نحن الكورد في امس الحاجة الى تشكيل  مجلس أو قيادة سياسية عليا لكردستان في الوقت الراهن

فؤاد عثمان / صحفي و ناشط
في الوقت الذي يمر أكثر من عام على اجراء انتخابات برلمان كوردستان، اعلان عن نتائجا حتى الآن لم تتمكن القيادات الكوردية في الاحزاب الفائزة من التغلب على عقبات التي تعيق عملية تفعيل البرلمان بهدف تشكيل الحكومة الجديدة لاقليم كردستان لذا لم يتم تفعيل البرلمان وعقد جلسته الأولى وتشكيل الحكومة وذلك  بسبب الخلافات بين الحزبين المهيمنين في الإقليم. كما أجريت الانتخابات في العراق، الزيارات واللقاءات تجرى على قدم وساق بهدف تشكيل التشكيلة الحكومية الجديدة في بغداد
من جانب القوى الشيعية ، فقد شكلوا إطاراً تنسيقياً لتوحيد خطابهم، وإلى جانب مرجعيتهم العليا التي يعودون إليها لتحقيق وحدتهم هذا، ورغم تشعب خطاباتتهم في الكواليس و أصواتهم وتوجهاتهم، فإنهم في النهاية يدخلون ميدان التفاوض بخطاب موحد، بذلك بالإضافة انهم يشكلون القوة الاكثر في البرلمان كونهم حصدوا اكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الانتخابات، اضافوا قوة الى قوتهم، ومتى ما اشتد عليم الامر يجعلون اطارهم هذا خيمة لهم لحل خلافاتهم ، يخرجون فيها بخطاب مؤثر و موحد يدخلون بوقته بقوة و عزم.
من جانب آخر، ورغم تشتت القوة السنية، فقد شكلوا مجلساً سياسياً وطنياً اعلنوا عنه موخرا يضيفون قوة الى قوتهم و قدراتهم السياسية و مستهدفا تحديد موطئ قدم  لهم في العملية السياسية الجديدة في العراق في الوقت الذي اتبعد في الدورة السابقة ابرز قياديها في رئاسة البرلمان والدخول في العملية السياسية بقوة أكبر من ذي قبل.
أما الكورد، فهم حتى الآن متنازعون  فيما بيهم داخلياً،خاصة الحزبين السياسيين الكورديين المهمينين وتسيطر عليهم حمى الحملات الانتخابية من جهة، وغرور التعاظم من جهة أخرى. في الوقت الراهن، وقبل أي شيء، يكاد صراع رئاسة الجمهورية يضئ شرارتها في الافق فبدلاً من أن يوحد الحزبان السياسيان في الإقليم، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، البيت الكوردي ويذهبا معا إلى بغداد بخطاب واحد ومرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية ليُظهرا أن الكورد أيضاً صوت واحد ولون واحد، يريدان الذهاب بمرشحين اثنين، وكما في السابق، ليقولا للشيعة والسنة في البرلمان العراقي: “يا إخوة، تعالوا وحسموا أمر مرشحينا”. أليس من الأفضل، كما يقول الكورد، “عقدة في يد افضل من ان تقع في فم الأسنان” (أي: حل المشكلة قبل أن تتفاقم)؟ لماذا لا نوحد الأصوات هنا في بيتنا ونمنح الكورد قوة في بغداد، ونتجاوز خلافاتنا الداخلية ونذهب إلى بغداد بصوت واحد؟ وتنترج نزاعاته الداخلية جانبا ، خاصة لدى الكورد تجربة سابقة في هذا الصدد؛ ففي فترة الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في التسعينيات، تم تشكيل المجلس السياسي الأعلى لكوردستان، وقبل ذلك كانت هناك القيادة السياسية للجبهة الكوردستانية تمخض عنها  انتصارات الانتفاضة العظيمة لشعبنا.
عليه في الوقت الراهن، يحتاج الكورد إلى قيادة سياسية عليا لتكون صوت ولون الكورد موحد للتوجه الى بغداد وعلى قادة الأحزاب الفائزة أن يشكلوا مجلساً سياسياً أعلى لكوردستان يتألف من 7 أعضاء ليعمل كمرجعية لمصالح كوردستان، كي لايحتسب المكسب للجهة واحدة ولا تقع الخسارة على عاتق طرف.

Scroll to Top