الكردي السوري ومتاهات الانتماء

*د. سربست نبي

أنت مجرد سوري، دمك الرخيص لا يساوي ثمنَ رصاصة واحدة!!! هكذا هدَّد الجاني (الكردي العراقي) شقيقه الضحية (الكردي السوري) اللاجئ إليه مع عائلته هرباً من جحيم النزاع الدموي والعوَز، قبل أن يقدم على قتله غيلة هو وزوجته وأطفاله الثلاثة (خنقاً)، بتلك الطريقة البشعة الشنيعة إثر خلاف مالي بسيط.
السوري (عربياً أم كردياً أم سريانياً) بات رخيصاً في كل مكان، ودمه بات أرخص فعلاً من تكلفة آلة القتل التي يُقتل بها. ذاك الكردي السوري الهارب إلى «فردوسه الكردستاني» لم تشفع له هويته القومية عند ابن جلدته، الذي عانى في ماضيه القريب محنة لا تقل قسوة من محنته، وهما الآن في القارب الصغير الهش نفسه، يواجهان أعتى الأقدار السياسية العاصفة بمصيرهما. ولم يشفع للضحية أن شقيقه قضى شهيداً في الدفاع عن أرض القاتل وأهله، في مواجهة وحشية الإرهاب الداعشي. ورغم ذلك، لم يكترث القاتل بمحنة الضحية التي عاشها قبلاً، ولا بالمصير المحتمل الذي ينتظرهما غداً، مثلما لم يكترث لدم شقيقه الذي حال دون أن يصبح مرتداً هارباً أو لاجئاً مثل الضحية. السؤال الصارخ هنا هو: ما الذي جعل ذلك القاتل يكتشف هويته الكردية وعراقيته العارضة في البرهة التي سلب فيها عن الضحية هويته القومية المشتركة، وأثبت عليه هويته الوطنية السورية، وبرر به فعل القتل، علماً بأنه في الأحوال العادية، عندما تواجهه بالانتماء العراقي، قد تتعرض لانتفاضة غضب منه، لأنه قد يعد ذلك نوعاً من التقليل من هويته القومية؟
أنت سوري، هذا السوري، ذاك السوري، هؤلاء السوريون… تلك العبارات تحاصر الكردي اللاجئ هنا في كل مكان، بدءاً من سائق التاكسي، مروراً بالآسايش (الأمن)، انتهاء بالمسؤول السياسي الكبير. وعادة ما تكون متخمة بالازدراء والاستخفاف، وتطلق بنبرة متعالية. والحق أن الكرد السوريين لم يسمعوا أو يشعروا طوال أكثر من نصف قرن من تاريخ دولتهم السورية، التي هيمن عليها العروبيون، مقدار ما سمعوه خلال سنة واحدة في كردستان العراق من أنهم سوريون، سواء على لسان المسؤول أو المواطن العادي. لقد اكتشفوا أنهم سوريون هنا فقط، وفي كردستان العراق بالذات، ولم يعوا أنفسهم يوماً سوى أنهم كرد، وسيكونون كذلك في جغرافية حلمهم القومي. لقد أوقظوا على سوريتهم وانتمائهم السوري هنا، على يد أبناء جلدتهم الكردستانيين الذين أفاقوهم من رومانسيتهم القومية عنوة وبفجاجة.
والحال أن الكردي السوري كان مجرد كردي مشبوه فحسب، لا حق له في إعلان كرديته، غير جدير بثقة النظام العروبي البعثي، مشكوك في سوريته، وعلى الدوام كان محاصراً على أرضه بكرديته المرفوضة. ولأنه كان كذلك، فهو لم يتعرف على نفسه يوماً سوى أنه كردي، محكوم عليه أن يكون مشبوهاً منبوذاً، لا يملك الحق في إظهار كرديته، في الوقت الذي كان النظام فيه يعامله ككردي فقط، وككائن أقل قيمة من السوريين عموماً. والحال أنه اليوم في بعده الكردستاني، هو مجرد سوري، لا يعرف من سوريته تلك سوى ذكريات القهر والإنكار، ولا يعرّف بصفته الكردية التي عهدها عن نفسه. ويبدو أن ثمة انقساماً عميقاً في وعي الذات قومياً لدى الطرفين في هذا السياق، وبعبارة أخرى: ليس ثمة وعي مشترك بالهوية، حتى في الحدود الدنيا، في هذا السياق.
حرمان الكرد من أن يعيشوا كرديتهم بحرية وإنسانية، من جانب سلطة الاستبداد البعثي في سوريا، جعل من مسألة إثبات الهوية الجمعية بالنسبة لهم تحدياً وجودياً. وفي أوقات كثيرة، كان اسمي الكردي (الصارخ) يزيد من حدة هذا التحدي بالنسبة لي شخصياً في وسط عملي الأكاديمي الذي كان متخماً بالآيديولوجية العروبية العنصرية، ولهذا السبب كنت أجد نفسي في أوقات كثيرة محاصراً، ينتابني شعور عميق بأني منبوذ من طرف زملائي الذين أطلقوا عليّ لقب «جيرنوفسكي الأكراد»، وكان عليّ أن أبرهن على هويتي القومية، وأثبتها في كل زمان ومكان، بمواجهة ثقافة هؤلاء. كنت من أوائل الكرد (من غير البعثيين) الذين عينوا في الفريق الجامعي (الأكاديمي)، من خلال جدارتي العلمية وتفوقي. وكان عليّ أن أحافظ على هذا الامتياز الوحيد، لأنني كنت مهدداً في أي لحظة بالفصل أو العزل، بسبب الاشتباه في هويتي السياسية وانتمائي.
الكردي كان مشبوهاً بصك ولادته في دولة البعث، حتى أن اجتهاداته العلمية وآراءه كانت موضع شبهة وارتياب. والحال أنني في حياتي الجامعية في كردستان كثيراً ما كنت أعرّف، وعرّفت خفية، بـ«ذاك السوري» القادم من وراء الحدود، ولم أعرّف بين زملائي الكردستانيين بـ«الكردي»، رغم مواقفي الإعلامية الكثيرة، ونشاطاتي الأكاديمية في الدفاع عن هويتي، وإثبات حق الأمة الكردية في تقرير مصيرها عموماً، وخصوصاً كردستان العراق.
ظلّ هذا التحدي مستمراً، وهذه المعاناة. ففي الأيام الدامية للربيع الكردي 2004، تعرضت لصدّ كثير من زملائي الأكاديميين العرب السوريين، وسخطهم عليّ، واتهامي بشتى الاتهامات، وكان عليّ أن أتحمل ردات أفعال كثير من المثقفين المستهجنة لاحتجاجات الكرد، الناشئة عن التصورات المشوهة التي فبركتها السلطة عن الكرد في رؤوسهم. كان من المتعذر عليهم القبول بحقيقة أن السلطة تقتل المحتجين الكرد، وتستخدم الرصاص المفجّر ضد المدنيين، وتعتقلهم على الهوية، وأن من يعلن الرموز والشعارات المتطرفة وغير العقلانية هم من أعوانها ومخبريها، وهم بالذات من يحرقون المنشآت العامة، ويحدثون الخراب في المؤسسات المدنية، وأن السلطة تستخدم رعاعها وأوباشها لنهب المصالح الخاصة للمدنيين الكرد، وهي من تسلحهم وتحرضهم على الاعتداءات.
لم نكن نملك خياراً آخر سوى المواجهة عبر الحوار والكتابة، وإلا كان علينا أن نستسلم وننتسب إلى إصطبل الانتهازيين والجبناء. في نهاية المطاف، تلقيت دعوات رسمية وغير رسمية من عدد من الأصدقاء للمجيء والعمل في كردستان وجامعاتها. وكانت تلك الدعوات مشجعة لي للغاية، ومبعث شعور عظيم بالفرح لديّ. في هذه البرهة من الحماسة والغبطة، الناشئتين عن حلم العمل في جامعات كردستانية، برز لديّ سؤال مفاجئ: ما الذي يمكنني كتابته للمرة الأولى على أرض كردستان الحرة؟ حينئذ، خطر لي أن أوّل ما ينبغي أن أكتبه هو مقال «لم أعد كردياً»، لأني افترضت وقتها أني في كردستان سأعيش كرديتي في بداهتها الإنسانية، ولن تعود «كرديتي» تحدياً ينبغي إثباته، بمواجهة سياسات الإقصاء والإنكار. فمثلما يتنفس الإنسان (شهيقاً وزفيراً)، دون أن يعلن ذلك على الملأ، سأعيش كرديتي كما أتنفس الهواء بملء رئتي، ولهذا لن أكون مدعواً في لحظة لإعلان كرديتي أمام الملأ.
لكني، وفي أول مواجهة لي على أرض كردستان مع منطق التاريخ والسياسة مجدداً، تعين عليّ أن أبرهن مجدداً على هويتي القومية – الكردية، وأحصن نفسي بها. فالمسؤول البارز الذي التقيته هنا تذرع بالقوانين العراقية، رافضاً تعييني في الجامعة، بحجة أني لا أحمل الجنسية العراقية، ولم تشفع لي شهاداتي العالية، ولا تفوقي، ولا حتى خبرتي العلمية الطويلة، مثلما لم تشفع لي هويتي القومية. حينها، ذكرته بمرارة وخيبة ببعض المراسيم والقوانين العراقية التي ما تزال نافذة معمولاً بها، وتعود إلى حقبة المخلوع صدام حسين، وكانت تمنح حامل جنسية إحدى الدول العربية حق التعيين والعمل في دوائر الدولة العراقية، وأن يعامل معاملة العراقي. وقلت له بالحرف: «ما دام أنه لم تشفع لي كرديتي، وتبرر لي حق الحياة والعمل هنا، ربما تشفع لي العروبة في ذلك، فأنا أحمل جنسية إحدى الدول العربية، وأنا (عربي سوري)، كما أنا موصوف في وثائقي. ويبدو لي أن عسف البعث السوري بحقي كان أكثر تقديراً لهويتي القومية منك، فقد كان دليل اعتراف بانتمائي، في حين أن كرديتك (الكردستانية) تنكر عليّ هذا الانتماء، ولا تعترف إلا بعروبتي السورية».
بعد أكثر من عقد من الزمان في أرض كردستان الحرة، بعد أكثر من عقد من الزمان الحافل بالعمل الأكاديمي في معظم جامعات كردستان، ومئات السجالات العلمية والإعلامية، لا يزال عليَّ أن أثبت هويتي القومية والإنسانية أمام رجل الآسايش (الأمن) نصف المتعلم كي أحصل على إقامتي مجدداً، ولم أزل ذاك الكردي المنبوذ، ويبدو لي أني سأظل كذلك ما حييت! ويبدو أن أفواه ذاك الكردي السوري المقتول، وأطفاله الثلاثة الضحايا، وزوجته المسكينة التي هشمت جمجمتها، ستظل فاغرة بانتظار الجواب: من نحن؟ وهل نستحق الكرامة القومية والإنسانية؟ هل نستحق أن نكون كرداً أحراراً؟

*أستاذ الفلسفة السياسية – جامعة كويه بكردستان العراق

المصدر: الشرق الأوسط

السلطات التركية تعتقل صحفية كردية لديها رضيع عمره 45 يوميًا

اعتقلت قوات الأمن في تركيا العديد من مراسلي وكالتي Mezopotamya وJINNEWS الكرديتين للأنباء خلال مداهمة لمنازلهم في أنقرة وإسطنبول وفان ودياربكر وأورفة وماردين.

من بين المعتقلين بحسب صحيفة “زمان التركية” مراسلة وكالة Mezopotamya بالعاصمة أنقرة، ويمة أجوز، التي لديها طفل رضيع يبلغ من العمر 45 يوما. وأثناء مداهمة منزلها صباح اليوم صادرت قوات الأمن الهاتف المحمولة والحاسوب اللوحي والحاسب الآلي الخاص بالصحفية.

وعقب تفتيش المنزل اعتقلت قوات الأمن أجوز، تاركة خلفها طفلها الرضيع الذي يتوجب عليها إرضاعه كل ساعتين.

قال شهود عيان إن قوات الأمن قامت بتكبيل الصحفيين المعتقلين وإدخالهم إلى سيارات الأمن.

من جانبه أفاد محامي أجوز أنه التقي مع النائب العام لبحث مسألة، الطفل غير أنه لم يتواصل معه بعد نظرا لعدم معرفته بنقطة الأمن التي تم اقتياد أجوز إليها.

