المجلس العام للإدارة الذاتية يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والواقع الخدمي

عقد المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الأربعاء، جلسته الاستثنائية رقم /81/ ، وذلك بحضور الهيئة الرئاسية للمجلس العام وأمينة أوسي (مستشارة المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) وأعضاء المجلس العام في الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا.

وذكر المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان أن الجلسة “تمحورت بالنقاش حول وضع الشعب في شمال وشرق سوريا وتحسين الواقع الخدمي وسبل تطويره وأهمية دور المجالس التشريعية في شمال وشرق سوريا”.

وبحسب البيان اختتمت الجلسة بعدة مخرجات أبرزها:
– زيادة مخصصات الخبز لكل فرد بنسبة 25% ومضاعفة المخالفات التموينية على الجودة والوزن وفق الاحصائيات المقدمة من الإدارة العامة للإحصاء خلال شهر من تاريخه.
– زيادة مخصصات الزراعة المروية من مادة المازوت بنسبة 20% وتحسين الجودة.
– توزيع مخصصات السيارات بشكل شهري وليس بشكل أسبوعي أو نصف شهري كما هو عليه حالياً.
– توزيع غاز البوتان المنزلي بشكل شهري وليس كل ثلاثة أشهر كما هو عليه حالياً.
– تشديد الرقابة التموينية ومنع الاحتكار ومراقبة أسعار الأدوية وأجور الأطباء والمشافي.
– اختيار ذوي الكفاءات العلمية لإدارة الأجهزة الرقابية.
– تشديد الرقابة الأمنية والقضائية للحد من انتشار المخدرات.
– الحد من صلاحيات شركة تطوير المجتمع الزراعي وشركة نيروز وإخضاعها للرقابة والمتابعة.
– إصلاح الطرقات العامة.
– الحد من الهجرة من خلال توفير فرص العمل ودعم المشاريع الصغيرة.
– التركيز على المتابعة والإشراف من المجالس التشريعية والمجلس العام ومحاسبة الفاسدين.
– تشكيل لجان من المجالس التشريعية في الإدارات الذاتية والمدنية لمتابعة أعمال دائرة المحروقات والمطاحن والأفران وتقديم تقاريرها خلال شهر من تاريخه.
– تكليف هيئة المالية بإجراء دراسة لزيادة الرواتب والأجور للعاملين في الإدارة الذاتية بما يتوافق مع الموازنة العامة.

السلطات التركية تعتقل سبعة شبان بينهم مواطنان كرديان في مدينة عفرين

اعتقلت ماتسمى ب “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي، مساء الإثنين تاريخ 31 7 2023 ، مواطنين كرديين وخمسة مستوطنين من الشبان على طريق السرفيس بحي الأشرفية في مدينة عفرين المحتلة .

وكانت دورية للشرطة العسكرية قامت بتفتيش هويات السكان على طريق السرفيس، واعتقلت شابيْن كرد هما:
1- “كمال محي الدين” من أهالي قرية جولاقا 22 عاما ، ويسكن قرب خزان المياه في حي الأشرفية.
2- ”عمر علي” من أهالي قرية معراته، يبلغ من 25 عاما،

وافرج عنه بعد أن دفع ذويه 500 دولار كفدية .

كما اعتقلت الشرطة العسكرية خمسة شبان من أبناء المستوطنين .

– وفي سياق متصل ، أقدمت الاستخـ.ـبـ.ـارات التركية برفقة الشرطة العسكرية يوم الاحد تاريخ 30 7 2023 على اعتقال مواطنين من أهالي قرية بعدينا وهما كل من :

1 – حميد حميد كنجو
2 – سعيد عبدو عثمان
وتم اعتقالهما دون أسباب تذكر وأقتادوهما إلى جهة مجهولة ولايزال مصيرهما مجهولا حتى الأن،

وطالب عناصر الشرطة العسكرية من ذوي كل واحد من المعتقلين فدية مالية مقداره” 700″ دولار أمريكي لقاء إطلاق سراحهم.

– أطلقت الشرطة العسكرية سراح المواطن “صبحي الحسين” بعد أن دفع مبلغ 2500 دولار، وأُجبر على كتابة عقد آجار لمنزله لمدة ست أشهر على أن يستلمه بعد انتهاء المدة.

والمواطن “حسين” أصله من بلدة تل ضمان ومقيم بمدينة عفرين منذ سنوات عديدة، ويسكن في منزل مستأجر قرب حديقة الأشرفية، بعد أن فقد منزله إثر إنشاء القاعدة العسكرية التركية، في شارع الفيل بحي الأشرفية، وعندما طالب به اُعتقل بتاريخ 28 يوليو 2023، بتهمة التخابر مع النظام السوري.

– وأما المواطن “علي نواف عبد العزيز /40/ عاماً- كان يعمل حلاقاً”، تم اعتقاله من منزله منذ قرابة شهرين، واقتيد إلى سجن أعزاز بتهمة ملفّقة، إلى أن أُطلق سراحه في 28 7 2023 ، بعد دفع ذويه لـ/5/ آلاف دولار بين رشاوي وغرامات مالية”فديات” .

منظمة حقوق الانسان عفرين- سوريا

تحرير الشام” تنفذ حكم الجلد بحق طفل عمره 12 عامًا بتهمة تهريب الدخان من عفرين إلى إدلب

نفذت هيئة تحرير الشام حكم الجلد بحق طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، بتهمة تهريب سجائر ومواد تبغية من مدينة عفرين إلى منطقة إدلب.

وأشارت المصادر إلى أن الهيئة قامت بتنفيذ الحكم بعد إدانة الطفل بتهمة القيام بأعمال تهريب تنافي القوانين المفروضة في المنطقة، وذلك بعد اعتقاله من قبل إحدى دورياتها.

https://youtu.be/g2Zp-Wh6vLo

تضاف هذه الجريمة لسجل الهيئة ومختلف الميليشيات المدعومة من تركيا، بما في ذلك القتل غير القانوني والتعذيب والاعتقال التعسفي للمدنيين، اضافة الى تجنيد الأطفال للقتال والاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن هذه الجماعات المنفلتة ارتكبت جرائم ضد المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي على المناطق المدنية واستخدام الأسلحة غير المشروعة. وقد أثرت هذه الانتهاكات بشكل كبير على المدنيين الأبرياء وزادت من معاناتهم في ظل النزاع المستمر.

يجب أن تُعَد هذه الانتهاكات جزءًا من التحقيقات الدولية حول الجرائم ضد الإنسانية في سوريا ومحاسبة المسؤولين عنها. إن السعي لإحقاق العدالة والمساواة لضحايا هذه الانتهاكات يعد أمرًا حيويًا لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

مجلس مقاطعة قامشلو يحيي أربعينية يسرى درويش وليمان شويش وفرات دانيال

نظم مجلس مقاطعة قامشلو، مراسم أربعينية الشهداء يسرى درويش وليمان شويش وفرات دانيال الذين استشهدوا أثر هجوم تركي استهدفهم على الطريق الواصل بين مدينة قامشلو وناحية تربسبيه بالقرب من قرية تل شعير في ٢٠ من الشهر المنصرم أثناء قيامهم بجولة عمل على مجالس المقاطعة.
أقيمت مراسيم الإحياء في كل من مقبرة السريان بمدينة قامشلو ومقبرة الشهيد إسماعيل في عامودا ، وشارك بالمراسم، الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة ومجلس عوائل الشهداء والعشرات من الأهالي.
بدأت المراسم بدقيقة صمت عل أرواح الشهداء، تلتها كلمات باسم الإدارة الذاتية، أثنت جميعها على دور الشهداء وتعهدت بالسير على خطاهم حتى الرمق الأخير لتحقيق ما استشهدوا في سبيله.

