست في القصور كونها تخص الأمراء والزعماء؟.
إن حياة البدو الرحل (بطبيعتها معرضة للهلاك بسبب الكوارث، لذا، فهي بحكم الضرورة، حياة عملية دنيوية، تستنفذ طاقتها المحدودة للتشبّث بالحياة والبحث عن البقاء في هذه الدنيا دون أن يكون لها رصيد من الطاقة للبحث في أمور الغيب والحياة والآخرة)([10])، لذلك لم يكن لرجال الدين تأثير كبير على مجتمع البدو آنذاك كونه مجتمع يبحث عن مبررات الحياة، ولا يهمّه ما بعد الحياة.
لم ترتق فضاءات الجغرافيا الطبيعية إلى مستوى قداسة التاريخ في مخيلة مستمع الملحمة المُغنّاة بقدر ما يوحي إلى فضاء المكر والخديعة، حيث يطل من خلاله على فظائع برابرة التاريخ وسلاطين القتل في إشارة إلى الصراعات الدامية بين الدولة العثمانية والصفوية على تلك المنطقة الأكثر استراتيجية في الشرق والتي انتفضت عديد المرات ضد السلطة العثمانية، إلى أن حلّت لعنة الجغرافيا عليها علاوة على موقعها الاستراتيجي، تعتبر من طرق تجارة الحرير الرئيسية، والطرق الواصلة بين مراكز المدن الكبرى (حلب، ديار بكر، الموصل).
تشير المدوّنات التاريخية إلى أن (كلش عفدي كان يقيم في جوار بلدة قبا حيدر من ولاية أورفه)([11]) وأصبح والياً على اورفه، و(اكتسب لقب الباشوية، وتمر باشا أكتسب هذا اللقب من كلش عفدي)([12])، ورغم ذلك، كان لتمر باشا الملّي قصر في ويران شهر بوصفها عاصمة له، بينما كان أحفاده ينتقلون بين رأس العين وأورفا، ودُفن معظم عائلة تمر باشا في رأس العين. وفي المدونات التاريخية يأتي ذكر قلعة (بوك)، وفي بعض المراجع (موك)، التي تحصّن فيها تمر باشا الملي وأسرته وحراسه والتي تبعد مسافة يوم واحد من تل عطشانة)([13]).
نستعرض هنا بعض المواقف التاريخية التي تؤكد سيادة العشائر الملّيّة على مناطق واسعة منذ بداية القرن الثامن عشر، (حكم كلش عفدي وأحفاده في ديار بكر ووان وبتليس على مدى ثلاثمائة عام تقريباً، وفي عام 1758 م)([14])، دخل تمر باشا وأخاه محمود كلش عفدي مسؤول الإسكان وادي خابور، وخضعت لهما القبائل المحلية، وعندما اشتدت قوته، (استولى في أورفا على السلطة عام 1774)([15]). بعض المدونات التاريخية تعيد سيطرة الملّيّة إلى القرن السادس عشر، منذ عهد بشير بن كلش عفدي وأخيه محمود.
ذكرت الوثائق العثمانية أن الحكومة العثمانية أصدرت بحق الملّيّة فرماناً همايونياً عام 1711، يقضي بنقلهم وتوطينهم في ولاية الرقة عقاباً لهم، إلا أن الملّيّة استطاعت العودة إلى مناطق نفوذها القديمة بعد تدخل اثنين من أمرائهم اللذين استطاعا أن يرفعا نظام الاسكان الذي نفذ بحقهم، وسرعان ما عادت العشيرة إلى إثارة المشاكل والقلاقل مع السلطنة وفق الرواية العثمانية مرة أخرى، مما اضطرت السلطة في اسطنبول في عام 1713 إلى إصدار فرمان همايوني آخر يقضي بنقلهم إلى ولاية الرقة مرة أخرى، فبدأت العشيرة بإثارة الفوضى في ولاية الرقة وممارسة سلوك عدواني تجاه المناطق المجاورة([16]).
يحدد الباحث أحمد وصفي زكريا جغرافية (رأس العين) المنطقة التي كانت تحت سيطرة التحالف الملّي في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر بشكل دقيق، خاصة موقع تل عطشانة من الجهة الشرقية، والذي جرى عليه أحداث معركة (دوريش عفدي) كمكان لاستراحة الفرسان بعد كل جولة من المعركة، وقد امتدت أمام تل عطشانة ساحة حرب كبيرة، كسهل واسع للبدء بالمعركة.
تركّز تواجد التحالف الملّي حول مدينة راس العين بشكل أساسي في الجانب السوري من الحدود التركية، وامتدت سيطرته إلى الجنوب من جبال طوروس الشرقية، بين نهري دجلة والفرات.
هكذا نستطيع القول أن جغرافية ملحمة درويشي عفدي هي منطقة راس العين وجوارها، حيث تقع الأحداث على الحدود الجنوبية للدولة العثمانية، وتمتد ضمن ممرّ عريض إلى سهل سروج موطن عشيرة الشرقيان والدنان، حيث كانت للملّية (19) قرية داخل الحدود الشامية، وقريتان داخل الحدود التركية، و(كانت عشائر البدو (الملية) ترتاد البقاع الجبلية وسط بلاد الأكراد بين سيورك وبيرجيك ودياربكر وويران شهر وأورفه، ويقطنون في سفوح جبل قره جداغ من كانون الثاني إلى نيسان، فإذا حلّ شهر نيسان هبطوا السهل المحيط بغربي رأس العين، وامتدوا حتى جبل عبد العزيز، وإذا حل شهر حزيران عادوا نحو الشمال في اتجاه دياربكر، وفي الخريف يذهبون رويداً نحو مشاتيهم في قره جداغ)([17]) بحثاً عن الأمن الغذائي.
ـ فضاء الملحمة
حكاية ملحمة (دوريشى عفدي) تعود إلى واقعة حقيقية جرت أحداثها بين التحالف الملّي وبين تحالف الترك والجيس. تورد المدونات التاريخية في عام 1791، في عهد السلطان العثماني سليم الثالث([18])، الفترة التي سيطر فيها تمر باشا الملّي على مساحات واسعة من السهول والمراعي الخصبة في الجزيرة السورية، الذي شكّل بدوره تحالفاً قوياً من عشائر مختلفة الأثنيات والأديان. ومع انزياح الحدث الحقيقي انزياحاً كلياً من التاريخ إلى الأدب الملحمي المُغنى شفهياً (ما أدى إلى الاستغناء الكلّي عن خلفيته المعرفية السابقة تحت تأثير المعرفة الجمالية الجديدة والتي يكون في الغالب جاهلاً بها، وتالياً يصبح أفق توقعه مناقضاً لأفق توقع الملحمة المُغنّاة)([19]).
إذا عرفنا أن البدو الرحل لا يحبذون الاستقرار في مكان واحد، باعتبارهم يبحثون عن المراعي لماشيتهم، لذلك تتنوع الأمكنة والفضاءات الجغرافية الطبيعية والاجتماعية لتحتضن قبائل عديدة. والتعارف بين دوريش عفدي وعَفَر الجيسي تمّ في جبال شنكال/سنجار حيث دفنا معاً حَجَراً للتآخي في ملحمة (دوريشي عفدي) بوصفها تروي أحداث العشائر المنتشرة والمنتمية إلى جغرافيات متنوّعة. يستحضر المغني أحداثاً جرت سابقاً في أماكن أخرى كسجن ديار بكر وساحة الإعدام في أورفا، ومزار لالش النوراني الخاص بالإيزديين وأحداث مروية خارج فضاء الحدث كامتداد في الجبال أو على ضفاف الفرات وعلى تضاريس الطبيعة القاسية.
