الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

نداء عاجل من عائلات المفقودين/ات لحماية المقابر الجماعية في سوريا

بيان:

أدى سقوط نظام الأسد في سوريا يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى فتح السجون ومراكز الاعتقال وإطلاق سراح آلاف المعتقلين والمعتقلات، ممن عانوا الاحتجاز سنيناً طويلة. لكن فتح مراكز الاحتجاز هذه، يُبقي مصير الآلاف ممن لم يخرجوا منها معلقاً ولم يتم الإجابة على سؤال: أين هم؟

سنكون كسوريين وسوريات معرضين في المرحلة القادمة لاكتشاف فعلي أو محتمل لمقابر جماعية ومواقع دفن عشوائية في أنحاء سوريا، قام النظام السابق والقوى الأخرى بحفرها واستخدامها خلال الفترة الماضية للتغطية على جرائمهم ولإبقاء العائلات السورية في حالة من اللايقين.

تُشكل المقابر الجماعية مسرحاً لجرائم النظام السوري السابق والقوى الأخرى، ومصدراً مهماً لمعلومات سَتساهم بشكل كبير بكشف مصير المفقودين/ات والمخفيين/ات قسرياً وتسليم الرفات لأهاليهم/ن لإقامة مراسم الدفن والعزاء اللائقة بهم/ن. ولذلك فإن أي عبث أو نبش أو تدخل بمواقع المقابر الجماعية سيؤدي الى تشويه الأدلة الجنائية وضياع مصير المغيبين/ات والمفقودين/ات، مما يؤدي إلى إعاقة الوصول إلى الحقيقة والعدالة ويزيد من معاناة ذويهم/ن.

نحن عائلات المفقودين والمفقودات، نناشد ونطالب الحكومة والجهات المعنية في سوريا بشكل عاجل باتخاذ إجراءات فورية لتفويض مجموعات مختصة تُعنى بحماية المقابر الجماعية وضمان منع أي جهة، بما في ذلك أهالي المفقودين، من الوصول إليها. كما ندعو إلى ضرورة إنشاء قنوات رسمية للتواصل والتعاون مع المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا والتي أُنشئت بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2023، بصفتها الهيئة الدولية المعنية بتوضيح مصير ومكان وجود جميع المفقودين في سوريا. وستتولى هذه المؤسسة مهمة الإشراف على عمليات كشف ونبش المقابر الجماعية وأماكن الدفن العشوائية وفق أسس علمية ومهنية، بما يشمل تحليل الادلة المستمدة منها والتواصل مع عائلات المفقودين بشكل حساس ومستمر لحين كشف مصير أحبتهم.

لأن هذه العملية معقدة وتتضمن البحث والتقصي للرفاة البشرية وخاصة القديمة والمتحللة منها على عدة مراحل، ويجب تنفيذها من قبل أخصائيين محترفين، بشكل موحد ومتكامل لضمان إمكانية استخلاص النتائج. كما يجب أن يتم معالجة هذا الملف بمشاركة وإشراف أهالي المفقودين لأنهم هم أصحاب الحق والقادرين على تزويد الجهات المعنية بالمعلومات المفيدة، ويجب على أي عملية تستهدف المقابر الجماعية أن تنطلق من مطالب العائلات وبالتعاون المستمر معهم.

إن حماية المقابر الجماعية وعدم العبث بها أو فتحها يجب أن يكون أولوية للسوريين وخاصة ذوي المفقودين، لضمان حفظ حقوق الضحايا وعائلاتهم، وتحقيق العدالة في المستقبل.

روابط ميثاق الحقيقة والعدالة

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية