أمريكا تفرض عقوبات على ميليشيات سورية مسؤولة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في عفرين بشمال سوريا

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم عقوبات على اثنتين من الميليشيات السورية المسلحة وثلاثة من قادتها، وذلك بسبب ضلوعهم في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد السكان الأكراد في منطقة عفرين بشمال سوريا.

وتشمل العقوبات أيضا شركة لبيع السيارات يملكها أحد القادة.

والميليشيات التي تم فرض العقوبات عليها بحسب بيان لوزارة الخزانة هي:

لواء سليمان شاه: هي ميليشيا مسلحة معارضة للحكومة السورية وجزء من الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة السورية المعارضة. ينشط لواء سليمان شاه في منطقة عفرين بشمال سوريا، حيث يمارس سيطرة كبيرة على السكان المدنيين. وتقوم الميليشيا بعمليات خطف وابتزاز السكان المحليين. كما استهدفت الميليشيا سكان عفرين الأكراد، حيث يتعرض العديد منهم للمضايقة والاختطاف وغيرها من الانتهاكات حتى يضطروا إلى ترك منازلهم أو دفع فدية كبيرة مقابل إعادة ممتلكاتهم أو أفراد أسرهم.

فرقة حمزة: هي ميليشيا مسلحة معارضة أخرى تنشط في شمال سوريا. وقد شاركت الفرقة في عمليات اختطاف وسرقة الممتلكات والتعذيب. كما تدير الفرقة مراكز احتجاز تحتجز فيها الأشخاص الذين قامت باختطافهم لفترات طويلة. وخلال فترة احتجازهم، يتم احتجاز الضحايا كرهائن، وغالبا ما يتعرضون للاعتداء الجنسي على يد مقاتلي فرقة حمزة.

أما القادة الذين تم فرض العقوبات عليهم فهم:

  • محمد حسين الجاسم (أبو عمشة)، وهو قائد لواء سليمان شاه.
  • وليد حسين الجاسم، وهو شقيق أبو أعمشة الأصغر ومسؤول رفيع في اللواء.
  • سيف بولاد أبو بكر، وهو قائد فرقة حمزة.

وتنص العقوبات على تجميد جميع الأصول والممتلكات التي تملكها هذه الشخصيات أو تسيطر عليها في الولايات المتحدة، كما يحظر على الأشخاص الأمريكيين التعامل معها.

وتأتي هذه الإجراءات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894، الذي يسمح بفرض عقوبات على الأشخاص الذين تتخذ أفعالهم أو سياساتهم تهديداً للسلام والأمن والاستقرار أو للوحدة الإقليمية لسوريا، أو الذين يرتكب أي منهم انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان

ضبط كميات من المخدرات والأسلحة في منبج وريفها

قامت قوات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي – شمال وشرق سوريا، ليلة أمس الأربعاء 16 أغسطس / آب و حتى ساعات الفجر من تاريخ اليوم الخميس 17 أغسطس / آب، بمداهمة أماكن متفرقة ضمن مدينة منبج وريفها لإلقاء القبض على المتورطين في تجارة و تروج و بيع المخدرات و المتوارين عن الأنظار.

وقالت الآساييش في بيان “تمكنت قواتنا من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين اللذين يعملون على استهداف أبناء شعبنا عن طريق المخدرات، وضبطت كميات من المواد المخدرة بالإضافة لبعض الأسلحة التي كانت بحوزتهم”.

 

كركوك تواكب مراحل تطور كتابة الأدب الكردي

كركوك / رزكار شواني
اقامت مكتبة كاريز الثقافي في كركوك ندوة للبروفسور الدكتور ازاد عبدالواحد رئيس قسم اللغة الكردية في جامعة كركوك ، بحضور عدد من النخب الثقافية. فيما أدار الندوة الكاتب والصحفي طارق كاريزي.

وسلط البروفيسور الدكتور آزاد عبدالواحد خلال الندوة عن مراحل تطور وكتابة الادب الكردي في كردستان ، ومن ثم شارك قسم من الحضور بابداء ملاحظاتهم واستفساراتهم حول فحوی الندوة.
يذكر ان البروفيسور د. آزاد عبدالواحد كان له دور في تأسيس قسم اللغة الكردية في جامعة( جرمو )في قضاء جمجمال وجامعة كركوك وفتح فيهما دراسات الماجستير للغة الكردية.

المصدر: المسرى

مقتل مدني برصاص قوات النظام السوري بمحافظة إدلب

محمد سعيد الخديجة، من أبناء مدينة معرة النعمان بريف محافظة إدلب الجنوبي، قُتل برصاص عناصر قوات النظام السوري بعد اقتحام منزله في الحي الشمالي من مدينة معرة النعمان، في 14-8-2023، وذلك إثر انتقاده تردي الخدمات في المدينة وسوء معاملة الأهالي العائدين للمدينة من قبل عناصر قوات النظام السوري، حيث قامت قوات النظام السوري باقتحام منزله والاعتداء عليه بالضرب بحراب البنادق ومن ثم إطلاق الرصاص عليه وقتله.

تنوه الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن الضحية كان قد غادر المدينة إثر الحملة العسكرية التي سيطرت قوات النظام السوري بموجبها على المدينة في 29-1-2023، وتنقل منذ مغادرته بين ريف حلب الشمالي، ومدينة حماة، وكان قد عاد إلى منزله في مدينة معرة النعمان قبل ستة أشهر بعد تصريحات النظام السوري بتأمين عودة الأهالي للمدينة.

كما تشير الشبكة السورية إلى قيام قوى الأمن بمنع ذويه من دفنه حتى توقيع وثيقة تصرح أنه قد توفي بسبب جلطة قلبية.

تخضع المنطقة لسيطرة قوات النظام السوري وتُشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنّ قوات النظام السوري قد ارتكبت انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان عبر عملية القتل، ويجب محاسبة مرتكبي الانتهاك.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

وفد من قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا يهنئ بالذكرى 77 لتأسيس الديمقراطي الكوردستاني

بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب الديقمراطي الكوردستاني الشقيق،

وبالتزامن مع ميلاد السيد الرئيس مسعود بارزاني، زار وفد من قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا (PDK-S)

برئاسة سكرتير الحزب محمد إسماعيل، وسعيد عمر عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب العلاقات الوطنية للحزب في كوردستان

يوم الاثنين 16 / 8 / 2023 م  المكتب السياسي للحزب الشقيق،  وقد اُستقبل الوفد من قبل الإخوة فاضل ميراني مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي، ومحمود محمد الناطق الرسمي للبارتي الشقيق.

وقد نقل وفد الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا تحيات وتهنئة قيادة الحزب وكوادره وجماهيره للحزب الشقيق،

وتمنى لهم دوام التقدم والنجاح بقيادة قائد الأمة الكردية الرئيس مسعود بارزاني،

وسلم الوفد رسالة التهنئة المرسلة للحزب الشقيق باسم اللجنة المركزية للحزب.

اعلام المجلس الوطني الكوردي في سوريا

 أسلوب الحداثة في رواية المهطوان للكاتب رمضان الرواشدة – د. روز اليوسف شعبان

 

تقع الرواية في 107 صفحات، وقد زيّن غلافها لوحة الفنان ياسر وريكات وصمّمها يوسف الصرايرة، وأصدرتها المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، بيروت، 2022.

يروي  عودة، الملقّب بالمهطوان لطوله الفارع وفخامة جثّته ومقاس رجله الفخم، سيرته الحافلة بالنضال، والعذاب والحب والألم والفقدان.  وعودة من حيّ الكركية في قرية راكين، انتمى الى الحزب الشيوعي أثناء تعلمه في الجامعة الأردنيّة وهناك تعرّف على حبيبته سلمى الفلسطينيّة المسيحيّة المولودة في رام الله. أثمر هذا الحبّ عن حمل سلمى، التي عانت من أهلها بسبب خطيئتها، وزوجوها رغما عنها.

شارك عودة في نضال الطلبة ومظاهرتهم ضد ارتفاع سعر الخبز، واعتصامهم في الجامعة، لكن قوات البادية اقتحمت حرم الجامعة وفرقت المعتصمين، ضربت الكثيرين واعتقلت الكثيرين، ومن بين المعتقلين كان عودة، الذي قضى في السجن سنوات ذاق فيها ألوان العذاب..

كما يأتي الراوي على ذكر مظاهرة الناس في عمان رفضا للاحتلال الامريكي للعراق. ومظاهرة أخرى بالكرك بسبب رفع أسعار الخبز، وقد انتهت هذه المظاهرة، بإطلاق الشرطة الرصاص على المتظاهرين وقتل بعضهم، وقتل الشيخ خليل الكركي الذي أحضر بندقيته للانتقام من الشرطة التي قتلت المتظاهرين، وبقيت جثته في الشارع ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وقيل: إن أطباقا طائرة كانت تحوم حول المدينة انتشلت جثته ومضت بها بعيدا، وقيل أن ملائكة بثياب بيضاء هبطوا من السماء وزقوه الى العلى، وما زال الناس يتحدثون عنه الى الآن”. ص 96.

يبين لنا عودة موقفه المناهض لمعاهدة السلام والتطبيع مع اسرائيل:” انتظمت في طابور الصباح الرياضي، بدأ أحد السجناء بالهتاف ونحن نركض ونردّد خلفه.. والله والله.. بدنا نحارب… من هالشارب بدنا نحارب. سألت أحدهم وكان يركض الى جانبي: “عن جد بدنا نحارب؟ بيكفي حرب يا جماعة خلونا نعيش”. ثم نحارب من؟ فقد وقّعنا المعاهدة وزفّونا.. واللي كان كان”. ص 97.

تنتهي الرواية بقرار عودة بالخروج من الحزب، وبموته بسبب المرض الخبيث دون أن يرى ابنه نضال، وقد عبّر عن ندمه الشديد لأنه لم يبحث عن ابنه.

أسلوب السرد في الرواية:

1.           تميّز السرد  “بالرؤية مع”، أو “الرؤية المصاحِبة”: وهي رؤية سرديّة كثيرة الاستخدام، إذ يُعرض العالم التخييليّ من منظور ذاتيّ وداخليّ لشخصيّة روائيّة بِعينها، من دون أن يكون له وجود موضوعيّ ومحايد خارج وعيها. إنّ السارد في هذه الرؤية، على الرغم من كونه قد يعرف أكثر ممّا تعرفه الشخصيّات، إلّا أنّه لا يقدّم لنا أيّ تفسير للأحداث قبل أن تصل الشخصيّات ذاتها إليه. تُحكى الروايات التي من هذا النوع بضمير المتكلم، وبذلك تتطابق شخصيّة السارد مع الشخصيّة الروائيّة.( بوطيّب، 1993، ص. 72-73.). ويستخدم السرد في هذه الرؤية ضميرَي المتكلّم أو الغائب، مع المحافظة على تساوي المعرفة بين السارد والشخصيّة؛( شبيب 2013، ص 117).

كما تميّز السرد بتعدّد الرواة، فتارة يتولّى السرد عودة وهو الشخصيّة المركزية في الرواية، وتارة يكون السرد بضمير الغائب مع انتقال سريع بين الضميرين( المتكلم والغائب) كما في الأمثلة التالية: ذهبت للمجهول وما عاد رآها منذ تلك الأيام،(الغائب) ما مصيرها؟ آه لو أعرف! عشرون سنة مضت أكلت الجدران من لحمي خلال ثلاث منها وأصابني “الدسك” (المتكلم)ص 58.

مثال آخر:” تلك الليلة كان الصحب معه، لكنهم تركوه، تساءل إلى أين يمضون؟ غادر المكان أيضا وفي ذهنه خواطر كثيرة.. تذكّر “نضال”، كيف حاله وأين هو؟ ( السارد بضمير الغائب). آه لو أعرف يا بنيّ أين أنت الآن.. سنوات طويلة محروم من رؤيتك منذ ولدت”( السارد بضمير المتكلّم). ص 58.

تميّز السرد أيضا باستخدام الكاتب تقنيّة الاسترجاع.” والاسترجاع أو “الفلاش باك” ((Flash black هو مصطلح روائيّ حديث، يعني الرجوع بالذاكرة إلى الوراء البعيد أو القريب”.( قاسم، 1984، ص. 54.). الأمثلة التالية تبين لنا الرجوع بالذاكرة الى الوراء البعيد.:” يا ليتني ما رأيت ذلك المشهد في قريتنا راكين.. كانت أختي العنود التي تصغرني تشطف” حوش” منزلنا عند مغيب يوم صيفيّ.. دخلت إحدى الغرف وما كادت تمدّ يدها إلى “كبسة” الكهرباء حتى قذفتها صاعقة مجهولة إلى الطرف المقابل للغرفة، صرخت فهببنا جميعنا باتجاه الصوت صرخت أمي بي: اذهب واحضر “طاسة الرعبة” ص 23.

مثال آخر على الرجوع بالذاكرة الى البعيد:” أخذني أهلي إلى شيخ مغربي معمّر منذ ألف وأربعمائة عام، كان يسكن منطقة “المرج”، وأخبروه أن هذا الفتى لا يزداد وزنه أبدا، فهو نحيل الجسم، ضعيف البنية، قال أحدهم: إنّ أفعى ضخمة دخلت من فمي وهي نائمة في معدتي ومعتصمة في تجاويفي، وتأبى الخروج، وقد عجز حكماء القرية عن إخراجها”. ص 26.

مثال على العودة بالذاكرة الى الماضي القريب:” قال لي غسان:” أريد أن أراك غدا الساعة العاشرة صباحا أمام مدرّج كلية الاقتصاد لأمر هام، فوعدته خيرا وفي الموعد المحدد حضرت. أخذني باتجاه المدرّج، وفي الطريق مدّ يده ودسّ شيئا ما في جيبي الأيسر، استغربت الأمر فقال لي: اقرأ هذا المنشور، وسألتقيك غدا لأناقشك في الأمر. ص 34:” كان المنشور مرؤوسا باسم “طريق الشعب”، قرأته ومزّقته وألقيته في المرحاض. ومنذ ذلك الوقت نظمني غسان في الحزب وابتدأت رحلتي الطويلة المعذّبة”. ص 35.

مظاهر الاغتراب في الرواية:

ظهر في الرواية الاغتراب الذاتي والسياسيّ  في شخصيّة  المطهوان بطل الرواية ، والاغتراب الذاتيّ النفسانيّ هو افتقاد المغزى الذاتيّ والجوهريّ للعمل الذي يؤدّيه الإنسان وما يصاحبه من شعور بالفخر والرضا، وبديهيّ أنّ اختفاء هذه المزايا من العمل الحديث يخلق، هو الآخر، شعورًا بالاغتراب عن النفس.( النوري، 1979، ص. 19). هذه هي الحالة التي يصبح فيها الشخص غير مدرِك، ببساطة، ما يشعر به حقيقة، وما يحبّه ويرفضه، وما يعتقده، وما هو عليه في الواقع.( شتا، 1984، ص. 167). أما الاغتراب السياسي فهو  شعور الفرد بالعجز إزاء الاشتراك في اتّخاذ القرارات السياسيّة، وشعوره بعدم الرضا وعدم الارتياح تجاه القيادة السياسيّة، وبالتالي رغبته في الابتعاد عنها وعن التوجّهات السياسيّة الحكوميّة والنظام السياسيّ برمّته. وهو شعور الفرد بأنّه ليس جزءًا من العمليّة السياسيّة نفسها، وبأنّ صانعي القرارات السياسيّة لا يصنعون له اعتبارًا؛ بمعنى أنّ الفرد يشعر بعدم القدرة على التأثير في المجال السياسيّ؛ إذ هو عاجز عـن إصدار قرارات سياسيّة، وفاقد لمعايير تشكيل نظـام سياسيّ، وفـي المقابـل فإنّه غير مرتاح ولا يشعر بالانتماء لما هو عليه الوضع القائم.( زليخة، 2012، ص. 350).

في الأمثلة التالية نجد اغترابا ذاتيا لدى بطل الرواية:” أجوب المدائن أبحث عن ذاتي، أسأل الطرقات، أسأل الأشجار.. الشوارع.. الكنائس.. المساجد.. أجوب كل المدن القاتلة، كل الوجوه تطاردني، ويطاردني ظلي وقريني، أكتوي بالصلب المقدس.. بالنار وأعود غريبا كما بدأت فطوبى للغرباء طوبى للغرباء”. ص 64-65.

مثال آخر:” لماذا يهجرني ليلي ويعتريني الدوار؟ لماذا يسافر قلبي ويضيع في أعالي البحار، أدور وأبحث في صمتي عن معنى للحبّ والنار. لماذا لا أملك في قلبي سوى حزني وأحلام النهار، متى سيكون الرحيل، متى سيكون الاحتضار؟  متى سيبدأ قلبي رحلة الإبحار؟ متى يا حلوة العينين أبدأ نهاية المشوار؟” ص 74-75.

من المثالين أعلاه نجد أن السارد يعاني من ضياع، يبحث عن ذاته المفقودة.

أما الاغتراب السياسي فيتضح لنا من خلال خروج عودة من الحزب:” فيقول:” لم أعد أنسجم كثيرا معهم، خاصة بعد أن طالب الرفيق الكبير بتحويلي الى لجنة تحقيق بسبب عدم التزامي بالتصويت للقائمة التي شارك بها الحزب في رابطة الكًتّاب، لم أصوت لأنني أعرف أن بعض المرشحين ليسوا من الكُتّاب”. ص 92. ويذكر أيضا جملة تؤكد ندمه على ضياع عمره في الأحزاب فيقول:” أنا من ضيّع بالأحزاب عمره”.ص98.

لقد بدت مظاهر الاغتراب في الرواية  جليّةً في اللغة وفي أسلوب السرد، وذلك من خلال استخدام الكاتب لتيّار الوعي المتمثل بتقنيات الحداثة منها:  الاسترجاع، تعدد الرواة، المناجاة، المونولوج، سيطرة الراوي بضمير المتكلّم (الأنا) واللغة الشعريّة. وقد أتينا على ذكر هذه التقنيات أعلاه.  أما اللغة فقد تميّزت  بالتناص وباستخدام الجمل القصيرة غير المتكاملة، والانتقال السريع من موضوع لآخر، كما تميّزت  بالشعريّة المكثّفة والموحية؛ إذ تصطنع الجُمل القصار، وتحدث نوعًا من الإيقاع الموسيقيّ الذي يُحدِث عند المتلقّي ما يُعرف بالمتعة الفنّيّة.

من الأمثلة على استخدام الجمل القصيرة غير المتكاملة،  ما يلي: “فوجئت بهم هناك.. لم أتوقع.. لم ينسوني خلال هذه السنين، وها هم هنا أيضا.. نضال ما عاد ولا عادت أمه، وأنا الآن أختصر المسافة…

طويل جدا هذا الطريق… وهام أيضا هنا الكلّ متأنق.. بعضهم جالس والآخر واقف ولا شيء يعلو فوق صوتهم.. مفاجأة! أين نضال؟ تساءلت.. لم يجبني أحد غير قلبي، وصاح بكفي.. يكفي… قال كبيرهم: لا بدّ أنّه هو الذي علمهم، أمسكوه.. يا ألله.. وكان ما كان..”. ص 71.

من خلال هذا المثال نجد الجمل المتقطعة، غير المترابطة، الانتقال من موضوع لآخر، وقد كتب عن ذلك بروفيسور غنايم(1991) الذي يرى:” أنّ رواية الحداثة، من ضمنها رواية التيّار، التي يعرّفها غنايم (1992) بأنّها نوع أدبيّ يوظّف تكنيكات عديدة (وليس تكنيكات فحسب) لتصوير الحياة الداخليّة تصويرًا يحاول محاكاة حركة الوعي الداخليّة. في هذه المحاكاة تنكشف دراميّة النفس التي لا تتوقّف، والحركة الموّارة التي تصطرع فيها. لذا لا بد من وجود أساليب تتلاءم مع هذه الحركة، و ذخيرة لغويّة جديدة، لتحمل المهمّة الجديدة الملقاة على عاتقها، التي تتمثّل في تغيير قواعد الحبكة الروائيّة، حيث من المفروض أن يتبع هذا التغيير تغيير في اللغة التي تقدّم هذه الحبكة التي باتت تتبنّى وظيفة أدبيّة في نطاق ما يسمّى بـِ-“القسريّات النوعيّة”.

ومن اللغة الشعرية المكثّفة والموحية التي استخدمها الكاتب:” ما الذي يجعل للمدى أجنحة وللمسافة صهيلا وللقاء أرجوانة دهشة وعيد بهاء؟”. ص 99.

:” في الليل حين يسكن الوجود شبح الأيام الخالية، وحين يطفو مركبنا في بحار الظلم العتية(يسقط الانسان… فريسة الأحزان) أمتطي صهوات خيول جامحة أركض.. أركض”. ص 55.

إجمال: يمكننا اعتبار رواية المهطوان للكاتب رمضان الرواشدة، من روايات الحداثة التي تأثّرت برواية تيار الوعي، وقد  ظهرت فيها تقنيات وأساليب الحداثة، كالاسترجاع وتعدد الرواة والسرد  بالرؤية مع أو الرؤية المصاحبة، واللغة الشعرية والقسريات النوعية التي بدت فيها، كما تميّزت الرواية بوجود الاغتراب الذاتي والسياسيّ في شخصيّة المهطوان. ولعلّ اللافت أيضا في هذه الرواية، استخدام الكاتب عدّة ألوان أدبية كالشعر والخاطرة و السيرة الذاتية والرواية في آن واحد. فهل يمكننا اعتبار هذه الرواية لونا جديدا من رواية الحداثة بحيث تجمع عدّة ألوان أدبية في قالب أدبيّ فنيّ  روائي واحد؟

المراجع:

بوطيّب، عبد العالي (1993)، “مفهوم الرؤية السرديّة في الخطاب الروائيّ”، مجلّة عالم الفكر، الكويت: وزارة الإعلام، مج. 21، ع. 4، أبريل-مايو-يونيو، ص. 32-48.

زليخة، جديدي (2012)، “الاغتراب”، العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، الجزائر: جامعة وادي سوف، ع. 8.

شبيب، سحر (2013)، “البنية السرديّة والخطاب السرديّ في الرواية”، مجلّة دراسات في اللغة العربيّة وآدابها، ع. 14.

شتا، السيّد عليّ (1984)، نظريّة الاغتراب من منظور علم الاجتماع، الرياض: عالم الكتب. ماجستير. إربد: جامعة اليرموك.

غنايم، محمود (1991)، “القسريّات النوعيّة في رواية تيّار الوعي”، مجلّة الكرمل، حيفا: جامعة حيفا، ع. 12.

غنايم، محمود (1992)، تيّار الوعي في الرواية العربيّة الحديثة، بيروت: دار الجيل

قاسم، سيزا (1984)، بناء الرواية: دراسة مقارنة لثلاثيّة نجيب محفوظ، القاهرة: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب.

 

قراءة في المشهد السياسي الكردستاني

إن المشهد السياسي الكردستاني كما أقرؤه وبإيجاز شديد هو التالي؛ جماعتنا في جنوب كردستان (الإقليم) انتقلوا من مرحلة الثورة للثروة ونتيجة صراع القطبين الكرديين هناك ومن يستولي على نفوذ أكبر لم يستطيعا التوافق وتدهورت العلاقات أكثر خاصةً بعد رحيل صمام التنفيس، ونقصد الراحل جلال طالباني ونجاح الديمقراطي الكردستاني في إحداث خلل وانشقاقات داخل صفوف الاتحاد الوطني حيث خروج كتلة التغيير وبعدهم جماعة برهم صالح، مما أضعف الاتحاد ودفعه لعقد تحالف مع كل من جماعة إيران في بغداد من جهة والآبوجيين من جهة أخرى،

وهكذا وجد البارزانيين أنفسهم محشورين في المثلث الحدودي ولم يبقى أمامهم إلا المنفذ التركي وبالتالي ونتيجة تلك الصراعات والبحث عن النفوذ والسيطرة كردستانياً وتغليب المصالح الحزبية والعائلية والشخصية على المصالح الوطنية الكردستانية، فإن الأخير وجد الخلاص والدعم في “الحليف التركي” -أو هكذا توهم- وخاصةً بعد أن خذل الأمريكان والغرب عمومًا البارزانيين في قضية الاستفتاء، مما جعل الآخرين يستقوون عليهم وقد أستغلت تركيا هذا الصراع الحزبي الكردي، وكذلك حصار أربيل من قبل الأطراف الأخرى، لتفرض شروط قاسية أوصلت هذا الأخير لأن تتنازل حتى عن أهم مبادئها القومية لحساب مصالحها الحزبية، كما قلنا في بداية البوست؛ بأن الحركة الكردستانية في باشوري كردستان قد أنتقلت من مرحلة النضال والثورة لمرحلة السلطة والثروة.

وجاءت ساحة روژآڤا لتكون أهم ساحة تشهد الصراع على النفوذ بين الآبوجيين والبارزانيين حيث كل طرف أستخدم أذرعه السياسية وهذا ما دفع لأن يصبح المجلس الوطني الكردي ممثلًا لمصالح الإقليم أو بالأحرى هولير (أربيل) تحديدًا وفي المقابل فإن الإدارة الذاتية تمثل مصالح قنديل ونتيجة صراع العمال الكردستاني مع طغيان الدولة التركية، بات المجلس ومن خلفهم البارزانيين جزء من إستراتيجية تركية لضرب الكردستاني وكانت ساحة روژآڤا والمجلس الوطني أكبر هدية لتركيا في ترسيخ الانقسام الكردي الداخلي وتأجيج الصراعات فيما بين القوى الكردستانية وضرب بعضها ببعض وبالتالي إضعاف الجميع وصولاً لإنهاء القضية وذلك على مبدأ؛ “قتل الثور الأسود يوم قال الثور الأبيض”.

وهكذا دخلنا في منطقة الخطر حيث الاستعانة بالعدو والغاصب على الأخ والشقيق وللأسف تاريخ الحركة الكردية بمختلف فصائلها تزخر بهذه الكوارث والسلوكيات ولا يقتصر على فصيل، بل أغلب فصائلنا وقعت في هذا المحظور وبالأخص الأحزاب الكردستانية الرئيسية حيث استعان الاتحاد بإيران والخمينيين، بينما الديمقراطي ببغداد وصدام في تسعينيات القرن الماضي وذلك عندما اشتدت المعارك بين الطرفين وكذلك العمال الكردستاني نسج علاقات قوية مع النظام السوري وعلى حساب الحركة الكردية في البلد وحتى على حساب الوجود الكردي، ما سبق وذكرناه من تلك العلاقات بين الأطراف الكردستانية وبين القوى والدول الغاصبة، كان بهدف التوضيح عن حجم تلك العلاقات وليس لغاية محاكمة أحد هنا حيث نتركها للتاريخ، ليحكموا كم استفاد منها الكرد مقابل الخسائر والكوارث التي جلبتها تلك العلاقة مع الأنظمة الغاصبة.

وبالتالي ووفقًا لخارطة الصراعات الكردية فإن المجلس الوطني وبحكم إنه جزء من محور هولير (أربيل) كان عليه تنفيذ كل ما تمليه عليها الأخيرة في علاقاتها مع باقي الأطراف والقوى في جغرافية روژآڤا وسوريا عمومًا والتي تحولت لساحة صراع المصالح والأجندات الإقليمية والدولية وخاصةً بعد ما سمي ب”ثورات الربيع العربي” وفعلًا أصبح المجلس وخاصةً في بدايات المرحلة ممثل البارزانية في سوريا وفي علاقتهم بتركيا و الإئتلاف ولكن وبحكم إمكانيات تركيا استطاعت أن تجعل من قادة المجلس وبالأخص المقيمين في تركيا؛ أمثال حكيمو وبرو وعليكو وإخرين عملاء مرتزقة لدى دائرة الحرب الخاصة ويصبحوا ممثلين لسياسات تركيا أكثر ما يمثلوا سياسات هولير والبارزانيين وقد انعكس تجليات ذلك في مؤتمر الحزب -ونقصد الديموقراطي السوري الأخير- حيث فرضت تركيا عبدالحكيم على البارزانيين مرة أخرى.

بالأخير وباختصار شديد نود أن نقول؛ بأن وللأسف فإن طرفي الصراع الكردي في ساحة روژآڤاي كردستان لا يمثلان إرادة شعبنا، بل مصالح الأخوة الكبار في أربيل وقنديل ولكن ما يشفع لجماعة الآبوجيين هو إنهم استطاعوا تحقيق إدارة ذاتية تلبي بعض الطموحات والمكاسب التي يطالب به شعبنا في روژآڤا، بينما الطرف الآخر لم يحقق شيء، بل يخدم خدمات مجانية للغاصب التركي وللإخوان ولو كان استطاع أن ينتزع سلطة المناطق التي أنتزعت من يد الإدارة الذاتية واستلم قيادتها المجلس والبارزانيين لكانت تغيرت الكثير من المعادلات والقراءات السياسية، لكن وللأسف أرتضوا العمالة لتركيا من منطلق حزبي جهوي ومنفعة شخصية، مما أفقدهم أي رمزية نضالية وطنية، بل أوقعهم في فخ العمالة والخيانة وللأسف

بير رستم

اتحاد الإعلام الحر عضواً في الاتحاد الدولي للصحافة العربي

أعلن الاتحاد الدولي للصحافة العربية ومقره بريطانيا والذي يضم عدداً من النقابات الصحفية والاتحادات لدول عربية وشرق أوسطية وأفريقية، ضم اتحاد الإعلام الحر في سوريا كعضو دائم فيه.

وجاءت الموافقة على طلب الانضمام بعد جهد حثيث من قبل اتحاد الإعلام الحر وعامليه، وبعد متابعات مستدامة لمدة تجاوزت الشهرين للحصول على الموافقة والتي تعتبر كاعترافٍ دولي باتحاد الإعلام الحر.

وصرح رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية ناصر السلاموني، أنه تم انضمام اتحاد الإعلام الحر والمتواجد في شمال شرقي سوريا إلى الاتحاد الدولي للصحافة العربية وقد تم عقد بروتوكول انضمام لاتحاد الإعلام الحر والذي سوف يتم تفعيله خلال الأيام القادمة.

وأضاف أن تفعيل البروتوكول سيكون عبارة عن اللوجو الخاص باتحاد الإعلام الحر وكذلك انضمام أعضاءه إلى الاتحاد الدولي للصحافة العربية واعتماد جميع شهادات التدريب الصادرة عن الإعلام الحر لديهم وستكون تلك الشهادات ممهورة بختمهم إلى جانب ختم اتحاد الإعلام الحر.

كما وأصدر السلاموني قراراً بتسمية عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الإعلام الحر (الصحفي حسن ظاظا) نائباً له في سوريا وممثلاً للاتحاد الدولي للصحافة العربية فيها.

رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية ناصر السلاموني

هذا ويضم الاتحاد الدولي للصحافة العربية نقابة الصحفيين الكويتيين ومؤسسة الصحفيين الليبيين ومؤسسة الصحفيين والمثقفين في العراق واتحاد المثقفين العرب ونقابة الصحافة القضائية في موريتانيا واتحاد الصحفيين والإعلاميين الجزائريين.

اتحاد الإعلام الحر 17-8-2023

 

البعث والإسلام السياسي في سوريا.. الانحرافات الأيديولوجية المشتركة

د. سربست نبي أستاذ الفلسفة السياسية – جامعة كويه

لا نعثر في التاريخ أيديولوجيا أشدّ تسويغاً من أيديولوجية البعث، لجهة تبرير وصعود أكثر نظامين توحّشاً في التاريخ وتسلطهما على مجتمعين، واستبدادهما بمصير الملايين من البشر طوال أكثر من نصف قرن. ومع هذا ما تزال المعارضات العربية والإسلاموية (في سوريا والعراق) تستلهم نهج البعث وخطابه في أغلب الأوقات على صعيد الممارسات والمواقف السياسية. ولحدّ الآن لم تعمد المعارضة السورية، التي تزعم الثورة على الطغيان والعبودية إلى مراجعة نقدية لهذا النهج الأيديولوجي للاستبداد. بخلاف ذلك تحاول أن تُبرّأ البعث من النظام وممارساته الاستبدادية، سواء في سوريا أم في العراق، وتوحي بشكل خجول بصلاحية خطابه لمستقبل هذين البلدين. فالمعارضة الطائفية (الشيعية) في العراق برّأت البعث، بعدّها الاستبداد نتاج هيمنة طائفة سنية، في حين أن المعارضة الطائفية (السنية) في سوريا تبرأ اليوم أيديولوجية البعث من استبداد النظام بعدّها الأخير مجرد طغيان طائفي علوي. أيديولوجيا البعث هي أكبر إهانة للثقافة الإنسانية وهي ليست أقلّ انحطاطاً من النازية، إنما هي نتاج مسخ لعلاقة متعة عابرة وعارضة بين النازية واللينينية.

بالعودة إلى أيديولوجية البعث، التي يصفها البعض بأنها علمانية، نلاحظ عندئذ انقساماً عمودياً وأفقياً بين نسقين فيها، النسق السوري (الذي وصف يساراً) واستلهم الخطاب الباطني لزكي الأرسوزي، الأشد تخلفاً ورجعيةً، وحتى تخريفاً من نظيره (النسق العراقي). هذا الأخير عدّ (يمينياً) واستلهم بدوره آراء وأفكار (الشركسي- التركماني) ساطع الحصري، ونظّر له أيضاً الرومي المسيحي المتأسلم ميشيل عفلق.

كان الحصري في شبابه عضواً في حزب (تركيا الفتاة)، الأشدّ تطرفاً في نزعته القومية، قبل أن يستحيل إلى منظّر للعروبة، مخترعاً لنفسه نسباً يمتد إلى العرب العاربة في اليمن. وحين عيّن (مديراً للمعارف) في بغداد دمّر الكثير من الآثار العباسية والأوابد باعتبارها تراث شعوبي. كان الحصريّ سنيّاً متشدداً في وعيه العميق برغم من المظهر العقلاني المهترئ، لخطابه الذي استوحاه من مصطفى كمال أتاتورك. بكل الأحوال هذه هي علمانية البعث عارية إذا أراد البعض أن يفهمها دون كساء، وهذه هي معضلة العروبة، التي أرثي لحالها الآن، وهي ليست معضلة مع العرب، بل مع المستعربين المزايدين على شعوب المنطقة، امثال الحصري وخالد بكداش ومحمد كرد علي، فرسان العروبة المتلونين، الذي شاركوا بهمة وحماسة في رفع شعار (دنيا العروبة) و(سوريا العروبة) وأورثوا البلاد والعباد هذه الأوهام الأيديولوجية، برغم من أصولهم غير العربية وهنا تكمن المفارقة.

ولكن هل البعث كان حزباً علمانياً في نظريته وفي ممارساته السياسية؟ وكيف يكون حزب ما علمانياً وهو في ذات الوقت يبرر أشدّ ممارسات الاستبداد توحشاً وعنصرية؟

يقيناً لا سبيل إلى الديمقراطية من دون علمانية. والعكس صحيح، ليست هنالك علمانية حقيقية من دون الديمقراطية، وهذا ما يفسّر فشل علمانية أتاتورك اللا ديمقراطية، ويفسّر اليوم ديمقراطية أردوغان الملتبسة اللا علمانية. وكلّ من يتبجح بأن البعث كان علمانياً، أو يمكنه أن يكون كذلك، إنما يكشف عن جهل فظيع بالفلسفة العلمانية.

معلوم أن الفكر العلماني الذي يدعو إلى التحييد الإيجابي للدين عن الممارسة السياسية والسلطة، لا يكتف بهذا فحسب، فالعلمانية تطالب بحزم بتجريد السياسية عن جميع النظم السردية والشمولية، ليس الميتافيزيقية فحسب، إنما حتى (الدنيوية) كذلك، ولهذا تعتبر علمانية النظم الشيوعية والنازية ملتبسة إلى حدّ كبير. حيث أنها تنطوي على بنى خلاصية شمولية لا تختلف عن أيّ دين آخر.

بالعودة إلى أيديولوجية البعث، لا نجد أيّ اختلاف بين القائل بـ(الأمة حاملة الرسالة الخالدة) الأمة اللا تاريخية، التي تتخطى الزمان والمكان، والذي يعتقد بأن رسالة الإسلام خالدة، وأن هذا الدين يصلح لكل زمان ومكان. كلتا العقيدتين السرديتين تنطويان على إيمان ميتافيزيقي وخلاصي لا يرقى الشك إليهما، يستلهمان في بنيتهما التنبؤات الخلاصية الآخروية لأسطورة شعب الله المختار. وهذه الأطروحة تلقي بظلالها حتى على الدور الخلاصي، للطبقة المنقذة (البروليتاريا) في السردية الشيوعية، التي مهمتها تتمثل، في نهاية التاريخ، بإنقاذ البشرية من بؤسها، الذي لازم وجودها، وإعادتها إلى فردوسها المفقود، حيث تنعم بالمساواة والعدالة المطلقة. وتحت هذا العنوان أو الغاية المقدسة بررت النظم الشيوعية والستالينية سابقاً كل أشكال الإرهاب والقمع بحق الشعوب والأفراد.

العلمانية، في أبسط تعريف لها، هي فلسفة السلطة الدنيوية، التي تشرعن وجودها، لا بموجب عقيدة أو أيّة سردية ما ورائية، إنما انطلاقاً من الإقرار بسيادة الذوات الحرة، التي تصنع تاريخها دون أيّة وصايا أيديولوجية، سواء سماوية أكانت أم دنيوية، والإقرار بشرعية مصالح تلك الذوات ومساواتها بصرف النظر عن طبيعة إيمانها أو ضميرها الديني أو الأيديولوجي. وتتعارض هذه الفلسفة مع أيّ انحراف للسلطة أو مسعى كي تحتل المجال العام وتطبعه بالطابع الديني أو الثقافي لأية أغلبية عرقية أو دينية/أيديولوجية، كما ترغب المعارضة السورية الإسلامية في فعله.

منذ البداية بررت هذه المعارضة السورية عدائها للعلمانية والحداثة السياسية بالتبجح والادعاء بأن نظم الاستبداد في العالم العربي، ومنها نظام البعث، كان علمانياً. وهم بهذا إنما كانوا يمارسون تضليلاً متعمداً للتنصل من أهم الاستحقاقات الحقيقية والعملية للديمقراطية.

وبالمقابل روّجت لقناعة تقول بإمكان إيجاد نظام ديمقراطي حقيقي في العصر الحديث، غير علماني. وراحت تبشر بمساواة حقيقية بين المواطنين من دون نظام علماني، وبخاصة في مجتمع ينطوي على تعددية مذهبية ودينية، مثل المجتمع السوري أو العراقي، حيث لا سبيل إلى ديمقراطية حقيقية من دون علمنة النظام السياسي والمجال العام. وهنا كمن المأزق الرئيس للعقل السياسي السائد لديها.

من جانب آخر يفصح هذا الفصل بين الديمقراطية والعلمانية عن مفارقة سياسية واجتماعية صارخة في هذين المجتمعين (السوري والعراقي) بين الدعوة لـ علمانية (لا ديمقراطية) تدعو إليها الأقلية عادة وتنتحلها من جهة أولى، وبين ديمقراطية (لا علمانية) تعلنها بصخب الأكثرية الطائفية وتتحمس لها من جهة ثانية. وهذا ما يثير الارتياب العميق لدينا في المزاعم الأيديولوجية والسياسية لدى الطرفين. فحيث يشكل السنة العرب الأغلبية المذهبية السائدة في سوريا فإنهم دعاة ديمقراطية (لا علمانية)، في الوقت الذي هم في العراق دعاة متحمسون لـ علمانية (غير ديمقراطية) بوصفهم أقلية مذهبية. وهذا يكشف عن براغماتية سياسية فاضحة في خطاب العقل الطائفي العربي، حيث ليس هناك مذهب ديني في ذاته أكثر أو أقل ديمقراطية أو علمانية من غيره. وهذا الكلام ينسحب على شيعة العراق وعلويّي السلطة في سوريا، حيث يتبادلون الأدوار السياسية على المنوال ذاته هنا وهناك. فعلويو السلطة في سوريا (وهم أقلية) هم دعاة علمانية، كما يُظهِرون، إلا أن وعيهم بالعلمانية يقوم على رفض الديمقراطية، في حين أن الشيعة (وهم الأكثرية في العراق) يبرزون كدعاة متحمسين لديمقراطية الأغلبية، وهي ديمقراطية غير علمانية، والعكس صحيح بالنسبة لموقف السنة العرب الذين يشكّلون أكثرية في سوريا وأقلية في العراق.

كلاهما يشكلان وجهين لعملة واحدة، وكلاهما ينطلقان من وعيّ طائفي يفصل بين العلمانية والديمقراطية. والحال لا وجود لأحدهما دون الآخر. ومن هنا تبرز القناعة بضرورة التأكيد على العلاقة الجدلية بين المفهومين دون فصل أو انتقائية.

تتمثل هذه المفارقة بصورة صارخة في ازدواجية معايير التعددية والديمقراطية والانتقائية في خطاب المعارضة الإسلامية. فهي حينما تتحدث عن التعددية المذهبية والدينية في سوريا تؤكد القول بأن الأغلبية في سوريا هي من مذهب ودين محددين، وفي هذه الحالة يحسبون الكرد أيضاً ضمن تلك الأغلبية في مواجهة أقلية من المسيحيين والطوائف الأخرى. لكن بالمقابل حينما تتحدث عن التعددية القومية يستعينون بالمسيحيين والطوائف الأخرى للتأكيد على أغلبية عربية بمواجهة الكرد (كأقلية عددية) وللبرهان على ضرورة عروبة سوريا. في الحالتين ينشأ ارتياب سياسي ومعرفي في ديمقراطية الإسلامويين وحديثهم عن التعددية والمدنية.

المعارضة الإسلاموية في سوريا، ليست على استعداد حتى الآن للتخلي عن وعيها الذاتي بوجودها على أنها تمثل الأغلبية، وبالتالي الأحق والأجدر بحكم سوريا والهيمنة عليها وحتى اختزال هويتها في نفسها. هذا ما يبدو لنا الآن على الأقل ويفصح عنه لسان حال نخبتها السياسية. وحتى الليبراليين منهم، الذين في أحوال كثير لا يستطيعون تقدير الذات الجمعية والنظر إليها خارج هذا الأفق.

من الناحية الموضوعية لن يفضي هذا الادعاء إلى أيّ تحوّل تعددي أو تغيير ديمقراطي محتمل في سوريا. ومن ثم يمكن النظر إلى مناوئة هذه المعارضة، لنظام بشار الأسد وأبيه من هذا الموقع فحسب، فهي لا تهدف سوى الإطاحة برأس النظام مع الاحتفاظ بكامل الهيكلية الإدارية للنظام وخطابه الأيديولوجي، الذي أعدّه الدكتاتور الأب وصاغه كي يكسب به الشارع السني، إلى جانبه في الحقبة السابقة. من قبيل هوية الدولة العروبية واعتبار الشريعة الإسلامية إحدى مصادرها الرئيسة. هذا الشكل من المعارضة للنظام اكتسبت منذ البداية طابعاً طائفياً قوامه الكراهية انطلاقاً من مبداً أن منصة الهيمنة والسيادة (السلطة السليبة) اغتصبت وانتزعت من السنة العرب ومصادرة بيد طائفة أخرى غير جديرة بها، لهذا يتعين استردادها والاستحواذ عليها مجدداً.

منذ بداية الانتفاضة السورية رفع المجلس السوري المعارض شعار (الإرهاب الأسدي هو الوحيد في سوريا)، وسعى إلى فرضه على الرأي العام، بغرض تضليل الناس عن الإرهاب الطائفي المضاد، الذي كانت تمارسه الجماعات الجهادية والمتطرفين الذين تسللوا إلى الثورة السورية و حتى هيمنوا عليها أخيراً.

ونتذكر جميعاً إن مثل هذه الإطروحات جاءت في مناخ مشفوعٍ بعربدة سياسية ضد العقل والعقلانية وابتزاز فاشي من جانب البعض، وتصعيد ضد اليسار والعلمانيين والليبراليين، وضد كل من كان ينتقد خطاب المعارضة الإسلامية. ضد كل من كان يدعو إلى الحذر من الانحدار إلى مأزق ثقافة الكراهية والحرب الطائفية، التي أراد لها النظام منذ البداية أن تكون سمة وطابع الانتفاضة السورية. كان هنالك (تشبيح مقلوب أو معكوس) أو إرهاب فكري وسياسي من جانب المعارضة وانتحال مفضوح ومريب من قبلها لدماء الضحايا. كان ثمة إرهاب فكري وسياسي من جانب غوغاء السياسة الجدد، الذين كانوا حتى الأمس القريب مجرد أعوان ومخبرين لدى نظام الاستبداد. وكانوا يريدون أن يتطهروا بالهجوم على اليسار والديمقراطيين وجميع المستنيرين. ومثّل ذلك تمهيداً للانقلاب على كل قيم الثورات في الحرية والمساواة والديمقراطية، وليست قيم الثورة السورية فقط..

بالتناغم مع هذا المناخ اللا عقلاني، الذي كان سائداً، كشف عدد من رموز الثقافة السورية والمعارضة، ممن كنّا نعتقد بأنهم مستنيرين، في تلك الآونة، عن ضيق أفق وتعصب لا يليق إلا بمتطرف يهودي مهووس بيوم السبت. فضحتهم انفعالاتهم الحقيقية ومشاعرهم المقنعة بعبارات فضفاضة عن العقلانية والتسامح. روائح الطائفية الكريهة، التي لا تطاق، كانت تفوح بقوّة من كلماتهم ولا تزال، وجمرة الحقد الطائفي والانتقام تحت ألسنتهم كانت تنبئ بأن الانتفاضة السورية ستنزلق بتهور حقبة الحرب الأهلية. الكراهية الدينية والطائفية كانتا كفن الثورات الحقيقية والانتقام كان هو تابوتها، وأجادت المعارضة السورية الإسلاموية دورها في أن تكون حفّار قبر الانتفاضة التاريخية. وبهذه المكانة كانت شريكة النظام وتشاطره في مسؤولية كل المآسي التي حلّت وتحلّ بالسوريين حتى الآن.

المصدر: إيلاف 

اضطرابات في ريف حلب على خلفية إعتقال الشيخ دحام الخالد من قبل ميليشيا السلطان مراد

تشهد عددة مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي اضطرابات والدعوة لحالة عصيان مدني على خلفية إعتقال الشيخ دحام الخالد من قبل ميليشيا “السلطان مراد”.

وينتمي الشيخ دحام الخالد لقبيلة البوشعبان الزبيدية القحطانية ومعروف بانتقاده الفساد وانتهاكات الفصائل وارتباطهم بتركيا.

ويعود سبب الاعتقال المباشر الى كلمة القاها في لقاء تواجد فيه عدد من قيادات “الجيش الوطني” منهم فهيم عيسى ووفد من الإئتلاف والحكومة المؤقتة وانتقد الشيخ دحام حال التشرذم والفصائلية والتشتت والفساد والانتهاكات مطالبا بمحاسبة كل الممتورطين في تلك الجرائم.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

عبدالحكيم بشار يلتقي بالمجالس المحلية للمجلس الوطني الكردي في عفرين

اجتمع الدكتور عبدالحكيم بشار نائب رئيس الإئتلاف للقوى الثورة والمعارضة السورية مع المجالس المحلية للمجلس الوطني الكوردي في عفرين ونواحيها في مدينة عفرين وبحضور الأستاذ هورو عثمان عضو اللجنة المركزية في عفرين.

وتطرق النقاش حول واقع عفرين بشكل واسع في نقاشات الدكتور مع الجهات المعنية بالملف السوري الإقليمية والدولية و في اجتماعاته داخل الإئتلاف للقوى الثورة والمعارضة السورية وممثلي الفصائل في الإئتلاف حول إنتهاكات والتجاوزات الحاصلة في عفرين وريفها كما استمع إلى الحضور من رؤساء المجالس المحلية للمجلس الوطني الكوردي في عفرين ونواحيهاوأعضائها تطرقوا أيضا إلى واقعهم في قراهم بشكل مفصل مما يتعرضون له

واقترح الدكتور بشار على توثيق تلك الانتهاكات ورفعها له وهو بدوره يرفعه ويناقشه مع الجهات المعنية .

إعلام المجلس الوطني الكوردي

مسار أستانا من «خفض التصعيد» المزعوم إلى تهجير الملايين ومعاداة الكُـرد وقواهم

بعد أن تمكّن الطيران الحربي الروسي وقوات الجيش السوري وحلفائه من الميليشيات وبصفقةٍ مع تركيا من طرد الجماعات المسلّحة وجبهة النصرة من مدينة حلب وجزءٍ من ريفها الشمالي في عام 2016م، وفي المقابل احتلّت تركيا بين آب 2016- شباط 2017م مناطق (أعزاز، الباب، جرابلس) التابعة لمحافظة حلب تحت مسمى «درع الفرات»… ترسّخ التعاون بين روسيا وتركيا عبر مسار أستانا الذي عُقدت جلساته في كازاخستان، بدءاً بجولتها الأولى في 23 يناير/كانون الثاني 2017م، والذي استند إلى تقسيم المناطق السورية الخاضعة لنفوذهما إلى ما سميت بـ»مناطق خفض التصعيد» التي استعاد منها الجيش السوري مساحات واسعة (أرياف دمشق وحمص وحماه ودرعا، ريف حلب الغربي والجنوب الغربي)، بالمقابل احتلّت تركيا منطقة عفرين؛ تلك الصفقات والحروب أفضت إلى تهجير ملايين المدنيين من مناطقهم الأصلية ووقوع عشرات آلاف ضحايا قتلى وجرحى وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة وتدمير الكثير من المناطق الآهلة بالسّكان لتغدو مناطق أشباح خالية من أهاليها، فوقع تغيير ديموغرافي واسع وخطير.

مسار أستانا الذي انعقدت جولاتها بتنسيق وإشراف ما سميت بـ»الدول الضامنة (روسيا، تركيا، إيران)» عملياً رسّخ نفوذ الدول الثلاث وحقّق أجنداتها في سوريا، ويتم استثماره ضد التحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة أمريكا، وكذلك في مساعي وجهود إنهاء وجود ودور قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، اللتان شكّلتا محوراً أساسياً في محادثات جولة أستانا العشرين 20-21/6/2023م التي تم تلخيصها في بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث.

بقراءة بنود البيان الختامي نجد:

مبادئ عليا

أكّدت الدول الثلاث مجدداً على «الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة»، وهي ذاتها التي استباحت أرض وسماء وحدود وبحر سوريا وثرواتها وممتلكاتها، واستهدفت المدنيين، على سبيل المثال القصف التركي لمشفى تل رفعت في 16/6/2023 ولسيارة مدنية للإدارة الذاتية في 20/6/2023م وكذلك القصف الروسي لسوق الخضار في مدينة جسر الشغور بتاريخ 25/6/2023م، بالإضافة إلى أنّ تركيا بُعيد انتهاء انتخاباتها وتشكيل حكومتها قد صعّدت من اعتداءاتها العسكرية ضد مناطق الإدارة الذاتية.

الإرهاب والانفصالية

أعربت عن عزمها على «مواصلة العمل المشترك في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومجابهة الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها»، هنا تخصيص واضح ضد «قسد» والإدارة الذاتية التي تُعدّ حليفاً قوياً على الأرض للتحالف الدولي ضد داعش، وليس لديها توجهات قومية كردية انفصالية مثلما تُتهم بهتاناً، بل تدعو للديمقراطية والإدارات الذاتية لكافة المناطق السورية كشكل من أشكال النظام التعددي اللامركزي في إطار وحدة البلاد، وما هذه التهم إلّا تماهياً مع سياسات حكومة العدالة والتنمية برئاسة أردوغان العدائية ضد الكُـرد وقواهم العسكرية والسياسية في سوريا.

الهدوء في إدلب

دعت الدول الثلاث لـ»تطبيع الوضع في المنطقة خفض التصعيد بإدلب وحوله» و «ضرورة الحفاظ على الهدوء -على الأرض»، رغم أن هذه المنطقة واقعة تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» المصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، فلا تجد تركيا غضاضةً من التعامل معها بهدوء!

الحكم الذاتي

كرر البيان الختامي (رفض جميع المحاولات الرامية لخلق وقائع جديدة «على الأرض»، بما في ذلك عن طريق المبادرات الغير شرعية للحكم الذاتي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، ومجابهة الأجندات الانفصالية الرامية لتقويض وحدة سوريا والتي تهدد الأمن القومي للدول المجاورة)!

تناست الدول الثلاث أن الجيش السوري والجيش الحرّ بعده قد انهزما من مناطق شرق الفرات أمام تنظيم داعش الذي أعلن دولته المزعومة على أراضيها، وتركا الأهالي بين أنياب هذا التنظيم الشرّس، لتضطّر «قسد» والإدارة الذاتية للدفاع عن النفس ومجابهة داعش بدعم التحالف الدولي ودحره في آخر معاقله ببلدة الباغوز في آذار 2019م، ولم تعتدي على الأراضي التركية بطلقةٍ واحدة، بل على العكس شنّت تركيا وميليشياتها السورية المرتزقة حرباً عدوانية شرسة على مناطق «عفرين، كري سبي/تل أبيض، سري كانيه/رأس العين» واحتلّتها تحت مسميي «غصن الزيتون/2018م، نبع السلام/2019م» وتستمرّ في استهداف مناطقها الأخرى بكافة صنوف الأسلحة.

وتناست أيضاً مشاريع وخطط الإسكان الاستيطاني للمستقدمين من المحافظات السورية الأخرى إلى منطقة عفرين وغيرها كوقائع جديدة «على الأرض» تستهدف وجود الكُـرد وترسيخ التغيير الديموغرافي في مناطقهم.

وما يدحض تهمة الانفصالية هو غياب أي مشروع سياسي كردي بخصوصها، وكذلك مكافحة إرهاب داعش وفتح المعابر مع بقية المناطق وقبول الحوار مع حكومة دمشق وكافة القوى الوطنية السورية.

تقديم المساعدات

شددت الدول الثلاث على «ضرورة إزالة العقبات وزيادة المساعدة الإنسانية لكل السوريين في كافة أنحاء البلاد دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة»، بينما تركيا منعت وصول المساعدات المقدّمة من الإدارة الذاتية إلى عفرين وغيرها عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة، وروسيا ترفع الفيتو مراراً ضد دخول المساعدات الأممية إلى محافظة الحسكة وشرق الفرات من معبر تل كوجر/اليعربية مع العراق.

العودة الآمنة

شددت على «ضرورة تيسير العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخليًا إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا… «؛ وهي التي لها دور كبير في إغلاق المعابر بين مختلف المناطق السورية أمام تنقل المدنيين والبضائع وغيرها وبالتالي تمنع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية، وكذلك تركيا تُرحّل عشرات اللاجئين السوريين يومياً قسراً إلى مناطق احتلالها شمالي البلاد، وتبني قرى استيطانية نموذجية لتوطين المستقدمين في المناطق الكردية، ولا تزال الاعتقالات التعسفية ومختلف الانتهاكات والجرائم مستمّرة فيها، حيث يتفشى الفوضى والفلتان.

الانسحاب التركي

أشاد البيان الختامي بالمشاورات التي عُقدت بين نواب وزراء خارجية (روسيا، إيران، سوريا، تركيا) أثناء جولة أستانا الأخيرة، التي تمّ خلالها مناقشة سير تحضير خريطة الطريق لإعادة العلاقات بين تركيا وسوريا، بينما تستبعد أنقرة إخراج قواتها من سوريا على مدى سنوات، وتطالب دمشق مراراً بالانسحاب التركي غير المشروط من سوريا، والذي يشكل المدخل الأساس لأي علاقات عادية مع تركيا- حسب الحكومة السورية. لم تنكشف بَعد ملامح وبنود خريطة الطريق تلك.

إدانة نشاط الدول الأخرى

أدانت الدول الثلاث «نشاط الدول التي تقدم الدعم للعناصر الإرهابية، بما في ذلك دعم مبادرات الحكم الذاتي الغير شرعية شمال شرق سوريا»، في إشارةٍ واضحة إلى دول التحالف الدولي المناهض للإرهاب، أمريكا على وجه الخصوص، في وقتٍ ينحصر فيه نشاطها بدعم «قسد» ضد داعش، ولا تبدي موقفاً سياسياً واضحاً مؤيداً لمشروع الإدارة الذاتية.

القلق

أعربت عن «بالغ قلقها تجاه جميع المضايقات التي تمارسها الجماعات الانفصالية تجاه المدنيين شمال الفرات، بما في ذلك قمع الاحتجاجات السلمية، والتجنيد الإجباري والعنصرية في مجال التعليم، وكذلك القيود المفروضة على النشاط السياسي اتجاه الصحفيين، والحق على التجمع، وحرية التنقل»، وكأن المناطق الأخرى الخاضعة للنظام السوري و»هيئة تحرير الشام» و «الجيش الوطني السوري/الائتلاف» واحات للديمقراطية وحقوق الإنسان! فلم تكن موضع انتقاد الدول الثلاث رغم أنها ترزح تحت القمع والاستبداد وتشهد مختلف الانتهاكات والجرائم.

إنهاء أستانا

على نحوٍ مفاجئ، دعا نائب وزير الخارجية الكازاخستاني كانات توميش إلى اختتام محادثات أستانا، بقوله إن «هدفها قد تحقق»، خاصةً مع عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

بدوره أشار مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف إلى أن «قرار كازاخستان بتأجيل الاجتماعات بشأن سوريا من أستانا جاء كمفاجأة لروسيا وإيران وتركيا».

واتفقت الدول الثلاث على عقد الاجتماع الحادي والعشرين القادم في النصف الثاني لعام 2023م، واختيار المكان لاحقاً.

إغفال وتجنب

تجنّبت الدول الثلاث الحديث في البيان الختامي عن الأوضاع السياسية ومختلف مجالات الحياة المزرية وتبعات أنماط الحكم الاستبدادي والقمعي والديني والفوضوي وتلك المتخمة بالفساد في مناطق سيطرة حلفائها (النظام السوري، هيئة تحرير الشام، الجيش الوطني السوري)، وأغفلت تقييم أوضاع تلك المناطق.

هذا، وتحدث البيان أيضاً عن اللجنة الدستورية المعطّلة والهجمات الاسرائيلية العسكرية المتواصلة على سوريا وتداعيات زلزال 6 شباط والمساعدات الإنسانية والمعتقلين/المختطفين.

لم يُعرف بَعد كيف سيسير التطبيع بين أنقرة ودمشق، في وقتٍ تركز الأولى فيه على معاداة ومحاربة الإدارة الذاتية و «قسد»، بينما تشترط الثانية على الانسحاب التركي من الأراضي السورية، وقد أوضح أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين أن التصريحات التركية حول سيادة سورية ووحدة أراضيها تتنافى مع استمرار احتلالها للأراضي السورية، وتخالف القانون الدولي وأبسط مقومات العلاقات بين الدول.

وإذ أعربت (روسيا، تركيا، إيران) عن «قناعتها أن لا حلّ عسكري للأزمة السورية» في البيان، وفي الذات الوقت الطيران الروسي والقوات التركية تستهدف مواقع الجانب الآخر المناوئ والعشرات من المواقع والمرافق المدنية؛ لا سيّما أنّ الصراع الإقليمي والدولي على وفي سوريا متواصل!

* جريدة الوحـدة – العدد /343/- 14 آب 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

تصريح الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي حول اعتقال برزان حسين وجنيد سيد مجيد

تصريح

اقدمت مجموعة مسلحة ملثمة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) باختطاف الإعلامي برزان حسين عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا والناشط الشبابي جنيد سيد مجيد عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا في بلدة كركي لكي بتاريخ 15 آب 2023.
تأتي هذه الاعتقالات في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الجماهير وانهيار الليرة السورية بشكل لحظي وترتفع معها الأسعار والخدمات وأجور العلاج والأدوية في موازاة الضرائب والاتاوات التي تفرض على المواطنين من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ،

هذا الواقع المزري الذي يعيشه شعبنا يدفع الكثيرين منهم إلى بيع كل ممتلكاتهم للهجرة بحثاً عن الأمان ولقمة العيش، ويفقد الكثيرين منهم حياتهم في البحار والغابات قبل وصولهم لتلك الدول.
تأتي هذه الاعتقالات لترهيب المواطنين وزيادة القبضة الأمنية على رقاب الشعب لمنع أية ردات فعل واحتجاجات جماهيرية قد تحصل.
إن المجلس الوطني الكردي في سوريا يدين بأشد العبارات هذه الاعتقالات الترهيبية بحق الاعلامي برزان حسين والناشط جنيد سيد مجيد ، ويطالب بالإفراج الفوري عنهم . كما ندعو كل منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية للتدخل ومنع هذه الانتهاكات بحق المواطنين والنشطاء.

قامشلو ١٧ ٱب ٢٠٢٣
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي

مقتل مدني من درعا بسبب التعذيب داخل أحد مراكز احتجاز النظام السوري

فرج فؤاد الجاموس، من أبناء مدينة داعل بريف محافظة درعا، يبلغ من العمر 38 عاماً، اعتقلته عناصر قوات النظام السوري في عام 2018، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها أثناء توجهه من مدينة داعل إلى مدينة دمشق، واستطاعت عائلته زيارته للمرة الأخيرة في عام 2022 في سجن صيدنايا بمحافظة ريف دمشق، ومنذ ذلك الوقت تقريباً وهو في عداد المختفين قسرياً؛ نظراً لإنكار النظام السوري احتجازه أو السماح لأحد ولو كان محامياً بزيارته. وفي 7-8-2023، علِمَ ذووه أنَّه مُسجّل في دائرة السجل المدني على أنه قد تُوفي، ولدينا معلومات أنه كان بصحة جيدة عند اعتقاله؛ مما يُرجّح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية.

تؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري لم تُسلِّم جثته لذويه، وهذه ممارسة شائعة عند النظام السوري بعدم تسليم جثث الوفيات داخل مراكز الاحتجاز للغالبية العظمى ممّن يتوفون هناك، بل يقوم بالتخلص من الجثث، وهذا يتم عبر عمليات حرق مدروسة، وكل من لم تُسلَّم جثَّته يُعتبر في عداد المختفين قسرياً.

نؤكد أن قرابة 135481 مواطن سوري لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري، ولدينا تخوف حقيقي على مصيرهم. ونُشير إلى أن قرابة 15039 مواطن سوري قضوا بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

قرأت لكم كتاب الطاوية والفيزياء الحديثة من تأليف فريتجوف كابرا – ومن 313 صفحة /طبعة 1999 م / اعداد خالد علوكة

وص161  نقرأ – (وقع التجربة الصافية يدل على انه لامكان بلا زمان ولازمان بلا مكان ، إنهما متواشجان . في رأيي أن حدس الصوفية الشرقية بوعي الزمان هو أحد الاسباب الرئيسية لماذا تبدو نظراتها في الطبيعة أكثر مطابقة للنظرات العلمية الحديثة من نظرات فلاسفة الاغريق . ومن جهة اخرى فأن الفلسفات الشرقية هي فلسفات مكانية زمانية ، وبالتالي فإن حدسهم غالبا مايأتي قريبا جدا من الاراء عن الطبيعة التي تشتمل عليها النظريات النسبية الحديثة ).

وص172 – ( يؤمن الصوفيون إنهم يستطيعون فعلاً اختبار المرحلة الزمنية للمكان الزمان كاملة حيث لايتدفق الزمان ابدا. وهكذا يقول دوجن استاذ الزن :

الاغلبية يؤمنون بان الزمان يمر، والواقع انه يمكث حيث هو .إن فكرة المرور قد تسمى الزمن ، ولكنها فكرة خاطئة ، لانه حالما يراها المرء تمر مروراً ، فانه لايستطيع أن يفهم  أنها تمكث حيث هي . ويقول غوفندا { الرؤية مرتبطة مع مكان ذي بعد عال لذلك لازمان لها } …)

وص173 – ( وبالمقابل يؤكد الصوفيون الشرقيون انه في الزمان المتعالي يتخطون ايضا عالم السبب والنتيجة . وحسب كلمات سوامي فيفكانادا: { الزمان والمكان والسببية مثل الزجاج يظهر المطلق من خلاله … في المطلق لايوجد زمان ولامكان ولا سببية }. تبين التقاليد الروحانية الشرقية لاتباعها طرقا شتى للعبور خلف التجربة العادية للزمان لتحرير انفسهم من سلسلة السبب والنتيجة –  من عبودية الكارما كما يقول الهندوس والبوذيون ، لذلك قيل إن الصوفية الشرقية هي التحرر من الزمان وبالمناسبة فان الشئ نفسه يقال عن الفيزياء النسبية ) .

وص176 – ( الهدف المركزي للصوفية الشرقية هي اختبار كل الظاهر في العالم باعتبارها تجليات للواقع المطلق ذاته ، وينظرون لهذا الواقع باعتباره جوهر الكون يخضع ويؤكد كل الاشياء والاحداث التي نراقبها ).

وص 177- ( وقد علم بوذا { ان كل الاشياء المركبة هي غير دائمة وكل الآلام في العالم تنشأ من محاولتنا التمسك بالاشكال الثابتة – الاشياء او الناس او الافكار – بدلا من قبول العالم يتحرك ويتغير }.ويؤكد البوذيون – بانه لايوجد شئ ابدأً يستحق ان تتمسك به – ).

و178 – ( الفيزياء الحديثة تولت ايضا الى ادراك الكون باعتباره شبكة من العلاقات مثل الصوفية الشرقية ، واعترفت بان هذه الشبكة ديناميكية فطرية .)

وص 180- ( الفيزياء الحديثة تصور المادة ليس على انها سلبية وخامدة بل حركة دؤوبة راقصة متذبذبة تقوم البنى النووية والذرية بتحديد نماذج إيقاعها ، وهذه هي ايضا الطريقة التي يرى بها الصوفيون الشرقيون العالم المادي .جميعهم يؤكدون ان الكون يجب ان يفهم ديناميكا وهو يتحرك ويتذبذب ويرقص ).

وص 188 – ( يبدو ان الصوفيون الشرقيين في حالات وعيهم غير العادية وعوا تفسيرالمكان والزمان على المستوى الجهري او الماكروسكوني ، وبالتالي رأوا الاشياء الجهرية او العيانية  بطريقة مشابهة جدا لمفهوم جسيمات مادون الذرة ).

وص203 –( نقرأ عند الآي شنغ : القوانين الطبيعية ليست قوى خارجية للاشياء ، بل تمثل انسجام الحركة المتأصلة فيها ).

وص 206 – ( الكون كله منخرط في نشاط وحركة لاينتهيان في رقص كوني مستمر للطاقة ).

وص221 – ( ولدى الصوفيين الشرقيين نظرة ديناميكية للكون تشبه تلك التي في الفيزياء الحديثة وبالتالي ليس مدهشاً انهم ايضا استخدموا صورة الرقص لينقلوا حدسهم بالطبيعة ).

وص222- ( وحسب نظرية الحقل – معناها: ميكانيكية احصائية عند النقطة الحرجة – فان كل جسيم يقوم فعلا بإداء اغنيته دائما منتجاً نماذج  إيقاعية من الطاقة – الجسيمات الوهمية – وباشكال كثيفة ولطيفة . ان رمز الرقص الكوني وجد تعبيره الاعمق وألاجمل في الهندوسية بصورة الاله الراقص شيفا  ملكاً للراقصين ). **

وص 247 – ( الوصف للهادرونات وتعني – مجموعة جسيمات – في الفيزياء الجسيمية يذكر  بكلمات د.ت. سوزوكي المقتبسة من قبل : لقد ادرك البوذيون الشئ كحادث وليس كشئ اوكجوهر – ).

وص 261 – (حسب كلمات توما الاكويني :  -هناك قانون أبدي معين للفطنة والعقل موجود في عقل الله ويتحكم بالكون كله – هذه الفكرة عن القانون الابدي المقدس للطبيعة اثر تأثيرا عظيما في الفلسفة والعلم الغربيين . كتب ديكارت عن { القوانيين التي وضعها الله في الطبيعة } ، وآمن نيوتن أن الهدف الاسمى لكتابه العلمي تقديم برهان عن { القوانين التي اسبغها الله على الطبيعة } . وفي الفيزياء الحديثة تطور موقف مختلف كل الاختلاف الآن ، لقد توصل العلماء الى رؤية أن كل نظرياتهم عن الظواهر الطبيعية بما في ذلك القوانين التي يضعونها بانها ابداعات العقل البشري ) .

وص 263 –( من الواضح أن نظرة – التعضيد الذاتي – الكاملة الى الطبيعة التي كل ظواهر الكون فيها محددة بالتماسك الذاتي المتبادل تقترب كثيرا من النظرة العالمية الشرقية ، الكون الذي لايقبل التقسيم  . ونقرأ في تاو تي شنغ :

يتبع الانسان قوانين الارض    –

والارض تتبع قوانين  السماء –

والسماء تتبع قوانين الطاو    –

والتاو يتبع قوانين طبيعته الجوهرية – )

وص 264-  ( لايهتم الحكماء الشرقيون عموما بشرح الاشياء ، بل بالحصول على تجربة مباشرة غير عقلية على وحدة كل الاشياء ).

ذلك ان شرح الطبيعة يعني تماما إظهار وحدتها إذ لاوجود لشئ يشرح ، وعنما سئل كاهن توزان الذي كان يزن بعض الكتان – ماهو البوذا؟ قال توزان  – هذا الكتان يوزن ثلاثة أرطال – و تحرير العقل البشري من الكلمات والشروحات هو أحد الاهداف الرئيسية للصوفية الشرقية .

 وتتفق المدارس الاساسية للصوفية الشرقية مع نظرة فلسفة التعضيد الذاتي بأن الكون كلانية متواشجة لايوجد جزء فيه نقول انه اساسي اكثر من ألآخر . اي الشعور بالكل في الواحد وبالواحد بالكل ).

وص 270 – ( إن فكرة أن كل جسم يتضمن كل الجسيمات ألاخرى لم تنشأ في الصوفية الشرقية فقط بل ايضا في الفكر الصوفي الغربي ).

وص273 – (  عن المعرفة كالتي كانت في عقل لاوتزو قبل أكثر من ألفي سنة عندما قال:

  من لايعرف لايتكلم –

 ومن يتكلم  لايعرف -)

وص 277 – نقرأ في الخلاصة ( ان التماثلات بين نظرات الفيزيائيين ونظرات الصوفيين تصبح أكثر بروزا عندما نتذكر التشابهات الاخرى التي توجد على الرغم من مقارباتها المختلفة ، فاولا طريقتها عملية عميقة ، والفيزيائيون يستخلصون معرفتهم من تجاربهم ، والصوفيون من استبصاراتهم التأملية ).

وص278 – (غالبا مايتحدث الصوفيون عن معاناتهم الابعاد العليا التي فيها تتجمع انطباعات من مراكز الوعي المختلفة في كل منسجم ، ويوجد موقف مشابه في الفيزياء الحديثة حيث شكلية المكان والزمان الرباعية الابعاد تطورت فتوحدت المفاهيم والمراقبات المنتمية الى انواع مختلفة في العالم الثلاثي الابعاد . ونقرأ – فانا ارى ان العلم والصوفية مظهران متكاملان للعقل البشري لقدراته العقلانية والحدسية ) .

وص 301 – ( نواجه فرقا من الفروقات الهامة بين العلماء والصوفيين : فالصوفيون عموما لايهتمون بالمعرفة التقريبية ، انهم يهتمون بالمعرفة المطلقة التي تشتمل على فهم الوجود بمجموعته ، والصوفيون يلحون عادة انه لاتوجد ظاهرة مفردة يمكن شرحها شرحا كاملا ، انهم عموما لايهتمون بشرح الاشياء بل بالتجربة المباشرة اللاعقلية لوحدة كل الاشياء ).

وص 302 – (في نقد الطاوية والفيزياء الحديثة نقرأ (فالصوفية في المحافل العلمية ينظر اليها عادة على انها غامضة جداً ومشوشة وسديمية وغير علمية أبداً ، وهذا الرأي خاطئ عن الصوفية فعلاً مؤسف إذ عندما تنظر في النصوص الكلاسيكية للتقاليد الصوفية فترى ان التجربة الصوفية العميقة لاتتسم أبداً بالغموض أو السديمية ، بل بالعكس إنها مرتبطة دائما بالوضوح فالاستعارات النمطية لوصف التجربة هي { إماطة لثام الجهالة } و{ اختراق الضلال } و { تنظيف مرآة العقل } و{ ادراك النور الصافي } و { الوعي الكامل الذي لايجاري } فالتجربة الصوفية تتخطى التحليل العقلي – وتوصف التجربة الصوفية بالتنوير ) .

وص 303- (إن نيوتن تحقق في اشراق حدسي مفاجئ عندما سقطت تفاحة من شجرة ، ان القوة التي شدت التفاحة الى الارض هي القوة ذاتها التي تشد الكواكب نحو الشمس ).

وص304 – (ونقد ينصب في ان الفيزيائيين والصوفيين يتحدثون عن عالمين مختلفين .والآن نظرا لما يقال باعتقادي ان هناك عالماً واحداً فقط . لكن هذا الواقع له مظاهر وابعاد ومستويات كثيرة ، فالفيزيائيون والصوفيين يتعاملون مع مظاهر مختلفة للواقع . فقد استكشف الفيزيائيون مستويات المادة ، والصوفيون مستويات العقل .

ونقد اخر كثيرا ماكان يظهر، يوافق ان الفيزيائين والصوفيين تصدوا لمستويات مختلفة من الواقع ، لكنه يجادل ان الصوفيين في مستوى روحي اعلى يشتمل على المستوى الادنى للظواهر الفيزيائية بينما المستوى الفيزيائي لايشتمل على المستوى الروحي .

آب / 2023م  —– انتهى —–

 

مرور /100/ عام على معاهدة لوزان… الكُـرد يرفضونها

مع حلول العام المائة من عمر توقيع معاهدة لوزان الشهيرة في 24/7/2023م، بين تركيا الكمالية ودول الحلفاء التي انتصرت على السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، تجمّع آلاف الكُـرد في مدينة لوزان السويسرية للتعبير عن رفضهم لتك الاتفاقية التي تمّ بموجبها القضاء على طموحاتهم ومطالبهم العادلة في العيش على أرضهم كردستان التاريخية.

تمّ تنظيم فعاليات عديدة من قبل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK، بدأت صباح 22/7/2023م بتظاهرة جماهيرية كبرى سارت في شوارع لوزان، وعقد مؤتمرٍ في قاعة بيوليو للمؤتمرات بالمدينة على مدار يومي 22-23 تموز تحت عنوان «في الذكرى 100 لمعاهدة لوزان، نحن الكرد وكردستان موجودون في لوزان ونرفض معاهدة لوزان»، بمشاركة حوالي /600/ شخص، من تنظيمات وأحزاب كردستانية عديدة، وأكاديميين وحقوقيين ومثقفين وممثلي مكونات عرقية ودينية مختلفة والنساء.

في اليوم الأول للمؤتمر تمّ عرض أفلام وثائقية، وفي المحور الأول نوقشت نتائج «معاهدة لوزان ونتائجها في كردستان».

وفي اليوم الثاني الجلسة الأولى كانت بعنوان «وضع المرأة ونضالها»، والجلسة الثانية بعنوان «وضع الشعوب الأرمينية والآشورية والكلدانية»، والجلسة الأخيرة بعنوان «مائة عام من النضال ضد نتائج معاهدة لوزان».

وقد عبّرت الأحزاب الكردية والكردستانية الحاضرة في المؤتمر عن آرائها ومواقفها حول معاهدة لوزان، وتتالت آراء ومقترحات المشاركين فيه.

وفي 24 تموز عقد الرئيسان المشتركان للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK أحمد كاراموس وزينب مراد مؤتمراً صحفياً، وأعلنا نتائج المؤتمر عبر بيانٍ ختامي، جاء فيه:

((تناول المؤتمر النتائج السلبية التي خلفتها معاهدة لوزان قبل مئة عام على الشعب الكردي وإنكارها لحقوقه.

كما ناقش المؤتمر الوضع الإقليمي والدولي، مشيراً إلى الواجبات والمسؤوليات ومشدداً على حقوق الشعب الكردستاني وشرعية نضاله.

ودعا المؤتمر تلك الدول الموقعة على المعاهدة، إلى دعم شعبنا لحلّ هذه المسألة التاريخية وليس مساعدة قوى الاحتلال.

كما طُلب من الدول التي جزأت كردستان فيما بينها إلى فسح المجال لحلّ سلمي للقضية الكردية.

وشكر المؤتمر المشاركين وقرر تشكيل لجنة لمتابعة قرارات المؤتمر.

وتم تقديم مقترحات في المؤتمر على المستويات الثلاثة، الداخلية والإقليمية والدولية، واُتخذت قرارات.))- حسب وكالة فرات للأنباء.

لاسيّما وأنه وردت في البيان مطالب ودعوات عديدة على المستويات الثلاثة.

التكاتف والعمل الجماعي

وقد حضر في المؤتمر وفدٌ من حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، وألقى باسمه صلاح علمداري عضو اللجنة السياسية كلمةً، أشار فيها إلى تعرّض الكُـرد على مدار /100/ عام إلى التقسيم وحرمانهم من حقوقهم، واستمرار القتل بحقهم، حيث هجمات الدولة التركية على المناطق الكردية في سوريا متواصلة، علاوةً على احتلالها لـ»عفرين، كري سبي/تل أبيض، سري كانيه/رأس العين».

كما طالبت دائرة أوربا للحزب في بيان خاص بهذه المناسبة، بتصحيح مسار لوزان «عبر تمتين أواصر العيش المشترك والسّلم الأهلي وقبول الآخر ومنح جميع شعوب المنطقة حق العيش بأمان وحرية على أرضها التاريخية»، وأشارت إلى أنّ «تركيا الكمالية منذ نشأتها وحتى الآن من خلال حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان مستمرة في خلق الأزمات وتعميقها… وانتهاج سياسة توسعية اقصائية عدوانية، تسعى من خلالها إلى صهر شعوب المنطقة وخنقها».

ودعت الحركة الكردية بـ»التحلي بروح العمل الجماعي والتكاتف أملاً في تحقيق آمال الشعب الكردي في الحرية والعيش بأمان على أرضه التاريخية كردستان».

* جريدة الوحـدة – العدد /343/- 14 آب 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

شاب في كوباني يطلق النار على عائلته ثم ينتحر

قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون في مدينة كوباني جراء إقدام شخص على إطلاق النار على عائلة زوجته قبل أن يطلق النار على نفسه، وفق ما أفاد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

كاميران إبراهيم بصراوي، البالغ من العمر 37 عاماً. قام بإطلاق النار بشكل غير متوقع على أفراد من عائلته، وقبل أن ينهي مأساته بإطلاق النار على نفسه.

الحادث أسفر عن وفاة مطلق النار اضافة للشاب فواز فتحي بصراوي، البالغ من العمر 37 عاماً، وهو شقيق زوجة مطلق النار، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بالغة. وهم: فتحي مصطفى بصراوي (75 عاماً)، نائلة فتحي بصراوي (50 عاماً)، رولا فوزي بصراوي (21 عاماً).