برادوست ميتاني
بناء المدينة
تم بناء بلدة تل كوجر ـ كرى كوجرا ـ كرى علي قاسما، وأحياناً “كر كمبر” وجميعها أسماء كردية بعد الاتفاق بين الدولة العثمانية وألمانيا بمد خط قطار الشرق السريع 1912م من ألمانيا إلى الموصل، مروراً من روج آفا وشمال سوريا وتم التخطيط لها بإنشاء محطة في منطقة كرى كوجران (1) حيث بنيت هذه البلدة عام 1935م على أرض بور غير مأهولة فكانت منطقة مراعي وتجوال للكثير من العشائر الكردية ومؤخراً ظهرت بعض العشائر العربية المتنقلة، مثل شمر وطي وعنزة وغيرها، وبعيد الانتهاء من بناء الخط الحديدي تم بناء محطة للقطارات في البلدة كانت من المحطات الرئيسية في سوريا حيث كانت تضم مستودعات ومخازن وهنكارات للقطارات انضم على أثرها الكثير من العمال، والموظفين وسائقي القطارات وبنوا لأنفسهم فيها بيوتاً (2).
الجذور الكردية للبلدة
دون التطرق هنا إلى التاريخ القديم في عهد الدول والإمبراطوريات الكردية التي امتد حكمها إلى منطقة تل كوجر كالكوتيين الجوديين والخوريين الحوريين والميتانيين والكالتيين الخالتيين والميديين، وغيرهم نقول في ظل الدولة العثمانية بشكل عام وفي ظل إمارة بوتان الكردية بشكل خاص تقاسمتها في البدء عشيرة أباسا في منطقة جوا جولو (ساقية جولو) الواصلة من الشمال ديرك، وشمال شرقي كركى لكى حتى قرية رميلان باشا والقرى المجاورة لها، وعشائر كوجر في منطقة كرى كوجرا أيضا في منطقة جبل بروج، أي قرة جوخ، وذلك قبل قرابة 400 عام من نشوء البلدة الحديثة.
تواجدت في أرياف تل كوجر في تلك الفترة العشائر الكردية التالية: ميران – هسنان – آباسان ـ السادةـ قلنك وشمخالكا فخذ من عشيرة عربيان الكردية وغيرها.
كانت تتبع لتل كوجر وتحيط بها أكثر من 100 قرية كانت معظمها في البدء عبارة عن مراعٍ شتوية لعشيرة ميران جميعها ذات أسماء كردية، ولكن النظام البعثي عربها. منها:
“كركوزل ـ تل أعور، خابورا ـ مسعودي كبير، كرفيدا ـ تل مشحن، كربيج ـ الصيدية، كرا صورـ تل ذهب ، قبوـ الضفران خدعانية ـ رميلي ـ رميلان الباشاـ كرى جيتكي ـ تل خنزير، سويدي ـ السويدية فوقاني، كركي فريزـ أم حبال ـ تبكى ـ الطبقة، كري علي قاسماـ تل كوجر حاليا، كربالات ـ تل هوى، كركوزـ الكوز حاليا، قره جوخـ كراتشوك، كرهوك ـ تل عرب، بيرا روفيـ طرابلة، كرتولك ـ خراب الجير، واري رشكاـ تل غزال المدلول، كري فاتى ـ الوادي، بيرا برهيم آغاـ الصهريج، بيرا سيفوـ الخدعانية، خاتر جان ـ سبع جفار ـ طاووس ـ الوليد ـ كركى حيول ـ الكوفة، حموكر ـ الحرية، كرتمتول ـ العليانية، كركي خجوـ خربة بنيان، كر خردل ـ تل خردل، قيرويا ـ قيرو ـ قلديمان ـ النجف ـ خابورى زيرـ مسعودي رفيع، سي كراـ سبع جفار، واري زيف ـ الصبيحية، كر كمبرـ الجحيشية، نوالا عموكونـ عرعور(3) ، كهني كلىـ صهريج غربي أو طرابلة، بيرا إبراهيم آغاـ صهريج شرقي، بيرا روفي ـ صهريج وسط، بيرا سيفو ـ خدعان كبير، كرى تمتول ـ عليانية ـ كرى فريزـ أم حبال، وارى رشكاـ تل غزال، كرى ستيركى ـ حميد مجول، كرى فيداـ تل مشحم، هروانداـ جنيدية، كركى ماراـ صفا، كرى هوكا روجهلات ـ تل عرب شرقي، بهورى كوهيك ـ طاش، وارى ماتر ـ دردارا، نوالا عربا ـ موالح، وارى زيف ـ صبيحية، كرى تولك ـ خراب الجير ـ وارى هة سة نى ـ بوثة، كرى شابيـ خويتلة، شتيانـ يوسفية، توترنةـ حجي إبراهيم ـ كرى هولك ـ دويم ـ خابورى كجك ـ مسعود الرفيع ـ خابورى مة زن – مسعود الكبير ـ كركى خجوـ سويد، هامو كرـ الحرية، كرهوـ الحسناء ـ مشيرفاـ سند، كربيج صديدية – كرى كمبرـ جحيشية، كركى نوه ـ أبو حجر ـ كركى تيزك ـ تل صرا، هفت بهران (باران) ـ السوادي غربي، كرى هوكا خوارـ تل عرب غربي، كرى فاتى روزافا ـ الوادي الغربي، كرى فاتى روجهلات ـ الوادي الشرقي” (4).
تحرير بلدة تل كوجر من المتطرفين
بعد الأحداث التي عصفت بسوريا في عام 2011م تخلى النظام عن الدفاع عن الجزيرة السورية، وقد شكل ذلك في البداية فراغاً أمنياً وسياسياً وعسكرياً، وذلك قبيل نشوء الإدارة الذاتية، وتأسيس وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب لذلك حاولت مجموعات غريبة، وذات فكر متطرف احتلالها، منها جبهة النصرة التي سيطرت على مناطق تل كوجر وجنوب الرد. بعد نشوء منظمة اتحاد شباب الكرد التي كانت نواة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ظهرت المقاومة وتصدت لتلك المجموعات، التي امتدت من تل كوجر نحو كرزيارات وزخيرة وجل آغا ورميلان الشيخ واليوسفية وكركى لكي وغيرها وقد أصبحت بعيد ذلك المقاومة أكثر تنظيماً بتحول اتحاد شباب الكرد إلى وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، التي نجحت في إبعاد خطر تلك المجموعات بتضحيات من خيرة شبابها ودحرها من ريف كركي لكي، وريف تل كوجر منها كرهوك، كريفاتي، الصفا، اليوسفية، رميلان باشا ورميلان الشيخ وجنيدية وتل مشحن وغيرها، وتم محاصرتها ببلدة تل كوجر وذلك بعد جهود مضنية من النضال المشرف، بتضافر جهود الكرد والعرب وخاصة عشيرة شمر وبالتنسيق العسكري بين تلك الوحدات الكردية ووحدات الصناديد من عشيرة شمر، وتشكيلهم يدا واحدة في الجبهات تم القضاء على جبهة النصرة ـ وقد دونت حينها كل ذلك بصيغة مذكرات ـ فكان تطهير تل كوجر منهم عام 2013م (5) وعودة الأمن والاستقرار إليها وطرد تلك المجموعات المتطرفة من كامل المنطقة.
معالم وآثار منطقة تل كوجر
تقع قرية هموكر ذات التل الأثري بين تل كوجر وكركي لكي وهي القرية التي أسسها الكرد من عشيرة هسنا قبل عدة قرون، والاسم في اللغة الكردية يعني حمو الأطرش. ولكن بما أن التل أثري ويعود إلى 4000 ق.م نقول، إن معنى كار في اللغة السومرية هو العمل وكذلك في اللغة الكردية.
نقبت اللجنة الأمريكية الأثرية في التل وعثرت على آثار تعود إلى بلاد الرافدين، خاصة الكوتيون الجوديون أحد أجداد الكرد القدماء، وأتذكر حينها أي قبل ما يقارب 20 سنة بأنه حدث خلاف بين تلك اللجنة وبين سلطات النظام بسبب إظهارها أي “اللجنة” الحقيقة التاريخية عن أسلاف الكرد في الموقع، لذا رحلت بعد أن طمرت كل ما حفرته، وقد رأيت حفراً في التل وأطرافه. كما أن النظام أنشأ للجنة وأفرادها تجمعاً سكنياً نموذجياً من “اللبن” ما يشبهه مدينة مصغرة سياحية، ومازالت شاهدة للعيان.
يعد تل همو كر أو “حمو كر” أو حامو كر الغني بالآثار، عثر فيه على رقم طينية وألواح فخارية بشكل أختام متنوعة عليها صور حيوانات، وعلى ما يقارب خمسة أفران للخبز وطهو الطعام، ولكن ما يميز هذه الحضارة هو استخدام أهلها نظام التكييف الذاتي الداخلي، وهو على شكل نوافذ ذات مسارات في الجدران منكسرة من الخارج نحو الداخل يساعد على تبديل الهواء القادم لمسلكه، واصطدامه بمساحات طويلة من داخل الجدران لتغيير حالته الفيزيائية للبرودة.
امتداد العمران من التل إلى أطرافه يوحي أن مكان التل كان لقصور وما شابهها، تعود إلى سلطة الدولة وفي جوارها بيوت عامة الناس (6).
الختام مسك
تعيش تل كوجر الآن حالة استقرار وهدوء ووئام بين شعوبها من الكرد والعرب، وغيرهما من الشعوب، وهي تدير نفسها من خلال مؤسساتها الإدارية من بلدية الشعب ومراكز المياه والكهرباء والترافيك والأسايش والمدارس ذات نظام تربوي تعليمي بلغة الشعوب في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية استناداً إلى بنود العقد الاجتماعي.
المراجع:
1ـ كتاب منطقة ديرك ـ ج1 للأستاذ لوند محمد (لوند كاردوخي) ص220 .
2ـ من مقال د.ازاد احمد بعنوان مصير مناطق غربي كردستان بعد محطة تل كوجر.ـ الحوار المتمدنـ العدد 4279ـ 18ـ 11ـ 2013م
3ـ 4ـ كتاب منطقة ديرك ـ ج1 للأستاذ لوند محمد (لوند كاردوخي) .218
5ـ موقع pukmedia 27ـ 10ـ 2013م
6ـ كتابي الذي يحمل عنوان بوابة إلى التاريخ الكردي القديم منذ العصور الحجرية القديمة حتى مجيء الإسلام – ص47و كتاب منطقة ديرك ـ ج1 للأستاذ لوند محمد (لوند كاردوخي) ـ ص230و231و232.
صحيفة روناهي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73935




