الخميس, مايو 2, 2024

من ملفات مالا علي يونس ـ 3ـ خالد عيسى

القسم الثقافي

 

ما تقوم به السلطة السورية من افراط في السيادة الوطنية تتجاوز ماكانت تقوم به السلطات الفرنسية الأجنبية.
فتقوم السلطات السورية بإعتقال اللاجئين السياسيين الكرد و تسليمهم إلى السلطات التركية بدون أي رادع أخلاقي أو قانوني، بل تلجأ إلى إعتقال الوطنيين السوريين من الكرد لإرضاء السلطات التركية التي لا تتوقف عن غزو البلاد السورية بطواطئ مكشوف من قبل الأجهزة اللاوطنية المتنفذة في البلاد.
—–
أصرت السلطات التركية على طلب توقيف وتسليم عبد الرحمن مالا شرف و الشيخ عبد القدوس ومرافقيهما، و ذلك بدون اتباع الطريق الدبلوماسي، معتمدة على اتفاقيات الحدود و ملحقاتها المنعقدة بين هذه السلطات والسلطات الفرنسية التي كانت تمنع اقامة العناص القومية الكردية من الإقامة في منطقة تقل عن خمسين كيلومتراً عن الحدود، و كانت تسمح هذه النصوص للسلطات الحدوية تسليم المخالفين الى السلطات التركية دون اللجوء الى الأصول الدبلوماسية المرعية بصوص الإسترداد. كما أن السلطات التركية كانت تدعي في طلباتها بأن المذكورين هم من الذين قد ارتكبوا جنحاً غير سياسية لكي يسسهل توقيفهم و تسليمهم، لكن السلطات الفرنسية كانت تعرف حقيقة المزاعم التركية، و كانت تحسب ألف حساب لقوة و شعبية الوطنيين الكرد في سورية.
في هذه الحلقة نترجم و نعرض لكم وثيقة ثلقي بعض الضوء على بعض الجوانب الإشكالية التي رافقت طلب السلطات لتوقيف و تسليم هؤلاء الوطنيين الكرد.

****
من فيليپ دافيد إلى المفوضية السامية
المفوضية السامية
للجمهورية الفرنسية
في سورية و لبنان
ـــــــــــ
ممثلية حلب
++++++
الجمهورية الفرنسية
====
من نائب ممثل المفوض السامي لمحافظة حلب
إلى السيد المفوض السامي للجمهورية الفرنسية
(المكتب السياسي) في بيروت
رقم: 1048/س.پ./ف
حلب في 16من شهر نيسان عام 1938
مذكرة إحالة
مضمون الوثائق:
نسخة من رسالة مرسلة إلى السيد نائب ممثل المفوض السامي في الدير
آ/س عن الشيخ عبد القدوس، و عبد الرحمن مالاشرفلي و رفاقهما
العدد:1
مسجل في وارد المفوضية السامية ـ الأمانة العامة
برقم 6927 وبتاريخ التاسع عشر من شهر نيسان عام 1938
ـ مسجل في وارد المكتب السياسي برقم 2919
و بتاريخ العشرين من شهر نيسان عام 1938
****
من فيليپ دافيد إلى م.ج
رقم: 1048/س.پ./ف
في السادس عشر من شهر نيسان عام 1938
من نائب ممثل المفوض السامي لمحافظة حلب
إلى السيد نائب ممثل المفوض لأقاليم الفرات في دير الزور
عملاً بتعليماتكم، ضابط إدارة المخابرات، رئيس مخفر القامشلية، الكابيتن عزيز(النقيب ـ المترجم ) وأرسل لي الوثائق التي كنت قد طلبتها في برقيتي رقم 34/ س.پ./ف. المؤرخة في الثامن من شهر نيسان عام 1938.
هذه الطلبات السبعة عشر المتعلقة بتوقيف و تسليم الشيخ عبد القدوس و عبد الرحمن مالا شرف و رفاقهما، المرسلة من قبل قائم مقام نصيبين إلى مخفر حدود القامشلية ، لا تتضمن، في غالبيتها، أية من المعلومات الدقيقة التي تقدم عادة، في موضوع من هذا القبيل، بمقتضى تعامل حدودي مستقر بشكل متين، و كما عملت على ملاحظته أنا، تبدو السلطات التركية متمسكة بشل خاص بهذا التعامل ،و باللجنة الدائمة للحدود.
يكفي مجرد هذا التثبت لتبرير استنكافنا؛ ومع ذلك، أمام إصرار السلطات التركية، لنا المصلحة في القدرة على تدعيم متين لرفضنا المحتمل.
سأكون أيضاً ممنوناً لكم إذا ما أرسلتم لي المعلومات التالية:
1ًًـ تاريخ دخول الشيخ عبد القدوس، و عبد الرحمن مالاشرف و رفاقهما إلى الأراضي السورية.
2ـ التاريخ الدقيق الذي سلّم فيه فعلاً قائم مقام نصيبين طلبات التوقيف و التسليم إلى ضابط إدارة مخابرات القامشلية.
3ـ في هذا التاريخ، هل كان الأفراد المطلوبون متواجدين أم لا في منطقة الكيلومترات الخمسين في الأراضي السورية (على بعد 50 كم. من الحدود ـ المترجم). هذه النقطة مهمة؛ لدي من الأسباب التي تجعلني أقتنع، في الواقع، بأن الأعمال الجنحية التي يتم مؤاخذة الشيخ عبد القدوس وغيره قد تم إرتكابها خارج منطقة الخمسين كيلومتراً التركية (من الحدود التركية ـ المترجم).
وعليه، فيما إذا كانت طلبات التوقيف قد سُلّمت الى مخفر حدود القامشلية في الوقت الذي كانت الأفراد المطلوبة قد غادروا منطقة الخمسين كيلومتراً السورية، الإجرأت الحدودية (حسب إتفاقيات الحدود و ملحقاتها ـ المترجم) غير نافذة، و يتوجب على السلطات التركية، من أجل الحصول على التسليم، اللجوء الى إجراءات الإسترداد القضائي بالطريق الدبلوماسي.
4 ـ أعلمتموني ببرقيتكم رقم 136/7 بأن عبد الرحمن مالاشرف و عبد القدوس و إبن هذا الأخير كانوا في دمشق. هل صدر قرار إداري لإجبارهم بهذه الإقامة.
5 ـ هل يسكن مرافقوهم في منطقة الخمسين كيلومترا السورية؟ ـ في حالة الإيجاب، هل ترون ما يمنع من إتخاذ قرار لمنعهم من الإقامة في هذه المنطقة؟

أرجع بخصوص مداخلة الوفد التركي لدى اللجنة الدائمة للحدود إلى محضر إجتماع الجلسة الثالثة (الصفحة السابعة ومابعدها) من الدورة السابعة و ملحقه (مقتطف من محضر الجلسة التاسعة).

التوقيع: فيليپ دافيد
****

يتبع

شارك هذا الموضوع على