أردوغان يستجدي الأسد.. “إما أن تأتي لبلدي أو تذهب لبلد ثالث” (فيديو)

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي بواشنطن: “السيد الأسد إما أن تأتي لبلدي أو تذهب لبلد ثالث.. نريد تجاوز مشاعر الخصام والقطيعة”.

وتابع أردوغان أنه أصدر توجيهات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان للقاء الرئيس السوري بشار الأسد للبدء في استعادة العلاقات مع سوريا.

 

أردوغان يزعم دعم الأكراد السوريين وحماية حقوقهم.. “ليست لدينا أية مشكلة مع الأكراد لا في سوريا ولا في العراق”

زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حديث مع مجلة “نيوزويك” الأمريكية، الخميس، أن تركيا تدعم الأكراد السوريين وتحمي حقوقهم مضيفاً أنه ليست لديهم أية مشكلة مع الأكراد لا في سوريا ولا في العراق.

وقال أردوغان، إن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء في الناتو للقوات الكردية في سوريا وتنظيم غولن “بي كي كي/ بي واي دي/ واي بي جي” و”غولن” التي تهدد أمن تركيا، لا يتوافق مع مبادئ الحلف، وفق ما نقلت الأناضول عن المجلة.

وتابع أردوغان “في نهاية المطاف، نحن دولتان حليفتان، قمنا بتطوير علاقة مع بايدن تتعلق بالقضايا التي نتفق عليها ونختلف عليها بين بلدينا، نتحدث عن علاقة تتأرجح بين فترات الهدوء والاضطراب”.

وأضاف “نرغب في الحصول على دعم حلفائنا في الحرب ضد هؤلاء الإرهابيين، ولكننا لا نستطيع أن نرى ذلك بشكل كامل”.

وفيما يتعلق بالملف السوري قال أردوغان “إن الحل لكل هذه الصراعات يكمن عبر وحدة اجتماعية جديدة تقوم على وحدة الأراضي السورية”.

وأكمل: “غايتنا الأساسية أن تكون الأراضي السورية خالية تماما من الإرهاب، وأن تصبح دولة مزدهرة يحكمها السوريون، بدلا من أن تكون ساحة تتصارع فيها القوى الإقليمية والعالمية”.

وفي رده على سؤال حول رؤية تركيا لحل الأزمة السورية والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة أجاب: “نحن الدولة الأكثر تضرراً من الصراع في جارتنا سوريا، الولايات المتحدة لا تدعم الأكراد في سوريا بل تدعم الإرهابيين، نحن ندعم الأكراد السوريين ونحمي حقوقهم”.

وقال إن تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي” يقوم بتنفيذ “أنشطة إرهابية في المنطقة تحت ستار قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وإن التنظيم يضطهد الأكراد السوريين بشكل خاص”.

وتابع: “هؤلاء الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة هم الذين يهددون الأكراد والعرب والتركمان في المنطقة ويطردونهم من أراضيهم”.

وذكر أن تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي” يستخدم الدعم الحاصل عليه من الولايات المتحدة تحت ذريعة “القتال ضد داعش” لمهاجمة تركيا وسوريا.

وزعم أردوغان: “نحن الذين قاتلنا بشكل حقيقي ضد داعش، تركيا الحليف الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي شاركت في قتال متلاحم مع داعش”.

وبيّن: “ليست لدينا أية مشكلة مع الأكراد لا في سوريا ولا في العراق، بل مشكلتنا مع الإرهابيين، نحن قريبون جدًا من حل هذه المشكلة من خلال تحييدهم، وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم إقامة دولة إرهابية في منطقتنا، فهذا محض حلم ولن يتحقق أبدًا”.

وأضاف أردوغان: “سيأتي اليوم الذي يترك ضيوفنا السوريون الحرب وراءهم، ويعودون إلى بلادهم طوعا، سنزيد جهودنا لهذا الغرض”.

ولفت إلى أن بلاده “شهدت لسوء الحظ أساليب وتصرفات لبعض حلفاء الناتو تعقّد مهمة تركيا في حربها على الإرهاب، بدلا من أن تقدم الدعم لها”.

وأكد: “نواصل إبقاء الوضع تحت السيطرة داخل حدودنا وخارجها، وننفذ استراتيجية الحل الخاصة بنا عبر التدخل بالوقت والمستوى المناسبين”.

المصدر: الأناضول

گه لاوێژ ..وفاعلية الإبداع الأدبي

المؤلف:د . ژينۆ عبدالله البرزنجي

القراءة: تكا عز الدين مجيد /خريجة كلية اللغات/قسم اللغة العربية/جامعة السليمانية /٢٠٢٣-٢٠٢٤

كتاب المؤلف والدكتور العزيز  د.ژينۆ عبدالله البرزنجي مثير للجدل والاهتمام  على الرغم من خدمته لجامعة السليمانية واهتمامه لتطوير المستوى الثقافي لجميع الطلاب في كافة مجالات الأدب ونلاحظ لمسات يديه في أغلب الأجناس الأدبية ، وكذلك حاول كثيرا لتقوية العلاقة بين الطالب (الطالبة) والكتب ،ويسعى كثيرا ليعرفنا بالأدباء المشهورين والكتّاب ، ومثالا على ذلك هذا العمل الأدبي (گەلاوێژ ..وفاعلية الإبداع الأدبي) ،الذي فيه يتحدث عن الأديبة والكاتبة والقاصة والسياسية والمناضلة والروائية البارزة المشهورة (گه لاوێژ خان) ، أصبح اليوم موضوع المرأة وأعمالهن تحتل مكانا كبيرا في جميع أنحاء العالم،وهذا دليل على اهتمامهن بتطوير المستوى الثقافي وشعورهن بضرورة تصحيح الأغلاط السابقة وحثهن للدخول في جميع المجالات الأدبية والثقافية ،وعندما ولدت

گه لاوێژ خان في حينها الأوضاع السياسية كانت مساعدة لتنتج منها هذه المرأة  التي هي فريدة من نوعها وولدت في عائلة يسيطر عليها شعور  الكردايتي الجميل

والمؤلف  قام بتوضيح جميع حياتها منذ ولادتها في عام ١٩٣٠ في مدينة الموصل وأبرز لنا جميع الصعوبات والعوائق التي واجهتها في مراحل شيخوختها وحاول أن يبين لنا دورا فاعلا لِ(گه لا وێژ خان) وكذلك زوجها (إبراهيم أحمد) هو الذي يشهد التأريخ على نضاله ومجهوده ومكافحته وطاقته وكل هذه الأسباب جعلت الناس يفتخرون ويعتزون بأنفسهم لأنهم يملكون هذا الشخص داخل المجتمع الكردي ،وانعكست هذه الثقافات على بناتها وأولادها مثل(هيرو ،شاناز،هتاو، ليلوز، كورده،هيفي ،هه لو، هاورى)،

وصهرها (مام جلال) الذي فاز بالحب المثالي وخصوصا عندما أصبح رئيس جمهورية العراق عام (٢٠٠٥) لأنه كان يستحق هذا المنصب وكان صاحب فكرة وإبداع في السياسة وبعد ذلك حاول المؤلف  أن يوضح لنا كل مايختص بهذه الشخصية باللغة العربية  الفصيحة  السهلة والبسيطة ،وأبرز لنا آراء النقاد ومنهم (مصطفى صالح كريم) يقول (بأن هذه المرأة   عبارة عن التضحية والنضال والإبداع،ومن حيث الرواية يقول الأستاذ الدكتور (ظاهر لطيف كريم) (كلٌ منا عندما يقوم بقراءة أعمالها الأدبية تتشكل كتابات الأديبة والروائية گه لاوێژ  من مجموعة من القيم الإنسانية الدالة وهي تتمخض في التأكيد على المحبة والخير وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة والتسامح ،ونبذ المفاهيم السلبية وهدفها تكوين صورة الواقع الاجتماعي والفردي من خلال الصراع  بين الذات والآخر للتأكيد على القيم الإيجابية وخلق رؤى مثالية وبيان كيفية التعامل مع اللهجات المختلفة وتجسيد الأحداث السياسية وبروز دور وفاعلية المرأة ،نموذج على ذلك قصص(كهف الشجعان )و(عابرة سبيل هائمة) فيها تتحدث عن التقلبات السياسية وتأثيرها على المجتمع ،وفي إحدى القصص الطويلة (كنة آته خان) كانت أول تجربة لي لقراءة الأعمال الأدبية للأديبة گه لاوێژ خان وهذه القصة جعلتني أن استمر في قراءة باقي أعمالها ،و د(نيان نوشيروان فؤاد)مع د (ظاهر لطيف كريم )من خلال دراسة سيميائية سردية أبرزوا لنا جدلية (الأنا والآخر ) في قصة (كنة آته خان) ،لأن هذه القصة عبارة عن أهم الاختلافات الثقافية المتباينة بين الشرق والغرب وكيفية تلاؤم الفرد مع المجتمعات المختلفة خصوصا عندما يضطر  الفرد أن يترك بلده ويعيش خارج بلده  لأن گه لاوێژ خان كانت عندها تجربة بسبب الصعوبات التي كانت تواجهها ،فقامت بتوضيح العادات والتقاليد الشرقية والغربية ،بالإضافة إلى هذا حاولت أن تبرز لنا بعض من التصرفات السلبية داخل المجتمع الكردي ومحاولة إصلاحها وكذلك تثبيت الحس القومي والوطني والكردايتي داخل المجتمع الكردي،حاولت  گه لاويژ خان من خلال تنوع الموضوعات واستطاعت أن تجسد حياة سوسيولوجية وسايكولوجية وفكرية بالإضافة إلى محاولتها لتصليح المشكلات.مرة أخرى أريد أن أقدم شكري الجزيل للدكتور (ژينۆ عبدالله البرزنجي) لإعطاء هذا العمل الأدبي الجميل والمفيد وكان له الفضل الكبير لأنه عرفني أكثر على الأديبة العزيزة (گه لاوێژ خان ) وكيفية قراءة وفهم أعمالها الأدبية التي هي فريدة من نوعها ومضامينها،دام قلمك.

 

تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية “غربي كوردستان أولاً”

*ريبر هبون

بمجرد كتابتي للمقدمة وحيازتها على فسحة من الآراء حولها والتي وجدتها متباينة فمن زاعم لخطورة الطرح الذي أقدمه وآخر يدعوني للتفريق بين الطرف السياسي الذي أضر بالقضية والآخر المتماسك إلى حد ما والملتزم بالقضية القومية، تيقنت مدى حالة اغتراب الروجآفائي عن المشهد المتصل بجغرافيته، وقد تربى جمهور الطرفين الأبوجي والبارزاني على اتهام بعضيهما ولعقود بأنهم ضد القضية الكوردية ، ذلك طبيعي بسبب الدماء التي أسيلت من الطرفين في حروب الاقتتال ، فلا يمكن اعتبارهما أخوة تماماً أو أعداء تماماً لاسيما وأن وجود كل منهما نتيجة ظروف سياسية مرتبطة بنمط تمأسسهما وعقليتهما المختلفتين فإحداهما شرب من نبع الفكر اليساري الأممي البعيد عن الفكر القومي التقليدي الذي يتزعمه القطب البارزاني ، هذا التموضع وليد الحالة السياسية ومخاضاتها التي جعلتهما على طرفي نقيض ، ولهذا رأيت من أن الوقوع في مجال المفاضلة بين السياستين أمر لا طائل أو جدوى منه بالنسبة للموضوع الذي أتناوله على نحو مباشر، حيث وضعت نصب عيني الانفتاح أكثر حول وجود بديل لتلك النظرة الاتهامية التي تختزل فحوى فرّق تسد، وذلك ببناء ذهنية سياسية واقعية بمنأى عن حالة التنازع تلك والقائلة بوجوب إزالة كافة مظاهر الانتداب الايديولوجي القادم خارج حدود روج آفا كوردستان على الشعب، انه أشبه بنظام وصاية وضع غشاوة سميكة على بصيرة الفرد المؤدلج ، أو ما يمكن أن نسميه باستعمار العقل الروجآفائي، تحول لرؤية واقع أفضل والذهاب باتجاهه، يبدأ ذلك التوجه بترسيخ الايمان بخصوصية قضية غربي كوردستان وتمايزها عن قضية الأجزاء الأخرى وكذلك اختلاف واقعها عن واقع جنوب كوردستان المتجه للأسلمة كحال شمالي كوردستان الرازح تحت هيمنة حزب العدالة التركي المباشر من خلال ذيلها حزب بار الكوردي، وشرق كوردستان الرازح تحت نير الخطاب الشيعي الخاص بحكومة ملالي إيران.

نظرة للجغرافية: –
جغرافية غربي كوردستان تتشكل من ثلاث أقاليم تتمايز عن بعضها من حيث اللهجات وطريقة التوزع السكاني وكذلك تباين تعامل النظام السوري معها تبعاً لتموضع كل منطقة جغرافية.

-منطقة الجزيرة:

والتي نجد انها اقليم شبه متصل ببعضه عانى منذ عقود ماقبل حكم البعث ولغاية انسحابه النسبي 2011 من التمييز وتجريد الكثير من المواطنين عن جنسيتهم إلى جانب توطين العرب الغمر في مناطقهم وكذلك تعريبها وتجريد الأهالي من ملكيتهم لأراضيهم لصالح المستوطنين، الأمر الذي شكل بيئة عنوانها الاحتقان واللااستقرار ناهيك عن اضطرار الكثيرين لترك الجزيرة مهاجرين إلى دمشق بسبب ظروف التمييز والاضطهاد والفقر.

-منطقة كوباني:

وقد تم تعريب ما حولها من نواحي كناحية شيخلر بالعربية الشيوخ، كرى سبي المعربة تل أبيض وصرين، اذن مايحيط المنطقة كلها بلدات عرّبت بمنهجية وتم استقدام العرب إليها وانحسر الوجود الكوردي فيها حتى بتنا نرى هجرة الكورد منها لمناطق وجدوا أن الاستقرار بها أفضل من حيث الخدمات والمعيشة
كمنبج الرقة ودمشق.
حيث وعلى الرغم من قرب نهر الفرات من كوباني إلا أن الأهالي ظلوا يشتكون قلة المياه مما اضطروا في بعض الأحيان لشرائها ولم يك من المسموح بناء الأبنية الحديثة.
-منطقة عفرين المحتلة حالياً:ً

ولقرب المدينة من حلب ولكونها مصدر للزيت والزيتون ولأنها منطقة جذب سياحي فقد اعتمد النظام السوري سياسة الصهر ببوتقتها ونجحت إلى حد كبير في ذلك إلى جانب استقدام الكثير من أبناء المنطقة ليعملوا كموظفين في دوائر الدولة وأفرع الأمن، الشرطة، الجيش كضباط متطوعين.
لو نظرنا لواقع غربي كوردستان مقارنة بواقع الأجزاء الأخرى
لاستطعنا ملاحظة الانفتاح الموجود على بقية شعوب سوريا، ولكون ذلك الجزء صغير فلم يتعرض للمجازر الكبيرة كبقية الأجزاء الأخرى.
وقد وظف نظام حافظ الأسد الاوضاع البائسة التي مرت بها الأحزاب العسكرية الثلاثة وقامت بدعمها في فترات متباينة ضد نظام صدام بالتنسيق مع إيران وكذلك دعم حزب العمال الكوردستاني نتيجة التوتر بينه وبين تركيا ومشكلة المياه فقام النظام بدعمه وغض الطرف عن معسكراته في لبنان ومقراته في دمشق وإعطاءه الضوء الأخضر والصلاحية الكاملة لتجنيد النخب الشابة وإخراجها كمقاتلين ثوريين باتجاه شمال كوردستان، وكذلك إطلاق يدها في قمع أحزاب الحركة الكوردية والتضييق على أنصارها وكذلك حصوله على تصريح كتابي من أوجلان مفاده أن أبناء غربي كوردستان هم مهاجرين أتوا إلى سوريا هرباً من الاضطهاد العثماني وكذلك الأتاتوركي لهم (كتاب نبيل ملحم سبعة أيام مع آبو)، بمعنى أنهم ليسوا سوى ضيوفاً وهذه الثورة ستجعلهم في المكان الصحيح حيث تم إطلاق تسمية الذهاب للجبال بالعودة للوطن.
كذلك بالنسبة للديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ظلوا يترددون لدمشق بين فترة وأخرى ولم يهتموا كثيراً بدعم الأحزاب الكردية الأخرى في غربي كوردستان إلا بشكل محدود يعود بالنفع لها في المقام الأول، وكانوا جزء من لعبة الانشقاقات التي كانت تحدث بين أحزاب الحركة الكوردية حسب رواية بعضهم، وقد وجهوا أنظارهم لجنوب كوردستان ،مطالبينهم بتقديم مايلزم للشعب الكوردي الذي يقاوم نظام صدام حسين هناك، حيث باتت تلك التناقضات بين تلك الأحزاب الثلاث بمثابة مصادر إلهاء استنزفت روج آفا وبنيتها وطاقات شبابها إلى يومنا هذا،بمعنى أن تلك الأحزاب المسلحة وجهت كورد غربي كوردستان لدعمها ولم تخبرهم بضرورة الالتفات لقضيتهم أو لجزئهم الذي ينتمون إليه، لم يكن وجود غربي كوردستان كأرض يشغلهم بمقدار كفاحهم في الجزء الذي ينتمون إليه ويكافحون لأجله ولم يقتدي كورد غربي كوردستان بتجربتهم بل كانوا يتوجهون حيثما ذهبت البوصلة إن نحو الاقتتال أو التباغض وتم تلقين الشعب ذلك بشكل يجعل عودة الناس للتفكير بمستقبل جغرافيتها صعباً للغاية.
يمكن فهم حالة الاستذئاب السياسي بين الكورد من منطق الحياة القبلية التي تحكم العقلية الكوردية الميالة للتصادم وقد تم تكريس مفهوم الجنوب الصغير أو غربي كوردستان كملحق وبذلك بات الروجآفائي ملحقاً وتابعا ً ولا يجيد إدارة نفسه بنفسه بمعزل عن الإملاءات خارج جغرافيته حيث يظهر عجزه من خلال رغبته في أن يلاقي استحسان وثناء حكام هولير وقنديل؛ البديل لتلك التبعية هو التفكير خارج الصندوق، وإعادة الثقة بالنفس وتقدير الذات، البحث عن الكاريزما القيادية أو إيجاد رموز يقتدى بها سواء ان كانوا ساسة أو كتاب أو فنانين أو جنرالات الأهم أن يكونوا من الشعب من اقليم غربي كوردستان بالذات.
ولا بد من استبدال تقديس الرموز القومية خارج حدود الاقليم برموز كردية لقادة ضمن الاقليم إذا كان لابد من التقديس كون العقل الكوردي جزء من ذهنية شرق أوسطية تميل للتقديس والتأليه ورسم تصور مبالغ فيه للشخصية التي تتعلق بها سواء دينياً أو قومياً
لا أريد أن يفهم توجهي الاقليمي هنا على أنه دعوة للمناطقية أيضاً
المناطقية جرم والمناطقيون مجرمون بحق الهوية ،بحق القومية بحق الوجع
ولا يعدون حتى العملاء بل من أرذل أرذالهم فهم يؤدون مهمة أعداء كوردستان طوعاً وعن غباء وبلا مقابل مادي.
فقد انتشرت بضع مقولات من بعض شخصيات مشهورة ومغمورة مفادها لاتعنيني كوردستان وعفرين محتلة!
إذا قسنا المقولة على باقي المدن الكوردية في شمال وشرق كوردستان المطموستين تحت حوافر الفرس والأتراك هذا يعني كذلك أن كوردستان لاتعنيهم طالما مدنهم محتلة
لا يعني ذلك سوى التخبط والضياع والاستسلام لشعور الجبن والتخاذل.
الاقليمية الروجآفائية طرح يدعو أكثر لمصلحة ذلك الجزء ودعوة لبناءه وحمايته بمنجزاته ومكتسباته وكف الوصاية عليه من قبل قطبي التنازع الكورديين
ولا تتعارض دعوتي هذه مع الحلم القومي العام بكوردستان كبرى موحدة ، بيد أن هذا الحلم يبدأ تحقيقه من الجزء انطلاقاً للكل وليس كما اعتقد البعض أن تحرر شمال كوردستان أو جنوبها أو شرقها يعني تحرر الجزء الآخر بالضرورة.
هذه الدعوات ليست بجديدة في العالم العربي حيث نظّر أنطون سعادة لسوريا الطبيعية ودعا للتركيز عليها كما دعا طه حسين للتشبث بالهوية المصرية الفرعونية، وكما يعتقد الكثير من اللبنانيين بأنهم فينيقيون وليسوا عرباً، لكني هنا أقول أن غربي كوردستان جزء من كوردستان ككل وعلى كل كوردي في الجزء الذي يقيم فيه
العمل على حل القضية الكردية مع الحكومة المركزية بكافة السبل المتاحة والممكنة وهذا ينطبق على الجزء الكوردستاني الذي أنتمي إليه كقومي كوردي معرفي.
تحرير الجزء يؤثر في الجزء الآخر ويسانده أما تهميش الجزء يعني تقويض العمل من أجل توحيد الكل.
فحل القضية الكوردية يبدأ بإيمان كل كوردي بأهمية أن يعمل للاقليم الذي يعيش فيه كل لجهة تبعيته للدولة التي ألحق إقليمه بها حسب سايكس بيكو، انشغاله بغير جزئه تعطيل للجهود القومية الساعية للتحرير والحل.
جميع الأنساق الحزبية كوردياً هي وليدة عن تأثيرات الدين، يتراءى ذلك في فهمها لآليات العمل التنظيمي وتعاملها مع الأنصار والخصوم وخوفها من التغيير وإرهابها للطرف الذي يخالفها في الرأي والتوجه بات ذلك قانوناً شرقياً يصعب الفكاك منه بيسر.
القائد الملهم يساوي النبي
أبناؤه وأقاربه عشيرته ، يوازون صحابة ورفاق درب النبي
قداسة الزعيم توازي قداسة الآغا الاقطاعي
بلاغة الخطاب الحزبي الكوردي موازية لبلاغة الخطاب الديني
اذن هي عملية تحديث للموروثات الدينية من المنظور الحزبي
حماية الفرد الكوردي من نشوة تأثير الخطاب الحزبي ضروري لجعله يتشرب السياسة الواقعية الخالية من كافيين الهلوسة العاطفية وخرافة الانتصار.
وذلك من فهمه العقلاني المجرد لواقع كوردستان وفهم شرائحها،عشائرها، لهجاتها وتباين أقاليمها، ثمة واقع موازي للتخيلات القومية وجعلها واقعاً
فهجرة الروجآفائيين لكل من جنوب وشمال كوردستان وضعهما أمام واقع تقسيمي
فهم بالنسبة لشريحة كبيرة من الناس في جنوبي وشمالي كوردستان سوريين أتوا ليقاسموهم أرضهم وعملهم كحال العرب السوريين الذين فروا ولجؤوا إلى لبنان
لم ينظر لهم كأشقاء وإنما كضيوف ثقلاء غير مرغوب بهم.
ذلك سينقلنا للحديث عن مدى فهمنا للفكر القومي وبحث أسباب غياب رؤية واضحة له.

أوهام القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية

بقلم: زياد وطفة

أثارت الأنباء والتصريحات حول بدء جولة جديدة من محاولات التطبيع بين أنقرة والسلطة في دمشق عاصفة من الآراء والتعليقات والتحليلات حول مصير تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق البلاد. تميل غالبيتها إلى أن أيام الإدارة الذاتية أصبحت معدودة، وأنها أدركت الخطر وبدأت الهرولة إلى النظام صاغرة. يزيد البعض بأن انسحاب القوات الأمريكية على الأبواب وسيتركونهم لقمة سائغة لأردوغان، الذي رتّب أمور تحالفه مع الأسد لقتالهم (بالاستناد إلى عبارة محاربة “كافة” أشكال الإرهاب التي أتت على لسان الرئيس).

تستند هذه التوقعات إلى تصريح بعض المسؤولين في الإدارة الذاتية عن استعداد قسد للقتال إلى جانب الجيش السوري في مناطق الشمال الغربي (دون تحديد المستهدف بالقتال)، إلى جانب تصريح للرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، بأن الحوار مع دمشق تأخر كثيرًا.
هناك من يحاول أن يصور الوضع (عن جهالة أو عمد) على أن مهمة القضاء على التجربة أصبحت قيد التنفيذ، وأن هناك قراراً بينياً وإقليمياً وعالمياً بذلك.

تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على الواقع الموضوعي الذي تعيشه تجربة الإدارة الآن، وتموضعها على ساحة الصراع الثلاثي (التركي-السوري-الإدارة)، بالإضافة إلى تموضعها على ساحة الصراع الإقليمي-الدولي. كما تستعرض مؤشرات القوة والضعف عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا لديها، وتوجه خطابها السياسي والأهداف التي تضعها أمامها. وهي محاولة للإجابة عن الأسئلة الدالة على إمكانية وأد التجربة أو تركيعها، أم أن الأوضاع (إن سار مسار التطبيع وفق الممكنات الواقعية وليس وفق الرغبات والتصريحات الإعلامية) ستجد الإدارة نفسها في وضع أقوى، وأن مسار التطبيع التركي-السوري قد خلق شروطاً أفضل لعملها.

على الساحة الضيقة يبرز أربعة لاعبين رئيسيين: النظام التركي، والنظام السوري، وقوى الإدارة الذاتية، والقوى المتواجدة في الشمال الغربي (المناطق المسيطر عليها تركيا). لن نتطرق لقوى الشمال الغربي في هذه الورقة.

منذ بدء الاحتجاجات في آذار/مارس 2011، ومن ثم تحولها إلى صراع مسلح وحتى الآن، لم تضع قوى الإدارة نفسها في مواجهة عسكرية مع النظام في دمشق، ولم ترفع شعار إسقاط النظام، بل اختارت “الطريق الثالث” لقناعتها بأنه لا حلّ عسكرياً للقضية السورية، وأن الحل السياسي التفاوضي هو المَخرج الوحيد.

لم ترفع السلاح في وجه الجيش السوري، ولم تطرده من أي من المناطق التي تسيطر عليها الآن، كما فعلت الفصائل والمنظمات المتطرفة. بل بادرت بعد انسحاب قوات النظام، وتركها معرضة لمخاطر الفوضى والإرهاب، إلى التصدي لمهام الحماية والإدارة. وليس خافيًا على أحد أن للنظام وجوداً عسكرياً وحزبياً وإدارياً في مناطق سيطرة الإدارة حتى الآن. لو أرادت القطع مع دمشق لأزالتها بسهولة، لكنها تحافظ عليها، ومنعت من تمزيق الصور، أو تحطيم التماثيل، أو حرق العلم.

ليس جديداً أن تعلن الإدارة عن استعداد قسد، بوصفها التعبير العسكري عن التجربة، للوقوف إلى جانب الجيش السوري في مواجهة الفصائل المتطرفة وجيش الاحتلال التركي. وقد أضافت في أكثر من مناسبة استعدادها لضم قسد إلى الجيش السوري، بعد الاتفاق على الحل السياسي.

لم تغلق الإدارة يوماً الباب إلى دمشق فهي تلزم نفسها بتسليم “ممثلي النظام” القمح والنفط وغيرها (بغض النظر عن مصير تلك المواد)، لقناعتها أن خيرات المنطقة لكل السوريين. كما لم تغلق الباب نحو دمشق في محاولات متكررة للحوار، أفشل النظام جميعها، حتى أثناء وجود الوسيط الروسي.

كثيرون يستندون إلى ما سبق لإدانة الإدارة واعتبارها “عميلة” للنظام، متناسين، عن قصد أو بغير قصد، حقيقة تمسكت بها الإدارة ولا زالت مفادها: “ليس النظام في دمشق عدواً يجب إسقاطه بالسلاح، بل هو خصم سياسي، ولا بدّ من الجلوس معه على طاولة الحل السياسي”. هذه الحقيقة التي أثبتت الأحداث صحتها وأجبرت جميع من رفضها على الاعتراف بها، للأسف بعد الكثير من الخسائر.

إذا كانت الإدارة لا تضع نفسها في مواجهة عسكرية مع النظام، وهي تمتلك القدرات العسكرية، البشرية منها والعتاد، أثبتت قدرتها في محاربة “داعش” في أصعب الظروف، وتمتلك المقدّرات المادية، وتضع كل ذلك إلى جانب الجيش السوري في مواجهة الاحتلال والإرهاب، فلماذا سيقاتلها النظام؟ وهي الآن كما سابقًا إحدى أهم وسائل دفاعه ضد الأطماع التركية.

لن نستند إلى تصريح الرئيس بأن حل الإشكال مع الإدارة لن يكون بالقتال، على أهميته، بل بالنظرة المتأنية الموضوعية لتموضع الإدارة على ساحة الصراع الضيقة (سوريا – تركيا -الإدارة) تدفع لاستبعاد احتمال تعاون النظام مع أردوغان على قتال قسد، دون الحاجة للتذكير أن تركيا أردوغان تمثل العدو القومي التاريخي للقضية الكردية، كقضية تحرر وطني.

تموضع الإدارة على الساحة الإقليمية والدولية
مخطئ من يظن أن الإدارة الذاتية الديمقراطية تتموضع في الخندق الأمريكي بالصراع العالمي الدائر أو على الساحة الأضيق السورية-الإقليمية. فبالرغم من الإشكالات والالتباس، والشكوك والمخاوف التي يسببها وجود القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية (لأمريكا ماضٍ زاخر بالعداء لشعوب المنطقة)، والتعاون العسكري بين قسد وقوات التحالف الدولي “لمحاربة داعش”، إلا أن ذلك غير كافٍ للحكم بتموضعها بالخندق الأمريكي من الصراع، أو بتعبير آخر تبعيتها وخضوعها للإملاءات الأمريكية، أو أن أجندتها خارجية وليست وطنية، كما هو حال جميع القوات العسكرية في الشمال الغربي تجاه تركيا.

فكثير من الوقائع تشير إلى خلاف ذلك، بدءاً من اضطرار وحدات الحماية لقبول المساعدة العسكرية الأمريكية لمنع سقوط كوباني (عين العرب) بيد “داعش”، عندما تخلى عنها الروس والنظام، وهي المتهمة بالإرهاب لدى الأمريكيين. مروراً بالتصريحات الأمريكية المتكررة بأن العلاقة مع قسد مجرد علاقة عسكرية لمحاربة “داعش”، ولن تتخطاها لعلاقات سياسية واقتصادية، وأنها لن تقف إلى جانبها ضد الحليف الشارد، العضو في حلف الناتو. بالإضافة إلى التصريحات المتكررة للأمريكان عن احتمال انسحاب قواتهم في أي وقت.

يضاف إلى ذلك رفض “التوجيهات” – الإملاءات الأمريكية- في أكثر من حدث، منها مطالبتها قتال المليشيات الإيرانية في المنطقة، ورد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بأنهم لن يقاتلوا القوات الإيرانية على الأراضي السورية. لنتذكر أنه في الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية تهدد بمعاقبة الساعين للتطبيع مع النظام، أعلنت الإدارة الذاتية مبادرتها لملاقاة الجهود “العربية” للتطبيع مع النظام.

ألم يعلن صالح مسلم بأن من يقرر موعد الانتخابات المحلية في مناطق الإدارة هو الإدارة وليست أمريكا أو أردوغان (بغض النظر عن صوابية توقيت الانتخابات أو خطئه).

إن تعقيدات الوضع السوري جعلت من الفصيل الماركسي-اللينيني المؤمن بضرورة نضال الشعوب لمواجهة قوى الحداثة الرأسمالية، “حليفًا” للأمريكان. إنه مكر التاريخ الذي لا يسير بطريق مستقيم، ولا ينضبط وفق منطق محدد. والأيام القادمة وحدها من ستحكم على صوابية موقف الإدارة الذاتية أو خطئه، بالرغم مما سببت لها هذه العلاقة من مشاكل وقيّدت حريتها بالحركة وأضعفت جرأتها في الالتزام بالمواقف المبدئية أكثر من مرة. إنها لحظة تقاطع بين مصالح الأعداء، سبق أن أفرزتها الأحداث التاريخية مرات عدة.

لا يوجد ما يشير إلى أن الروس يضعون الإدارة الذاتية في الموقع الأمريكي للصراع، فهم أول من سمح بفتح مكتب لهم في موسكو، ولا زال. ثم في لجة الخلافات حول اللامركزية والدستور السوري المنشود، قاموا بتسريب مسودة دستور يقارب بنسبة كبيرة رؤية الإدارة، أكثر من مقاربته لرؤى الآخرين. كما قاموا ويقومون باستمرار بمحاولات لوضع الطرفين، النظام والإدارة، على طاولة الحوار لردم الهوة بينهما، عمل النظام على إفشال جميعها.

لا شيء يدل على أن إيران ستسمح بقتال قسد، وهي تعلم أن نجاح أردوغان ومن ورائه دول الخليج في التطبيع مع سلطة دمشق، يعني من أحد وجوهه تقليص التواجد الإيراني في سوريا إن لم يكن إنهاءه.

إن الخطاب السياسي المعلن والمعمول فعلياً على تنفيذه للإدارة يلاقي المبادرة العربية للتطبيع مع النظام بهدف الوصول إلى حلّ سياسي ينهي المأساة السورية، ويتماهى مع المسعى السعودي لإقليم مستقر ومزدهر، ويبتعد عن معاداة إيران في سوريا، ويشارك المجتمع الدولي في مسعاه لحل سياسي وفق القرار الدولي 2254. وحتى تجاه تركيا فهو يستند لأكثر من مبادرة أطلقها أوجلان لترك السلاح والتوجه لحل سياسي في تركيا.

مثل هذا الخطاب لا يدفع المجتمع الدولي لإصدار قرار إقليمي ودولي للقضاء على التجربة كما يأمل أردوغان ويتوهم آخرون.

حتى لو حدث ذلك، ما الذي يمنع مقاتلي قسد من أن يقاتلوا كما يقاتل الفلسطينيون في غزة؟ وهم مثلهم أصحاب قضية تحرر وطني تمتد لأكثر من قرن، ولهم تاريخ في النضال المشترك.

التعاون العسكري بين الجيش السوري وقوات الاحتلال التركي احتمال أقرب للصفر. إن وقع، سيدفع المنطقة إلى حافة حرب إقليمية. فتجربة الإدارة الذاتية ليست تجميعاً لمقاتلين لتشكيل منظمة “بلاك ووتر” أو “فاغنر”، بل هي تجربة تعبر عن معاناة شعب، ردت على الاضطهاد المزدوج الذي تعرّض له الكرد السوريون – القومي ككرد، والطبقي السياسي كسوريين.

هذه التجربة قدمت دمجاً خلّاقاً بين القضية السورية بوصفها مشروعاً للتغيير الديمقراطي، والقضية الكردية بوصفها حركة تحرر وطني. لكن كثيرين لم يستطيعوا إدراك ذلك، والأكثر لا يريدون.

عندما يعلن مسد اليوم، بوصفه التعبير السياسي للتجربة، تفهّماً لأي خطوة داخلية أو إقليمية تفيد في انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وتخفف من معاناة السوريين، فإنه يتخذ موقفاً مسؤولاً ومتوازناً. من المفهوم أن تتعامل قيادة في موقع المسؤولية وفق أسوأ الاحتمالات، لكن دون مبالغة بالمخاوف المثيرة للقلق. فالأجواء العالمية اليوم أقرب إلى قضايا الشعوب ومصالحها منها إلى مصالح قوى الاستبداد والهيمنة، بالرغم من محاولات التغطية والتشويش على هذه الحقيقة.

يحذر مسد من الانجرار لصفقة بين أردوغان والسلطة في دمشق، قد تؤدي لعودة الاقتتال بين السوريين. وفي المقابل، يدعو جميع القوى الوطنية السورية، من كلا الجانبين (المعارضة والموالاة)، إلى جانب أهلنا في الشمال الغربي الذين يستفيقون اليوم على الخديعة، والقوى السياسية هناك التي يمكن أن تكون قد أزاحت الأوهام والمراهنات على دعم القوى الخارجية، وأدركت أن لا خلاص إلا بوحدة السوريين.

عندما يدعو مسد إلى الإسراع للجلوس إلى طاولة الحوار للتوافق على خارطة طريق للخلاص وفق الحل السياسي المتماهي مع روحية القرار الدولي 2254 المتوافق عليه عالمياً، فإنه يكون على الطريق الذي يمكّنه من تحويل الأزمة إلى فرصة. هذا الموقف يعكس نضجاً سياسياً ورؤية استراتيجية تسعى لتحقيق مصالح جميع السوريين وتجنّب المزيد من الصراع والانقسام.

زياد وطفة
هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطية