نقاشات حادة في اجتماع دمشق بين وفد شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية

شهد الاجتماع الذي عُقد في دمشق بين ممثلي شمال وشرق سوريا والحكومة السورية الانتقالية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا، نقاشات حادة وخلافات جوهرية، في ظل تمسك الحكومة الانتقالية بالمركزية، ورفض وفد الإدارة الذاتية ما اعتبره “تهميشاً لإرادة شعوب شمال وشرق سوريا”.

وقالت الرئيسة المشتركة لوفد شمال وشرق سوريا، فوزة يوسف، في تصريح لقناة روناهي، إن “الاجتماع كان إيجابياً والمحادثات ستستمر”، إلا أن مصادر مطلعة كشفت لوكالة هاوار أن الجلسة تخللتها “خلافات حادة”، خصوصاً بشأن رؤية الحكومة الانتقالية حول إعادة السلطة المركزية إلى كافة المؤسسات والقوات، دون الاعتراف بمؤسسات الإدارة الذاتية.

ووفقاً للمصادر، شدد وفد الحكومة الانتقالية على رفض “أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة”، مؤكدين في بيان أن سوريا يجب أن تبقى “دولة واحدة، بجيش واحد وحكومة واحدة”. كما اتهم وفد الإدارة الذاتية الحكومة باتخاذ خطوات “أحادية الجانب” كتشكيل الحكومة وعقد المؤتمر الوطني دون إشراكهم.

وردّ وفد شمال وشرق سوريا بأنهم جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، رافضين ما وصفوه بـ”الممارسات المناهضة للديمقراطية”، ومطالبين بمشاركة فعلية في كل مستويات العمل الوطني، وضمان حقوق جميع المكونات.

كما أثار الوفد مخاوف بشأن الاعتقالات التي طالت مواطنين كُرد في مدينة حلب على خلفية انتمائهم أو تعاونهم مع قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدين أن هذه السياسات “تقوّض فرص بناء دولة ديمقراطية”. وأضافوا أن مناطقهم تواجه “خطاب كراهية وتفرقة” قادم من مناطق سيطرة الحكومة الانتقالية.

وطرح وفد شمال وشرق سوريا عدداً من المقترحات، بينها التعاون الأمني، ومشاريع إعادة الإعمار، وتشكيل غرف عمل مشتركة، للوصول إلى سلام مستدام وعدالة شاملة، غير أن الجانب الحكومي “تملّص من الاستجابة”، وفقاً للمصادر.

هذا ولم تُدلِ الأطراف الدولية الحاضرة، من الولايات المتحدة وفرنسا، بأي موقف علني حول ما دار في الجلسة المغلقة.

وضم وفد شمال وشرق سوريا شخصيات بارزة منها القائد العام لقسد مظلوم عبدي، والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية إلهام أحمد، وفوزة يوسف وعبد حامد مهباش من رئاسة الوفد السياسي.

وعلّقت الحكومة السورية الانتقالية على التطورات، مؤكدة تمسكها بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، ورفضها القاطع لـ”أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.