السبت, فبراير 1, 2025

ملف سوريا على طاولة ترامب.. غموض بشأن ما سيقرره الرئيس

يلف الغموض موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من الوضع الجديد في سوريا، ومصير القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة.

السفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، قال لقناة “الحرة” إن مهمة القوات الأميركية في سوريا لم تتغير، وهي “تعقب فلول داعش والتأكد من هزيمتهم”.

وأضاف أن الإعلان الأخير للقيادة المركزية الأميركية بشأن مقتل قيادي في جماعة “حراس الدين” الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا “هو دليل على أن المهمة الأساسية هناك تظل في إطار القضاء على قادة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى الموالية للقاعد”.

وأكد السفير فورد أن الهجمات الجوية الأميركية ستستمر في المنطقة للقضاء على هذه التهديدات، مضيفًا أن هذه العمليات لا تشمل أي مجازفة ولا تؤدي إلى خسائر في صفوف القوات الأميركية.

وبشأن الموقف الأميركي من الملف السوري، قال ترامب إن بلاده ستتخذ قررا بشأن سوريا في ما يتعلق ببقاء القوات الأميركية هناك من دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

وأكد في مؤتمر صحفي عقده، الخميس في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في سوريا قائلا إن لديها مشاكلها الخاصة وما يكفي من الفوضى، وأن لا حاجة إلى تدخل بلاده هناك.

وينسجم هذا مع موقف ترامب قبل سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي حين قال إن الجيش الأميركي يجب أن يبقى بعيدا عن سوريا.

محاربة داعش

وجددت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في ديسمبر 2024 تأكيدها أن مهمة قواتها لهزيمة داعش لا تزال مستمرة في سوريا.

وقالت الوزارة في بيان، إن القيادة المركزية الأميركية ستستمر في العمل لمنع تنظيم داعش من إعادة تأسيس موطئ قدم له في البلاد بعد الإطاحة بنظام الأسد.

وأكد البنتاغون أن المهمة الأميركية في سوريا هي مكافحة داعش ودعم شركائنا المحليين على الأرض، القوات السورية الديمقراطية، لضمان عدم تمكين التنظيم من إعادة تأسيس ملاذ آمن هناك”.

2000 جندي أميركي في سوريا

وفي ديسمبر 2024 أعلن “البنتاغون” أن هناك حوالي 2000 جندي أميركي متمركزين في سوريا، وهو عدد يزيد بنحو 1100  جندي عن الأرقام الرسمية التي كانت تعلنها الوزارة سابقا.

وقال البنتاغون في بيان، إن الزيادة تزامنت مع التطورات السريعة التي شهدتها سوريا مؤخرا، وإنه يمكن التمييز بين الأعداد، حيث يُعتبر الـ1100 جندي إضافي “قوات مؤقتة” – تبقى في المنطقة لمدة تتراوح بين 30 إلى 90 يومًا – ويتم نشرهم لتلبية متطلبات المهمة المتغيرة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.

وفي المقابل، يُعتبر الـ900 جندي الآخرين “قوات أساسية” تنتشر في المنطقة ما بين تسعة إلى 12 شهرًا. وأوضح رايدر أن مثل هذه التقلبات في أعداد الجنود شائعة، وأن القوات الإضافية كانت موجودة قبل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر.

لكن مسؤول دفاعي طلب عدم الكشف عن هويته قال لشبكة أن بي سي مثلا إن عدد القوات الأميركية في سوريا قد يكون أعلى بكثير مما أبلغ عنه البنتاغون لعدة سنوات، مضيفا أن العدد الحقيقي للقوات الأميركية في البلاد ربما تم تغطيته عمدًا.

السفير روبرت فورد تابع قائلًا لـ “الحرة” إن الموقف الرسمي الراهن يتمثل في بقاء القوات الأميركية في سوريا طالما أن خطر داعش لا يزال موجودا.

إلا أنه أشار إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت الإدارة الأميركية الحالية ستستمر في هذه السياسة، التي يعود تاريخها إلى عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، ثم تبناها الرئيس ترامب في ولايته الأولى.

وأضاف فورد أن هناك مسؤولين في إدارة ترامب الحالية يعتقدون أن على القوات الأميركية الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز على منطقة المحيط الهادئ.

“فوزير الخارجية ماركو روبيو عبر عن دعمه للقوات الكردية السورية التي تتعاون مع القوات الأميركية في محاربة داعش، بينما هناك مسؤولون آخرون في البنتاغون يطالبون بالانسحاب من الشرق الأوسط وإعادة نشر القوات في منطقة المحيط الهادئ” حسب تعبير الدبلوماسي الأميركي السابق.

دعم “قسد” في شمال شرق سوريا

وتتمركز القوات الأميركية في قواعد صغيرة في مناطق مختلفة مثل حقل عمر النفطي وفي الشدادي والحسكة والقامشلي، ومعظمها في شمال شرق البلاد.

هذه القوات تقدم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقع على عاتقها مسؤولية تأمين شبكة معقدة من السجون ومراكز الاعتقال في شمال شرق سوريا، تعتقل فيها نحو 45 ألف شخص من مقاتلي داعش وأفراد عائلاتهم.

وتتزايد المخاوف من أن استنزاف هذه القوات في مواجهة العمليات العسكرية التركية والفصائل الموالية لها قد يضعف قدرتها على تأمين هذه المنشآت، مما قد يفتح الباب أمام عناصر داعش للفرار وإعادة تجميع صفوفهم.

خطر السجون ومخيم الهول

وبحسب مجلس العلاقات الخارجية فأن أكبر تهديد للدول في المنطقة وما وراءها يكمن في السجون في شمال شرق سوريا التي تحتجز سجناء داعش، حيث تتولى قوات سوريا الديمقراطية تأمينها.

ويعد مخيم الهول الأكبر، إذ يضم أكثر من 40 ألف سجين وعائلاتهم، من العراق وسوريا ومن دول أخرى بما في ذلك دول أوروبية.

وشهدت مراكز الاحتجاز محاولات هروب عديدة، بما في ذلك محاولة جريئة من داعش في 2022 لتحرير سجناء في الحسكة أسفرت عن مئات القتلى.

وزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن أوضح من جهته أن الولايات المتحدة بحاجة للحفاظ على وجود قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل نفسه كتهديد رئيسي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وأضاف، نقلا عن وكالة أسوشييتد برس، أن القوات الأميركية ما زالت ضرورية هناك، خاصة لضمان أمن معسكرات الاحتجاز التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي داعش السابقين وأفراد عائلاتهم.

وبحسب التقديرات، يوجد ما بين 8000 إلى 10000 مقاتل من داعش في هذه المعسكرات، ويُعتبر ما لا يقل عن 2000 منهم من بين الأكثر خطورة.

وقال أوستن “إذا تُركت سوريا دون حماية، أعتقد أن مقاتلي داعش سيعودون إلى التيار الرئيسي”.

السفير روبرت فورد قال  لقناة “الحرة” إن إدارة ترامب عادة لا تتخذ قرارات سريعة، لا سيما في ظل أن الفريق الجديد في وزارة الخارجية لم يتم تثبيت مناصبهم بعد من قبل الكونغرس، وبالتالي استبعد أن يتخذ الرئيس أي قرارات بشأن سوريا في الشهرين المقبلين.

وأوضح فورد أن الولايات المتحدة عادة ما تتعامل مباشرة مع حكومات الدول لمكافحة المتشددين، لكن الوضع في سوريا يختلف بسبب وجود مسؤولين في الحكومة السورية على قائمة الإرهاب الأميركية.

قاعدة التنف

وتتمركز القوات الأميركية أيضا في قاعدة التنف في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن.

وأصبحت قاعدة التنف جزءًا من استراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، والهدف الأهم هو إحتواء النفوذ الإيراني في شرق سوريا.

تقول مجموعة كرايسز غروب إن القاعدة تقع على الحدود مع العراق، وعلى بعد أميال قليلة من الحدود الأردنية.

ومنذ عام 2016، كانت القاعدة نقطة انطلاق للعمليات ضد داعش وتدريب فصائل المعارضة السورية التي تقاتل هذا التنظيم. وأحاطت القوات الأميركية القاعدة بمنطقة عازلة يبلغ عرضها 55 كم

الفصائل المسلحة الموالية لإيران انتشرت بدورها بالقرب من القاعدة التي تقع على الطريق الاستراتيجي المهم بين بغداد ودمشق، ونصبت نقاط تفتيش في المنطقة.

والحوادث المتكررة التي وقعت في هذه المنطقة تبرز احتمال أن تصبح التنف نقطة ساخنة بين القوات الأميركية والفصائل والميليشيات الإيرانية.

ومع تقلص السيطرة الإقليمية لداعش في سوريا والعراق، تترك المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم فراغًا يسمح للأطراف الأخرى بتوسيع نفوذها وأجنداتها.

فبحسب واشنطن، فإن الهدف الاستراتيجي لإيران هو إنشاء ممر بري يمتد من الشرق إلى الغرب من إيران إلى لبنان لتتمكن طهران من إمداد السلاح لجهات موالية لها مثل حزب الله، وأن السيطرة على التنف ستسهل تحقيق هذا الهدف.

البرج 22 .. قاعدة أردنية ولكن؟

ويحتل البرج 22، حيث وقع هجوم بطائرة مسيرة في كانون الثاني عام 2024 مما أدى لمقتل ثلاثة جنود أميركيين، موقعا استراتيجيا مهما في الأردن وحتى سوريا.

برج 22 هو أسم قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات أميركية في أقصى شمال الأردن حيث تلتقي حدود المملكة مع سوريا والعراق. واتهمت واشنطن كتائب حزب الله العراقية المدعومة من طهران بالمسؤولية عن الهجوم.

ويقع البرج 22 تحديدا بالقرب من قاعدة التنف على الجانب الآخر من الحدود في سوريا وتضم عددا قليلا من القوات الأميركية، ويتمركز في الأردن حوالي 3000 جندي أميركي، وفق أسوشيتد برس.

وتوضح نيويورك تايمز أن نحو 2000 جندي يتمركزون في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن، بالإضافة إلى قوات العمليات الخاصة والمدربين العسكريين وأفراد الدعم للقاعدة الأميركية في التنف بسوريا.

تهديد داعش لايزال قائما

وكان تقرير أصدره مجلس العلاقات الخارجية أشار إلى أن تهديد داعش في سوريا لا يزال قائمًا رغم هزيمة معظم قوته، وأنه لا يزال يجند وينفذ عمليات في سوريا وما وراءها.

وقال التقرير إن نظام الأسد السابق كان ضعيفاً بسبب الحرب الأهلية، ولم يتمكن أبداً من فرض سلطته على أجزاء كبيرة من البلاد، وبالتالي تخلى عن مواجهة داعش لصالح الأميركيين والأكراد السوريين.

وأضاف أن الهزيمة الكبيرة للأسد على يد هيئة تحرير الشام والتي رحب بها الكثيرون في المنطقة والمجتمع الدولي، أثارت مخاوف جديدة لعدة أسباب.

أولاً، جذور الهيئة في القاعدة وجبهة النصرة، وهما حركتان متطرفتان تشتركان في العديد من أفكار داعش.

ثانياً، القادة الجدد لم يثبتوا بعد السيطرة الكاملة على الأراضي السورية، ومن الصعب في هذه المرحلة تقييم تماسك الهيئة وقدراتها.

ثالثاً، بالنظر إلى التحديات الضخمة التي تواجهها الهيئة، فإن احتمالات الصراع وعدم الاستقرار والفشل كبيرة، وهذا يفسر جزئياً سبب قرار الولايات المتحدة مؤخراً بزيادة قواتها من 900 إلى 2000.

وفي هذا الصدد، يوضح السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد لـ “الحرة” أن هناك ترقب في واشنطن لطبيعة السياسات الجديدة التي قد تعتمدها الإدارة الأميركية بشأن سوريا، وهل تشمل فتح قنوات تواصل مباشرة مع دمشق، كما فعلت إدارة بايدن، وهل ستتخذ خطوات لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، و أيضا إزالة “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب.

فورد أشار إلى أن الوزير ماركو روبيو ذكر أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس أهمية أن تتواصل الولايات المتحدة مع الحكومة السورية الحالية، في وقت هناك مسؤولون آخرون يشككون في نوايا “هيئة تحرير الشام” بسبب تاريخها، وخاصة ارتباط الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بتنظيم القاعدة في العراق.

التحديات المرتبطة بالانسحاب

وأعربت الدول الأعضاء في حلف الناتو في تحالف هزيمة داعش عن قلقها عندما أمرت إدارة ترامب مرتين سابقا بسحب القوات، مشيرة إلى أنه يمكن أن تواجه هجمات مدمرة من قبل داعش ضد شعوبها كما حدث في 2015 و2016 في باريس وكان، وبروكسل، وبرلين.

وبحسب تقرير مجلة وور أون ذي روكس، فإن الفراغ في شمال شرق سوريا بعد انسحاب أميركي سيكون كابوسًا أمنيًا لأنقرة، وهي شريك حاسم ضد إيران وروسيا، حيث تتنافس قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش وإيران وروسيا.

والأسوأ من ذلك، أن التحرك العسكري التركي لملء هذا الفراغ، الذي قد يؤدي إلى اشتباكات مع الأكراد، سينتهك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2019 ويتسبب في أزمة كبيرة أخرى مع واشنطن.

وذكر التقرير بتبعات الانسحاب الأميركي من أفغانستان والتأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة في المنافسة الاستراتيجية من أجل مستقبل النظام الدولي، مشيرا إلى ان الانسحاب من أفغانستان، مهما كانت المبررات، أدى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة في النهاية وقدرتها على الردع.

السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أوضح ان مسألة الانسحاب من عدمه مرهون بتوجهات الإدارة السورية الجديدة والضمانات التي تقدمها.

وأكد فورد أن هذه الشكوك التي تساور بعض أعضاء إدارة ترامب تعقد مسألة فتح قنوات تواصل بين واشنطن ودمشق، وأن تقليل هذه الشكوك مرهون بالضمانات التي قد تقدمها الحكومة السورية الجديدة وهيئة تحرير الشام بشأن نواياهم المستقبلية.

وأختتم فورد بقوله إنه لم يطلع على أي تصريحات من ترامب تنتقد الزيارات الدبلوماسية إلى دمشق.

ولكنه أضاف أنه في المقابل، ستتخذ واشنطن قراراتها الخاصة بشأن إعادة فتح القنوات مع دمشق، معتمدة في ذلك على التوقيت والتوجهات التي ستتبعها الإدارة السورية الجديدة.

توقعات عراقية ببقاء القوات الأميركية

وتوقع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بقاء القوات الأميركية في العراق والمنطقة في ظل العهدة الجديدة للرئيس دونالد ترامب، خاصة على ضوء ما تشهده المنطقة من نزاعات وتحولات جذرية.

وخلال حضور جلسة ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال فؤاد حسين إن الوضع في الشرق الأوسط بأكمله يختلف الآن مقارنة مع الإدارة الأولى للرئيس ترامب (2017-2021).

وشدد حسين على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمواجهة هذا التهديد، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا يعد في مصلحة العراق، وأن بغداد مستعدة للتعاون مع دمشق من أجل تعزيز هذا الاستقرار.

وفيما يتعلق بتصريحات تركيا بشأن شن هجوم ضد قوات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، حذر حسين من العواقب المحتملة لهذا الهجوم، مبيّنًا أنه قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة من سوريا إلى العراق، الذي يستضيف حاليًا أكثر من 7 آلاف لاجئ سوري.

وأضاف حسين أن الهجوم على شمال سوريا قد يزعزع الوضع الأمني في المنطقة، خاصة أن هناك 27 سجنًا يحتجز فيها نحو 12 ألف معتقل من عناصر داعش والقاعدة، مما قد يؤدي إلى حدوث فراغ أمني وهروب هؤلاء المعتقلين، وفق قوله.

وفي مقابلة سابقة مع الحرة، قال جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا، إن الوضع على الأرض قد تغير بعد سقوط نظاك الأسد، وأن الولايات المتحدة لم تعد تقدم وعودًا جديدة للأكراد في سوريا بعد هذه التطورات.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تشجع قوات “قسد” على التفاوض مع “هيئة تحرير الشام” لإيجاد سبل لتعزيز وحدة السوريين، وهو الهدف المشترك للجميع.

وأضاف جيفري أن الوضع تغير في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وأن المهمة الأميركية السابقة كانت دعم المعارضة السورية وحماية إسرائيل من التهديدات الإيرانية وميليشياتها، بينما الآن هناك مصلحة أميركية في وجود سوريا موحدة وعلاقات جيدة مع دمشق.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية