أصدرت قيادة وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) بياناً بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لمجزرة شنكال التي وقعت في 3 آب/أغسطس 2014، مؤكدة التزامها بالدفاع عن شنكال ومواصلة نضالها “من أجل بناء واقع جديد قائم على الحرية والعدالة وإرادة الشعب الحرة”.
وقالت وحدات مقاومة شنكال في بيانها: “في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي طالت شعبنا الإيزيدي في شنكال، نحن اليوم لا نقف فقط لإحياء ذكرى تلك المأساة، بل نجدد عهدنا تجاه شهدائنا، ونؤكد أن المقاومة التي خرجت من تحت الركام لا تزال حية، ومستمرة بإصرار على درب الحرية والكرامة”.
وأشار البيان إلى أن “شعبنا الإيزيدي تعرض في 3 آب 2014 لهجوم وحشي من قبل تنظيم داعش الإرهابي، بهدف القضاء على وجودنا، وتحطيم ثقافتنا، وخطف نسائنا وأطفالنا، وقتل شيوخنا، ودفن إرادتنا في التراب”، واصفاً الهجوم بأنه “محاولة كاملة لإبادة جماعية، نفذت بدموية، وسط صمت العالم وخيانة من جيراننا، ومن القوى التي كان من المفترض أن تحمينا، والتي تخلت عن مواقعها في اللحظة التي كان شعبنا بأمس الحاجة إليها”.
وأكد البيان أن “وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ولدت من دماء الشهداء وصرخات الأمهات كضرورة حياتية، لا كخيار مؤقت”، مضيفاً: “نحن لسنا قوة آنية، بل قوة حماية جذرية، نابعة من ألم الإيزيديين وإيمانهم العميق بأنه لا أحد سيحميهم ما لم ينظموا أنفسهم ويدافعوا عن كرامتهم وسلاحهم بإرادتهم الحرة”.
وأوضح أن “مشروعنا هو مشروع حماية ذاتية، يقوم على أسس الكرامة وحق الحياة”، منتقداً القوى التي “لم تحمِ الإيزيديين في الماضي” و”يريدون اليوم من القوات الإيزيدية أن تسلم سلاحها”، معتبراً أن ذلك “يمهد الطريق لإبادة جديدة”. وأضاف: “الإبادة الجماعية التي وقعت لا يمكن تجاوزها دون محاسبة، ولا يمكن ضمان استمرار وجودنا دون توفير ضمانات حقيقية سياسية وأمنية وثقافية. سلاحنا هو دم شهدائنا، صوت الذين لم يستجاب لندائهم، وتعهد من أجل أرض لا تزال مهددة بالخطر”.
وأعرب البيان عن “امتناننا العميق لقائدنا عبد الله أوجلان، الذي شكلت رؤيته التحررية وإنسانيته الثورية مصدر إلهام وعزم في مقاومة الإيزيديين”، مؤكداً أن “نداؤه التاريخي لحماية شنكال ووجود الإيزيديين أنقذ الآلاف، وفتح الطريق نحو تأسيس مقاومة حقيقية”. كما ثمن البيان “الدور البطولي لأصدقاء شعبنا من قوات الكريلا ومقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الذين لبّوا نداء الاستغاثة بلا شروط، وفتحوا ممرات النجاة، وقاتلوا معنا ضد المرتزقة”.
واستذكر البيان “بفخر وامتنان قائدنا وشهداءنا الذين سطروا ملحمة المقاومة: مام زكي، عكيد جفيان، دلشير، سعيد حسن، برفين، نوجين، بيريفان، زردشت، دجوار، شنكال، وكل رفاقنا الآخرين الذين كتبوا ميثاق المقاومة بدمائهم”، مؤكداً أنهم “سيبقون دائماً رمز كرامتنا ونور طريقنا نحو الحرية والمقاومة”.
وأدان البيان “المحاولات الرامية إلى تصفية مشروع الحماية الذاتية في شنكال، ومحاصرة القوى الإيزيدية عبر ذرائع واهية”، معتبراً أنها “استمرار للمجزرة نفسها بأساليب مختلفة”، ودعا الشعب الإيزيدي إلى “الإيمان بقوته، وإظهار إرادته”، مؤكداً أن “إرادتنا أقوى من أي تهديد، وتنظيمنا أكبر من أي مؤامرة”.
وأعرب البيان عن أمله في أن “تكون الذكرى الحادية عشرة للإبادة مناسبة للوحدة والتلاحم الشعبي والمجتمعي”، واختتم بالقول: “نعاهد شعبنا، أرواح شهدائنا، وكل أم ما زالت تنتظر خبراً عن عودة أطفالها، أننا سنظل أوفياء لعهد المقاومة، سندافع عن شنكال بأرواحنا، وسنواصل نضالنا من أجل بناء حقيقة جديدة على أساس الحرية والعدالة وإرادة شعبنا”.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73163