بعد مضي أكثر من سبع سنوات على احتلال منطقة عفرين من قبل القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، ما يزال أكثر من عشرة شبان كرد قيد الاعتقال في السجون التركية، في ظروف تتسم بالتعسف وانعدام العدالة.
وكانت القوات التركية والفصائل التابعة”الجيش الوطني السوري”، قد شنت في مطلع عام 2018 حملة اعتقالات واسعة طالت آلاف المدنيين الكرد، من بينهم نساء، بتهم متباينة تتعلق بالتعامل مع الإدارة الذاتية السابقة أو “الإرهاب”، وفق زعمهم.
وفي آب/أغسطس 2018، أقدمت “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من الاستخبارات التركية على اعتقال 13 شاباً من قريتي عُمر أوشاغي ومعملو أوشاغي في ناحية راجو، بذريعة الانتماء لتنظيمات إرهابية. وقد تمّ اقتيادهم إلى مدرسة القرية، حيث تعرضوا – وفق شهادات ذويهم – للضرب والتعذيب على أيدي عناصر “فرقة السلطان محمد الفاتح” بقيادة شخص يُدعى “دوغان سليمان”.
والمعتقلون هم:
فراس فائق كلكاوي (41 عاماً)
مسعود مجيد كلكاوي (32 عاماً)
حسين أحمد كلكاوي (50 عاماً)
ريزان بهجت عموري (40 عاماً)
رمضان حنيف محو (43 عاماً)
محمد خلوصي جعفر (26 عاماً)
أحمد محمد محو (43 عاماً)
إيبيش محمد محو (44 عاماً)
إدريس مصطفى نعسان (35 عاماً)
جنكيز مصطفى نعسان (26 عاماً)
رشيد صبري محو (30 عاماً – وحيد لوالديه)
خوشناف رمزي نعسان (37 عاماً)
دوزيار أحمد كردي (27 عاماً)
تعذيب وابتزاز مالي
بعد احتجازهم لمدة شهر في مدرسة القرية، تم نقلهم إلى مدرسة قرية قوبه المجاورة، حيث طالب الخاطفون بفدية مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم، إلا أن معظم العائلات لم تكن قادرة على دفع هذه المبالغ. على إثر ذلك، نُقل الشبان إلى سجن في مدينة سامسون التركية، حيث لا يزالون قيد الاعتقال حتى اليوم.
أحكام مشددة… ومؤبدات بالجملة
في 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، أصدرت محكمة الجنايات الثانية في هاتاي أحكاماً بالسجن المؤبد على سبعة منهم، وهم:
إدريس وجنكيز نعسان
ريزان عموري
مسعود كلكاوي
رمضان محو
محمد جعفر
فراس كلكاوي
كما قضت المحكمة بالسجن 12 عاماً على أربعة آخرين:
إيبيش وأحمد محو
حسين كلكاوي
رشيد محو
وأكد المحامي صبحي ظريف، عضو هيئة الدفاع، أن المحكمة تجاهلت الأدلة التي قدمها الدفاع، كما تجاهلت إنكار المتهمين لإفاداتهم المنتزعة تحت التعذيب. وأشار إلى أن الجنديين التركيين اللذين اتهم المعتقلون بقتلهما، قد توفيا بشظايا ناتجة عن العمليات القتالية، وليس بسبب فعل مباشر منهم.
دلائل التعذيب… وشهادات الاختفاء القسري
وسائل الإعلام التركية، ومنها وكالة الأناضول، نشرت صوراً ومقاطع فيديو تظهر نقل المعتقلين إلى مركز الجندرمة في ولاية هاتاي، وهم في حالة صحية سيئة، حفاة، وعلى أرجلهم ضمادات تشير إلى تعرضهم للضرب والتعذيب.
إلى جانب ذلك، وثقت مصادر محلية حالتي اختفاء قسري من نفس القرية:
خوشناف نعسان (اعتقل في القرية)
شيرفان نعسان (اعتقل داخل تركيا)
ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى اليوم.
تكاليف باهظة لمتابعة القضايا
أفاد ذوو المعتقلين أنهم اضطروا لدفع مبالغ كبيرة لمحامين أتراك تصل إلى نحو 100 ألف دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 7 آلاف دولار لكل معتقل، في محاولة لمتابعة قضاياهم أمام المحاكم التركية، دون تحقيق أي تقدم ملحوظ حتى الآن.
يأتي هذا الملف في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في المناطق السورية التي تحتلها تركيا، حيث تُوثق منظمات حقوقية بشكل متواصل حالات تعذيب، اعتقال تعسفي، ابتزاز، وجرائم ضد المدنيين.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=69652