منظمات حقوقية: أنقذوا حياة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون

بيان
تعرب معاهدنا العلمية والحقوقية عن بالغ قلقها لمصير الدكتور أحمد بدر الدين حسون. وتتوجه بهذه الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وشيخ الأزهر الشريف وغبطة بابا الفاتيكان والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي والمفوض السامي لحقوق الإنسان وكل من يؤمن بأن الاعتراف بالكرامة الإنسانية المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة الدولية وحقوقهم المتساوية غير القابلة للتصرف، يشكل أساس الحرية والعدالة والسلام في العالم.

نال الشيخ حسون الدكتوراه حول المذهب الشافعي من جامعة الأزهر وكان إماما في عدة مساجد في مدينته حلب، وقد شغل منصب المفتي العام للجمهورية في سوريا بين عامي 2005 و2021.
على الصعيد الديني، لعب الشيخ حسون دورا هاما في كل من موضوع التقريب بين المذاهب الإسلامية وموضوع حوار الأديان السماوية. وكان له موقف واضح من تشكيل أحزاب دينية سياسية معتبرا أن فشل هذه الأحزاب سيرتبط بفكرة فشل الدين الذي يحملون اسمه. وكان يعتبر نفسه علمانيا مؤمنا ومسلما. وقد وقف ضد التدخل العسكري الأمريكي والبريطاني في العراق وتدخل حلف الناتو في سوريا. الأمر الذي خلق خلافا كبيرا بينه وبين هيئة علماء المسلمين وأمينها العام الدكتور يوسف القرضاوي الذي بارك تدخل الناتو في ليبيا.

على الصعيد السوري حافظ على علاقة طيبة مع المعارضة الوطنية السلمية ودعا لاحترام بيان جنيف وبعد ذلك قرار مجلس الأمن 2254. وقد صرح في 25 حزيران 2012 بأن “النظام السوري شاء أو لم يشأ يجب أن يتغير لأن العالم كله يتغير”. اعتبر المقاتلين غير السوريين خارجين عن القوانين السورية والدولية. وقد دفع ثمنا كبيرا لمواقفه وقد اغتيل ابنه سارية وسامح القتلة درءاً للفتنة وكفرته الحركات السلفية الجهادية.

لا يغيب عن بال أحد، وسائل صناعة القرار في السلطة البائدة، ولشديد الأسف، يجري اليوم تزوير كل الجهود الدينية والعلمية التي قام بها الدكتور حسون، وعوضا عن مناظرته والرد عليه في مواقفه من تقريب المذاهب وحوار الأديان يجري تشويه مواقفه وربطها بالمحور الإيراني حينا وخدمة النظام السياسي السابق في سوريا حيناً أخر. ونحن نذكر مأساة اغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وكم من الوقت احتجنا لمعرفة دقيقة لهذه القامة الدينية والتعرف على حقيقة مواقفها، نخشى تكرار المآساة بشكل آخر.

إن مؤسساتنا الحقوقية والعلمية، وبعد جمع شهادات من مختلف الأطراف، بمن فيهم ضباط جدد في المؤسسة العسكرية والأمنية، تطالب السلطات السورية بوضع حد لهذا الانتهاك الجسيم بحق الدكتور أحمد حسون وإطلاق سراحه والسماح له بتلقي العلاج الضروري لتجنب الأسوأ، خاصة أن التقارير الطبية والملحقة بهذه الرسالة، توضح بشكل جلي وجود خطر داهم على حقه في الحياة وضرورة العلاج العاجل.

المنظمات الموقعة:
المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان/مؤسسة هيثم مناع (جنيف)
المعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان (جنيف)
نبض للحلول الإنسانية (جنيف)
المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام (دمشق)
الهيئة الدولية للاجئين (جنيف)
أكاديمية جنيف للقانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية
مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية (السويد)
اللجنة الطبية السورية (باريس)

(باقي المؤسسات والهيئات الموقعة والتقارير مرفقة بالتقرير المقدم للهيئات الدولية المذكورة أعلاه)

ملحق 1: قصة الاعتقال
ملحق 2: صور عن التقارير الطبية

تسلسل قصة اعتقال الدكتور بدر الدين حسون كما وثقنا:
انتقل المفتي السابق من منزله في أبو رمانه دمشق إلى فندق الداما روز في تاريخ 8/12/2024، وبعد يومين اقتحمت مجموعه من اربع أشخاص يقودهم أبو عمر الدرعاوي غرفة الدكتور حسون وزوجته في الفندق بسلاحهم ووضعوا السلاح بوجهه، تنبهت مجموعة من “هيئة تحرير الشام” فلحقت بهم وطلبوا من المجموعة المسلحة بإنزال أسلحتهم وقالوا لهم أن “الشيخ الشرع (الرئيس الشرع ) أعطى الأمان للدكتور حسون”.
ولكن قام أبو عمر الدرعاوي بتصوير مقطع وهو يقول هذا سماحة مفتي البراميل وهنا قال له الدكتور حسون: أنا لست مفتي البراميل.
تدخل شباب الهيئة وطلبوا منه إيقاف التصوير وحذفه وقال حذفته تكرموا ولكن كان كاذباً ونشره بعد فتره.
بتاريخ 12/22/2024 قرر الدكتور حسون النزول لحلب بعد علمه بأن الرئيس الشرع منحه الأمان للمنزل العائلي ولكن المنزل كان مسروقا من مجموعة خارجة عن القانون أيضاً فأقام حسون في بيت أحد أقربائه. ولما أصبح منزله جاهزا عاد إليه في تاريخ 24/1/2025
جلس في المنزل ولم يغادر، وبدأت الآلام الظهرية تشتد عليه مع ارتخاء بالقدم اليمنى بسبب وجود كتلة في الرقبة تضغط على النخاع الشوكي وفي تاريخ 17/2/2025 اضطر للنزول للمشفى ولكن لاحظ وجوده بعض الأشخاص فأخبروا مجموعه أخرى وتبعت هذه المجموعة السيارة وحين أراد سماحة المفتي النزول هجموا على السيارة وبدأوا بالسب والشتم وعلى الفور عاد للمنزل وبدأت قنوات إعلاميه بالتجييش أن المفتي في منزله ودعا بعض المؤثرين على صفحات الإعلام إلى مهاجمة منزله ولكنه استطاع الخروج من مدخل خلفي للبناية وتم اقتحام المنزل وتحطيم الباب كما ظهر في الإعلام.
في 18/2/2025 قرر الدكتور حسون السفر لدمشق مع عائلته وحين الوصول لدمشق اتصل شاب من الأمن وقال أين الدكتور أحمد؟ فتم إخباره أنه في دمشق فقال هذا المتصل واسمه محمد أحمد برهوم من الأمن ومعه الرائد مالك الذي قام بتصوير سماحة المفتي بجواله قال: طالع لعندكم من حلب لدمشق فورا
بتاريخ 20/2/2025 عندما وصل الشباب للشام طلبوا أن يلبس المفتي لباسه الكامل مع العمامة وأخذوه بسيارة مرسيدس ومرافقة رانج روفر لأحد الأفرع الأمنية وأسيئت معاملته حيث أخذوا العمامة من رأسه ووضعوها تحت أقدامهم ووضعوا عباءته على رأسه وغطوا وجهه وجعلوه يصعد عدة طوابق وهو متألم من ظهره ورجليه ووصل إلى غرفة وبدأ التحقيق معه لمدة ساعة وكتبوه تعهد بعدم الخروج من المنزل.
بعد هذا الاعتداء تفاقمت الحالة الصحية للدكتور حسون ووافق عدد من المتابعين لملفه من “غرفة العمليات العسكرية” على مغادرة البلاد للعلاج في الأردن. وتم حجز الطيران في 25/3/2025.
ذهب الدكتور حسون للمطار ومعه زوجته وأولاده وتم إصدار بطاقة الصعود للطيارة باسمه وعند ختم الجواز قالوا أن عليه منع سفر، دخل شاب صغير من الأمن على قاعة التشريفات وقال: وينه حسون: يتفضل معنا “وصعدوا به إلى المكتب وتم أخذ صور له من قبل بعض العناصر الذين استرقوا لحظات عدم الانتباه وصوروه

(وأيضاً تم تصويره وهو معمش في التحقيق وتسريب الصور بعد أيام من اعتقاله.)
– بعد احتجاز المفتي عند ضابط المطار جاء مجموعة من شباب الأمن العام ، اقتادوا الدكتور حسون وحده على فرع الاستخبارات منذ ذاك الوقت وبعد 80 يوم من الاعتقال والبحث عنه، تبين أنه معتقل في سرمدا.
في وقائع الاعتقال والمعاملة اللاإنسانية والمشينة:
في تفاصيل الاعتقال، أمضى الدكتور حسون مدة 16 يوم في دمشق بمنفردة وهي عبارة عن تواليت عربي فوقه فرشة للنوم يتم رفع الفرشة لقضاء الحاجة ثم تعاد لينام عليها وفي هذه الفترة تعرض السيد حسون للضرب على الوجه،الضرب على الظهر مكان ألم الديسك الذي يعاني منه, مع شتائم سيئة جداً وقالو له اختر طريقة قتلك أما بالسيف أو شنقاً أو بالرصاص
جرى وضع السيف على رقبته ثم قال أحدهم سنرحمه اذا قتلناه بالسيف فلنقم بشنقه وتم إيقافه على قدميه رغماً عنه، ورفعوه على حجر ووضعوا حبل المشنقة على رقبته وتم شده على رقبته ويقولون تكبير، ثم أنزلوه وضربوه. وبعد أيام جاؤوا بشاب صغير وقالوا له لف الحسون ولاك وبوسه. ثم التقوا صورا له وهم يقولون هاد المفتي اللوطي.
بعد فترة تم نقل المفتي إلى سجن سرمدا وهو معمش العينين ومكلبش اليدين وأوقفوه بمكان (استراحة) وراحوا يصرخون: “تعالوا شوفوا الحسون الملعون” وجاء بعض الناس وصاروا يشتمون وصل الدكتور حسون إلى سجن سرمدا من قرابة شهرين.

تم وضعه بمنفردة ويتم مراقبته بكاميرا ولا يسمح له بالخروج من المنفردة إلا كل 15 يوم للتنفس لمدة ساعتين فقط، تراجع وزن السيد حسون 18 كيلو خلال هذه الفترة وقال لأبنائه أن الطعام قليل جدا ومرة واحده فقط باليوم .
قام أحد ضباط وزارة الداخلية بالتواصل مع عائلة الشيخ ومواساتهم وشرح بأنهم لم يريدوا ماحصل وأن والرئيس يحترم الشيخ أحمد احترام خاص ولكن الرأي العام هو مادفعهم لاعتقاله، ووعد بأنه سيتكلم مع الرئيس ليعود الدكتور حسون إلى منزل أحد أولاده في دمشق بإقامه جبرية مراقبة من قبل الأمن بعد الحصول على موافقة السيد الرئيس على ذلك ووزير الداخلية خطاب والمشايخ.
وتحدد موعد بأنه يوم الجمعة الموافق 13 من هذا الشهر ( السادس ) سيكون الدكتور حسون في منزله.
وانتظرت العائلة حتى الساعة 1 ليلا وتواصلت مع الضابط الذي أشار بأن مشكلة قد حدثت أوقفت الموضوع وأن جماعة العدالة الانتقالية رفضوا أن يخرج المفتي حسون.. وتبع ذلك حملة إعلامية منظمة للإساءة إلى الدكتور حسون ووصمه في وسائل الإعلام الخليجية والرسمية بكل الأوصاف المهينة والمشينة بل واعتباره قد وقع على كل الإعدامات التي جرت منذ 2011.

الملف الطبي: صور التقارير الطبية الخاصة بالدكتور حسون

المصدر: هيثم مناع العودات – Haytham Manna

https://www.facebook.com/share/p/16dgjwTfZ3/

 

Scroll to Top