نشر موقع بي بي سي عربي تقريراً مطولاً عن قصة لاعب بريطاني تحرش به أمير سعودي وحفيد مؤسس المملكة العربية السعودية، ليختار الفرار من السعودية بعد عدة محاولات.
كان ذلك في يوم صيفي حار عام 1976، عندما عاد رجلان من ناد للقمار إلى فندق “غراند هوتيل” بمدينة كان الفرنسية. كان أحدهما ثرياً، إلى درجة تفوق الخيال، وهو الأمير عبد الله بن ناصر حفيد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية نجل أمير الرياض السابق، أما الآخر فكان رجلاً فقيراً هو ،إيمون أوكيف، لاعب كرة القدم وابن عامل مطبعة يمتلك منزلاً متواضعاً في حي أولدهام بمانشستر.
خسر الأمير عبد الله الكثير من المال في تلك الليلة، لكن لا يهم، إذ غالباً ما كان يخسر، فلو كنت أميراً سعودياً فإن بضعة آلاف من الدولارات هي ثمن زهيد يساوي وجبة غذاء.
لم يقامر إيمون ولكنه فاز، فقبل عامين كان لاعبا في نادي “بلايموث أرغيل” في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي ويبحث عن بعض المال لسداد فاتورة الكهرباء.
إلا أن الوضع تغير كثيراً، فهو الآن يجلس في الدرجات الأولى على متن الطائرات، ويقيم في فنادق الخمسة نجوم، ويقوم برحلات في أنحاء أوروبا مع شخص ينتمي إلى أكثر العائلات ثراء في العالم.
في المصعد التفت عبد الله إلى إيمون قائلا: “أريد أن أقول لك شيئاً”، ووضع يده على كتف اللاعب الشاب قائلا:”لقد اكتشفت أنني أحبك”.
سأله إيمون مرتبكاً: “تعني كأخ لك؟” فأجابه الأمير: ” لا، ليس كأخ”. كانت تلك الليلة هي بداية المتاعب التي واجهها إيمون.
لم يكن إيمون ينوي كشف سر عبد الله، ولكن ماذا لو كان عبد الله يريد ممارسة بعض الضغوط؟
بحسب ما شعر إيمون بالانزعاج وربما بنوع من الاختناق، فذهب إلى جورج سميث وأخبره بما حدث لعله يطمئنه، ولكن ذلك لم يحدث.
قال له جورج: “لن يتركوا الأمر عند هذا الحد يا أحمق.”
وقال جورج سميث الذي يبلغ من العمر الآن 87 عاما، عن ذكرياته وإيمون: ” كان إيمون يشعر بالقلق من تلك الجولة، لأنه كان يقضي معظم وقته برفقة الأمير عبد الله بن ناصر الذي أنفق عليه الكثير من الأموال”.
وأضاف جورج: “اعتقدت أنهما قريبان جدا، وكان الرئيس (الأمير عبد الله) يعلم أنني قلق حول ذلك الأمر”.
وبعد أن علم جورج سميث بما جرى في مدينة كان الفرنسية، طلب من إيمون مغادرة السعودية فوراً من أجل سلامته. ويقول جورج: ” لقد كان في خطر، فأي شيء كان من الممكن أن يحدث”.
ظل الأمير عبد الله رئيسا لنادي الهلال حتى عام 1981 وظل راعيا له. وبعد إيمون كان الأجنبي الثاني الذي وقع مع النادي هو ،اللاعب البرازيلي ريفيلينو، الذي شارك في فوز بلاده بكأس العالم. وقد فاز النادي بالدوري الجديد الذي نظمه جيمي هيل عامي 1977 و1979، ويعد نادي الهلال الآن أحد أقوى الأندية في قارة آسيا.
وقد قال خبير سعودي لبي بي سي “هؤلاء الأشخاص يعيشون حياة محمية للغاية، في مجتمع يخلو من الصحافة الاستقصائية.”
ولن تقول الحكومة السعودية ما إذا كان عبد الله حيا، ولكن موقع نادي الهلال يشير إلى وفاته. وقد قال صحفي شرق أوسطي لبي بي سي إنه توفي عام 2007 ويعتقد آخر أنه ربما توفي عام 2006.