وتعتبر هذه الحملة الأمنية الثانية ضد الصحفيين الأكراد خلال شهرين، حيث أن الشرطة اعتقلت يوم 8 يونيو 20 صحفيا كرديا من منازلهم، في سلسلة مداهمات شهدتها ولاية ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرق تركيا، وتم الإفراج لاحقا عن أربعة منهم، وفي 16 يونيو قضت السلطات بحبس بقية الصحفيين بعد قضائهم ثمانية أيام بالحبس الاحتياطي.

الحملة الأمنية الاخيرة ضد الصحفيين الأكراد تأتي في الوقت الذي يدعو فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم الصحفيين المعارضين لحضور مؤتمر هام للحزب يعقد بعد بضعة أيام.

تتبوأ تركيا المرتبة 153 من 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021 الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود.

ايرانيون يتجمعون أمام ضريح مهسا أميني في الذكرى الأربعين لوفاتها رغم التهديدات

تجمع إيرانيون الأربعاء في مقبرة في محافظة كردستان الايرانية دفنت فيها الشابة مهسا أميني في الذكرى الأربعين لوفاتها وتحدوا الاجراءات الأمنية المشددة المفروضة لتكريمها مع انتهاء فترة الحداد.وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب.

وردد عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي في سقز البلدة التي تتحدر منها مهسا أميني في كردستان بغرب ايران، “امرأة، حياة، حرية” و”الموت للديكتاتور”، بحسب أشرطة فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.

https://twitter.com/pouriazeraati/status/1585213320042549249?s=20&t=iPhOrg5Th2TI-nHEcjlytw

توفيت الشابة أميني (22 عاما) وهي إيرانية من أصل كردي، في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

أثارت وفاتها احتجاجات غير مسبوقة في ايران منذ ثلاث سنوات وهي متواصلة في مختلف أنحاء البلاد، تتقدمها في معظم الأحيان شابات وطالبات كثيرات منهن يقمن باحراق حجابهن.

بحسب ناشطين في مجال حقوق الإنسان فان أجهزة الأمن حذرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها والطلب من الناس زيارة قبرها الأربعاء في محافظة كردستان وإلا “عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم”.

ويصادف الأربعاء مرور 40 يوما على وفاة أميني ونهاية فترة الحداد.

والثلاثاء نشرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” بيانا قالت إن العائلة أصدرته جاء فيه “نظرا للظروف ومن أجل تجنّب أي مشكلة مؤسفة، لن نحيي ذكرى مرور 40 يوما” على وفاة مهسا.

أظهرت صور نشرتها منظمة “هنكاو” غير الحكومية تواجدا كثيفا لقوات الأمن اعتبارا من مساء الثلاثاء في سقز، وقد تكون أغلقت مداخل المدينة.

رغم ذلك دخل عشرات السكان الى البلدة الاربعاء، اما عبر الحقول وعلى طول الطرقات بالسيارات او دراجات نارية بحسب الصور التي نشرتها منظمة هنكاو التي يوجد مقرها في النروج.

 

https://twitter.com/ShahedAlavi/status/1585279905096417280?s=20&t=iPhOrg5Th2TI-nHEcjlytw

– “مقبرة الفاشيين” –

ورددت إحدى المجموعات في شريط فيديو آخر نشره ناشطون على تويتر “كردستان، كردستان، مقبرة الفاشيين”. لم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق على الفور من صحة هذه الصور.

في عدة مدن في كردستان “سنندج، سقز، ديوانداره، مريوان، وكامياران نفذت إضرابات” بحسب ما كتبت هنكاو على تويتر.

بحسب هذه المجموعة فان لاعبي كرة قدم ايرانيين بارزين، الهداف الاسطوري علي دائي وحارس المرمى حامد لك، توجها الى سقز “رغبة منهما بان يحضرا الذكرى الأربعين”.

نزل الرجلان في فندق كورد بحسب “هنكاو” لكن “نقلا إلى دار الضيافة الحكومية … تحت حراسة قوات الأمن”.

وكان تم استجواب علي دائي في السابق بسبب تصريحات أدلى بها على الإنترنت لدعم الحركة وصودر جواز سفره لفترة وجيزة.

وأظهرت لقطات لم يتم التحقق منها نشرتها على الإنترنت منظمة حقوق الإنسان في ايران ومقرها أوسلو أشخاصا يتجمعون خارج الفندق “خلال تظاهرة ليلية”.

ونقلت صحيفة هميهان بعد ذلك عن محافظ كردستان اسماعيل زارعي كوشا تأكيده أن علي دائي ومشاهير آخرين كانوا في طهران وأن “كل شيء كان هادئا في سقز”.

أدت أعمال القمع التي قامت بها قوات الأمن بحق المحتجين إثر وفاة مهسا أميني في مختلف أنحاء إيران الى سقوط 141 قتيلا على الأقل بينهم أطفال بحسب حصيلة جديدة أوردتها منظمة حقوق الانسان في ايران.

من جانب آخر، في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، إحدى أفقر مناطق ايران، أدت أعمال عنف اندلعت في 30 ايلول/سبتمبر خلال تظاهرات احتجاج على حادثة اغتصاب فتاة نسبت الى شرطي، الى سقوط 93 قتيلا على الأقل بحسب المنظمة غير الحكومية نفسها.

قتل 23 طفلا في القمع بحسب منظمة العفو الدولية، و29 بحسب منظمة حقوق الانسان في ايران.

المصدر: أ ف ب

المرصد السوري يحذّر من الإعادة القسرية للاجئين السوريين في لبنان

دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان المنظمات الحقوقية والإنسانية إقليميا ودوليا إلى اتخاذ مواقف عاجلة لإقناع الطرف اللبناني بالعدول عن إجراءات إعادة اللاجئين السوريين قسريا.

وجاء في نص البيان:

برغم الانتقادات اللاذعة التي وجهّت إلى السلطات في لبنان بخصوص الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون السوريون منذ هروبهم من هول الحرب التي دمّرت البلد إلى لبنان ظنّاً منهم أنّه بلدهم الثاني يتحصنون به مؤقتا من ويلات القصف والدمار.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ السلطات في لبنان الشقيقة بدأت- تنفيذاً لتصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون- بترحيل دفعة من اللاجئين قسراً بالتنسيق مع حكومة النظام، ما يمثّل خطراً على هؤلاء سيما وأن أغلبهم من المعارضين وسيعودون إلى مناطق سيطرة النظام التي غادرها 270 ألف شخص في ظرف سنة واحدة بحثاً عن الأمان خاصة مع تأزم الوضعية الاقتصادية وتدهور الحياة المعيشية لسكّان تلك المناطق.

وأفادت مصادر المرصد ، بأنّ عدد العائلات التي عادت إلى سورية خلال الدفعة الحالية، يُقدر بنحو 200 عائلة ما يقارب 1000 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما فضل الشباب عدم العودة خشية سوقهم “للخدمة الإلزامية”.

ويدعو المرصد السوري المنظمات الحقوقية والإنسانية إقليميا ودوليا إلى مواقف عاجلة لإقناع الطرف اللبناني بالعدول عن إجراءات إعادة اللاجئين قسريا خاصة مع توعّد عون بأن ينهي هذا الملف نهائياً وإلى الأبد.. ويشدّد المرصد على أهمية مراعاة الحالة الخاصة لهؤلاء الذي هربوا من الموت والتشرّد ولجأوا إلى لبنان ظنّاً منهم أنه سيؤازرهم في هذا الظرف الصعب ولن يسمح بإيذائهم من قبل أي طرف كان.

ويجدد المرصد مطالباته المجتمع الدولي بحلحلة ملف اللاجئين الذي يرتبط عضوياً بالملف السوري الذي ظّل عالقاً منذ 11 عاما دون حلّ برغم وجود قرارات دولية كان من الممكن أن تؤسس لحلول للأزمة الطاحنة لولا تعنت النظام وكذلك المعارضة وغياب الإرادة الدولية السياسية لتجاوز هذه المأساة التي يعاني منها السوريون تشردًاً وجوعاً وأصبحوا عرضة لكل الأمراض التي خلنا أنها لم تعد موجودة على غرار انتشار وباء الكوليرا في المخيمات وحتى في التجمعات السكنية ما اعتبرته منظمة الصحة العالمية أمرأ ينذر بكارثة حقيقة غير مسبوقة.

وبرغم أن لبنان شكّل وجهة للسوريين منذ 2011، هربا من القمع إلّا أنهم اوّل من أجبرهم على العودة خاصة مع الأزمة الاقتصادية الخانقة ، ويمثّل حزب الله أوّل الداعمين لعودة السوريين.

ويذكّر المرصد السوري بالحوادث التي استهدفت اللاجئين السوريين وعددها بالعشرات والتي لا تعبّر إلا عن عنصرية مقيتة من المفروض أن تتصدى لها السلطات في بيروت.

وتنظر السلطات اللبنانية إلى ملف اللاجئين كعبء وترى أن وجودهم أسهم في تسريع وزيادة الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عام 2019.

ويندّد المرصد السوري بالضغوطات التي تمارسها بعض الدول منذ استعادة النظام لأجزاء كبيرة من سورية لإرجاع قسري للاجئين.. ونعتبر في المرصد أنّ التوقّف الجزئي للمعارضة لا يمكن أن يكون الدافع، بل وجب توفّر البيئة الآمنة والتعهد الكافي من النظام ومختلف الأطراف بعدم ملاحقة المعارضين وإيذائهم وتوفير بنى تحتية وظروف اقتصادية متاحة للعودة.

ويناشد المرصد السوري المجتمع الدولي التدخّل ومراعاة وضعيات اللاجئين الذي عانوا الأمرّين في بلدان رحلوا إليها هربا، لا سفرًا أو نقاهة، ويدعو الجميع إلى مراعاة هذا الجانب الإنساني.

لبنان.. عودة لاجئين سوريين إلى بلادهم

عاد مئات اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم يوم الأربعاء، في اليوم الأول من عمليات إعادة تنظمها بيروت، وسط مخاوف من المنظمات الحقوقية بشأن احتمال وجود عنصر الإكراه في خطة الإعادة.

وتجمع حوالي 700 سوري كانوا قد وافقوا على العودة في الصباح الباكر بمنطقة حدودية مقفرة في شمال شرق لبنان ومعهم حقائبهم ومولدات طاقة وأجهزة تبريد وحتى الدواجن.

وتقول السلطات اللبنانية إن عمليات إعادة اللاجئين تتم بشكل طوعي، في إطار برنامج ينسقه جهاز الأمن العام في البلاد.

وأوردت وكالة الأنباء السورية سانا “وصول دفعة من المهجرين السوريين قادمين من مخيمات اللجوء في لبنان عبر معبر الدبوسية الحدودي في ريف حمص للعودة إلى مناطقهم الآمنة والمحررة من الإرهاب”.

وتقدر السلطات اللبنانية حالياً وجود أكثر من مليوني لاجئ على أراضيها، بينما يبلغ عدد المسجلين لدى الأمم المتحدة قرابة 830 ألفاً.

وفي عام 2018، أطلق جهاز الأمن العام اللبناني آلية يمكن من خلالها لأي لاجئ سوري تسجيل رغبته في العودة إلى الوطن، مع الاتصال بالسلطات السورية للتأكد من أن هذا الشخص غير مطلوب هناك.

وشهد البرنامج عودة حوالي 400 ألف سوري إلى ديارهم، لكن تم تعليقه مع تفشي وباء كوفيد-19. وأعاد الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال عون إحيائه هذا الشهر وتم استئنافه يوم الأربعاء.

ولا يزال جزء كبير من سوريا في حالة دمار، مع انهيار المنازل الخاصة والبنية التحتية العامة، بما في ذلك خدمات الكهرباء والمياه.

وحذرت منظمة العفو الدولية من احتمال ألا يكون لدى اللاجئين العائدين معلومات دقيقة أو كاملة عن مستوى الخطر في بلادهم، مما يعني أن العودة قد لا تكون “بمحض الإرادة وعن دراية”.

وقالت ديانا سمعان نائبة مديرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالإنابة في منظمة العفو الدولية في بيان الجمعة “من خلال تسهيلها بحماسة عمليات العودة هذه، تعرّض السلطات اللبنانية، عن قصد، اللاجئين السوريين لخطر المعاناة من انتهاكات شنيعة والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا”.

ومنذ استعادة الجيش السوري السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، تمارس بعض الدول ضغوطاً لترحيل اللاجئين من أراضيها بحجة تراجع حدّة المعارك. إلا أن توقّف المعارك، وفق منظمات حقوقية ودولية، لا يعني أن عودة اللاجئين باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية أحياناً.