(كانت محور حركة هذه القبائل الرحل تتم شمالاً وجنوباً، حيث تكون مراعيهم الصيفية على أطراف الجبال ومرابعهم الشتوية في سهول الجزيرة السورية على ضفاف الفرات. وكانت هذه القبائل تتوزع على جغرافية أرض واسعة تقدر بعشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة، تقع بين المدن (ديار بكر، حلب، الرقة، ماردين، الموصل) إلا أن المركز الحضريّ لجغرافية الاتحاد الملّي كانت مدينة ويران شهر، الواقعة داخل الأراضي التركية حالياً وتبعد عن الحدود التركية- السورية الحالية حوالي خمسين كيلومتراً. وقد كانت جغرافية انتشار التحالف الملّي على الشكل الآتي: (تقع منازل هذه الطوائف الكردية في الولايات الشرقية والجنوبية من تركيا، وشمالي الشرق من سوريا. يحدها قوس يمتد من بلدة الجزيرة ونهر الخابور إلى بينغول صاعداً وإلى بلدة سفريك نازلاً. ومن هناك إلى بيره جك وأورفه غرباً. وإلى الحسجة وجبل سنجار جنوباً. ومن هناك إلى ماردين والجزيرة شرقاً، فتقع مواطنها في الجنوب من جبال طوروس الشرقية وعلى نهر الفرات نحو الشرق والغرب. وتقع بلدة ويران شهر في وسط الخط بين ماردين وأورفة)([20]).
استدعى الفعل الذي أنتجه دوريش عفدي في ساحة السباق أول مرة عندما بدأت أحداث الملحمة، حيث قال (أنا كحلٌ في عيني عدولة) أو (أنا عسلٌ على شَفَتَي عدولة)، لكن جاءت ردّات الفعل في أماكن مغايرة على خلفية دينية واجتماعية في فضاء شنكال المتنازع مع فضاء ويران شهر، وفضاء عشيرة حسنان وزعيمها أحمد بك الرافض تماماً لهذه العلاقة غير المتكافئة أكثر قوة وتأثيراً، وانتهت الأحداث في موقع تل عطشانة التي كانت نتيجة ردّات الفعل الأول، وما بين المكانين أو الفضائين هناك العديد من المواقع التي كانت حصيلة أفعال مُنتجة في هذا المجال، والتي تؤكد على أن الأحداث جرت على هذه المنطقة تحديداً.
إذا عرفنا أن عشيرة الشرقيان الايزيدية لها من القوّة والامتداد التاريخي في ماردين وويران شهر وجبال شنكال/سنجار، تميل الكفة التي تقف بجانبها نتيجة تعرضها لمآسي حملات الإبادة بحقهم، فمن واجب دوريش عفدي ووالده، الدفاع عن الجغرافية التي عاشوا عليها كفضاء للتسامح يضم العشائر الكردية والعربية والتركمانية بغض النظر عن تحالفاتها.
جرت أحداث المعركة في تل عطشانة كوجود حقيقي بتفاصيلها الطبيعية، وإلى الأسفل منها، امتدت ساحة المعركة إلى جانب (أرض الفئران)، يُقتل دوريش عفدي فيها بخدعة، ويُدفن بعد المعركة على التل القريب من قرية أولاقجي([21]) التابعة لمنطقة ويران شهر، ولازال قبره موجوداً حتى الآن، حيث يبتعد المكان خمسة عشر كيلو متراً عن مدينة (ويران شهر) من جهة الجنوب، وفي صياغة أخرى يبتعد المكان مسافة (ثلاثة أيام بلياليها مشياً على الأقدام) عن مضارب الملّيّة، بينما تسكن عشيرة الشرقيان والدنان على مسافة نصف يوم من مضارب الملّية في الملحمة، وهذه المسافة تحدد العلاقة المتوترة بين تمر باشا ودوريش عفدي.
الخيمة نمط عمراني مفتوح يكشف من في داخلها بسهولة، ويحدد هذا النموذج من العمران شبكة العلاقات القانونية بين العشيرة وزعيمها، فضلاً عن أنها مكان اللقاء واتخاذ القرارات المصيرية، وبالتالي ليس فضاء مكانياً فحسب إنما فضاء للعلاقات الاجتماعية والقانونية والعسكرية الممتدة إلى عشيرة الدنان الإيزيدية وزعيمها بويك بك في سهل سروج التابعة لولاية أورفه وإلى فضاءات البلدات والمدن الأخرى.
