أشار مهجرو مدينة تل أبيض/كري سبي، القاطنون في مخيم تل السمن بريف مقاطعة الرقة الشمالي في شمال شرق سوريا، إلى أن العائق الأكبر أمام عودتهم إلى ديارهم، هو وجود الفصائل المسلحة للاحتلال التركي، وأكدوا: “لن نعود إلا بوجود ضمانات حقيقية لعودة آمنة تحفظ حقوق جميع المكونات الموجودة في المنطقة”.
منذ أكثر من خمس سنوات، يعيش الآلاف من مهجري مدينة تل أبيض، في مخيم تل السمن شمال مقاطعة الرقة أوضاعاً إنسانية قاسية، بعد أن هُجّروا من قراهم ومنازلهم تحت ظروف الحرب والاحتلال.
ويضم المخيم قرابة 7 آلاف نسمة، وتتكرر معاناتهم بين حرّ الصيف وبرد الشتاء الذي يغمرهم بالمياه ويقتلع خيامهم أحياناً، ومع شح الخدمات وضعف الدعم الإنساني، لم يبقَ لهؤلاء سوى مطلب واحد يردده الجميع: “العودة الآمنة إلى مناطقهم”.

وقالت عدولة خليل حمي، مهجرة من قرية الطيبة التابعة لمدينة تل أبيض: “إن أوضاع المخيمات بشكل عام، باتت معروفة للجميع، حيث يعيش الأهالي في ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة”.
وأشارت إلى أن الخدمات في المخيم مرتبطة بالإمكانات المتاحة وعدد المنظمات الموجودة، وأوضحت أن مخيم تل السمن لا تدعمه سوى منظمة واحدة، ودعمها في الوقت الحالي لا يتجاوز 10%، في وقت يحتاج فيه المخيم بشكل ملحّ، إلى الماء والكهرباء والنظافة وغيرها من الخدمات الأساسية.
وتابعت عدولة بالقول: “نحن اليوم نقول: يكفينا ما مررنا به، وهذا لسان حال جميع الأهالي، نطالب بالعودة الآمنة إلى مناطقنا وقرانا، والإسراع في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار “.
وأكدت أن العائق الأكبر أمام العودة هو وجود الفصائل المسلحة للاحتلال التركي، إذ لا يمكن الحديث عن عودة آمنة في ظل غياب الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى انعدام سبل المعيشة.
وشددت: “لن نعود إلا بوجود ضمانات حقيقية لعودة آمنة تحفظ حقوق جميع المكونات الموجودة في المنطقة”.
وفي ختام حديثها، ناشدت الدول الضامنة والتحالف الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، النظر في معاناة سكان المخيمات، وأكدت: “نحن أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ويكفينا ما عانيناه من تهجير في المخيمات”.

بدورها، قالت سوزان محمد حمي، المهجرة من قرية الطيبة أيضاً، إن الوضع داخل المخيم صعب للغاية، ووصفت حياتهم هناك بقولها: “على قد حالنا”.
وطالبت سوزان محمد: “بالعودة الآمنة إلى مناطقنا، وأن نعود كما كنا من قبل، دون احتلال، مع وجود أمن وأمان وتوفير الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء”. وأشارت إلى أن العائق الأكبر أمام العودة هو غياب الأمان، مضيفة: “لا يوجد أمان هناك، لا نستطيع العودة”.
من جانبه، قال المهجر محمد المصطفى، من أهالي بلدة سلوك، إنه هجّر منذ عام 2019، مؤكداً أنه عانى كثيراً جراء التهجير المتكرر.
وأوضح أن من يعيش في منطقته وبيته ليس كمن يسكن في الخيام، حيث المعاناة مضاعفة وظروف الحياة صعبة للغاية.
وأشار المصطفى إلى أن ست سنوات من التهجير كانت مليئة بالتنقل من مخيم إلى آخر، وأكد أن من ذاق مرارة التهجير يدرك تماماً معنى فقدان البيت والأرض.
وطالب المصطفى: “بعودة آمنة إلى مناطقنا، كفانا تهجيراً والسكن في المخيمات”.
وأوضح المصطفى في ختام حديثه، أن التواصل مع قريته انقطع منذ لحظة التهجير قبل ست سنوات، ولا يعلم ما يجري داخلها، مشدداً على أن مطلب جميع الأهالي هو عودة كل سكان المخيمات إلى بيوتهم ومناطقهم بأمان وكرامة.
المصدر: ANHA
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=75550


