الخميس, نوفمبر 21, 2024

ملف | قرية علي كارو بعد احتلالها وسرقة ترابها… انتهاكات وإتاوات تثقل كاهل أهلها

 

قرية علي كرا Elîkera: معناها علي الأصم والاسم المعرب ترجمة من الاسم الشعبيّ المتداول. ولعل الاسم يعود لأحد سكان القرية الأوائل. والاسم المتداول باللهجة العفرينيّة علي كارو.

علي كارو قرية صغيرة تتبع ناحية بلبله وتبعد عن مركز الناحية 5 كم تقع فوق السفح الشرقي لجبل Girê Çûçik / جبل دامريك ذي الصخور الكلسيّة، وتكثر حولها الينابيع. ويُقدّر عمر القرية بنحو 350 سنة.

تضم القرية نحو 80 منزلاً، وتجاوز عدد سكانها 700 نسمة من الكُـرد الأصليين، وقد نزحوا كلهم خلال العدوان التركيّ على المنطقة، إلا بضعة رجال اُعتقلوا فور اجتياح القرية، وعاد من الأهالي نحو 60 عائلة (200 نسمة)، والبقية مهجرون قسراً.

العدوان واحتلال القرية

تعرضت قرية علي كارو القريبة من الحدود للقصف الكثيف، ما اضطر أهلها للنزوح، وأسفر اشتداد وطأة المعارك والقصف عن احتلال قريتي علي كارو وقرنه في 1/2/2018، لتبدأ عمليات سرقة البيوت بفتوى الغنائم. وأظهرت مقاطع مصورة خروج جرارات زراعيّة محملة بالأغراض المنزليّة. وبعد احتلال القرية تجددت الاشتباكات في محيطها وفي 4/2/2018 تم تدمير جرافة تركيّة فيها.

بعد الاحتلال

وفي أول يوم لاحتلال القرية اُختطف عدد من أهل القرية بينهم مسنون وهم: حسين جابو (80 سنة)، مصطفى جابو (85 سنة)، إسماعيل حسين (55 سنة)، عدنان رشيد (50 سنة)، رياض حسين (39 سنة).

تم توطين 8 عوائل من المستوطنين في القرية وفي يناير 2020 تدفقت موجات من المستوطنين من إدلب نتيجة المعارك في المحافظة، وتم توزيع أكثر من 300 عائلة على ثماني قرى موازية للحدود وتقع شرق ناحية بلبله أحدها علي كارو.

وفي إطار الحركة الدينية المتشددة النشطة التي تشهدها المنطقة بإشرافٍ مباشر من وقف ديانت التركي تم بناء مسجد جديد في القرية.

السرقات وعمليات الاستيلاء

تُسيطر على القرية ميليشيا “فرقة الحمزة/الحمزات” وبُعيد اجتياحها للقرية سرقت من المنازل المؤن وزيت الزيتون والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وكافة محتويات حوالي /20/ منزلاً مستولى عليها، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدة لـ”خليل شيخ”، وسيارة بك آب مازدا للمرحوم “علي مصطفى كيلو”، و/3/ جرارات زراعية استعيدت من قبل أصحابها بعد دفع أتاوى مالية، والكبل الرئيسي المغذي لشبكة الهاتف الأرضي، وكافة محتويات منشأة تربية الدواجن لـ “وحيد حسين جابو” وسقفها التوتياء، وقسم من محتويات ثلاثة مداجن أخرى، والأربعة حالياً خارج الخدمة.

واستولت على /600/ شجرة زيتون عائدة لأولاد المرحوم “حمزة عليكو” وقطعت بعضها، وتفرض إتاوة 50% على انتاج مواسم الزيتون لأملاك الغائبين و10% على انتاج أملاك المتواجدين. في موسم 2021 فرضت ميليشيا “الحمزات” إتاوة مقدارها 300 تنكة زيت على قرية علي كارو. فيما يقوم المستوطنون في القرية بسرقة مواسم الزيتون قبل موعد جنيها من قبل أصحابها، وغالباً يُنقل الزيتون المسروق إلى معصرة في قرية عبودان التي استولت عليها ميليشيا “صقور الشمال”. كما تتعرض أشجار الزيتون للقطع من قبل مسلحي ميليشيا “الحمزات” ويتزعمهم المدعو “أبو زكور” المسيطرين على قرى علي كارو، شنغيلة، بيكة. كما تم قطع الأشجار الحراجية في الجبال المحيطة بالقرية، خاصةً ضمن مزار “شيخ حمزة”، منها أشجار معمِّرة مثل السنديان الرومي.

بتاريخ 19/11/2018 أقدم عناصر ميليشيا “السلطان مراد” على قطع شجرة معمّرة تعود عمرها لمئات الأعوام والتي تعتبر شجرة مباركة عند أهالي القرية والتي تقع قرب مزار شيخ حمزة في قرية علي كارو.