كانت الملّيّة (تقيم تحت خيام الشعر في جهات ويران شهر من أعمال قضاء رأس العين التابعة للواء دير الزور)([22])، بينما التلّ الذي احتضن جثث فرسان الملّيّة منتهك، وما بين المكانين، تمتد أرض شاسعة للصراعات والتفاوضات والتحالفات ضمن تجمعات أثنية، ممتلئة بالأحداث الجانبية التي تطاول مزار أبو مسلم الخرساني وسجن آمد كأماكن حقيقية، إذ لازال المزار يُزار، ولازال السجن يضم سجناء.
بعض المصادر التاريخية تشير إلى أنه كان لتمر باشا قصر في ويران شهر بعد مرحلة التوطين والاستقرار في الرقة، وهذا ينفي ثقافة الخيمة والبداوة وعلاقة الشخصيات بالمكان، لكن نفرق هنا بين مكان سكن تمر باشا التاريخي (قصره في ويران شهر) ومكان رعي الماشية (الخيم، المضافة) في الملحمة المُغنّاة، وبالتالي فالمكان حقيقي ومُتخيّل في التفاصيل التي تخدم أحداث الملحمة ويتشكّل في كل أداء غنائي، بينما تنحرف الشخصيات المرتبطة بالمكان وزمن الأحداث نحو المبالغة في التصرفات والأفعال، إلا أن معطيات الملحمة تشير إلى خيمة تمر باشا وليس إلى قصره.
المكان هو الموقع الذي يتعامل معه الانسان، يتسع تدريجياً ليطاول البيئة الطبيعية والأحداث الجارية على تخوم الدولة العثمانية، كمثال، يتواجد فرسان الملّيّة المحاربين في تل عطشانة الذين يواجهون قوات الترك والجيس، لكن هناك فرسان آخرون غير موجودين في هذه المعركة لأن دوريش عفدي لم يختر أحداً منهم للمعركة، لذلك تميّز هذا الموقع بوظيفته وليس بتضاريسه الجغرافية، وهؤلاء الفرسان (المحاربين) لا نجدهم يرافقون تمر باشا الملّي في رحلات الصيد والمصايف.
خاتمة
ثمة علاقة وثيقة بين الأحداث والأماكن تتحدد خصوصيتها في الملحمة وبالانتقال إلى أماكن أكثر عمومية مثل الأنهار والينابيع وساحة المبارزة، وخصوصية مضافة تمر باشا الملّي الخاصة بالفرسان، وتل عطشانة، فالخصوصية في المضافة تمثل رفاهية المالك. هذه الأماكن لها فاعليتها في الأحداث الرئيسية، غير أن تمثيل هذه الأماكن يعتمد على مواجهة الشخصيات ما يمنح المستمع كشف طبيعة الصراع ونوايا كل شخصية، بينما الأماكن الأكثر وضوحاً من حيث التعامل في الطبيعة كالأماكن المغلقة (الخيمة)، تدفع المستمع للوقوف على سلطة تمر باشا الملّي الذي يفكر بالانتقام من دوريش عفدي والذي بدوره اخترق الأماكن المحرمة علناً (مخدع عدولة)، والفعل الذي استقر في أذهان أحمد بيك في كردستان الشرقية، مما ينتقل المستمع من مكانه إلى فضاء متخيّل.