وفي لبنان، تنوعت الضغوط على اللاجئين من حظر تجول وتوقيف وعنصرية وترحيل إلى مداهمات وفرض قيود على معاملات الإقامة. ومنذ سنوات، تنظر السلطات اللبنانية إلى ملف اللاجئين بوصفه عبئاً وتعتبر أن وجودهم ساهم في تسريع ومفاقمة الانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ العام 2019.

وكالات

حملة أمنية ل”هيئة تحرير الشام ” وانتهاكات “للجيش الوطني” في عفرين

قالت “منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا” إن جهاز الأمن العام التابع ل”هيئة تحرير الشام ” يشارك في حملة أمنية بمدينة عفرين وريفها شمال غرب سوريا فيما تواصل فصائل مايسمى ب”الجيش الوطني الموالي للاحتلال التركي” في ريف عفرين انتهاكاتها.

وجاء في بيان للمنظمة:

أفادت مصادر محلية بأن حملة امنية مزمع أن يشارك بها جهاز الامن العام التابع :لهيئة تحرير الشام” تستهدف تجار المخدرات في مدينة عفرين وقرية كفرجنة – ناحية شران رغم تصريحات قادة الهيئة ومسؤولين الأتراك بانسحاب الهيئة من مدينة عفرين وريفها ، إلا أنها تتحرك تحت ستار فصائل “الحمزات – العمشات – أحرار الشام – فيلق الشام ” الموالين لهيئة تحرير الشام “النصرة سابقا ” وأن الدعاية الإعلامية التي تطلقها بعض المصادر الموالية للهيئة تأتي في إطار تجنب الهيئة من اي هجوم عسكري سواء من قوات التحالف الدولي او قوات روسية أو النظام السوري في إطار محاربة الارهاب كون الهيئة مدرجة على لوائح الارهاب الدولي .
وفي سياق متصل سلطات الاحتلال التركي تزيد عتادها على طريق اعزاز – عفرين ،و إنتشار قواتها العسكرية في قرية كفر_جنة بتدعيم ثلاث دبابات وخمس عربات.
ووفقا للمصادر عسكرية للمعارضة السورية في المنطقة تركيا بصدد حل مسميات فصائل الجيش الوطني وتشكيل جيش موحد يديره مجلس عسكري بقيادة فهيم عيسى “التركماني” قائد فرقة السلطان مراد ، وتأتي هذه الخطوة في إطار اندماج هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا ” ضمن هذا الهيكل العسكري المجمع تشكيله قريبا وايضا لتنأى سلطات الاحتلال التركي عن مسؤوليتها القانونية التبعية مستقبلا أمام المحاكم الدولية جراء انتهاكات فصائل مايسمى ب “الجيش الوطني ” الموالي لها .
وفي سياق انتهاكات فصائل مايسمى ب”الجيش الوطني ” في ريف عفرين ، وفقا لمصادر منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أن المدعوين طارق جورية المسؤول الأمني في فرقة الحمزات و أبو محمود قائد قطاع الحمزات في بلدة ميدانكي – ناحية شران ، السكان الأصليين الكُرد بإحضار الأوراق الثبوتية اللازمة من دائرة المساحة “السجل العقاري” بمدينة حلب للسماح لهم بجني ثمار الزيتون من حقولهم ، بالرغم أنهم يملكون الثبوتيات الصادرة عن المجلس المحلي التابع لسلطات الاحتلال التركي في عفرين.
كما قام المدعو أبو علي قائد قطاع فرقة السلطان مراد في بلدة ميدانكي _ ناحية شران ، بفرض الأتاوة على المتواجدين في البلدة من السكان الأصليين الكُرد عن محصول الزيتون بنسبة 10 ٪ ، و المهجرين قسراً أو الذين أرسلوا وكالات قانونية لأقربائهم بنسبة 20 ٪ .
وأما فصيل فيلق الشام فرض عناصر على أهالي البلدة على السكان الأصليين الكُرد بإحضار شولات الزيتون إلى المعصرة التابعة لهم و إجبارهم على دفع نسبة 10 ٪ مخصصة لحصة المعصرة ، علما بأن المعاصر الأخرى تأخذ نسبة 7 ٪ .
وفي سياق متصل أقدم أحد المسلحين يدعى أبو خالد المستوطن في بلدة ميدانكي ، بإقتحام منزل مواطن من أهالي البلدة و الإستيلاء على منزله و طرده و من ثم سرقة كافة المحتويات من الأثاث والمفروشات المنزلية و العدة و إسكان أحد أقربائه بدلاً من صاحب المنزل مدعياً بأنه من الثوار الأحرار الأوائل الذين التحقوا بصفوف الثورة السورية .
وفي إطار انتهاكات هيئة تحرير الشام في عفرين، تقوم مجموعة ملثمة من العناصر المسلحة اللصوص بالتجوال وسط حقول الزيتون و سلب مبالغ مالية من المواطنين الكُرد باسم لجنة التبرعات و الزكاة التابعة لهيئة تحرير الشام .
في حين أن قادة فصيل السلطان سليمان شاه “العمشات “احد فصائل الجيش الوطني ” عين اثنين من أتباع هيئة تحرير الشام ” من عناصرها باسم العمشات في كل معصرة زيتون بغية تحصيل الأتاوة المفروضة على السكان الأصليين الكُرد في القرى التابعة لسيطرة العمشات .
وفي إطار فرض الاتاوات أصدر قيادة فصيل السلطان سليمان شاه العمشات قراراً إلزامياً يخص السكان الأصليين الكُرد في مناطق سيطرته يقضي بدفع الأتاوة عن محصول الزيتون وفق نسب محددة ، و كل من يخالف القرار يعاقب بالسجن و تهديده بالقتل .
كما قام القادة بجمع مخاتير القرى الخاضعة لسيطرته و التجوال معهم لتسجيل أسماء المواطنين الكُرد الموالين للإدارة السابقة و فرض الأتاوة عليهم بنسب عالية قد تصل إلى مصادرة كامل المحصول .
و قامت مجموعة من عناصر فصيل السلطان سليمان شاه العمشات ، بعد إحكام سيطرته على قرية شيتكا _ ناحية معبطلي ، بسرقة محصول الزيتون العائد ملكيته للمواطن خليل حمو بالكامل لصالح الفصيل .
وفي سياق متصل أقدمت مجموعة من اللصوص التابعين للفصائل المسلحة الموالية للاحتلال التركي والإئتلاف السوري على سرقة محتويات روضة ” براعم المستقبل ” من طاولات و خزن و ألعاب و أدوات الرسم و التخطيط و القرطاسية من دفاتر و أقلام متنوعة ومختلفة الألوان ، وأن الروضة تستقبل ما يقارب 150 طفل و طفلة يومياً .
وفي قرى ميدانيات قام أحد المستوطنين من أقرباء المدعو أبو عكل ” القيادي في فيلق الشام ” المسيطر على قرية كاوندا _ ناحية راجو ، بمنع المواطن عمر فاروق من جني محصوله ” ثمار الزيتون ” و الإعتداء عليه ضرباً ، و كذلك الإعتداء على زوجته أمامه برفقة مجموعة من المستوطنين ومسلحي الفيلق .
وفي إطار سرقات موسم الزيتون أقدم المدعو أبو خالد أحد المستوطنين المسلحين والذي ينحدر من ريف إدلب ، على نصب أربعة خيم لمجموعته المؤلفة من اللصوص و المرتزقة ، بأطراف قرية كازيه القريبة من مدينة عفرين ، ليقوم كل يوم بسرقة ثمار الزيتون من الحقول المحيطة بخيمته دون أي رادع أخلاقي أو قانوني “.
وفي قرى شيراوا أقدم عناصر من فصيل “فيلق الشام” الموالي لهيئة تحريرالشام، اعتدوا بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين المحتلة أثناء جنيه لمحصول الزيتون بالقرب من مقر “الفيلق”.
واستولى عناصر الفيلق على أشجار وأرض المواطن بعد أن تم الاعتداء عليه وطرده من أرضه بحجة أنها قريبة من مقراتهم .
فرضت “فرقة الحمزة” إتاوة مالية على مواطن من أهالي قرية قوجمان بناحية جنديريس مقدارها 500 دولار أمريكي، بسبب تسببه بجروح لمجموعة من اللصوص كانوا يقومون بسرقة وجني محصوله الزيتون .
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا
# كما وثقت المنظمة الاعــتداء بالضــرب على مسن كردي من أهالي قرية حلوبية كبير بناحية شران في ريف عفرين  من قبل فصيل السلطان مراد الموالي لتركيا
وجاء في بيان للمنظمة:
بتاريخ السبت 22 10 2022 أقدمت مجموعة من مسلحي فصيل “السلـطان مـراد” الموالي للاحتلال التركي يتزعمها “أبو وليد العزة” ،بالاعتــداء وبشكل وحــشي على المسن كردي “ريزان حسين “60”عاما من أهالي قرية “حلوبية كبير” التابعة لناحية شران أثناء جنيه محصول زيتون جيرانه، حيث قام بمساعدة نسوة جيرانه بناء على طلبهن ليرافقهم ويساعدهم، كون والدهم متوفي وليكون لهم سندا في الحقل.
وبحسب مصادر من القرية فأن المجموعة تحججوا بأن حقل الزيتون الذي يقوم بجنيه هي تحت تصرف ما تسمى “اللجنة الاقتصادية” التابعة لفصيل “السلـطان مـراد”.
وفي سياق متصل جانب من انتهاكات فصائل مايسمى ب “الجيش الوطني السوري ” المدعوم تركيا في ريف عفرين المحتلة بخصوص قطع الأشجار .
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

وذكرت المنظمة أن هيئة تحرير الشام النصرة سابقا تواصل انتشارها في ريف عفرين وتجري إحصاءً للعقارات المستولى عليها من قبل فصيلي “الشامية وجيش الإسلام”
وقالت في بيان:
رغم ادعاءات الاحتلال التركي ومراوغة هيئة تحرير الشام بالانسحاب من منطقة عفرين المحتلة والعودة ثانية إلى ريف إدلب مناطق تمركزها السابق ، إلا أنها تواصل ” الانتشار في مدينة عفرين ، إضافة إلى نشر عناصره في قرية مريمين وقرية ترندة بريف عفرين تحت رايات الفصائل المتحالفة معها من فصائل “السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة الحمزة وحركة أحرار الشام”.
وبحسب موقع “عفرين بوست” أن هيئة تحرير الشام كان قد أرسلت المزيد من عناصرها إلى قرية مريمين بناحية شرّان واتخذ من دار الأيتام في القرية مركزاً رئيسياً لها، وبدأ بإحصاء المنازل التي كانت فصيل “الجبهة الشامية” مستولى عليها سابقاً.
وأرسلت نحو 150 عنصر إلى قرية ترندة واتخذ من مقر ما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق والمظالم” مقراً له، وبدأ بإحصاء المنازل التي كانت فصيل “جيش الإسلام والجبهة الشامية” قد استولت عليها بالقوة من أهالي عفرين.
واتخذ فصيل “لواء عمر” التابع لهيئة تحرير الشام من مقر فصيل“الأحفاد” بقيادة المدعو “أبو منصور الأوسو” مقراً له داخل مدينة عفرين المحتلة.
وأوضح المصدر بأن عناصر من فصيل “فيلق الرحمن” يقومون بإرشاد الهيئة” على المنازل والمحلات التجارية التي كانت فصيلي “جيش الإسلام والجبهة الشامية” قد استولت عليها بالقوة في حي الأشرفية بمدينة عفرين المحتلة.
واعتقلت الهيئة المدعو “أبو حيدر شامية” متزعم في “الجبهة الشامية” ومنحدر من ريف حلب،يوم السبت الفائت ، كان يستولي على عدة منازل ومحال تجارية بينها عيادة الدكتورة “سلوى مراد” ومنزلها ومحلها إضافة لقبو عائد للمواطن “عكيد”. وبدأ بإعادة تلك الأملاك إلى أصحابها.
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

انفجارات تهز حقل ” العمر” النفطي الذي يضم أكبر قاعدة لـ “التحالف الدولي” بريف دير الزور

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، دوي انفجارات قوية هزت حقل “العمر” النفطي الذي يضم أكبر قاعدة لـ ” التحالف الدولي في ريف دير الزور، دون معرفة الأسباب حتى هذه اللحظة، وسط تحليق مسيرتين في أجواء المنطقة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد رصد في 22 تشرين الأول الجاري، دوي انفجارات في حقل “العمر” النفطي في ريف دير الزور، الذي يعتبر أكبر قاعدة لـ”التحالف الدولي في سورية، حيث سمع أصوات 5 انفجارات على الأقل، دون معرفة الأسباب.

بدورها، أفادت وسائل إعلام سورية بسماع دوي انفجارات في قاعدة التحالف الدولي بحقل العمر النفطي. وقالت إن الانفجارات أعقبتها أصوات اشتباكات وارتفاع ألسنة النيران داخل الحقل مع تحليق طيران التحالف في سماء المنطقة.

 

​​​​​​​السلطات التركية تعتقل عدداً من صحفيي/ات وكالتي ميزوبوتاميا وجن نيوز

اعتقلت السلطات التركية، الثلاثاء، عدداً من الصحفيين/ات العاملين/ات في وكالتي ميزوبوتاميا وجن نيوز، من خلال حملة مداهمات لمنازلهم، وفقاً لاتحاد الإعلام الحر.

وقامت السّلطات التركية أثناء الاعتقال بتكبيل الصحفيين/ات وتُركوا على الأرض لفترةٍ طويلة.

وصادرت السّلطات خلال مداهمتهم للمنازل العديد من الكتب والكمبيوترات (اللابتوب) وعدد من الكاميرات الخاصة بالصحفيين/ات، واقتادوهم بعدها إلى مديريات الشرطة.

وكان من بين الصحفيين/ات المعتقلين/ات سلمان كوزليوز من ناحية بياسا آمد، وهاكان يالجين من وان، ومراسلتي وكالة جن نيوز (JINNEWS) حبيبة أرن ودَريا رَن، ورئيسة قسم الشؤون الكتابية في وكالة ميزوبوتاميا في إسطنبول؛ ديرن يورتسفر.

كما وداهمت السّلطات التركية أيضاً مكتب وكالة ميزوبوتاميا في أنقرة، ولا تزال عمليات تفتيش المكتب مستمرّة.

في حين أسفرت مداهمات السّلطات التركية للمنازل في أنقرة، عن اعتقال مراسل وكالة ميزوبوتاميا زمو آغوز ومراسلة الوكالة بيريفان آلتان، واستمرّت السلطات التركية بمداهمة منازل عددٍ آخرٍ من الصحفيين ولا تزال عمليات التفتيش مستمرةً حتّى الآن.

واعتقلت السّلطات التركية مراسل وكالة ميزوبوتاميا أمر الله آجار ومراسلة الوكالة جيلان شاهينلي في رها، ومراسلة وكالة جن نيوز أوزنور دَغر في ناحية قوسَرا في ميردين.

وتستمر تركيا بمحاربة حرية الصحافة والصحفيين/ات، ودائماً يتعرضون لحملات اعتقال جماعية، كان آخرها في الثامن من حزيران/يونيو حيث اُعتقل 20 صحفياً وصحفية كردياً من منازلهم، في سلسلة مداهمات شهدتها ولاية ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرق تركيا.

والجدير ذكره، أنّ تركيا تتبوأ المرتبة 153 من 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021 الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود.

المصدر: اتحاد الإعلام الحر

الأمم المتحدة: الكوليرا تنتشر بسرعة في جميع أنحاء سوريا

حذرت رينا غيلاني مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية(أوتشا) من أن وباء الكوليرا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء سوريا، وقد تفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في المياه في البلاد.

ونقل موقع الأمم المتحدة عن غيلاني إنه “تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة اشتباه بالكوليرا، وتم تأكيد الحالات الآن في جميع المحافظات الـ 14. ولقي ما لا يقل عن 80 شخصا مصرعهم حتى الآن. هذه مأساة، لكن لا ينبغي أن تكون مفاجأة”.

وقالت، في إحاطة افتراضية، إن ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا يفتقرون إلى إمكانية الحصول على المياه الكافية والمأمونة، وقد تأثر النظام الصحي بشدة بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

“إن عدم كفاية الأمطار وضآلة توزيعها في العديد من الأماكن، والظروف الشبيهة بالجفاف الشديد، وانخفاض مستويات المياه في نهر الفرات، وتضرر البنية التحتية للمياه، كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم هذا التفشي لمرض الكوليرا”.

وأشارت إلى أنه من المرجح أن تزداد الأزمة سوءا، إذ تشير التوقعات من الآن إلى كانون الأول/ديسمبر إلى زيادة احتمال هطول الأمطار دون المستوى الطبيعي وارتفاع درجات الحرارة فوق العادية. وحذرت من أنه إذا تحقق هذا، فسوف يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه الرهيبة بالفعل.

وقالت “المعادلة بسيطة: عندما يشرب الناس نفس المياه الملوثة التي يستخدمونها لري محاصيلهم، وعندما لا يكون لديهم ما يكفي من المياه لممارسة النظافة الصحيحة، تنتشر الأمراض المنقولة بالمياه، مما يتسبب في إصابة الناس، وخاصة الأطفال، بالمرض وموتهم في بعض الأحيان”.

خطة الاستجابة للكوليرا

وتتطلب خطة الاستجابة للكوليرا التي مدتها ثلاثة أشهر، والتي تنسقها الأمم المتحدة، 34.4 مليون دولار لمساعدة 162 ألف شخص بالخدمات الصحية و5 ملايين شخص بالمياه والصرف الصحي والنظافة.

وقالت المسؤولة الأممية إن صندوق المساعدات الإنسانية لسوريا والصندوق الإنساني عبر الحدود لسوريا سيوفران حوالي 10 ملايين دولار للشركاء في جميع أنحاء البلاد.

وأعربت عن امتنانها للمانحين الذين تعهدوا بتقديم دعم جديد للاستجابة للكوليرا، ولكنها قالت إن هناك حاجة إلى المزيد.

ومع اقتراب فصل الشتاء في سوريا، أشارت رينا غيلاني إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة للتصدي لصعوبات فصل الشتاء بنسبة مذهلة بلغت 30 في المائة في جميع أنحاء البلاد مقارنة بالعام السابق.

المصدر: موقع الأمم المتحدة

اتحاد الإعلام الحرّ يصدر بياناً للرأي العام بمشاركة عدد من المؤسسات الإعلامية في شمال شرقي سوريا

أصدر اتحاد الإعلام الحر مع عدد من المؤسسات الإعلامية في شمال شرقي سوريا، الأربعاء، بيان إدانةٍ واستنكار لاعتقال عدد من الصحفيين/ات على يد السلطات التركية.

وشارك في البيان عدّة مؤسسات إعلامية، إضافةً لمجموعة من الصحفيين/ات، دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير، مؤكدين رفضهم لجميع أشكال الانتهاك بحق أي صحفي أو صحفية في جميع دول العالم.

وجاء البيان على الشكل التالي:

بيان إلى الرأي العام بخصوص اعتقال صحفيين/ات في مدن تركية:

منذ السابع عشر من نيسان تقوم السلطات التركية بهجمات الإبادة ضد مناطق زاب ومتينا وآفا شين، للسيطرة على المناطق المذكورة تقوم بما في وسعها وتسخدم كل طاقاتها، ووصل بها الأمر إلى استخدام  الأسلحة الكيميائية والأسلحة النووية التكنيكية وبعض أنواع الغازات السامة المحرمة دولياً.

 

والمشاهد التي يتم مشاركتها من تلك المناطق، تثبت للعيان مدى الهمجية وتجاوز كافة المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً التي تقوم باستخدامها السلطات التركية، وبمجرد مشاهدتها يتضح للعيان مدى الانتهاكات التي تصل إلى جرائم حرب، ويجب أنْ تُحاسبَ عليه السّلطات التركية بموجب القانون الدولي.

وتقوم الوسائل والمؤسسات الإعلامية الحرة بنشر تلك المشاهد والأخبار التي تفضح سياسات الإبادة والتجازوات التي تقوم بها السلطات التركية وتسد الطريق أمام الإعلام التابع لحكومة العدالة والتنمية التي تنهج نهج تشويه الحقائق، تقوم الدولة التركية باستهداف المؤسسات الإعلامية الحرة وجميع الصحفيين/ات العاملين/ات ضمنها.

حيث قامت الدولة التركية صباح يوم الثلاثاء بمداهمة منازل العديد من الصحفيين/ات الذين يمثلون مؤسسات حرة في تسع مدن في شمال كردستان وتركيا، واعتقلت السلطات التركية على إثرها، عدداً من الصحفيين/ات العاملين/ات في وكالتي ميزوبوتاميا وجن نيوز.

وقامت السّلطات التركية أثناء الاعتقال بتكبيل الصحفيين/ات وتُركوا على الأرض لفترةٍ طويلة.

وصادرت السّلطات خلال مداهمتهم للمنازل العديد من الكتب والكمبيوترات (اللابتوب) وعدد من الكاميرات الخاصة بالصحفيين/ات، واقتادوهم بعدها إلى مديريات الشرطة.

وكان من بين الصحفيين/ات المعتقلين/ات (سلمان كوزليوز، وهاكان يالجين، حبيبة أرن، دَريا رَن، ديرن يورتسفر، زمو آغوز، يريفان آلتان، أمر الله آجار، جيلان شاهينلي، أوزنور دَغر).

ويتعرض الصحفيون/ات دائماً لحملات اعتقال جماعية، كان آخرها في الثامن من حزيران/يونيو  حيث اُعتقل 20 صحفياً وصحفية كردياً من منازلهم، في سلسلة مداهمات شهدتها ولاية ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرق تركيا.

وعليه:
فإنّنا في اتحاد الإعلام الحرّ و المؤسسات الإعلامية العاملة في شمال شرقي سوريا، ندين ونستنكر بأشدّ العبارات اعتقال 11 من رفاقنا الصحفيين/ات حيث كانت الغالبيةمنهم من النساء الصحفيات في شمال كردستان، ونقول للرأيّ العامّ إذا استطاعت الدولة التركية اعتقال الصحفيين/ات، واحتجزت أقلامهم ومعداتهم، فنحن بدورنا سنقوم بفضح الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها السلطات التركية من استخدامها للأسلحة المحرمة دولياً.

ونناشد جميع المؤسسات والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الصحفي والعمل الإعلامي أنْ تقوم بواجبها لحماية زملائنا الصحفيين/ات الذين تمَّ اعتقالهم من قبل السلطات التركية، وجميع معتقلي/ات الرأي في سجون السلطات التركية، ومن هنا نقول لهم عليكم الضغط على السلطات التركية للكف عن الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها.

اتحاد الإعلام الحرّ والمؤسسات الإعلامية العاملة في شمال وشرقي سوريا
قامشلو 26/10/2022

ظهرت المقالة اتحاد الإعلام الحرّ يصدر بياناً للرأي العام بمشاركة عدد من المؤسسات الإعلامية في شمال شرقي سوريا أولاً على اتحاد الاعلام الحر.

​ 

 

“هيئة تحرير الشـام” و”العمشات” يفرضون “زكاة” الزيت في عفرين

تواصل الفصائل الموالية لتركيا في مدينة عفرين شمال غربي سوريا بفرض الإتاوات على الأهالي، وسرقة محصول الزيتون في مناطق مختلفة بعفرين.

وفي هذا السياق، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن فصيل محمد الفاتح المسطرين على قرية معمل أوشاغي في ناحية راجو، فرضوا إتاوات على وكلاء أهالي عفرين المهجرين قسراً، تقدر بنصف محصول الزيتون، بذريعة أن تلك الأراضي تعود إلى موالين للإدارة الذاتية، كما فرض هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ العمشات إتاوة تقدر بـ 5% من محصول الزيتون في قرى شكاتكا وأرنده ومستكا وكيلا التابعة لناحية شيخ الحديد بريف عفرين، تحت اسم “الزكاة”.
على صعيد متصل، أقدم عناصر من فصيل”صقور الشمال” على سرقة محصول حوالي800 شجرة زيتون في قريتي كمروك وأفرازية في ناحية معبطلي بريف عفرين تعود ملكيتها إلى 9 مواطنين من أهالي القريتين.
كما أقدم نازحون من مهجري مدينة حمص على قطع حوالي 10 شجرات زيتون في قرية كفر صفرة بناحية جنديرس، تعود ملكيتها إلى مواطنة من أهالي قرية يلانقوز بناحية جنديرس، وبرغم تقديم المواطنة شكوى ضدهم لدى الشرطة العسكرية إلا أن الأخيرة لم تحرك ساكناً.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا بتاريخ 6 تشرين الأول الجاري، بأن فصيل فرقة الحمزة فرض إتاوات مالية على المزارعين، كلاً بحسب مايملك من أشجار الزيتون في مناطق سيطرته في قرى ناحية جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، وبلغت قيمة الإتاوة 50 بالمئة من محصول الزيتون لأصحاب الوكالات و25 بالمئة للمزارعين المتواجدين بقراهم.
كما فرض فصيل “السلطان سليمان شاه” والمعروفة بـ “العمشات” إتاوات على المزارعين في ناحية شيخ الحديد 5 دولارات على كل شجرة زيتون لأملاك المهجرين قسرًا و 10 بالمئة للأهالي المتواجدين بقراهم، وفي قرية شيخوتكا التابعة لناحية معبطلي، فرض فصيل “جيش النخبة” إتاوات على مالكي الجرارات الزراعية وبلغت قيمة الإتاوة 200 ليرة تركية عن كل جرار.
واستولى فصيل “فيلق الشام” على حوالي 200 شجرة زيتون في قرية كيلا التابعة لناحية راجو، وتعود ملكيته إلى مواطن من أهالي قرية مهجر قسراً إلى ريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة “القوات الكردية” وقوات النظام.
وأقدم فصيل لواء “صقور الشمال” على سرقة محصول 20 شجرة زيتون، في قرية كمروك التابعة لناحية شران بريف عفرين، كما أقدم عناصر من فصيل “جيش الشرقية” على سرقة محصول 70 شجرة زيتون في قرية بافلور التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين، كما أقدم عناصر من فصيل “العمشات” على سرقة محصول 200 شجرة زيتون في قرية ارندة التابعة لناحية شيخ الحديد بريف عفرين، كما تم سرقة محصول 50 شجرة زيتون في قرية كفرصفرة بناحية جنديرس من قبل فصيل “لواء السمرقند”.
كما أقدم عنصر من فصيل “جيش الإسلام” على بيع منزل في ناحية راجو في مدينة بمبلغ 900 دولار أمريكي، كما أقدم عنصر من فصيل “الجبهة الشامية” على بيع منزل في حي الأشرفية في مدينة بمبلغ 1400 دولار أمريكي.

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان

سوناك يتولى رسميا منصب رئيس الوزراء في بريطانيا

تولى ريشي سوناك رسميا منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد أن كلفه الملك تشارلز الثالث بتشكيل الحكومة الجديدة.

وحذّر ريشي سوناك الثلاثاء من “قرارات صعبة” ستُتخذ، لكنه أصر على توجيه رسالة “أمل” للبلاد التي تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد، إنه مستعد لقيادة البلاد “نحو المستقبل ووضع احتياجاتكم فوق السياسة” وأضاف، في أول خطاب له عقب توليه رسميا مهام منصبه، أنه سيشكل حكومة وصفها بأنها “تمثل أفضل ما في حزبي”، وقال إنه يتفهم جيدا أن لديه عمل يقوم به لاستعادة الثقة بعد كل ما حدث.

وقال سوناك في خطابه: “لست خائفا”، مضيفا أنه يعرف ضغوط المنصب الرفيع ويأمل أن يتمكن من الوفاء بمتطلباته.

وقال: “أقدر تماما مدى صعوبة الأمور”، مضيفا أنه يعرف أن التفويض الذي حصل عليه حزب المحافظين في عام 2019 ليس ملكا لشخص واحد، بل هو “تفويض يخصنا ويوحدنا جميعا”.

كما تعهد بمعالجة “الأخطاء التي ارتكبتها حكومة ليز تراس”، محذرا من أزمة اقتصادية عميقة تواجه المملكة المتحدة. وقال إنه “مستعد لقيادة بلاده نحو المستقبل واستعادة الثقة بالحكومة”، وشدد على “تلبية حاجات المواطنين وإعطائها الأولوية على السياسة”.

يأتي هذا بعد فوزه أمس الاثنين بالتزكية في انتخابات زعامة حزب المحافظين، التي حركتها استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس الأسبوع الماضي.

وأصبح المصرفي ووزير المالية السابق، ريشي سوناك، أول رئيس وزراء بريطاني من أصل هندي ويعتنق الديانة الهندوسية والأول من مستعمرة بريطانية سابقة. وهو أيضاً أصغر رئيس حكومة (42 عاماً) في التاريخ المعاصر للمملكة المتحدة، بعد صعود سريع في السياسة.

وكالات

أمريكا تحظر دخول مسؤولين سوريين متورطين في هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية

 

قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في بيان يوم الاثنين إن وزارة الخارجية منعت ثلاثة مسؤولين عسكريين سوريين كبار من دخول الولايات المتحدة لتورطهم المزعوم في هجمات جوية عام 2013 استخدمت فيها أسلحة كيماوية مما أسفر عن مقتل مالا يقل عن 1400 شخص. بحسب وكالة رويترز

مظلوم عبدي: لا يمكن تفكيك قواتنا… ونحذر من صفقة سورية ـ تركية

حذّر قائد «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» مظلوم عبدي، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، من «التطبيع الشامل» بين أنقرة ودمشق، وقال إن هذه «المقاربة تعكس مصالح حكومة أنقرة، وتحمل معها مخاطر كبيرة على مستقبل السوريين وإرادتهم»، وستكون «بعيدة عن إنتاج حل سياسي جاد». وأضاف: «ينبغي أن نحذّر شعبنا السوري بكل مكوناته، بوجوب الوقوف ضد هذه الصفقة» بين دمشق وأنقرة.

وقال عبدي إن «غالبية الدول المنخرطة في الشأن السوري» مقتنعة بأن أية عملية عسكرية تركية شمال شرقي سوريا «ستجلب الويلات للشعب السوري»، لافتاً إلى أن الجيش التركي شنّ، خلال السنتين الماضيتين، 70 ضربة بطائرات مسيرة استهدفت المدنيين و«خيرة القيادات العسكرية ضد داعش».

وأوضح، رداً على سؤال، أن جولات عدة من الحوار جرَت بين دمشق وقادة شمال شرقي سوريا، لكنها لم تصل إلى نتائج ملموسة. وقال: «لا يمكن عسكرياً تفكيك قوات سوريا الديمقراطية إلى أفراد هنا وهناك. فلهذه القوات مهامّ ميدانية مستمرة للدفاع عن الأراضي السورية، كما تمتلك هيكلاً تنظيمياً متميزاً. ومن مصلحة شعبنا وأرضنا أن نصون هذه القوات ونحافظ على خصوصيتها ونساندها».

وأشار عبدي إلى أن اللامركزية «مدخل للحل السياسي»، لافتاً إلى أن «النظام (السوري) تحرّك من تلقاء نفسه وفق لا مركزية الأمر الواقع، حين كان يواجه تهديد السقوط». وزاد: «منطقياً، لا يمكن أن يستمر الوجود الأميركي أو الروسي إلى ما لا نهاية. وما دام الحل السياسي لا يزال غائباً، فعلينا أن نحضّ هذه الأطراف لتكون ضامنةً لحل سياسي تفاوضي والضغط من أجل إنهاء التدخلات الخارجية والاحتلالات على أراضينا».

وهنا نصُّ الحديث الذي أُجري عبر البريد الإلكتروني:

> أعطى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إشاراتٍ كثيرة لاحتمال التطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد. كيف ترى احتمالات هذا التطبيع؟

– في الواقع، العلاقات الأمنية مستمرة بين الجانبين منذ سنوات. الآن يتحدث الطرفان عن التطبيع الشامل. ووفق ما أعلنت الحكومة التركية، فإن التطبيع مشروط بترحيل اللاجئين السوريين وتقويض صيغة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وهناك من يتحدث عن نموذج المصالحات من أجل تحديد مصير الفصائل العسكرية العاملة تحت لواء الجيش التركي في المناطق المحتلة.

نعتقد أن هذه المقاربة تعكس مصالح حكومة أنقرة، وتحمل معها مخاطر كبيرة على مستقبل السوريين وإرادتهم، كما أن نموذج «المصالحات» ليس إلا تكتيكاً مؤقتاً سرعان ما سيؤدي إلى انفجار القضايا مجدداً، كما نرى في درعا، على سبيل المثال. في العموم، التطبيع الذي يتحدثون عنه بعيد عن إنتاج حل سياسي جاد. لا يمكن معالجة معاناة السوريين بهذه الطريقة، خاصةً بعد سنوات طويلة من الحرب المدمرة.

> هل أنتم قلقون بشأن صفقةٍ ما بين دمشق وأنقرة برعاية موسكو؟

– نأخذ هذا الأمر على محمل الجِد، ونتخذ تدابيرنا حيال ذلك. لو تمّت تلك الصفقة، فستستهدف إرادة أهلنا الذين يحاربون الإرهاب منذ سنوات، ويدافعون عن الأراضي السورية بشجاعة. ناهيك عن أن مضمون الصفقة يستغل اللاجئين السوريين لحسابات سياسية.

ينبغي أن نحذّر شعبنا السوري بكل مكوناته بوجوب الوقوف ضد هذه الصفقة؛ فهي تجذّر سياسة التدخلات التركية في شؤوننا الداخلية، وتجعل منها عنصر تأزيم دائم. إن كانت هناك صفقةٌ ما فينبغي لها أن تعكس إرادة السوريين وحدهم، من خلال إطلاق حوار سياسي مفتوح بين الفُرقاء السياسيين. وعلى الرغم من كل المصاعب، لا يزال مصير وطننا بأيدينا نحن. وبذلك فإننا كسوريين، سنقرر الصيغة التي تلائمنا، وليس من خلال الصفقات التي تتم على حساب شعبنا المكلوم والمضحِّي.

> التقى مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، رئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان فيدان، وهناك حديث عن تعاون أمني ضد «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)». هل يقلقكم هذا؟

– كما قلنا، ثمة علاقات أمنية مستمرة. والآن، مع اقتراب الانتخابات التركية، بدأ الجانب التركي يخطو خطوات علنية. لا يجدر أن يدخل النظام السوري في مقايضاتٍ مثل هذه على حساب المواطنين السوريين، فضلاً عن أن «قوات سوريا الديمقراطية» تدافع، منذ سنوات، عن وحدة البلاد لصدّ التدخلات الخارجية من أجل صون السيادة السورية، ولا تزال تطارد فلول الإرهاب مع التحالف الدولي. الإرهاب الذي نحاربه يهدد كل الأراضي السورية، ومن ثم تحمي قواتنا من خلال مكافحة الإرهاب كل المواطنين في دمشق وحلب ودرعا واللاذقية وغيرها من المحافظات السورية. إن وجود «قوات سوريا الديمقراطية» ضمانةٌ لوحدة البلاد ضد الإرهاب العالمي والتدخلات الخارجية السافرة. ينبغي على دمشق تغليب المصلحة الوطنية، ورفض الانجرار وراء حسابات سياسة ضيقة.

> وجّه أردوغان تهديداتٍ بشن عملية عسكرية شمال سوريا، وتحدَّث عن «منطقة آمنة»، لكن العملية لم تتم. ما تفسيركم؟

– بطبيعة الحال، لم تنقطع التهديدات التركية يوماً، وهي مُدرجة على جدول الأعمال التركي حالياً. ويدرك الجميع أن هذه العملية ستجلب الويلات على الشعب السوري وعلى وحدة البلاد وسيادتها.

نعتقد أن غالبية الدول المنخرطة في الشأن السوري تشاطرنا هذه الرؤية. ومع ذلك لا ينبغي القول إن الخطر زال. إن حق الدفاع عن النفس حق مشروع بكل تأكيد. نعمل وفق ذلك، ونتخذ تدابيرنا حيال أي تطور ممكن.

> يقول الأتراك إنكم لم تلتزموا بالاتفاقات والتفاهمات لآخِر عام 2019 وإنه لم يتم سحب «وحدات حماية الشعب» الكردية بعمق 32 كيلومتراً من حدود تركيا؟

– هذه التصريحات تدخل في خانة الدعاية المكشوفة؛ بهدف مواصلة الحرب وتبريرها ضد المواطنين. من جانبنا التزمنا بالاتفاقات، وما زلنا ملتزمين بها. الطرف الآخر ينتهك الاتفاقات. نناشد الأطراف الضامنة على الدوام وجوب ردع الانتهاكات التركية المستمرة. تركيا قوة محتلّة، ولا نية لديها للخروج من أراضينا. وهي تستهدف يومياً خيرة القيادات العسكرية التي تقود العمليات ضد خلايا تنظيم «داعش» والقيادات السياسية والمدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، من خلال الطائرات المسيرة وقواتها الميدانية مع الفصائل المتواطئة معها.

حتى حقول الزراعة والمواشي لم تَسلم من الضربات التركية. هذه الممارسات انتهاك صارخ للقانون الدولي والمعاهدات الدولية المعنية للحد من همجية الحرب. ومن منبركم، نناشد الأطراف الضامنة مجدداً الاضطلاع بمسؤوليتها حيال سجل الخروقات اليومية الصارخة.

> لا تزال هجمات المسيّرات (الدرون) مستمرة؟

– بالتأكيد. شنّت أنقرة، خلال العامين الماضيين، أكثر من 70 عملية عبر الطائرات المسيّرة، وحصيلة عملياتها، لهذا العام وحده، وصلت إلى 59 هدفاً ضد المدنيين ومناطقنا وقواتنا. ومع اقتراب موعد الانتخابات التركية، يحاول إردوغان تشتيت انتباه الرأي العام التركي عن الأزمات الحادة التي تسببت فيها سياساته بالداخل، وتصدير مشكلاته إلى الخارج، عبر الانخراط أكثر في الحرب والتقرب من التيارات المتطرفة.

> ما التطمينات التي قدّمتها واشنطن لكم؟

– أعلنت الولايات المتحدة بشكل رسمي أنها تقف ضد العمليات العسكرية، لكننا نعتقد أن هذا الموقف غير كافٍ لردع الانتهاكات التركية؛ بسبب مواصلة أنقرة نهج الحرب بطرق أخرى. لذا نحض كلاً من موسكو وواشنطن على الالتزام بالتفاهمات والاتفاقيات الموقّعة مع الجانب التركي، وفرض آلية خفض التصعيد وقواعد الاشتباك بصورة ثابتة. بالتأكيد، ينبغي تفعيل الآليات الحقوقية والقانونية لدى حدوث الانتهاكات من أجل محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في شمال شرقي سوريا وكل المناطق المحتلّة، من عفرين إلى سري كانيه – رأس العين.

> إلى أين وصل الحوار مع دمشق برعاية الروس؟

– لدينا تواصل مع دمشق. كان هنالك عدة جولات من الحوار، لكننا لا نستطيع القول إننا توصلنا إلى نتائج إيجابية.

نعتقد بشكل حاسم أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا. نحن منفتحون دوماً على الحوار والتفاهم مع الأطراف السوريّة، ومن بينها دمشق بطبيعة الحال. وننظر إلى الحوار من زاوية المصلحة الوطنية وحقوق المواطنين والحفاظ على وحدة البلاد.

> عزّزت روسيا مواقعها في مطار القامشلي إثر تهديدات تركيا. كيف تنظرون إلى هذه التعزيزات؟ هل أتت لدعمكم أم العكس، أم للتحرش بواشنطن؟

– في الحقيقة، ننسق مع الجانب الروسي فيما يخص عمليات خفض التصعيد وضمان تطبيق التفاهمات الموقّعة مع الجانب التركي. ربما تدخل الخطوة الروسية في إطار الأمور اللوجستية. لم نشهد أية تغييرات فعلية على الأرض.

> سبق لدمشق أن اشترطت حل «قسد» وانضمامها إلى الجيش، ما موقفكم؟

– دعْنا نوضح هذا الأمر عملياً. كما هو معلوم، تعمل «قوات سوريا الديمقراطية» بجهد كبير في مكافحة الإرهاب والدفاع عن الأراضي السورية في شمال شرق البلاد. وتمتاز هذه القوات بخصوصية معينة، وتعمل في نطاقها المحلي، وتأخذ شرعيتها من البيئة الاجتماعية: من الكرد والعرب والسريان. كما تراكم لديها عملٌ مؤسساتي وخبرات جماعية مشتركة بفعل مكافحة الإرهاب.

لا يمكن عسكرياً تفكيك هذه القوات إلى أفرادٍ هنا وهناك. فلهذه القوات مهام ميدانية مستمرة للدفاع عن الأراضي السورية، ومنها شمال شرقي سوريا؛ حيث تتمركز حالياً. كما تمتلك هيكلاً تنظيمياً متميزاً، ومن مصلحة شعبنا وأرضنا أن نصون هذه القوات ونحافظ على خصوصيتها ونساندها.

> ماذا عن مستقبل الإدارة الذاتية؟ ما موقفكم من اقتراح دمشق باللامركزية؟

– للأسف، جرى تشويه فكرة اللامركزية نتيجة غياب صوت العقل في البلاد. نرى أنه لا يمكن علاج مشكلات دمشق ودرعا والسويداء وإدلب واللاذقية والقامشلي، من خلال الجهاز المركزي البيروقراطي الذي أنتج الأزمة الحالية. هناك فكرة خاطئة في دمشق مفادها أن تحقيقهم بعض التقدم في ساحة الحرب على الفصائل المتواطئة مع تركيا، يدلل على صوابية النموذج المركزي، وهذا بعيد عن الواقع ويؤسس لأزمة جديدة في المستقبل. نذكّر هنا بأن النظام تحرّك من تلقاء نفسه وفق لا مركزية الأمر الواقع، حين كان يواجه تهديد السقوط.

ننظر إلى اللامركزية كمدخلٍ للحل السياسي، فهي تعزز إرادة المواطنين لرسم مصيرهم وطريقة حياتهم، وتفتح أمامهم آفاق التنمية المحلية التي همّشت مناطق الأطراف منذ عقود. كما تعزز اللامركزية التماسك الوطني. حالياً ينتقد الجميع في سوريا النظام المركزي، خصوصاً بعد تفجّر الأحداث في البلاد، بما في ذلك النظام في دمشق. ومن أجل مواجهة التحديات، يتوجب توزيع المسؤوليات والواجبات والحقوق على جميع المناطق في البلاد. فالتوافق على المبادئ العامة، من خلال دستورنا وحقوق مواطنينا ومكوناتنا وأمننا الوطني والاقتصادي، ينبغي أن يكون مركزياً. في حين تشكّل اللامركزية الممارسة العملية المحلية لهذه المبادئ. ولاء المواطنين والمكونات للوطن يترسّخ من خلال نطاقه المحلي. لذا فإن التنازل من أجل حقوق المواطنين فعلٌ سياسي وأخلاقي بامتياز.

> كيف أثّرت حرب أوكرانيا في المعادلات في شرق الفرات ودَور تركيا وروسيا؟

– فيما يخص قواعد الاشتباك، بقيت المعادلات على حالها. لكن ثمة تأثيرات على مستوى التضخم والأمن الغذائي والطاقة وارتفاع الأسعار. نراقب عن كثب تزايد الحضور التركي في الملف الأوكراني. للأسف، تستغلّ أنقرة هذا الدور من أجل أجندتها النفعية وتعزيز سياسات الحرب تجاه مناطقنا في شمال وشرق سوريا. نناقش مع الأطراف الدولية المعنية بالشأن السوري عدم استغلال تركيا دورها هذا لكي تُفعّل مشروعاتها الاحتلالية في مناطقنا، كما نتخذ تدابيرنا الخاصة حيال ذلك.

> منذ مجيء الرئيس جو بايدن بات الوجود الأميركي مستقراً. هل تشعرون بأن واشنطن باقية إلى أمد مفتوح؟

– منطقياً، لا يمكن أن يستمر الوجود الأميركي أو الروسي إلى ما لا نهاية. وما دام الحل السياسي لا يزال غائباً، فعلينا أن نحضّ هذه الأطراف لتكون ضامنةً لحل سياسي تفاوضي والضغط من أجل إنهاء التدخلات الخارجية والاحتلالات على أراضينا. وهناك مشكلة الإرهاب أيضاً، إذ لا يمكن مواجهة الإرهاب من خلال القدرات المحلية وحدها. لذا فإن التعاون مع التحالف الدولي في هذا الإطار ضروري، وهذا ينطبق على الوجود الروسي أيضاً. بالمحصلة، يجب تفعيل مبادرات جادة من أجل الحل السياسي.

> أصدرت الإدارة الذاتية قراراً بالسماح بالاستثمار في شرق الفرات، هل من مشروعات انطلقت؟

– بحكم التحديات القائمة، نهدف إلى اتخاذ سياسة تنويع مصادر الدخل والاقتصاد، ونحضّ على الاستثمار من أجل معالجة احتياجاتنا. عملياً، نعمل من أجل بدء هذه المشروعات.

> ماذا عن تفويض وزارة الدفاع الأميركية للتعامل مع الاستثمارات والاستثناءات من العقوبات الأميركية؟

– تعرضت المنطقة لدمارٍ كبير نتيجة الإرهاب وتبِعاته. ننظر إلى هذه الاستثناءات بشكل إيجابي. فالهدف رفع مستوى معيشة السكان وتأمين فرص العمل وتطوير المشروعات، خاصةً في البنية التحتية وقطاعات الكهرباء والمياه والزراعة.

المصدر: الشرق الأوسط

الإدارة الذاتية تعلن فقدان مدنيين لحياتهما في قامشلو باستهداف مسيرة تركية

anha

أعلنت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا فقدان مدنيين لحياتهما في أحد أحياء مدينة قامشلو/ القامشلي باستهداف مسيرة تركية.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان:

في إطار استمرار سياسات الإبادة ضدّ شعبنا السوري في مناطق الادارة الذاتية وفي سياق النيل من الاستقرار ودعماً لخلق الفوضى؛ تسعى دولة الاحتلال التركي بكل ما تملك من إمكانيات لاستهداف المدنيين ومنازلهم دون أي رادع قانوني أو دولي، وهذه الاستهدافات تُشكّل تحوّلاً خطيراً يُنذر بعواقب وخيمة من شأنها إطلاق يد الدولة التركية في خلق المزيد من الفوضى.

إنَّ المُسيَّرة التي استهدفت يوم أمس مدينة قامشلو والتي هي استمرار لسلسلة الهجمات بالمسيّرات، يدل وبكل المقاييس على إعلان الاحتلال التركي الواضح للحرب، المستفيد منه هم قوى المرتزقة والإرهابية وعلى رأسهم داعش ورسائل واضحة في انتهاج الإبادة.

إنَّ استهداف دولة الاحتلال التركي لقادة قسد الذين يُحاربون الإرهاب، وكذلك استهداف المواطنين المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، وأيضاً العاملين في الإدارة الذاتية والمؤسسات المدنية يُعد انتهاك واضح لكل المعايير الأخلاقية والعهود والمواثيق الدولية.

نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي نشجب الهجوم على مدينة قامشلو يوم أمس الاثنين 24 تشرين الأول الجاري، واستهداف إحدى المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية، والذي أدَّى إلى استشهاد مواطنين مدنيين، فإننا نؤكد بإنّ صمت أي طرف من الأطراف الفاعلة في سوريا، وكذلك المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية يصب في مصلحة دعم سياسة الدولة التركية وحربها ضد السوريين وضد مناطقنا, الأمر الذي لابد من أن يتّضح من خلال مواقف واضحة وجريئة تؤكّد حقيقة القيم والقوانين الدولية وتفرّق بين حجج تركيا وشكل استهدافاتها وحربها الغير مبررة ضدّ السوريين وضدّ مناطقنا.

كما نؤكّد لشعبنا بمختلف مكوناته بأننا مستمرون في الدفاع عن مكاسب شعبنا وحقه في الاستقرار والتنظيم الذاتي والدفاع المشروع, وإننا لن نتهاون في الدفاع والحماية عن مُنجزات ثورة شعبنا.

الرحمة للشهداء.
تعازينا لذويهم ولشعبنا.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
25 تشرين الأول 2022

مركز حقوقي: الجندرما التركية تعتدي بالضرب على لاجئين سوريين

قال مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا إن عناصر “الجندرما” التركية تواصل الاعتداء على اللاجئين والمهاجرين السوريين على وبالقرب من حدودها، مستخدمة في الكثير من الأحيان أساليب توصف بأنّها وحشية حيث وثق مقتل لاجئين بعد الاعتداء عليهم نتيجة نزيف داخلي.

وفي أحدث انتهاك بحسب المركز اعتدى عناصر الجندرما التركية على 5 مواطنين بالضرب المبرح، بعد إلقاء القبض عليهم، أثناء محاولتهم عبور الأراضي التركية، قادمين من سورية في ريف بلدة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة، ما سبب لهم كسور عديدة ورضوض في مختلف أنحاء أجسادهم، قبل أن تلقي بهم داخل الأراضي السورية عند قرية العزيزة غربي رأس العين.

مشهد متداول لاعتداء الجندرمة التركية بالضرب على سوريين بريف رأس العين

كما وثق قيام عناصر الجندرما بالاعتداء على شاب قاصر (عزالدين رشيد 17 عاماً) من أهالي قرية حمام التابعة لناحية جنديرس في ريف عفرين بعد محاولته عبور الحدود، ثم قاموا بتسليمه لفرع مكافحة الإرهاب في مدينة عفرين.

كما أنّ عناصر من الجندرمة التركية قاموا يوم الأربعاء 7 أيلول 2022 باعتقال فتاة من أهالي ناحية جنديرس وتسليمها للاستخبارات التركية وذلك أثناء عبورها الحدود التركية السورية.

وبحسب المصدر فأنّ الفتاة المعتقلة تدعى “روجين عمر قزموز”، حيث تم نقلها إلى مكان مجهول ولايزال مصيرها مجهولاً حتى الآن دون معرفة أسباب اعتقالها.

هذا وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 536 شخصاً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 25 أيلول 2022 كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 2098 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.

كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم، والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهرا وجوعا.

هذا ويدفع السوريون مبالغ كبيرة قد تصل إلى 4500 دولار أمريكي للعبور إلى تركيا عبر طريق التهريب، على الرغم من المخاطر التي تنتظرهم على الحدود وفي الجانب الآخر من الحدود، في ظل إعادة اللاجئين إلى سوريا من قبل السلطات التركية.

وتبلغ تكلفة تهريب شخص من إدلب او اعزاز إلى إسطنبول عن طريق الخط العسكري (خط لعبور الميليشيات السورية المسلحة التابعية لتركيا بتنسيق مع الحكومة التركية) بمبلغ 4500 دولار أمريكي، بينما الدخول بموجب إذن عسكري (اتفاقية بين المهرب وحرس الحدود التركي) بـ 4000 دولار، أما تكلفة التهريب العادي 3000 دولار.

عمليات التهريب تنظم عبر سماسرة ويقدم معلومات غير حقيقية عن الطريق للزبون مقابل مبالغ كبيرة، ليجد المسافر نفسه لاحقا ضحية غش واحتيال من قبل المهربين، حين يقع في أيدي حرس الحدود التركي، ويعاد إلى الأراضي السورية.

المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

منظمة: الكوليرا شمال شرقي سوريا.. انتشار واسع وبنى تحتية ضعيفة

anha

تُواصل أعداد الإصابات والوفيات بمرض الكوليرا بمناطق شمال شرقي سوريا ارتفاعها، في ظل انتشار البيئة المواتية لهذا المرض، وضعف الإمكانات المتاحة لاحتوائه، وسط ما بات يشكّله من تهديد خطير لسوريا والدول المجاورة، وفقاً لتقرير “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”.

ومنذ ظهور الإصابات الأولى في المناطق المحاذية لنهر الفرات في شهر آب/أغسطس الماضي، قفزت أعداد الإصابات من العشرات لتتجاوز نقطة الألف، وتأكّد مخبرياً انتشار الكوليرا في ما لا يقل عن عشر محافظات منها حلب، دير الزور، الحسكة، الرقة، اللاذقية، دمشق.

دعا هذا المنحى التصاعدي للوباء منظمات أممية إلى التحذير من فقدان السيطرة عليه، وحثّت الأمم المتحدة الأطراف المعنية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء تفشيه، وضمان الوصول المستدام دون عوائق إلى المجتمعات المتضررة.

كما صرحت منظمة الصحة العالمية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 15 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا في عموم سوريا، أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 60 شخصاً.

هذا وأشارت إحصائيات “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة EWARN” في سوريا، المنشورة يوم 22 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، إلى وصول إجمالي أعداد الإصابات بالكوليرا في مناطق شمال شرقي سوريا إلى 15483 إصابة، توفي منهم 28 شخصاً منذ بدء انتشار المرض في المنطقة، وتوزعت هذه الحالات بمدن الرقة والثورة ودير الزور والميادين والبوكمال.

ومن جهة أخرى فقد بلغت أعداد الإصابات في ريف محافظة الحسكة بمنطقتي تل أبيض ورأس العين 408 إصابة، مع تسجيل حالتي وفاة. أما في شمال غربي سوريا فقد ارتفعت أعداد المشتبه بإصاباتهم إلى 2272 إصابة، مع تسجيل حالتي وفاة.

من جانبها قالت وزارة الصحة السورية في 22 من تشرين الأول/أكتوبر إن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بالكوليرا بلغ 942 إصابة موزعة على 13 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب، حيث أعلنت الوزارة تسجيل 44 حالة وفاة منها 37 في حلب، مشيرة إلى أن “معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة”.

بدورها سجّلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في 27 من أيلول/ سبتمبر الماضي، ما يزيد عن خمسة آلاف و365 حالة اشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا.

وبيّن الرئيس المشارك لهيئة الصحة، جوان مصطفى، في تصريح لفضائية “روج آفا“، أن عدد الإصابات المؤكّدة بالكوليرا ارتفع إلى 105 حالات في عموم المناطق.

  1. الظروف المرافقة لتفشي الكوليرا شمال شرقي سوريا:

تواصلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع مصابين وعاملين بالمجال الطبي بمناطق شمال وشرق سوريا، للوقوف على واقع انتشار الكوليرا، وأسبابها، ومدى جاهزية المؤسسات الطبية لاستيعاب الإصابات والحد من المرض.

أحد هؤلاء المصابين كان النازح “جاسم. م”، والبالغ من العمر 20 عاماً، حيث أُصيب بمرض الكوليرا، مع 11 فرداً من عائلته من المقيمين في مخيم “الطلائع/سري كانيه” بعد نزوحهم من قرية أم الكيف بريف تل تمر في ريف الحسكة الشمالي.

قال جاسم في شهادته لـ “سوريون”:

“بتاريخ 1 آب/أغسطس شعرتُ بأعراض غريبة رافقها إسهال شديد وألم حاد في المعدة وضعف في السمع والرؤية، راجعتُ على الفور مركز الهلال الأحمر الكردي (الإسعافي) في المخيم لكنّه لم يقم بتحويلي إلى المشفى العام بمدينة الحسكة، وفي أثناء ذلك كانت الأعراض تزداد حدتها بشكل أكبر فاضطررت إلى مراجعة طبيب مختص ودفع تكاليف مادية كبيرة”.

وأضاف:

“بعد مراجعة طبيب خاص في الحسكة وإجراء العديد من التحاليل تبيّن أنّ تلك الأعراض هي لمرض الكوليرا، ويبدو أنني أصبتُ به عن طريق مياه الشرب التي كنا نشتريها في المخيم من صهاريج خاصّة بعد نفاد المياه التي تؤمنها لنا المنظمات الإنسانية، والتي عادة ما تكون صالحة للشرب.”

وتابع جاسم حديثه:

“إنّ المياه التي تدخل المخيم عبر الصهاريج/الخاصة من قبل بعض الأفراد، غير صالحة للشرب ولا تخضع لأي مراقبة صحية، وقد أدت إلى إصابة 11 شخصاً من عائلتنا وحدها بينهم والدتي وأخي”.

أُصيبت “منيفة. ع ” بمرض الكوليرا هي الأخرى في مخيم “الطلائع /سري كانيه”، والذي ترافق مع أعراض متمثلة بألم في المعدة وإقياء وإسهال شديد وضعف في النظر. قالت منيفة في شهادتها لـ “سوريون”:

“بتاريخ 7 آب/أغسطس استيقظتُ من نومي على إثر ألم حاد في معدتي، راجعتُ على الفور مركز الهلال الأحمر الكردي في المخيم لكنه امتنع عن إعطائي تحويلة طبية إلى المشفى بذريعة عدم وجود تحويلات طبية، وبعد ذلك تدهورت حالتي الصحية بشكل أكبر فقصدتُ طبيب هضمية مختص في مدينة الحسكة رغم تردي أوضاعنا الاقتصادية، وصعوبة توفير تكاليف العلاج. بعد تشخيص حالتي وإجراء التحاليل اللازمة أخبرني الطبيب بأنني مصابة بالكوليرا، وقد انتقل لي المرض عن طريق المياه الملوثة”.

وتابعت حديثها:

“اضطرّ ابني إلى استدانة مبلغ سبعة ملايين ليرة سورية لتغطية تكاليف علاجي وإجراء التحاليل الخاصة، إذ بقيت في المشفى لمدة سبعة أيام تحت المراقبة إلى أن استرديت عافيتي بشكل كامل”.

كما تعرضت ابنة منيفة البالغة من العمر 15عاماً لعدوى الإصابة بالكوليرا أيضاً في نفس اليوم الذي أصيبت به والدتها، وسط ظروف اقتصادية صعبة للغاية مرّت بها العائلة، بحسب تعبيرها، ووصفت منيفة الخدمات الطبية المتوفرة في المخيم بالسيئة جداً.

مدير مكتب الصحة في مخيم “الطلائع /سري كانيه”، دلاور فرحان، تحدث لـ “سوريون” عن طريقة تعامل المكتب مع انتشار حالات الإصابة بالكوليرا في المخيم، وأشار إلى أنه ومنذ بدء ظهور مرض الكوليرا خلال الشهر الماضي تم تسجيل نحو 15 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض داخل المخيم. كذلك أوضح فرحان لـ”سوريون”:

“يتم التعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في المخيم عن طريق غرفة عمليات مشتركة بين الهلال الأحمر الكردي ومقر منظمة الصحة العالمية في مشفى الحكمة وسط مدينة الحسكة”.

وأضاف:

“يتم إسعاف الحالات إلى مشفى الحكمة، وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية يتم تقديم العلاج لهم ومن ثم إعادتهم إلى المخيم بعد التعافي من المرض”.

وحول الإجراءات المتّبعة للوقاية من المرض قال فرحان:

“دورنا في المخيم يكمن في مراقبة المياه والأغذية بخاصة الخضار، ونشر التوعية بين قاطنيه عن طريق فرق تُعنى بالثقافة الصحية تتجول في المخيم بشكل دوري وتراقب المياه عن كثب كونها تعتبر المصدر الأساسي للعدوى، لا سيما بعد أن قطعت تركيا مياه آبار محطة (علوك) عن مدينة الحسكة ما أدى إلى لجوء السكان إلى استعمال وشرب مياه غير معروفة المصدر”.

وبحسب ما توصلت إليه “سوريون”، يعاني مخيما “واشو كاني” و”الطلائع /سري كانيه”، من نقصٍ حادٍّ في الخدمات الطبية نتيجة غياب الاعتراف الأممي بهما. ويشهد المخيمان انتشاراً كبيراً للأمراض السارية بين النازحين، ويقف عشرات المرضى يومياً أمام النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي، بهدف الحصول على العلاج.

  1. عشرات الإصابات في دير الزور وسط حالة من التأهب عاشتها المراكز الطبية:

تواصلت “سوريون” مع أسرة إحدى المصابات، تدعى ياسمين. س (تبلغ من العمر 19 عاماً، وتنحدر من منطقة الحصان بريف دير الزور الغربي)، وتمكنت من التحدث مع “أحمد” شقيق ياسمين الذي قال لـ”سوريون”:

“بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر ظهرت أعراض المرض على شقيقتي، وبدأت بإسهال وإعياء شديدين ما أثّر على حركتها وقواها التي انهارت من شدة الألم”.

وأضاف:

“قمنا بإسعافها إلى مشفى المدينة الكائن في منطقة المعامل، وبعد الكشف الطبي وإجراء التحاليل تبيّن أنها تعاني من أعراض مرض الكوليرا، ومكثت في المشفى لمدة ثلاثة أيام قدّم لها الأطباء خلالها العلاج اللازم مع مراقبة حالتها الصحية إلى أن تماثلت للشفاء، وبعد تجاوزها مرحلة الخطر وإجراء تحاليل جديدة أكدت شفاءها خرجت من المشفى”.

أرجع أحمد سبب إصابة شقيقته بالكوليرا إلى “تغير المناخ وتلوّث المياه القادمة إلى المنازل من نهر الفرات، والتي لا تخضع لتصفية صحية أو مراقبة”.

أدّت الإصابة بالكوليرا إلى الموت في العديد من الحالات، وكانت السبب في خسارة عائلة “الرجيجة” المنحدرة من قرية العزبة بريف دير الزور الغربي والدَهم حسين ذي الثمانين عاماً.

قالت ابنته “سمية” لـ “سوريون” في وصف ما حدث مع والدها:

“ظهرت أعراض المرض على والدي في 8 و9 أيلول/سبتمبر بشكلٍ مفاجئ. رافقها مغص حاد في المعدة وغثيان وألم ووهن في قدميه. اعتقدنا أن والدي قد أصيب بتسمم حاد واشترينا له سيرومات وبعض الأدوية من الصيدلية الموجودة في القرية، لكنها لم تجدِ نفعاً وأخذت حالته تسوء تدريجياً. وبعد أسبوع اضطررنا لإسعافه إلى مشفى الكسرة بريف ديرالزور الغربي الذي يبعد عنا مسافة 50 كيلومتراً (ساعة ونصف)”.

وأضافت:

“خضع والدي لمراقبة طبية في المشفى، لكن العلاج لم يكن متوفراً بالشكل المطلوب لكثرة الإصابات الموجودة، وكنا نقوم بشراء الأدوية المتمثلة بالإبر المضادة للإسهال والفلاجيل والسيرومات وغيرها من خارج المشفى، لكن ورغم ذلك لم يتمكن الأطباء من إنقاذه، فقد سيطر عليه المرض وفقد حياته بعد يومين من وجوده في المشفى”.

وأرجع الأطباء سبب إصابة حسين بالمرض الذي أودى بحياته إلى تلوث مياه نهر الفرات بالدرجة الأولى، وفق ما أكدت ابنته “سمية” لـ “سوريون”.

  1. نقص الكوادر الطبية بدير الزور:

مصدر طبي في مشفى “الكسرة” بدير الزور (فضّل عدم الكشف عن اسمه) تحدث لـ “سوريون” عن الانتشار الكبير للكوليرا بالمحافظة منذ مطلع أيلول الماضي، وهو ما أرهق الكوادر الطبية التي تعاني من نقص شديد. وقال بهذا الصدد:

“كان الأسبوع الأول بعد اكتشاف أول إصابة بالكوليرا في المشفى مرهقاً جداً. فبما أن الكوليرا ذات طابع وبائي، انتشرَ المرض بشكل سريع في منطقة “الكسرة”، وخلال ثلاثة أيام تم اكتشاف انتشار كثيف للعدوى بين الناس على طول الخط الغربي لدير الزور”.

وأضاف “أخذنا عينات من نهر الفرات على مدار سبعة أيام من انتشار المرض، وتبيّن لنا أن النهر ملوّث بالكوليرا. كما أخذنا عينات من مناهل الشرب في قرى “الكسرة” و”الجنينة” و”الصعوة”، وتبين أن جميع النتائج إيجابية، الأمر الذي يؤكد أن المياه الملوثة تقف وراء انتشار المرض”.

وفيما يخص الإجراءات المتخذة للحد من الوباء في المنطقة أشار المصدر الطبي إلى وجود تدخل سريع وطارئ من قبل منظمات طبية دولية قدمت الدعم (سيرومات) بشكل مكثف، لافتاً إلى أن الدعم الأكبر قدمته منظمة “ميديكال ريليف إنترناشيونال” والتي أمّنت 30 سريراً خاصاً بمرضى الكوليرا.

كما أبدت “لجنة الصحة في دير الزور” استجابة سريعة لانتشار الكوليرا، وفقاً للمصدر، إذ قام الرئيس المشترك للجنة، الدكتور محمد السالم، بزيارات يومية لمشفى الكسرة والمراكز الصحية، إلى جانب العمل على رفدها بالأدوية التي تساعد على مكافحة المرض، وجعل دوام المستوصفات المنتشرة في المنطقة على شكل مناوبات ليلية ونهارية من أجل استقبال المرضى وتخفيف التكلفة على الأهالي.

واعتبر المصدر الطبي أن قدرة مشافي المنطقة والمراكز الصحية على استيعاب الحالات جيدة، لكنه أكد على ضرورة رفد الطواقم الطبية بكوادر جديدة وتخصيص مراكز لمثل هذه الأمراض.

وعن إجراءات الوقاية من الكوليرا، أكد المصدر الطبي على أهمية النظافة الشخصية، والطبخ الجيد للطعام إذ أن درجة الحرارة العالية تقضي على البكتيريا، إلى جانب اتّباع الإجراءات الصحيحة الخاصة بتعقيم المياه، مع تجنب إضافة كميات كبيرة من الكلور الأمر الذي قد يؤدي إلى التسمم.

  1. إجراءات الوقاية والعلاج:

الطبيب المختص في الأمراض الداخلية، “عبدالله الهللو”، المقيم في مدينة “القحطانية” بريف القامشلي تحدث لـ “سوريون” عن أسباب انتشار مرض الكوليرا وطرق الوقاية والعلاج.

وبيّن أن الكوليرا “تأتي عادةً على شكل جائحة لأن العدوى تكون جماعية فمصدرها واحد إما عن طريق المياه  الملوثة أو الخضار والأغذية”.

وأوضح أنه “من أكثر الأسباب التي تؤدي لانتشار المرض تلوث الأغذية بمياه الصرف الصحي، وكذلك تلوث المياه الجوفية التي تختلط بهذه المياه، وهو ما يتسبب بإسهال شديد وحاد لدى المصاب -قد يصل إلى 30 مرة في اليوم- الأمر الذي يؤدي إلى تعرضه للجفاف”.

أشار الطبيب أن الكوليرا مرض قديم وليس بمستجد، ويمكن السيطرة عليه إذا ما تم علاجه بالطريقة السليمة ومداومة المريض على أخذ الأدوية الموصوفة له، إلى جانب غسل الأيدي وتعقيم الأطعمة بشكل مستمر.

  1. “الفرات” فقد عذوبته:

 أظهرت التحاليل وجود البكتيريا المسؤولة عن الكوليرا في مياه نهر الفرات “نتيجة انحسار مياه النهر وتراجع منسوبه بشكل كبير وتحوله في كثير من المناطق إلى مستنقعات، فضلًا عن تلوث الخضراوات المروية بمياهه بالجراثيم”، وفق ما صرّح الرئيس المشترك لهيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية “جوان مصطفى” خلال مؤتمر صحفي عقده في 21 من أيلول/سبتمبر الماضي.

وتحتجز السلطات التركية كميات أكبر من المعتاد في السدود التي أنشأتها على مجرى نهر الفرات قبل بلوغه سوريا، ما فاقم من تراجع غزارة مياهه، وهذا بدوره تسبّب بزيادة نسبة تلوثها بسبب مياه الصرف الصحي التي تصبّ فيه، والتلوث النفطي في المناطق الغنية بآبار النفط.

كما أدّت عوامل عدة من بينها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن التغيّر المناخي، إلى تراجع منسوب مياه النهر ليصل إلى أدنى مستوياته، بعدما كان يفيض سنوياً عند هطول الأمطار الغزيرة.

ورغم تلوثه يعتمد أكثر من خمسة ملايين نسمة في سوريا على نهر الفرات كمصدر رئيس للحصول على مياه الشرب، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

أدى النزاع السوري المستمر منذ ما يزيد عن عقد من الزمن إلى تدمير البنى التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي، إذ تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه، ونصف محطات الضخ، وثلث خزانات المياه، بحسب الأمم المتحدة، ما أجبر الأهالي على اللجوء إلى آليات تكيّف سلبية مثل تغيير ممارسات النظافة، وحلول غير خاضعة لأدنى مقومات الأمان والرقابة.

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة

تصريح الأستاذ نصرالدين إبراهيم لفضائية Kurdistan24 Kurmanci حول الحوار الكردي – الكردي

في لقاءٍ مع فضائية Kurdistan24 Kurmanci حول الحوار الكردي – الكردي في سوريا  بعد مرور أربع سنوات على انطلاقته برعاية دولية ولأول مرة في روجآفاي كردستان دون تحقيق أي تقدم إلى الآن …  أكد الأستاذ نصرالدين إبراهيم سكرتير حزبنا الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) وعضو وفد أحزاب الوحدة الوطنية PYNK المفاوض  في هذا السياق أنه منذ سنتين لم تعقد أية لقاءات بين وفد PYNK ووفد المجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS  , ولا توجد إلى الآن أية مبادرات لانطلاقها مجدداً .

كما أشار الرفيق سكرتير الحزب أنه خلال لقائهم مع المبعوث الأمريكي الجديد لم يتم التطرق إلى مسألة الحوار الكردي – الكردي , ولا مع وفد المجلس الوطني الكردي . مؤكداً في الوقت ذاته أن ليس بالإمكان اتهام طرف واحد بعينه بأنه سبب تعثر المفاوضات .

في نهاية تصريحه أشار الأستاذ نصرالدين إبراهيم أنه لحماية المكتسبات القومية للشعب الكردي و ووجوده في روجآفاي كردستان لا بد لكل طرف أن يقدم التنازلات في سبيل انجاح هذا الحوار الاستراتيجي .

The post تصريح الأستاذ نصرالدين إبراهيم لفضائية Kurdistan24 Kurmanci حول الحوار الكردي – الكردي appeared first on الــبــارتــي – P A R T Î.

 

​ 

المصدر: الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

هيئة التحقيق وجمع الادلة بـ”جرائم داعش” تعلن تسجيل آلاف القضايا بينها القتل والاغتصاب

%d8%a7%d9%8a%d8%b2%d8%af%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d9%86%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b4%d9%86%d9%83%d8%a7%d9%84-2014

أعلنت هيئة التحقيق وجمع الادلة والوثائق في دهوك بإقليم كردستان، تسجيل آلاف القضايا ضد تنظيم داعش خلال اجتياحه المناطق العراقية عام 2014.

وقال نيجيرفان سليمان المتحدث باسم هيئة التحقيق وجمع الادلة في دهوك لوكالة شفق نيوز، إن “الجهد المشترك للهيئة والفريق الدولي الخاص بالتحقيق في جرائم داعش (يونيتاد) والحكومة الاتحادية أسهم في تسجيل خمسة آلاف قضية في 90 ألف جريمة ارتكبها تنظيم داعش خلال اجتياحه لمناطق في العراق عام 2014”.

وأوضح، أن “هذه الجرائم تمثلت في الاغتصاب والبغاء والاسترقاق والاستعباد والقتل والتعذيب وغيرها من الجرائم”.

وأكد سليمان، ان “عمل التحقيق مستمر في جمع الادلة وان الفريق المشترك بحاجة الى وقت اكثر للتحقيق كون جرائم داعش ذات طابع دولي”.

وتسبب هجوم “داعش” على المدن العراقية في عام 2014 بقتل الآلاف وتهجير مئات الآلاف من مناطق سكناهم، حيث قتل في قضاء سنجار (شنكال) لوحده 1293 شخصاً واختطف 6417 شخصاً بينهم نساء ورجال من الديانة الإيزيدية، تمكن 3530 منهم من الفرار من قبضة التنظيم على مراحل خلال السنوات بعد عام 2014، وفق قائم مقام قضاء سنجار علي آغا في بيان له مطلع أغسطس/آب الجاري.

انطلاق مؤتمر دولي للآثار والتراث في أربيل بإقليم كردستان

أعلنت وزارة البلديات والسياحة في حكومة إقليم كردستان، الأحد، انطلاق مؤتمر دولي للآثار والتراث بالمشاركة مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO) بهدف تنمية قطاع الآثار.

وجاء في بيان للوزارة، أن المؤتمر انطلق في أربيل بحضور وزير البلديات والسياحة ساسان عوني تحت عنوان الالفية الثانية في كردستان العراق نتائج جديدة ورؤى جديدة.

واوضح البيان ان المؤتمر يعقد بالمشاركة بين المديرية العامة للآثار والتراث في الوزارة والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO) ويشارك فيه عدد كبير من الآثاريين الكردستانيين والمعاهد والجامعات الأوروبية ويهدف لتنمية قطاع الآثار ويقدم خلاله اكثر من 16 موضوعاً وبحثاً علمياً ونتائج الحفر والتنقيب الأثري وخصوصا تلك الأماكن الأثرية التي تم اكتشافها والعمل مستمر في بعضها حاليا.

وأشار البيان إلى أن هذا المؤتمر العلمي هو واحد من أهداف واهتمامات حكومة اقليم كردستان بهذا القطاع، لافتا الى ان وزارة البلديات والسياحة تريد عن طريق مثل هذه المؤتمرات والمشاريع والبحوث العلمي أن تنمي قطاع الآثار وتتعامل معه كقطاع مهم.