المصدر: الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة

لوزان.. التنديدُ وحدهُ غير كافٍ – طلال محمد

24 تموز عام 1923؛ تاريخٌ مشؤومٌ بالنسبةِ إلى الشعبِ الكُردي؛ ففيه تم التوقيعُ على معاهدةِ “لوزان” التي بموجبها قُسّمَ الكردُ واُلحقوا بأربع دولٍ هي تركيا والعراق وسوريا وإيران، لتكونَ هذه المعاهدةُ واحدةً من أقوى الطعناتِ التي استهدفت الجسدَ الكُردستانيّ خلالَ القرن الماضي، وذلك بمشاركةِ دولٍ كانت تتقاسمُ النفوذَ وقتذاك، رغمَ أن بعضاً منها كانت قد وعدت الشعبَ الكُردي، خداعاً ونفاقاً، بالدعمِ والمؤازرةِ لنيلِ الحريّةِ والانتشالِ من مستنقعِ الاستبدادِ والاضطهاد، بيدَ أنه في السياسةِ لا مكانَ للعواطف، ولا مكانَ للوعودِ الحقيقية، ولا مكانَ لانتظار الحقوقِ من أحدٍ دونِ عمل.. وحدها المنافعُ التي قد تتغيّر أساليب تحقيقها، هي البوصلةُ في هذا الشأن.
نعم، يجوزُ لنا أن نطلقَ عليها اسم “المؤامرة” وهي كذلك حقاً، طالما بِفعِلها تبعثرت أحلامُ وأجسادُ شعبٍ كاملٍ هنا وهناك؛ بين أربعِ ديكتاتورياتٍ تنافست في ابتكارِ طرقِ القمعِ والاستبداد؛ بين ديكتاتورياتٍ لم تنجز شيئاً ذا صيتٍ مثلما أنجزت في إطارِ صناعةِ الكبتِ والخوفِ والقتلِ والاعتقال.. إنها “مؤامرةٌ” لأنَ الدولَ التي نسجت خيوطها ووقّعت عليها، ظلّت صامتةً حيال ما اقترفتهُ هذه الديكتاتورياتُ من ويلاتٍ ومآسٍ، ضدَّ الشعب الكردي، طيلةَ قرنٍ كاملٍ، دون أن تنطقَ بكلمةٍ من قواميسها التي تحمل أسماءً برّاقةً مثل “الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان”.
لكن، هل هذه هي المؤامرةُ الوحيدةُ التي تعرّضَ لها الكردُ قديماً وحديثاً؟ بالطبع، لا. بل عشرات المؤامراتِ إن أردنا إحصاءها؛ فما سببُ تكرارِ هذه المؤامرات؟ بالتأكيد، سيكون ضرباً في الدجلِ إن أعدنا السببَ إلى “لعنةٍ سماوية”!، أو إن قلنا إن العالمَ ناقمٌ على هذا الشعب لسببٍ أو لآخر! ثمةَ سببٌ رئيسيٌ متكرّرٌ معروف؛ وهو الانقسامُ الداخلي؛ إذ كان هذا الانقسامُ على الدوامِ سبباً أساسياً من أسبابِ نجاحِ هذه المؤامرات، ولولا توفّر هذا السبب، لربما فشلت معظم هذه المؤامرات أو لعلها لم تكن لتُنسجَ أصلاً.. فلماذا لا نستفيدُ من التجاربِ والتاريخ؟ وإلى متى سنبقى على هذه الحال؟ ألم يئن الأوانُ كي نعرفَ أن “انقسامنا” هو أحدُ أسبابِ مظلوميتنا ومآسينا ومعاناتنا؟
في الحقيقة، لا شيءَ يخدمُ العدوّ مثلما يخدمهُ الانقسامُ الداخليُّ الذي يجعلُ الجسدَ أشلاءً، فيظنُّ كلُّ شلوٍ أنه على حقٍّ وأن الآخرَ على باطل، ولأنَ قوّةَ الجسدِ ككلٍّ مرهونةٌ بقوةِ الترابطِ بين أعضاءه وأشلاءه، فإن الأعداء دائماً ما يسعونَ إلى استغلالِ أيّ ثغرةٍ من شأنها فكَّ هذا الترابط أو إضعافهِ، بما يتيحُ لهم فرصةَ الانقضاضِ على أعضاءِ هذا الجسد، عضواً تلو عضو، إلى حين التهام الجسدِ ككل.. من دونِ شك، هذا الطرحُ بديهيٌّ وواضحٌ جداً، لكن رغمَ بداهتهِ ووضوحهِ، ورغمَ تكراره المؤلم في التاريخِ الكُردي، إلا أنه لا يزالُ سائداً في الواقعِ الكردي حتى اللحظة.
التنديدُ وحدهُ غيرُ كافٍ؛ وإعلانُ المظلوميّةِ وحدهُ غيرُ كافٍ؛ وحدها اليقظةُ ومعرفةُ الأسبابِ ومعالجتها قد تجدي نفعاً؛ فمعاهدةُ (لوزان) أو شبيهاتها لا يمكن أن تتوقّف، مالم تكن هناك يقظةً كرديّةً موحّدةً قادرةً على سدِّ الطريقَ أمام أيِّ مؤامرةٍ أو اتفاقيّةٍ في هذا الشأن، ولكي تتوّلدَ مثل هذه اليقظة، لابدَّ من مفارقةِ الخلافاتِ البينيّة، والوقوفِ بخضوعٍ أمام رايةِ المصلحة العليا التي هي القضية الكردية، فهذه القضيةُ ليست قضيةَ كرديٍّ دون آخر، أو قضيةَ طرفٍ كرديٍّ دون آخر، إنما هي قضيةُ الجسدِ الكُردي بجميعِ أعضاءه وأشلاءه، هذا الجسدُ الذي التهمتهُ (لوزان) طيلةَ قرنٍ كامل؛ هذا الجسدُ الذي ينتظرُ من أعضاءهِ الوحدةَ والتكاتف، كي يتحرّرَ ويرى النورَ من جديد.

 

وثيقة هامة في تاريخ كرد سوريا – بير رستم

إعتراف رئيس الدولة بالحقوق الكردية المشروعة.

الأستاذ بلال حسن وفي الحلقة (15) من شهادته يدلي بتصريح جد مهم وخطير ليس فقط بخصوص الكرد وحقوقهم في سوريا، بل وكذلك في عموم الشأن السياسي السوري حيث يتحدث عن دوره في الذهاب إلى القصر الرئاسي ومطالبة القصر بلقاء مع وفد كردي من قبل رئيس الجمهورية وذلك بعيد ما سمي ب”الحركة التصحيحية” وفعلاً يحصل على موعد للقاء الرئيس أحمد الخطيب والذي كان عينه الأسد رئيساً مؤقتاً من 18 تشرين الثاني 1970 لغاية 22 شباط 1971م وذلك لحين تسوية الأوضاع لنفسه لاستلام المنصب وفعلاً يتم تشكيل الوفد من كل من السيد بلال نفسه والشاعر الكردي المعروف؛ جيكرخوين والراحل عزيز داوي وشخصان آخرين من الطلبة ويذهب الوفد للقاء الرئيس حاملاً مذكرة بالمظلومية الكردية ومطالبهم، ويتم استقبالهم من قبل الخطيب بود وحفاوة كبيرين.

وبعد الاستماع للمذكرة -طبعاً المذكرة تقدم باسم الحزب الديمقراطي الكردي (والذي عرف فيما بعد بالتقدمي)- والتي يقرؤوها داوي، يقول الخطيب؛ بأن المذكرة قد كتبت بخوف وأن لو كانت ظروفكم أحسن لكتبت بشكل أعمق حيث نحن ظلمناكم كثيراً ولكن كانت لنا أسبابنا حيث لنا خوف كبير من الجزيرة ولو قدرتم أن تطمؤنونا بخصوص نوايا المنطقة وتخرجوا الخوف من قلوبنا فأنتم بقدرنا أصحاب هذا البلد ولكم من الحقوق ما لنا وهكذا فلو أزلتم هذا الخوف ف”بجرة قلم نعطيكم كامل حقوقكم قانونياً”، فأنتم قدمتم الكثير من التضحيات.. ثم يطلب من الوفد الكردي أن يذهبوا ويكتبوا مذكرة جديدة شاملة بكامل مطالبهم وحقوقهم ويعودوا يلتقوا من جديد لمناقشة كافة القضايا والمواضيع.

لكن وللأسف وبعد خروج الوفد من قصر الرئاسة ولقاء الرئيس ورغم محاولتهم تشكيل وفد يضم كل من طرفي الحركة الكردية الباقيين؛ جماعة صلاح بدرالدين أو ما كان يسمى باليسار وكذلك البارزانيين أو ما كانت تسمى بالقيادة المرحلية أو المؤقتة، فإن المساعي بتشكيل وفد مشترك يفشل ويذهب وفد من أحد الفريقين الباقيين (لا يكشف عنه السيد بلال) إلى القصر الرئاسي ليقول؛ بأن من أتى سابقاً لا يمثل الكرد ولكن لا يتم استقبالهم من قبل الخطيب، بل من قبل ضابط بالقصر وبأمر من الرئيس طبعاً وبعد أن يجدوا بأن الكرد غير موحدين ولا كلمة لهم يتم صرف الوفد ودون اللقاء مع الرئيس.

كما أن الخطيب نفسه سيغادر القصر بعد أن تكون الأمور أستقرت للأسد ويحاول السيد بلال حسن أن يلتقي بالرئيس الجديد؛ الأسد لتقديم المذكرة ولكن يتم صرفه مع دفعة بالصدر من قبل ضابط استخباراتي من أمام قصر الجكهورية فيرسل المذكرة عن طريق البريد إلى حافظ الأسد ولكن دون أن يتلقى أي إجابة على البريد والمذكرة وهكذا تطوى صفحة أخرى من تاريخ نضال شعبنا وتصبح فيه حقوقه المشروعة قرباناً على مذبح الصراعات الحزبية الكردية والعقلية البعثية العروبية الشوفينية لتكون سوريا كلها وليس فقط الكرد مع مرحلة تعتبر الأسوأ في تاريخها حيث القمع والاستبداد البوليسي الأمني في ديكتاتورية الرعب الأسدية.

– وإليكم رابط تصريح السيد بلال حسن بخصوص لقاء الوفد الكردي مع الخطيب

 

محاكمة الواقع في رواية ( شيء ما في المستنقع ) للأديب قصي الشيخ عسكر – جمعة عبدالله

المتن الروائي يمتلك براعة في اسلوب التقنية الفنية  بالصياغة الفكرية , في الخيال  الخلاق , وهو يبتكر اسلوب رواية الخيال العلمي , من تداعيات الزمن الحاضر , تملك دلالة بليغة في خطابها الرمزي المثقل بالمغزى العميق  في استلهام اسطورة طوفان ( نوح ) وسحبها الى الواقع  الحاضر ,  ليدق  ناقوس الخطر بالتحذير بالطوفان الثاني القادم , إذا لم يتعظ الواقع من عبر ودروس الطوفان الاول , بهذه النظرة  البصيرية الثاقبة , بأن الطوفان الثاني سيكون أكثر فداحة اذا لم تتغير عقلية المجتمع والمتسلطين عليه في عبثهم في في الخراب والحروب  , إذا لم يتخلص الواقع من الفنتازيا  التي تتحكم به ,  والحدث السردي في الاتجاه ألاسلوب الخيال العلمي في الرواية    يمتلك وجاهة هادفة في الرؤية البصيرية من مديات الواقع المأزوم  , منصات   السردي الروائي اعتمدت السرعة والتكثيف في دراماتيكية  الاحداث المتصاعدة نحو الذروة  القصوى , وهو يدلل عمق  الازمة التي تجتاح الواقع , الذي  بمخمط  الحقيقة والحرية , وبالتالي  يؤديان الى ضياع الواقع والانسان معاً , هذه رمزية المستنقع ,  وهي رمزية الواقع المقطع الأطراف والأجزاء ,  ويتحرك بدون عقل أو رأس  , هذه الرؤية الفكرية التي اشتغل عليها الأستاذ الروائي قصي الشيخ عسكر في رواية ( شيء ما في المستنقع ) في أسلوبها الخيالي الخلاق , في احداث تمتلك البعد الاجتماعي والسياسي والنفسي , والغوص  في دلالاتها العميقة  , والحدث السردي يتطرق الى وجود جثة طافية على سطح المستنقع مقطعة الاجزاء أو بقايا من جثة , بلارأس , وبلا اطراف  ويعطيها ابعاد فكرية عميقة الدلالة , والبحث  داخل المستنقع لتجميع بقايا الجثة طافية على جرفه , بشكل  مختلف عن روايات فرانكشتاين المتنوعة  , ليس في تجميع اجزاء من جثث الموتى من المقابر أو من الحوادث العاصفة , من اجل خلق المسخ للقتل والاجرام والانتقام . في هذه الرواية يكون الأمر مختلف جداً بأن هدف تجميع بقايا الجثة لشخص نفسه , ليعيد حقوقه المسلوبة , في الحرية , ليعيد وجه الحقيقة  الضائعة في ركام الزمن او في المستنقع الذي يرمز الى الواقع القائم   , وشخصية بطل الرواية   يقوم  بدور البصير في التنبؤ في  الأحداث القادمة , لكنه يتهم بالاجرام والقتل ويقدم إلى المحكمة على جرمٍ لم يقترفه  , بما يدلل بأن عدالة القضاء  ناقصة مبتورة , كأنها  تحاول ان تخلق التهم بشتى انواعها وتفرضها عليه  , كأنها تحكم  على جندي عائد من الحرب منكسراً ومهزماً ومحبطاً, يحاكم على خيبته واحباطه وانكساره , هذا الواقع المأساوي في الأزمة الانسانية الضاربة في الأعماق الواقع  , يرى الامور بالمقلوب  ويتهم  بالتمرد والخيانة , وبذلك وجوده  يشكل خطراً على المجتمع والأمن والنظام  , وعليه تقديمه الى المحاكمة , بالتهم ,  بأنه يختلق الاكاذيب في وسوسة عقول الناس ,  . وحين يدق ناقوس الخطر بالطوفان القادم , يتهم بالفوضى وتغيير النظام , ويقدم الى المحكمة بقضية اجرام خطير,  وتجري المحاكمة بهذا الشكل ( الدفاع : يرفع يده معترضاً . سيدي القاضي  ارفض ان يوجه الى موكلي سؤال يخص حياته السابقة , حيث كان يعاني من مرض ,
الادعاء : لكنك لم تكتفِ بذلك قطعت شجرة قديمة
المتهم : كنت أهيئ نفسي للطوفان
الادعاء : لو كان ما تقوله صحيحاً فلم اخترت شجرة ترجع إلى الطوفان الأول ؟
الدفاع : يرفع يده معترضاً . سيدي القاضي لا يحاسب الإنسان على المصادفات
القاضي : الاعتراض مرفوض ) ص80 . كما قوبل بعاصفة من الضحك في المحكمة  حينما قال المتهم , بأنه كان يبحث عن جثته في المستنقع .
                 ×× مسرح الاحداث والطوفان :
طفل فقد ابيه غرقاً فتولت الام تربيته برعاية حنان الام , وتعليمه على  الذكاء والفطنة والبصيرة في الحياة , وكانت قلقة جداً على حياته من العواقب الوخيمة ( أخشى ان خرجت ألا تعود ابداً .
– أني ابحث ابحث عن شيء حلمت به ولا اتذكره
 قالت يائسة :
 – حاول ان تتذكر قبل أن تخرج ) ص6 . فكانت تناوشه الهواجس , التي تضجع راحته في الحلم واليقظة , لهذا يخرج كل ليلة صوب المستنقع , كأنه يفتش عن شيء مفقود منه , رغم تحذيرات الأم بعدم الذهاب ليلاً الى المستنقع , لكنه يخالف رأي أمه ويصر على الذهاب والتفتيش في ماء المستنقع , يأخذه هاجس الحلم الى المستنقع ( جذبه طريق طويل تحف جانبيه اشجار الصفصاف , ثم يلتصق بمستنقع عند أول منعطف , ظل يمشي محاولاً التذكر , غير منتبه الى النقيق وغناء الطيور , كانت أحاسيسه تتمثل في عينيه وهما تتابعان النهر ويخطوان  برجليه وسط الأشجار الكثيفة   , استوقفه شيء ما بالقرب من الجرف  بقعة ضحلة راكدة بدأ الشيء  الغامض ثياباً للوهلة الاولى , ثم تبين بعض جثة تطفو في الماء على صدرها ) ص6 . ثم تبين بقايا جثة بلا رأس , بلا أطراف , وسحبها الجرف , لكن بدأت الحيرة والارتباك تأكل عقله بالهواجس القلقة , كيف وجد بقايا جثة ؟ وكيف عثر عليها ؟ ربما يتهم بالاجرام والقتل , ماذا سيقول الناس عنه ؟ ربما بأنه هو القاتل والمجرم , ماذا سيخلق الانطباع عند الناس بالأقاويل عن إنسان وجد بقايا جثة , وربما تنسحب اقاويل الناس على أمه بالسوء , وخاصة أنها رفضت الزواج بعد موت زوجها غرقاً , وقد تقدم  إليها الكثير  بطلب الزواج , لكنها كانت تصر بعناد , بحجة رعاية طفلها , يشعر  انه في حيرة وتخبط في قراره , كأن الحلم الذي كان يراوده , يجده في اليقظة ماثل أمامه  . وعليه  ان يقول الحقيقة أمام الناس بدون كذب  ومراوغة , ان يكون حذراً في خطواته  , حتى لا يقع في مأزق  ( أتخذ تدابير احتراز بعد أن صنع زورقاً لا يشبه الزوارق الراسية على الجرف , وهدفه ان ينزل الى المستنقع من غير ان يعرفه الاخرين بذلك ) ص47 . لكنه وقع في المحظور وانتشر خبر بقايا الجثة بين الناس ,بعدما سحب الجثة الى غرفته واخفائها , وقدم إلى المحكمة بتهمة القتل والاجرام ( القاضي : ماذا تقول في التهمة الموجهة إليك  ؟
 – الدفاع : سيدي , أن موكلي أصم وأعمى وأبكم
– القاضي : مع ذلك يجب أن لا نتجاوز على الإجراءات التقليدية ) ص59 .  بدأ يشعر بأنه غريب عن المجتمع , والقضاء والنظام ,  يترصدون به , لايقاعه في الفخ , ولا يمكن تغيير عقلية المجتمع بأنه ليس قاتل , ولم يسمع نصيحة الآخرين بعدم تصادم مع المجتمع  ( – اسمع ياولدي , حينما كنت في سنك فكرت بالتغيير , فقد كان كل شيء رتيباً , اردت ان احرك الرتابة فاختفيت , كان الخطأ بعدئذ غير متعمد فبدلاً ان تحدث قفزة  أصبحت أسطورة  ولغز ) ص74 .
لكن الغرابة في امر بقايا الجثة , انه كلما اكتشف  جزء من بقايا  الجثة ,  فقد جزءاً من  جسمه . ,  هو  يحاول جاهداً   تمزيق ستارة القضاء  والقانون  ويكشف الأخطاء  الجسيمة ضد الزمن والانسان  ,فبدلاً من مناقشة  رؤيته الفكرية بالطوفان القادم   , يتهم بالاجرام وخيانة الوطن , وحتى لو كانت بقايا الجثة  هي جثته ( الادعاء : ألم يكن تعرف ان اخفاء جثة مهما كانت محظوراً ؟
المتهم : لكنها جثتي
الدفاع : ( يرفع يده ) سيدي القاضي ما دامت الجثة تابعة له , فلا يحق لاي شخص ان يحاسبه
القاضي : القانون ينص على عموم الجثث , كان على المتهم أن يخبر عنها . الاعتراض مرفوض ) ص81 . ثم تضاف الى لائحة الاتهامات اشياء اخرى تصب في  الاعتراض على القانون والقضاء والنظام  , وهو بمثابة  التحريض على الدولة في المطالبة بالتغيير  ( الادعاء : ماهي دوافع خروجك في الليل ؟
– المتهم : كنت ابحث عن جثتي
  ( ضحك وهرج في القاعة , القاضي يدق بمطرقته )
الادعاء : هل وجدت جثتك ؟
– المتهم : عثرت عليها مجزأة , لا أعرف من قتلني ؟ . وكيف سقطت ؟ مع ذلك قبلت حكماً في اليقظة , ونزلت عنه الى حكم النوم , ثم دفنت الجثة في غرفتي ) ص82 . ويستدعي للمحكمة شهادة الأم لتقول مبررة فعله ( – الام : يحاول ان يجمع أشلاء جثته ويفكر بالطوفان  ) ص84 . ثم تستدعي الى  المحكمة شهادة إمرأة ( الدفاع : هل لكِ ان توضحي الامر ؟ .
– المرأة : في البدء عثر على الوسط ثم القدمين واليدين والرأس
– الدفاع : هل تأكدتِ انها جثته ؟
– المرأة : نعم ) ص85.
لكن وقع المحظور وما كان ينادي به ويحذر منه  , من الطوفان الثاني سيكون أفدح من الطوفان الأول , سيهلك كل شيء , ولم يترك أي شيء لم  يصبه الخراب العام , فقد اشتعلت الحرائق والنيران في كل مكان ( كان يرى ألسنة النار تلتهم الشبابيك  والأشجار الارصنة  , الدخان يتصاعد فتنشر في الأفق روائح كريهة ) ص91 , ولكن بعد الحرائق   تعود جثته  اليه  , يعود ابيه الغريق الى الحياة , تزوجت أمه بعد ما كانت تصر بعناد على رفض فكرة الزواج , اما هو فكان يجدف إلى عمق المستنقع , منتظراً ان تنحسر النار ويعود من جديد . وهذا يدل بأن الحياة لن تموت مهما طال الزمن , فلابد ان تنبعث مجدداً من رمادها .

مفكّرة أمّي حين تنطق- قصّة قصيرة- نارين عمر

تتذكّرُ كيف كانت تعجّ رأس والديها بأسئلتها الممزوجة بالثّرثرة وهي تشاهد الشريط الهاضم لحفلة زفافهما:
” لم لا تعانق صورتها وصورة إخوتها بهجة الاحتفال؟ لماذا لم تظهر هي في الشّريط المصوّر كغيرها من المدعوين والحاضرين؟ لماذا لم تتمتّع بلذّة الرّقص وبهجة الاحتفال، وتنعم بأطايب الطّعام والشّراب؟ وتزداد ثورة وفورة أعصاب حين يأتي ردّهما كسهم يصيب الهدف:
“كنتِ تمارسين طقوس الّلعب مع رفاق الحارة، ولم نرد اختراق طقوسك”. فتبدأ بإنشاد تراتيل بكائها ونحيبها، ما أجبر الوالدين على الاستعانة بالمصوّر ليتفنّن في أخيلة موهبته، ويخرق صورتها في الشّريط المصوّر، ويدعها تبرق قاعة الحفل رقصاً وابتهاجاً.
ما عادت الطّفلة صغيرة، نفحات الصّبا تزنّر كيانها بالغنج والدّلال، تكلّلها بتاج الأميرة في كرنفال الرّبيع. كبرت الطّفلة وبراعم الخجل تثمر على شفتيها وجبينِها وهي تهزّ الرّأس:
“يا للطّفولة وعالمها! يا للطّفل وأعاجيب تخيّلاته! لم كنت أفعل ما أفعله؟ كيف كانت ثريّا مفكّرتي تتبعثر فوق ثرى انتفاضتي وثورتي؟ ولماذا كنت أبحر في مزاح والديّ وكأنّه الحقيقة المطلقة؟”
كلمات ابنتي الصّبيّة المنثورة في صخب صديقاتها المعبّأ بالضّحكات والابتسامات كانت توقظ فيّ طيور أيّام تتخطّى أعوامها عتبَة الأربعين وصناديق أمّي البديلة عن الخزائن ترفرف حولي في زمن يكرّر ذاته كما تكرّر البضائع التّالفة، فتولد الشّباب المتجدّد.
تصدح بتغريدها في مسمعيّ أمّي كلّ يوم والطّفولة كابنتي تفترش لي أخيلة تسَع الزّمن والزّمان:
“أمّي! ما أزالُ أتذكّر يوم زفافك والفرَس الأبيض يتمختر طرباً مع بهاء وشموخ أبي الذي ينطّ من الفَرَس كحمامة تتماوج الفرح نهراً، يحتويك كعصفورة على جناحيه، ثمّ يأمر الفرَس بالانثناء وأداء مراسم الاستقبال، وبحركة لا يتقنها إلا فارس الفرسان ينصبك أميرة على القلب والخاطر والفرَس الأكثر ابتهاجاً يزيد من جرعات تمختره والنّاس المحتفلون يسيرون خلفهم يرقصون، ويغنّون.
كانت تبتسم لي وهي تبقي دموعها النّاشفة أصلاً في قاع حلْقها: “نعم حبيبتي، كم أنت ذكيّة ونبيهة! أنا سعيدة لأنك تتذكّرين تفاصيل ذلك اليوم بدقّة متناهية”. وتظلّ تثني على حديثي الذي أصيب بآفة التّكرار والملل وكأنّها تسمعها لأوّل مرّة وهي تخفي غصّات ألم تكاد تسكت القلب والخاطر.
كنت أنطلق مع أفق تخيّلاتها دون أن أعلم أنّها تصوّب نحو قلبها وخاطرها بعشرات القنابل التي أراد لها مبتكرها أن تحيي البشَر والكائنات، فأغار عليها بعضهم وبها أبادوا كائنات حيّة وجامدة في غمضة عين.
نعم، أذكّرها بأبي الذي كان لها الزّوج الحبيب والحبيب الزّوج ولكنّ الموت الذي سلب القلب والخاطر منذ تشكّله الجنينيّ فاجأهم بشبحه المبكر، فساق عمرها نحو غروب أبديّ المنْبَت والفيضان.
صناديق أمّي الثّلاثة كانت تشكّل في غرفتِها زاوية قائمة الأضلاع. صندوق تغفو فيه ثيابها المزركشة، بديعة الألوان والأشكال، وأغطية رأس من الكِتّان النّقيّ الأبيض كبياض أحلام طفولتي وابنتي مخصّرة بخرزات ربيعيّة الألوان والأطياف أضربت عن تزيين جسدها وقامتها بها بعد رحيل أبي. صندوق آخر يدفن في عبّه أوراقاً تخصّ الزّوج والعائلة وأسلحة كانت صمّام الأمان للرّجل وإن كان فارساً هيّاباً، بل وصفة من صفات شهامته ورجولته. وحده ذلك الصّندوق المنقوش بهندسة فسيفسائيّة لامس بالي وحسّي، الصّندوق المرصّع جوفاً بسلاسل ذهبيّة متطابقة البناء والبنية، يقال لكلّ قطعة منها ليرة ذهب، تتوسّطها ليرة كبيرة تسمّى في عرف النّساء والشّعراء “واسطة العقْد”.
سلاسل معظم النّساء كانت مقيّدة بحبّات محار متعدّدة الألوان، ليرات أمّي كانت معقودة بالذّهب الخالص لأنّ حبيبها الزّوج كان يهبها في كلّ مناسبة عقداً، ويعزّ عليه ألا تكون من الذّهب كلّها.
شكْلة ذهب مجبولة من محارتين سماويّتين، وأخرى من خلاصةِ الذّهب وثالثتها تزيّن الشَّعر الأسود المتماوج في غرّة تلاطف سواد العينين. ثلاثة مثلها من أشكال الحَلَق، وجموع من الخزامى تروق للأنف فتمنحه الجمال والبهاء.
الصّناديق لم تكن مجرّد صناديق خشبيّة مرصّعة بأبهى أنواع الزّينة، بل كانت بمثابة هالات تتعطّر بعبق المحبّة والعشق المولّدِين من قلبَيهما اللذين ما يزالان يتدفّقان بأناشيد عشّاق توالدوا وتكاثروا من مدرستيهما البستان والرّوض.
رحل أبي وبقيت الصّناديق مكاحل عطر تسقي ذاكرة أمّي بثيابه وقدّاحته النّاريّة وعلبة دخانه التي ما تزال تتنفّس الشّباب والعنفوان بها تعطّر مسامات حنينها إليه بنسائم عطفه ودفء حنانه . رحلت أمّي دُفِنَت بعدها الصّناديق، ولم نعد نتلامسها إلا كسراب في رمضاء الخاطر والنّفس.
……………………………………..

*- كانت هذه القصّة من القصص الفائزة بمسابقة الأديبة رولا حسينات للقصّة القصيرة التي أقامها الكيان الأدبي وجُمِعت في كتاب ورقيّ بعنان “حواتيت حواء” عام 2017
* القصّة منشورة في المجموعة القصصية التي طبعت وصدرت هذا العام في دار النخبة للطباعة والنشر في القاهرة/ مصر

Read More