الاعتقالات والاختطاف

تعرّض أهالي القرية الباقون فيها لمختلف أنواع الانتهاكات، من اختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز ماديّ وإتاوات، واعتقل العشرات لمدد مختلفة مع فرض فدى وأتاوى ماليّة.

في 1/2/20218 اختطف مواطنون بينهم مسنون من بينهم كانوا ممن بقوا فيها، واقتيدوا إلى سجن الراعي وأخفوا قسراً مدة شهر ونصف لحين إطلاق سراحهم.

27/1/2019 أقدمت مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم “أمن الثورة” باختطاف أربعة مواطنين قرب من شركة مياه كيلا وقاموا بتكبيلهم وتعصيب أعينهم وسلبوا مبلغ 500 ألف ل.س، مع سيارة الهونداي العائدة، لهم والمواطنون المختطفون: محمد أحمد إبراهيم ــ علي كارو، محمد صلاح سيدو ومحمد مصطفى سيدو ــ قوطان، داوود حسين إيبش ــ قرية كيلا.

في الفترة 24ــ27/7/2019 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة عدداً من أهالي القرية، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وهم مسعود عبدالرحمن حسين، خليل عبد الرحمن حسين، محمد عدنان محمد، محمد رشيد حسين، جميل سعيد محمد خليل حسين، مسعود بيرم محمد. نوري محمد (مختار القرية)، عزت جابو، واقتيد المواطنون المعتقلون إلى سجن في ناحية بلبله. وأخلي سبيل نوري محمد وعزبت جابو.

في 29/3/2020 راجع المواطن حمزة رمضان محمد (30 سنة) مقر ميليشيا الشرطة المدنيّة، بعدما قامت في وقت سابق بتبليغ والده المواطن رمضان محمد، بضرورة المراجعة لتسوية وضعه بسبب أدائه واجب الدفاع الذاتي خلال فترة الإدارة الذاتيّة، فاُحتجز ليوم واحد وأُطلق سراحه بعد فدية مالية مقدارها 300 ألف ل.س.

في بداية نوفمبر 2021 اختطف حاجز تابع لميليشيا الشرطة العسكريّة في مدينة جرابلس المحتلة المواطنين محمد أنور محمد (28 سنة)، ورمضان سعيد محمد (28 سنة)، وقد كانا في طريق العودة إلى عفرين المحتلة رفقة عائلتيهما بطريق التهريب من منطقة الشهباء، وأطلق سراح الزوجتين، فيما احتجز المواطنان محمد ورمضان بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتيّ. وطالبت الميليشيا بمبلغ بفدية مالية كبيرة للإفراج عنهما.

في 23/11/2021، اختطفت ميليشيا “الحمزات” بالتنسيق مع ميليشيا الشرطة العسكرية المواطنة حياة صبحي (39 سنة)، زوجة المواطن حمزة حسين بن رشيد، بتهمة التواصل مع شقيقتها في مدينة حلب عبر الانترنت، وبقيت محتجزة لمدة 15 في سجن الشرطة العسكرية بمدينة عفرين إلى أن دفع زوجها فدية لإطلاق سراحها. علماً أنّ المواطنة حياة صبحي كانت أماً لطفلة رضيعة عمرها بضعة أشهر، وكانت الرضيعة تُحضر يوميّاً من منزلها في بلدة بلبله إلى الأم في السجن لإرضاعها.

في 3/10/2021 اعتقل حاجز الفرقة الرابعة المتواجدة بالقرب من مغسلة الجزيرة الشاب جهاد عبد الرحمن محمد، بتهمة التعامل بالقطع الأجنبي “دولار” واقتياده الى جهة مجهولة.

إزاحة وسرقة الأراضي

خلال عمليات بناء الجدار الإسمنتي على الحدود، تعمدت سلطات الاحتلال التركيّ إعادة ترسيم الحدود متجاوزة الحدود الدوليّة المعتمدة وإزاحتها إلى داخل الأراضي السورية بنحو 300 متر تقريباً في قرى بيكه ــ علي كاروــ زعرة، وحفرت خندقاً بمحاذاة هذه القرى، وشمل بناء الجدار رأس جبل كر إلى مزار شيخ حمزة القريب من قرية علي كارو، وتم ضمها إلى الأراضي التركية وتمّت إزاحة الحدود عند قرية بيكه المقابلة لقرية (جرجيه) التركيّة منذ بداية احتلال عفرين لأكثر من 300 م ضمن أراضي قرية بيكه.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست الإعلامية.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكردي (يكيتي).

ــ كتاب جبل الكرد / عفرين / دراسة جغرافية.

ــ كتاب عفرين…. نهرها وروابيها الخضراء.

المصدر: عفرين بوست

شارك هذه المقالة على المنصات التالية