هل يمكن للوعي الكردي أن يتجاوز حدود المكان الطبيعي ليعبر إلى أبعد الأبعاد الممكنة للحقيقة؟ هل يمكن فصل أحداث الملحمة عن جغرافيّتها؟
—————-
الهوامش:
[1] – بخصوص الأسماء: يلفظ الاسم أحياناً بالكردية “دوريش” بدل” درويش” بالإبدال بين حرفي الواو والرّاء، و”عفدي” بدل ” عبدي” والمقصود هو درويش ابن عبدي، أي بالكردية: درويشي/دوريشي عفدي/ عبدي. وهو من عشيرة شَرْقيان- الكردية الإيزيدية-، والنسبة لها هنا هي شَرْقي، كـ عبدوي شَرْقي، أو عفدي شَرَقي. وعدولة بالكردية تلفظ “عدولي”. و”الغيس” هي قبيلة القيس/ الجيس العربية. (الحوار)
[2]ـ سعد الهروتي، دراسات أكاديمية في تاريخ كردستان الحديث، ص 181، بينما الحركة الوهابية، هي حركة سياسية دينية، ظهرت عام 1750 على يد محمد بن عبدالوهاب الذي انتهج نهج الاسلام الاصلاحي، وأصبحت أكثر الحركات الاسلامية المتطرفة، والذي اتبع المذهب الحنبلي كما فسره ابن تيمية، فرأى كل اصلاح أدخل بعد القرن الثالث الهجري، بدعة، وكل بدعة ضلال. لذلك أرغمت العشائر الضعيفة في الجزيرة العربية على الانصياع لسيطرتها أو اللجوء إلى أقاليم أخرى.
[3]ـ قبائل البدو (قبائل كردية وعربية وتركمانية وغيرها)، والبدو الرحل، حالة اجتماعية/ حياتية وليست منظومة ثقافية فكرية.
[4]ـ مارك سايكس، القبائل الكردية في الامبرطورية العثمانية، ص 72.
[5]ـ ستيفن هيمسلي لونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق، تر جعفر الخياط، ط6، بغداد، 1985، ص253.
[6]ـ ستيفن هيمسلي كونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص253.
[7]ـ أحمد وصفي زكريا، عشائر الشام، ط2، دار الفكر، دمشق، سورية، 1988، ص182.
[8]ـ محمود الذخيرة، أهل الرقة، ص 48.
[9]ـ شتيفان فيتنر، النهضة الأخرى: البدرخانيون، والمِلّيون، والجذور القَبليّة للقومية الكردية في سوريا ، ترجمة: محمد شمدين ، مجلة الحوار– العدد 74- عام 2020ـ
[10]ـ سعد العبد الله الصويان، الصحراء العربية، ثقافتها وشعرها عبر العصور، قراءة انثربولوجية، ط1، بيروت، 2010، ص 49.
[11]ـ محمد عبد الحميد الحمد، عشائر الرقة والجزيرة، ص419.
[12]ـ محمد علي بك ابراهيم باشا، مير ميراني كردستان، اربيل، دون ذكر العام، ص27.
[13]ـ محمد علي بك ابراهيم باشا، مير ميراني كردستان ص47
[14]ـ شتيفان فيتنر، النهضة الأخرى: البدرخانيون، والمِلّيون، والجذور القَبليّة للقومية الكردية في سوريا ، ترجمة: محمد شمدين ، مجلة الحوار- العدد 74- عام 2020ـ
[15]ـ عباس عزاوي، العراق بين احتلالين، ص240.
[16]ـ محمد علي أحمد، الكرد والعشائر الكردية في الارشيف العثماني، سنة 2017، مدارات كرد.
[17]ـ أحمد وصفي زكريا، عشائر الشام، ط2، دار الفكر، دمشق، سورية، 1983، ص 667.
[18]ـ السلطان سليم الثالث (1761ـ 1808)، قام بتطوير الجيش الإنكشاري بعد سلسلة من الهزائم في اوروبا بتزويدهم بالتدريب والاسلحة الجديدة، انقلب عليه الجيش وقُتل بالسيف عندما كان مع محظيته.
[19]ـ رضا معروف، جدلية التاريخ والنص والقارئ، ص275.
[20]ـ د. آزاد علي، الدور السياسي لعائلة إبراهيم باشا الملي في غرب كردستان وشمال بلاد الشام، 2015.مدارات كرد.
[21]ـ حسو هورامي، قراءة في ملحمة درويشي عفدي. بحزاني نت1.1.2021 . قرية عشيرة الدنان في المدونات التاريخية.
[22]ـ أحمد وصفي زكريا، عشائر الشام، ط2، دار الفكر، دمشق، سورية، 1983، ص 667.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=59531