هل اَن الاوان للاعتراف بدولة كوردستانية أيضا؟

خليل كارده

لقد عانى الشعب الكوردستاني الويلات تاريخيا منذ معاهدة سيفر التي أقرتها دول الحلفاء المنتصرة بعد الحرب العالمية الاولى حيث قام دول الحلفاء بتفكيك الارث العثماني المهزوم , الا أن هذه المعاهدة  لم ترى النور بسبب رفضها من قبل أتاتورك سنة 1920 وتم أستبدالها بمعاهدة لوزان السيئة الصيت عام 1923التي أسست بموجبها تركيا.

قبل ذلك وفي 1916 تمت معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة , (سايكس بيكو) السيئة الصيت بمصادقة من الامبراطورية الروسية وايطاليا  على اقتسام الارث العثماني ونال الشعب الكوردستاني النصيب الاكبر من هذا التقسيم الجائر بحقهم ,وتم تقسيم أراضي كوردستان الى أربعة أجزاء وعلى أعتى أربع  دول قومية شرسة القومية الطورانية والفارسية والعربية .

لم يذعن الشعب الكوردستاني لهذه المعاهدات بسبب تجاهل تطلعاته الوطنية وتعتبرها انتكاسة كبيرة وطعنة للحلم الكوردستاني , وأدى حرمان قيام الدولة الى تعزيز كفاح الكورد في سبيل الاعتراف بهم وحصولهم على حق تقرير المصير .

لقد عانى الشعب الكوردستاني من الاضطهاد والتهجير والقمع في ظل الانظمة العراقية والايرانية والتركية والسورية , فهذه الحكومات قمعت الحقوق الثقافية والسياسية وشنت حملات عسكرية ضد الشعب الكوردستاني لسنوات .

بعد أستخدام النظام الصدامي المقبور الاسلحة الكيماوية ضد الكورد بهدف ابادة الكورد , تدخل المجتمع الدولي وعلى رأسها الادارة الامريكية وفرض على النظام العراقي  منطقة حظر طيران في كوردستان , وبعد حرب الخليج الثانية 1991 تم تشكيل ادارة ذاتية من الحزبين الرئيسيين ( الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ) بعد انسحاب القوات العراقية من أجزاء واسعة من كوردستان وبعد سقوط الصنم 2004  تم تشكيل حكومة عراقية جديدة والتصويت على دستور جديد وتم منح الكورد الفيدرالية لادارة الاقليم بانفسهم وتشكيل حكومة وبرلمان لادارة الاقليم .

من الضروري أن يعترف المجتمع الدولي بالظلم الذي طال الشعب الكوردستاني وتعزيز الحلول السلمية ودعم الجهود لاقامة وطن يحترم حقوق الكورد وتطلعاتهم المشروعة في حق تقرير مصيرهم بانفسهم واقامة دولة كوردستانية أولية ويتكون من شمال شرق سوريا مع ضرورة وجود  منفذ بحري على البحر الابيض المتوسط وأقليم كوردستان العراق .

هل سيعترف المجتمع الدولي باقامة دولة كوردستانية وترى النور أسوة بفلسطين ؟؟.