مظلوم عبدي يلتقي ممثّلين عن النّخب الكردية ويبحث معهم مواضيع سياسية وعسكرية وخدمية

اجتمع قائد قوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة، “مظلوم عبدي” وقائدة وحدات حماية المرأة روهلات عفرين، خلال لقاءات منفصلة مع وجهاء وشيوخ عشائر ومثقَّفين كُرد ونُخَبِ ثقافيّةٍ كُرديَّةٍ في روجآفا وشمال وشرق سوريّا وفق ما أفاد بيان لقسد.

وبحسب البيان أن الاجتماع الذي حضره ممثّلون عن مناطق “كوباني، الشَّهباء، حلب، عامودا، الحسكة، صرّين والدِّرباسيَّة” يأتي ضمن إطار لقاءات عبدي واجتماعاته المُتعدّدة مع الفعّاليّات المجتمعيّة لتقييم واقع المنطقة والاستماع لمطالبهم.

وناقش الممثّلون الكُرد مع القيادة العامّة لقسد “مواضيع هامَّة، إضافة إلى الأوضاع العامَّة في سوريّا عموماً، وخاصَّة في مناطق روجآفا وشمال وشرق سوريّا، وركَّزَ الاجتماع على استعراض التطوّرات الأخيرة في المنطقة من الناحيتين العسكريَّة والسِّياسيَّة، إضافة إلى مناقشة القضايا الخدميَّة والاجتماعيَّة التي تَهُمُّ سُكّان المنطقة”.

وأكَّدَ المشاركون على “أهميَّة هذه اللِّقاءات في تعزيز التَّواصل بين القيادة والسُكّان المحليّين، وبما تُحقِّق التَّفاهم المشترك والتَّعاون بينهما، وفي شتّى المجالات”.

ووفقا للبيان “القيادة العامَّة استمعت إلى مطالب الحاضرين، ووعدت أن تَتُمّ متابعة تلك المطالب مع الجهات المعنيّة، لِيُصار إلى تلبيتها وتنفيذها”.

في حين أبدى ممثّلو منطقتي “الشهباء وعفرين” في الاجتماع رغبتهم في العودة إلى مناطقهم وأراضيهم، وفي ذات الوقت طالبوا بتحسين الأوضاع الخدميَّة وظروف النّازحين، خاصَّةً في مناطق الشَّهباء وحلب حيث يُقيم فيها مهجَّرو عفرين القسريّون.

كما أشاد المشاركون في الاجتماع بقرار العفو العام الذي صدر مؤخَّراً، وأكَّدوا أنَّه يساهم في تعزيز السِّلم الأهليّ واللُّحمة الوطنيَّة، كما طالبوا بضرورة توسيع قرار العفو ليشمل العفو السِّياسيّ، لما له من دور في تحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنيَّة والمجتمعيَّة.

ومن المواضيع “الهامَّة التي ناقشها الممثّلون الكُرد مع القائد العام، هو دعم الحوار الكُرديّ – الكُرديّ بين مختلف الأطراف الكُرديَّة، للحفاظ على التَّماسك والوحدة الوطنيَّة الكُرديَّة والاستقرار في روجآفا وشمال وشرق سوريّا. كما أكَّدَ المشاركون أنَّ الحوار مع كُلِّ الأطراف ضروريّ لتطوير الإدارة الذّاتيَّة وترسيخ مؤسَّساتها، كسبيل لتحقيق التَّنمية المُستدامة وتحسين الظروف المعيشيَّة للسُكّان”.

بدوره؛ أكَّدَ القائد العام لقسد “مظلوم عبدي” أنَّ القيادة العامَّة ستعمل على نقل المطالب التي طُرِحَت في الاجتماع إلى الجهات المعنيَّة، وستتابع تنفيذها بدِقَّةٍ وتوليها أهميَّة كبيرة. كما لفت إلى أنَّ المسائل المُتعلِّقة بالقوَّات العسكريَّة سيَتُمُّ حَلَّها، وبما يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال البيان “القيادة العامَّة تقدَّمَت بالشُّكر والامتنان لجميع ممثّلي ومكوّنات المجتمع على دعمهم المتواصل لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة، وحثَّتهم على إيلاء أهميَّة كبيرة لتشجيع الشباب للانضمام لصفوف القوّات العسكريَّة لحماية أرضهم وحقوقهم والدِّفاع عنها ضُدَّ كُلِّ التَّهديدات عليها”.

وفي ختام الاجتماع؛ “أثنت القيادة العامَّة لقسد على الدّور الهام الذي يقوم به وجهاء العشائر والنُّخب الثَّقافيَّة الكُرديَّة، في تعزيز التَّواصل والتَّفاهم بين القيادة والسُكّان المحليّين، مُشدِّداً على أنَّ هذه اللِّقاءات ستستمرُّ في المستقبل لضمان تحقيق مصالح جميع أبناء المنطقة والحفاظ عليها” بحسب البيان.

اليونسكو تدرج “هگمتانه” الكردية التاريخية على قائمة التراث الثقافي العالمي

المسرى
إعداد: كديانو عليكو

صادقت منظمة اليونسكو في الدورة الـ 46 لمؤتمر التراث العالمي للمنظمة والتي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، على تسجيل مدينة أو تلة “هگمتانة” الكردية في مدينة همدان شرقي كردستان على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي .

تُعد مدينة أو تلة “هگمتانة” كنزا تاريخيا يجعل من المدينة إرثا ثقافيا لكردستان وللعالم، حيث يأخذك هذا المعلم التاريخي الى عهد قديم من التاريخ ويروي لك فصلا من اهم الفصول من تاريخ الشعب الكردي احد اقدم واعرق شعوب المنطقة، حيث كانت هذه المدينة عاصمة ومصيفا للعديد من الإمبراطوريات الكردية وغير الكردية، حيث بُني فيها العديد من القصور.

مدينة أو تلة “هگمتانة” في همدان هي بلا شك واحدة من أروع المناطق القديمة ورمز وخلفية لتاريخ وأرض كردستان القديمة، والاكتشافات فيها كانت كافية لخبراء ومراقبي اليونسكو لتسجيل وعولمة هذا النصب التاريخي الكردي الرائع.
يرتبط اسم “هگمتانة” بتاريخ الكرد وماضيهم، وتتجلى شهرة هذا الرمز والعمل التاريخي القيم مع مرور التطورات التاريخية وصفحات تاريخ الكرد القديمة، حيث كانت مدينة همدان عاصمة الميديين (الإمبراطورية الميدية) في العصور القديمة، وواحدة من أقدم المستوطنات في العالم.

وبتتبع آثار “هگمتانة” الواقعة وسط مدينة همدان، فقد آلت المدينة إلى الأخمينيين، بعد الميديين الذين تمكنوا ولأول مرة في تاريخ الكرد (547 ـ 678 ق.م) من بسط نفوذهم على كامل أراضي كردستان الكبرى (أجزاء كوردستان الأربعة اليوم)، وبعد الاخمينيين آلت السلطة في “هگمتانة” الى الساسانيين.
عمرُ المدينة الاثرية أكثر من 3000 عام، ولا تزال الحفريات والأنشطة الأثرية التي بدأت لأول مرة في عام 1913 جارية في هذه المنطقة ويتم العثور باستمرار على القطع الأثرية القديمة منها كما يثير منظر الجبال البعيدة من أعلى هذا التل الواسع دائماً علماء الآثار.
تلة “هگمتانة” ، التي يعتبرها علماء الآثار أكبر تل قديم في شرقي كردستان وفي إيران، يعد رمزاً لتاريخ همدان القديم، وهي كانت مدرجة في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية ، لكنها الان باتت على لائحة التراث الثقافي العالمي، حيث سيساعد ذلك في الحفاظ على الأصول التاريخية ونقلها إلى الجيل القادم، كما سيساعد في الازدهار الاقتصادي والسياحي لمدينة همدان وسكانها، وبالتالي فهذا الامر حدث مؤثر جداً ، حيث سيُعرّف العالم بالتاريخ والثقافة الكرديين اكثر فاكثر، وهو التاريخ والثقافة التي لطالما حاول أعداء الكرد طمسها واخفاءها او ان ينسبوها لانفسهم ودولهم.

تصريح من المجلس الوطني الكردي حول استمرار تهديد عوائل بيشمركة روج

بيان:
في إطار الحملة الممنهجة ضد المجلس الوطني الكردي ومؤيديه من قبل مسلحي pyd، قامت مجموعاتها الأمنية مراراً باستدعاء ذوي بيشمركة روج موجهين لهم التهديدات للضغط على أبنائهم لترك صفوف بيشمركة روج، واجبارهم على إعطاء تصريحات مصورة ضد أبنائهم تحت التهديد ونشرها في وسائل اعلامهم.
وفي هذا السياق وبتاريخ ٢٩ تموز ٢٠٢٤ تم استدعاء أولياء العديد منهم ومن بينهم رمضان محمود حاجي ، وهو عضو المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في تربه سبي في محافظة الحسكة من قرية معشوق واب لاثنين من بيشمركة روج،
، وفي نفس اليوم قاموا بمداهمة منزله واستولوا على هاتفه، ولا يزال محتجزاً حتى تاريخه.
تأتي هذه الحملة ضد عوائل بيشمركة روج بالتزامن مع إطلاق سراح المئات من سجون إدارة pyd ومن بينهم أعضاء من تنظيم داعش ، وتزامن ذلك مع التصريحات الإعلامية لقائد قوات سوريا الديمقراطية حول استئناف المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي واحزاب pynk، وكان الأولى قبل ذلك المبادرة بإطلاق سراح كافة أعضاء المجلس من نشطاء وصحفيين ممن خطفوا من قبل الأجهزة” الأمنية” التابعة لـPYD ، بعد القمع الذي مورس ضد التظاهرة السلمية التي دعا إليها المجلس لإطلاق سراح مختطفيه في الأول من تموز ٢٠٢٤.
إن المجلس الوطني الكردي في سوريا يدين بأشد العبارات هذه الحملة الترهيبية ضد عوائل بيشمركة روج، وان استمرار الانتهاكات بحق أنصار المجلس واعتقال أعضائه يهدف في الأساس إلى إفشال المساعي الأمريكية والأوروبية لاستئناف المفاوضات، ووضع المزيد من العراقيل أمامها .
قامشلو ٣١ تموز ٢٠٢٤
الأمانة العامة
للمجلس الوطني الكردي في سوريا

 

مرسوم بتعديل المادة (26) من قانون الخدمة الإلزامية في سوريا

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم (20) لعام 2024 القاضي بتعديل المادة (26) من قانون خدمة العلم أو ما يعرف بالخدمة الإلزامية أو التجنيد الإجباري.

ويعدل المرسوم الجديد سن الخدمة الوارد في الفقرة (و) من المادة رقم (26) من قانون خدمة العلم الصادر بالمرسوم التشريعي رقم (30) لعام 2007 م وتعديلاته ليصبح الثامنة والثلاثين بدلاً من الأربعين.

وفيما يلي النص الكامل للمرسوم التشريعي:

المرسوم التشريعي رقم (20)

رئيس الجمهورية

بناء على أحكام الدستور

يرسم ما يلي:

المادة 1- يعدل السن الوارد في الفقرة (و) من المادة (26) من قانون خدمة العلم الصادر بالمرسوم التشريعي رقم (30) لعام 2007 م وتعديلاته ليصبح (الثامنة والثلاثين) بدلاً من (الأربعين).

المادة 2 – تضاف الفقرتان (ز – ح) إلى المادة (26) من قانون خدمة العلم الصادر بالمرسوم التشريعي رقم (30) لعام 2007 م وتعديلاته وفق الآتي:

ز – دافع البدل النقدي (ملتحق – غير ملتحق) مبلغاً وقدره ثلاثة آلاف دولار أمريكي أو ما يعادلها بالليرة السورية وفق سعر الصرف الذي يحدده مصرف سورية المركزي بتاريخ التسديد، إذا تبين بنتيجة فحصه الطبي أنه مشمول بإحدى الحالتين (عجز أدنى –عجز جزئي قادر على أداء الخدمة).

ح – العسكري الذي أدى خدمة التطوع عشر سنوات وفق عقد التطوع الجديد (مقاتل).

المادة 3- ينشر هذا المرسوم التشريعي في الجريدة الرسمية.

دمشق في 26-1- 1446 هجري الموافق لـ 1-8- 2024 ميلادي.

رئيس الجمهورية

بشار الأسد

 

ونهاية العام الفائت أصدر بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم /37/ لعام 2023 الذي يُجيز لمن يرغب من المكلفين المدعوين إلى الخدمة الاحتياطية الذين بلغوا (سن الأربعين من عمرهم) ولم يلتحقوا بعد، دفعَ بدل نقدي كبديل عن الواجب القانوني في الخدمة الاحتياطية، قيمته 4800 دولار أمريكي أو ما يعادله بالليرة السورية.

وأجاز المرسوم لمن التحق بالخدمة الاحتياطية وبلغ (سن الأربعين) وما زال يؤدي خدمته، دفعَ البدل النقدي المذكور، على أن يتم حسم مبلغ 200 دولار أمريكي أو ما يعادله بالليرة السورية عن كل شهر أداه المكلف في خدمته الاحتياطية.

وفيما يلي النص الكامل للمرسوم

المرسوم التشريعي رقم /37/

رئيس الجمهورية

بناء على أحكام الدستور

يرسم ما يلي:

المادة -1- تضاف الى المادة/ 26/ من قانون خدمة العلم الصادر بالمرسوم التشريعي رقم/ 30/ لعام 2007 وتعديلاته الفقرة الآتية:

و- دافع البدل النقدي (ملتحق _ غير ملتحق) الذي بلغ سن الأربعين من العمر مبلغاً وقدره (4800) دولار أمريكي أو ما يعادله بالليرة السورية وفق سعر الصرف الذي يحدده مصرف سورية المركزي بتاريخ الدفع، ويُخفض مبلغ (200) دولار أمريكي أو ما يُعادله بالليرة السورية وفق سعر الصرف الذي يُحدده مصرف سورية المركزي بتاريخ الدفع عن كل شهر خدمة يؤديها الملتحق، وتُجبر كسور الشهر.

المادة -2- ينشر هذا المرسوم التشريعي في الجريدة الرسمية.

دمشق في 17-5-1445 هجري الموافق لـ 1-12-2023 ميلادي.

رئيس الجمهورية
بشار الأسد

بِــكَ نَــسْتَعِينُ

عبدالناصر عليوي العبيدي

بِــكَ نَــسْتَعِينُ وَمَــنْ سِوَاكَ يُعِينُ

هــلْ غَــيْرُ بَابِكَ يَطْرُقُ المِسْكِينُ

وَلِــمَنْ سَــنَجْأَرُ إِنْ تَــمَادَى ظَالِمٌ

وَلِــمَنْ سَــيَشْكُو بَــثَّهُ الــمَحْزُونُ

اِرْحَــمْ  ضَــعِيفًا لَايَــطِيقُ شَدَائِدًا

إِنَّ الــضَّعِيفَ إِذَا رَحِــمْتَ مَكِينُ

كُــلُّ الَّــذِي نَــرْجُوهُ عِــنْدَكَ هَيِّنٌ

إِنْ  شِــئْتَ شَــيْئًا قُلْتَ كُنْ فَيَكُونُ

يَــامَنْ أَجَــبْتَ دُعَــاءَ نُوحٍ بَعْدَمَا

لَـــمْ  يَــنْــفَعِ  الإِنْـــذَارُ وَالــتَّلْقِينُ

نَــجَّيْتَهُ، وَجَــمِيعَ مَــنْ لَــحِقُوا بِهِ

إِذْ سَــارَ فِــيهِمْ فُــلْكُهُ الــمَشْحُونُ

أَخْــرَجْتَ يُونُسَ مِنْ مَهَالِكَ جَمَّةٍ

وَعَــهِــدْتَهُ  لَــمَّــا رَمَـــاهُ الــنُّونُ

مَنْ قَالَ بَطْنُ الحُوتِ يُصْبِحُ مَلْجَأً

وَبِــغَــيْرِ زَرْعٍ يَــنْــبُتُ الــيَقْطِينُ

إِلَّا بِــلُــطْــفِ مُــيَــسِّرٍ وَمُــدَبِّــرٍ

وَالــحُكْمُ عِــنْدَهُ مُــحْكَمٌ وَرَصِينُ

مِــنْ صَــخْرَةٍ صَمَّاءَ تُخْرِجُ نَاقَةً

لِــلْــمَاءِ شَــارِبَــةً لَــهَــا عِــثْنُونُ

مَــنْ قَــالَ إِبْــرَاهِيمُ يَــنْجُو سَالِمًا

وَالــنَّارُ تَــهْجُرُ طَــبْعَهَا وَتَــخُونُ

يَــامَنْ أَجَــبْتَ دُعَــاءَ أَيُّوبَ الَّذِي

قَــدْ مَــسَّهُ الــجَدَرِيُّ وَ الطَّاعُونُ

وَلِأَجْــلِ دَاوُودَ الــجِبَالُ تَسَخَّرَتْ

وَجَــعَلْتَ زُبْــرَاتِ الــحَدِيدِ تَــلِينُ

أَمَّــا سُــلَيْمَانُ الــنَّبِيُّ خَــصَصْتَهُ

بِــالــجِنِّ  كَــانَ بِــأَمْرِهِ مَــرْهُونُ

يَــامَنْ فَــلَقْتَ الــيَمَّ أَصْــبَحَ يَابِسًا

وَكَــأَنَّ لَــمْ تَــسْلُكْ عَــلَيْهِ سَــفِينُ

فَــتَحَوَّلَ الــبَحْرُ الــعَظِيمُ لِــمِعْبَرٍ

فَــنَجَا الــطَّرِيدُ وَأُغْرِقَ الفِرْعَوْنُ

مَا  كَانَ هَذَا مَحْضَ أَمْرٍ عَارِضٍ

بَــلْ  مُــثْبَتٌ، فِــي عِلْمِهِ، مَكْنُونُ

مَــا شَكَّ مُوسَى فِي النَّجَاةِ لِبُرْهَةٍ

أَوْ سَــاوَرَتْهُ عَــنِ الحَفِيظِ ظُنُونُ

عِــيسَى ابْــنُ مَــرْيَمَ مِثْلُ آدَمَ آيَةٌ

الــمَاءُ  أَصْــلُ وُجُــودِهِ وَالــطِّينُ

اللهُ  يَــخْــلُقُ مَــايَــشَاءُ بِــلَــحْظَةٍ

هَـــذَا  بِــعُرْفِ الــمُؤْمِنِينَ يَــقِينُ

أَرْسَــــلْــتَ أُمِّــيًّــا يُــعَــلِّمُ أُمَّـــةً

لِــلْــخَلْقِ يُــظْــهِرُ هَــدْيَهُ وَيُــبِينُ

أَنْــتَ  الــمُعِزُّ تُــعِزُّ عَــبْدًا هَــيِّنًا

وَتُـــذِلُّ جَــبَّــارًا طَــغَى وَتُــهِينُ

أَذْلَــلْتَ خَــيْبَرَ حِينَ شِئْتَ بِلَحْظَةٍ

سَــقَطَتْ  قِلَاعٌ ضَخْمَةٌ وَحُصُونُ

لَــكَ أَشْــتَكِي ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي

يَــامَنْ إِذَا شِــئْتَ الصِّعَابُ تَهُونُ

ارْحَــمْ إِلَــهِي كُــلَّ عَــبْدٍ مُــغْرَمٍ

قَــدْ أَثْــقَلَتْهُ مَــدَى الــزَّمَانِ دُيُونُ

أَسْــلَمْتُ أَمْرِي لِلَّذِي خَلَقَ الوَرَى

وَبِــدِيــنِهِ الــحَــقِّ الــمُبِينِ أَدِيــنُ

—-

 

 

عودة الفراشات رواية جديدة رواية جديدة للروائي السوري عبد الباقي يوسف

صدرت في القاهرة عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع 2024 رواية (عودة الفراشات) للروائي السوري عبد الباقي يوسف، تدور أحداث الرواية في واقعٍ بدائيٍ مُتخيَّل اختفت فيه كل أشكال وألوان الحياة الحديثة كما اختفى عنه الناس جميعاً، امّا الأطفال فقد تحوَّلوا إلى فراشات. يُحاول بطل الرواية البالغ من العمر خمس عشرة سنة ألّا يستسلم لهذا الواقع وهو يعيش في عاصمةٍ غزتها كافة أشكال الدواب والحيوانات المُختلفة التي أتت من كل حدبٍ وصوب لتقيم فيها بدلاً عن الناس الذين اختفوا تماماً. وقعت الرواية الجديدة في 132 صفحة وانقسمَت إلى أربعة فصول كل فصلٍ حمل اسم فصلٍ من فصول السنة، وهذه الفصول تفرَّعَت عنها عناوين متكاملة مع بعضها ضمن الفكرة العامة للرواية:

الفصل الأول 

 (الصيف)        

مِسك الإنسان

تنهيدة عميقة

الفيروس اللعين

خنافس مضيئة

غياب الجد

 

الفصل الثاني   

 (الخريف)

أقحُوان

أوتار العود

شمس الكِتاب

بخ..بخ

طاقات خفيّة

 

الفصل الثالث 

 (الشتاء)

الجرو المريض

فراشتان

بيتٌ جديد

المَنام

 

الفصل الرابع

 (الربيع)

تشابُك الأيدي

عودة الفراشات

 

عبد الباقي يوسف

مواليد مدينة الحسـكة- سورية 1964

صدرت له أول مجموعة قصصية (سيمفونية الصمت) سنة 1989 عن دار المجد بدمشق، سنة 1992 نال عضوية اتحاد الكُتّاب العرب، جمعية القصة والرواية في سورية.

من أعماله:

  • عالم الكِتابة القصصية للطفل صدر سنة 2010 عَن سلاسل كُتب المجلّة العربية التي تصدر عن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية.
  • إمام الحكمة لقمان الحكيم، رواية صدرت عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت سنة 2010.
  • غيومٌ من الشرق، مجموعة قصصية عن اتحاد الكُتّاب العرب بدمشق سنة 2006.
  • طريقة للحياة، مجموعة قصصية عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة 2007.
  • الآخرون أيضاً، رواية عن دار كنعان بدمشق 2019
  • مدار اللسان، مجموعة قصصية، دار الكافي – الجزائر 2021.
  • سر الخرزة الزرقاء، مجموعة قصصية عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار- بغداد 2022.
  • ماتزال في الحياة بقية – رواية عن دار نفرتيتي – القاهرة 2023
  • القطّة تابسا، رواية عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، القاهرة 2024.

 

فازت روايته (خلف الجِدار) بجائزة مجلة دبي الثقافية الثانية، سنة 2002. حصلت قصّته (خورشيدة) على جائزة نادي حائل الأدبي في المملكة العربية السعودية سنة 2004، حصلت روايته (منارة النبوّة) على منحة البدر، برعاية ولي عهد الفجيرة سنة 2023

شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية، منها: مؤتمر مركز توثيق وبحوث أدب الطفل حول (أدب الطفل والجمهورية الجديدة) المُنعقد في القاهرة برعاية وزارة الثقافة المصرية في 21، 22 نوفمبر 2022 ببحث بعنوان: (مشكلات الإنتاج في أدب الطفل المحلّي والمُنافسة العالميّة).

نهايات ملحمة سيسبان.. الشاعر خالد الزيباري ونهايات ملحمة سيسبان.. الشاعر يتخيل الصور التي يختارها بوعي روابط الأحداث – الجزء / 5

بقلم : عصمت شاهين الدوسكي

الشاعر خالد الزيباري واحداً من الشعراء الكلاسيكيين المعروفين رغم قلة شعره الذي يتميز بدقة الوصف والحنكة والدراية وجمال الأسلوب والقوة الإيحائية ،وكحال بعض الشعراء الكلاسيكيين الكرد سيرة حياته لا تزال يكتنفها الغموض لأسباب عديدة ومنها تكرار اسم خالد في سلسلة شجرة العائلة لهذا يعتبر واحداً من الشعراء الكرد المنسيين ، معروف بلقب ” لاغر ” في منطقة بهدينان وهي كلمة كردية تعني النحيل أو الضعيف وقد خففت في الكردية المعاصرة واصبحت ” له غه ر ” وتذكر المصادر الأدبية إن الشاعر خالد الزيباري ينتسب إلى قرية تقع خلف زاب بهدينان وقد خرج من الموصل متوجهاً إلى قرية ” شوش ” بسبب الأمراض والمصاعب آنذاك في الموصل عام 1784م وهناك اختلاف في سنة ولادته ووفاته لكن الأقرب كما في تحليل وتاويل الأحداث الأدبية التاريخية المذكور في كتاب ” من ينابيع الشعر الكلاسيكي الكردي للأديب رشيد فندي أربيل كردستان العراق 2004م إنه ولد في عام 1756م وتوفي عام 1805م ، ملحمة سيسه بان الشعرية الطويلة المؤلفة من مئات الأبيات والتي يرد اسم الشاعر في نهايتها تعتبر ملحمة رائعة ونادرة في الشعر الكردي يذكر الشاعر بوصف جميل وأسلوب مميز أحداث إحدى المعارك التي وقعت أيام الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا ، تنسجم الصور الشعرية برباعيات وصفية مع بعضها بدقة متناهية هذه الدقة التي يسعى الشاعر من خلالها إلى توضيح الجزء الأصعب في تلك الملحمة ” تعالى الأنين – تعالى صوت الضربات ” وهي رغبة خاصة في تأويل الأحداث بضجة ظاهرة في الشكل والمضمون ونلاحظ التعبير في ” تصاعد التراب والعجاج والكرب ” التي تأخذ القارئ إلى واقعية الملحمة الشديدة ،وكل صورة تظهر تمسكها بالأخرى من قريب وبعيد ،فإن الشاعر يتخيل الأحداث بذهن خلاق يختارها بوعي روابط الأحداث التي تكون مفهومة في حالة واحدة حين تنظر إلى تجليات مفرداتها .
(( تعالى الأنين من الفرسان وتعالى صوت الضربات
وحدثت ضجة شديدة مع تصاعد التراب والعجاج والكرب
وضربوا بعضهم البعض في القريب وفي البعيد
يا ليت لروح الشهيد وكثر الضرب والطعن والحرب ))
ونتيجة للوصول إلى الدهشة والاهتمام في تأثير مباشر أو غير مباشر يذكر اسم ” علي ” وهي صورة ومواجهة تقدم عمقاً للدراما الملحمية بموجب التعبير الواعي ” سحب عليه ذو الفقار ” وهو سيف الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفي هذه الصورة الموظفة قوة خاضعة للحدث بمقتضى الطريقة التي يروي خلالها الملحمة الرمزية والتي تشكل سياقاً من الأفكار في عصر بعيد عنا لكن نحصل على نهايات ولمحات لجوانب ملحمة تأتي مقنعة بصورها الشعرية المحددة ضمن سياق الفعل الملحمي .
(( أما ” علي ” صاحب الرمح فأصبح يرقص حول الكافر
وثبت في الميدان كطائر الباز وناد عليه بالفصيح
وعندما شمر عن ساعديه وسحب عليه ” ذو الفقار ”
ضرب ذلك الخنزير به فقطع رأسه من بين أكتافه ))
يتحول الشاعر خالد الزيباري من المضمون المكشوف للأفكار والأحداث إلى الحقيقة المستترة والتي تحولت بفعل ” تذكروا – تكثروا ” دور الرقيب والحكيم والتوجيه والتذكير إن ” ملحمة سيسه بان ” تحد من وقائع محتملة وتحمل قدرة كبيرة على المعاني القيمة لهذا يذكر الشاعر ” اقرؤوا – تحدثوا ” يبدو إن الشاعر يضفي عليها نوع من الرغبة والتوسل الأدبي الجميل ” لتبقوا – تشربوا ” التي من خلالها يمكن إيجاد السبب والطريقة الذهنية التي يمكن منها قراءة الملحمة الشعرية وهذا الأمر يؤرقه لأنه يتصور ويتأكد بوعي بأن قيم وتداعيات الملحمة الشعرية مع الزمن الغير مستقر ستضعف وستغدو في طي النسيان ويشعر الشاعر بالألم لهذا النسيان ولهذا المصير الذي لا يرجوه للملحمة الشعرية بكل ما فيها من تجليات ودراما لواقعة ملحمية إذ يعتبر مضمونها ومكنونها ” ماء الحياة ” وهذا التشبيه يعز إلى عدم نسيانها في أي زمن كان وفي نفس الوقت عدم نسيان الشاعر شخصياً برؤى ذاتية ضمنية ملحة .
(( لكي تتذكروا دائماً وتكثروا من الصلوات
ولكي تروا وجه الحبيب في يوم العرصات
اقرؤوا ذلك دائماً وتحدثوا به في الحكايات
لتبقوا إلى الأبد وتشربوا من ماء الحياة ))
بعد تداعيات السيوف وصهيل الخيول وضجة المقبول والمأهول والتراب والعجاج والضربات وصور الشهداء يقدم الشاعر نفسه بإشارات واضحة مباشرة ” إن خالد الزيباري قال هذا الكلام الموزون ” وهذا من حق الشاعر بعيداً عن النرجسية حيث عصره يخلوا من تقنيات مطبعية وحقوق وملفات حافظة بل يصف ملحمته منظمة وقافية ورباعية وخوفه من مصير الملحمة الشعرية الطويلة لا يطلب شيئاً سوى عدم نسيانها وبمقابل هذا الجهد الكبير النادر للملحمة الشعرية حيث يقدر عدد الأبيات الشعرية ما يقارب ” 463 ” بيتاً يحتاج إلى هدية قيمة ” أقرؤوا له الفاتحة ” بهذه المفردات ينهي الشاعر الملحمة الشعرية الرائدة في الأدب الكردي .
(( إن خالد الزيباري هذا قال هذا الكلام الموزون
باسم الإله الجبار نظم بالقافية الرباعية
أرسلوا إلى خالد الهدية شاعر النظم الذي لا مثيل له
فليرحمكم الله اقرؤوا له الفاتحة ))
إن القدرة الملحمية ترتكز على قدرة القارئ لإدراك هذا العالم الملحمي وقبوله عموماً للأوصاف والظروف الاعتيادية والبعيدة فالتأثير الأولي هو الابتعاد عن المألوف والأهم والأروع الطريقة والأسلوب الذي يسلط عليها مع الاستقرار والتناقض والذهنية الواعية واللا عقلانية أيضاً ،يوظف الشاعر خالد الزيباري التحدي والتصورات وإن كانت وصفية متعلقة بالعالم الملحمي المألوف وهي محاولات هادفة لتصوير الملحمة شعرياً والتي تعتبر وثيقة تاريخية أدبية ووثيقة الصلة بالإبداع والكيفية التي مكنت الشاعر من معرفة الملحمة باعتبارها إحدى وظائف بنية الملحمة الأساسية سواء افترضنا إنها واقعية أو خيالية فهي تملك الخاصية الإدراكية والذهنية الفعالة الواسعة بتحليل الصور والمفاهيم الملحمية بما في ذلك تأثير الواقع والخيال والخطوب الذهنية التي تعامل معها الشاعر بمتعة جعل ما هو عادي يبدو بمنتهى الدهشة والجمال والإبداع فهو يتطرق إلى وصف دقيق بين المدارك البصرية للأحداث والأشياء المادية التاريخية ، ولكن تبقى هناك هوة عميقة بين ما نراه وما هو موجود في العالم وتبقى أيضاً ملحمة سيسه بان من الملاحم الشعرية الرائعة في الأدب الكردي .
*****************************
خالد الزيباري
– يعتبر واحداً من الشعراء الكلاسيكيين المعروفين يمتاز شعره رغم ندرته قوة السبك ودقة الوصف والأسلوب الجميل في ميدان الشعر الكلاسيكي الكردي .
– ولد الشاعر في عام 1756م في زيبار وهي من نواحي الموصل .
– صاحب الملحمة الشعرية الطويلة ” سيسه بان ” المؤلفة من مئات الأبيات ،التي تعتبر رائدة في الشعر الكلاسيكي الكردي .
– توفي عام 1805 م .

الانفجار السوري: الهوية، الانتماء، الكُرد، الدولة الوطنية والتسوية التاريخية

*جوان ديبو

مؤلف هذا الكتاب سياسي كردي من سوريا، لم يكن مجرد شاهد ومعاصر للعديد من الأحداث الساخنة التي شهدتها الساحتان الكردية والسورية، وإنما كان في بعض المحطات من المساهمين في صناعتها أيضاً. انخرط منذ ريعان شبابه بصفوف الحركة الوطنية الكردية في سوريا من خلال الانضمام إلى “الحزب اليساري الكردي في سوريا” سنة1970، ومن ثم تبوأ منصبا قياديا في حزب اتحاد الشعب الكردي في سوريا الذي تأسس سنة 1980، ولاحقا قياديا في حزب يكيتي الكردي في سوريا، ومنذ 2021يشغل منصب رئيس “حراك خوبون” في كردستان سوريا. تعرض للاعتقال مرتين من قبل أجهزة النظام السوري في 1974 عندما كان طالبا جامعيا وفي 1992، ومكث في سجون النظام لحوالي سنتين وخمسة أشهر، وهو حائز على الماجستير في هندسة الاتصالات اللاسلكية من أوديسا بأوكرانيا سنة 1981.

يروم الكتاب الصادر عن مركز آشتي ودار الزمان سنة 2017 والذي يتكون من ستة أبواب (24 فصلا)، وتبلغ عدد صفحاته 404 صفحة مع الملاحق والمصادر والمراجع، تقديم بحث معمق وموسع للحالة المأساوية المزرية التي آلت إليها الأوضاع في سوريا منذ ما يسميه الكاتب بالانفجار في 2011 وإلى الآن. ويعمد الكاتب إلى تناول المراحل التاريخية السابقة لسوريا بإسهاب من خلال الاعتماد على المنهجين التوثيقي السردي (الوصفي)، والتحليلي النقدي، بغية تسهيل مهمة فهم ما جرى ويجري في سوريا منذ 2011.

موضوع الكتاب كما هو واضح من خلال العنوان، وكذلك من خلال المقدمة والمتن، هو تناول الأزمة السورية الراهنة، التي يسميها الكاتب بالانتفاضة أحيانا وبالثورة أحيانا أخرى، والتي انفجرت في 2011 ومازالت قائمة ومستفحلة ضمن سياقها التاريخي والسياسي والإداري تسهيلا للقارئ على فهم واستيعاب الأسباب والعوامل التي أدت إلى الانفجار الرهيب في 2011، بطبيعة الحال من وجهة نظر كردية سورية. بالإضافة إلى إلقاء النور على كردستان سوريا (غرب كردستان) ضمن الإطار التاريخي والسياسي المناسب، وكيفية إلحاق هذا الجزء من كردستان بالدولة السورية الناشئة أواخر عشرينيات القرن الماضي ليدشن بذلك فصلا جديدا من فصول المأساة الكردية التي ولدت إبان الحرب العالمية الأولى والتي مازالت مستمرة إلى الآن. هذا ما عدا دراسة الدور الكردي في المعضلة السورية التي بدأت منذ 2011 والمستمرة إلى الآن. وفي هذا السياق، يخرج الكاتب عن المألوف والسائد كرديا، وهو تبرئة الذات أو الذوات الكردية المتضاربة وتجريم الآخر وتحميله وحده مسؤولية ولادة وتفاقم المعضلة الكردية، حيث لا يتورع عن الكشف عن الدور الكردي التاريخي في ولادة التراجيديا الكردية وذلك بسبب الشقاق، والتشرذم المجتمعي والسياسي والقراءة السياسية البدائية للأحداث والاستشراف الواهن للمستقبل، ويحذو نفس الحذو إزاء تعاطي القوى السياسية الكردية في سوريا مع الأزمة الراهنة ومخلفاتها. يقول الكاتب في المقدمة “ابتغيت من هذا العمل أن يكون معونا لفهم اللغز السوري كي لا تتكرر التجارب الفاشلة، وألا تعود الحروب الداخلية مستقبلا، بسبب فقدان الثقة، وعدم القبول بالآخر”.

قام الكاتب بجمع مادة الكتاب من عديد المصادر التي تتناول الشأنين السوري والكردي في سياقهما التاريخي والسياسي والإداري. وبذل جهدا لا يستهان به في المقاربات والمقارنات بين الماضي والحاضر، وكيف أن المأساة (الانفجار) تتكرر دون عناء ومن تلقاء نفسها منذ أكثر من قرن، مأساة التشبث بالمركزية التي تعني حكما الاستبداد وقمع الآخر المختلف قوميا وطائفيا وفكريا وسياسيا، ومعضلة الهوية، والنفور من الفيدرالية، وتقديمها من قبل غلاة القوميين والعروبيين والطائفيين على أنها شيطان غربي داهم يستهدف تقسيم المقسم.

عندما يصل القارئ إلى الباب الرابع من الكتاب والمستمد منه العنوان “الانفجار السوري”، يشعر وكأن اندهاشه من حدوث الانفجار السوري في 2011 والذي مازالت شظاياه تتبعثر هنا وهناك قد تلاشى وتبخر، وأن ما حدث ويحدث هو نتيجة منطقية للمراحل السابقة التي مرت بها سوريا الهجينة المصطنعة المركبة قسريا وفق إرادات الآخرين ما عدا الأغلبية التي انضوت تحت لوائها قهريا. بالإضافة إلى أن فتيل الانفجار الحالي يعود بجذوره إلى أكثر من قرن، وأن الانفجار الراهن ما هو إلا حلقة من مسلسل الانفجارات المتتالية التي عصفت بسوريا المولودة قيصريا وقسريا، فكل انقلاب شهدته سوريا وكل مجزرة قامت بها الأنظمة المتعاقبة وخاصة نظام الأسدين الأب والابن بحق السوريين والمعارضين، وكذلك تلك التي قامت بها المعارضات السورية المتعارضة منذ 2011 وخاصة تلك التي تعمل لصالح الأجندات التركية في سوريا والمنطقة، لم تكن سوى انفجارات تعكس جوانب من الاختلالات الحضارية والفكرية والمجتمعية والسياسية والإدارية التي ابتلي بها المولود المشوه وحكامه المتعاقبون والمصابون بمتلازمة الاستبداد والإقصاء والتهميش والقمع والتنكيل، ولا سيما نظام الأسدين، المورث والوارث.

الغاية من تسليط الأضواء الباهرة على المراحل التاريخية السابقة ابتداء من نشوء “الدولة السورية” والمراحل اللاحقة وصولا إلى انقلاب البعث سنة 1963 وانقلاب حافظ الأسد سنة 1970 هي تحفيز القارئ على إجراء المقارنات بين الماضيين البعيد والقريب من ناحية وبين الحاضر التعيس من ناحية أخرى. وكيف أن الصور تتشابه في المضمون وأن المأساة تعيد إنتاج نفسها دون عناء يذكر، مأساة التشبث بالمركزية التي تفرخ الاستبداد ومأساة إقصاء وتهميش الآخر المتباين من حيث القومية والدين والمذهب والفكر والمنطقة. وينجح الكاتب بشكل واقعي وجذاب بإسقاط ما حدث في سوريا ما بعد الحرب العالمية الأولى من حيث رفض أعضاء “الكتلة الوطنية” لمشروع الفيدرالية الفرنسي على الوضع الراهن من حيث رفض نظام الأسد والمعارضات السورية المتعادية لخيار الفيدرالية. هذه العدائية للفيدرالية تعتبر القاسم المشترك الأبرز والأخطر بين نظام الأسد والمعارضات السورية المتعارضة، ولاسيما تلك التي تنفذ الأجندات التركية في سوريا. إن عقدة رفض الفيدرالية وعقدة الوله بالمركزية موغلة في القدم ومرتبطة ارتباطا عضويا وثيقا بالثقافة والحضارة السائدة التي تلخص الجنوح الجارف والكامن لدى مختلف الطوائف والمكونات نحو الاستبداد والتحكم بمصائر المكونات الأخرى وباقتصادات ومصائر البلدان التي تتحول إلى مزارع وممتلكات خاصة للحاكمين المالكين. إن ديدن المؤلف من السياق التاريخي والسياسي والثقافي المكثف هو المقارنة بين الماضي والحاضر والتي لا تختلف في الجوهر، وهذا يعتبر من نقاط قوة البحث ويضيف عليه المزيد من الأهمية والجاذبية.

الغريب والمألوف والطريف في الأمر أن العوائق التي حالت دون ولادة دولة المواطنة في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية هي نفس العوائق هذه الأيام، وكأن أسباب وعوامل ومحددات التخلف والانحطاط الثقافي والفكري والسياسي تعيد إنتاج نفسها بمهارة نادرة واجترار فريد، هذه الظاهرة التي تستأهل تخصيص عشرات الأبحاث لتناولها.

تعتري الكتاب بعض الملاحظات وأهمها: تأرجح الكاتب في تسمية ما يجري في سوريا منذ 2011 بين الانتفاضة تارة والثورة تارة أخرى دون تقديم التعليل المنطقي وراء هذا التأرجح أو طرح رؤية، حتى ولو سريعة، حول الفرق بين المصطلحين. والأهم من ذلك، أنه لا يشير البتة إلى هوية الانتفاضة أو الثورة التي يجزم بوجودها منذ 2011، هل هي انتفاضة أم ثورة وطنية جامعة من أجل الحرية والديمقراطية والتعددية أم هي انتفاضة وثورة إسلامية سنية بدليل هيمنة الفصائل والشخصيات الإسلامية السنية المتطرفة على كافة الفصائل السياسية والمسلحة البارزة والموجودة على الأرض، ولاسيما تلك التابعة لتركيا الأردوغانية. فالمشكلة هنا لا تكمن فيما إذا كان وصف ما يحدث منذ 2011 بالانتفاضة أو بالثورة بقدر ما تكمن في تحديد هوية ما يجري من خلال التجليات والتمظهرات وليس من خلال الفرضيات والأمنيات، وعليه فإن القراءات والمقدمات ستتبدل، وبالتالي النتائج. خلال تناول الكاتب للدور الكردي في الأزمة السورية التي بدأت في 2011 والقائمة إلى الآن، لا يجد الكاتب غضاضة أو خطأ في مشاركة الكُرد في سوريا في إسقاط النظام المركزي. وهنا أسأل الكاتب واتساءل: هل إسقاط الأنظمة المركزية في سوريا مهمة كردية؟ أو هل تجب مشاركة الكُرد في هذه المهمة في حال تبنيها من قبل المكون العربي السني؟ أعتقد أن الجواب يميل إلى النفي لعديد الأسباب التي تتعلق بخصوصية القضية الكردية في سوريا، كما بالقدرات السياسية والمادية، هذا ما عدا أن المعارضات السورية السنية لا تقدم مشروعا أفضل من النظام من حيث طبيعة وشكل النظام القادم الذي هو في الجوهر نسخة من النظام العلوي الراهن لكن هذه المرة على الطريقة السنية. في بداية الفصل الثالث (الانفجار السوري)، يقتبس الكاتب إيمانا منه من المفكر السوري جورج طرابيشي ما يلي “فحزب البعث أسس نظاما سياسيا أدى بالنتيجة إلى ابتلاع الدولة من قبل السلطة”. وهو بذلك يومئ إلى أن الدولة بالمعنى الحديث للمصطلح كانت موجودة على الأرض في سوريا إلا أن انقلاب البعث في 1963 قد أطاح بالدولة وطمرها. لكن عديد المصادر والمراجع التي تتناول التاريخ السياسي لسوريا ومن ضمنها الكتاب المعنون أعلاه تبرهن على نحو لا مراء فيه بعدم وجود للدولة بالمعنى الاصلاحي والتطبيقي المعاصر منذ تأسيس سوريا وفق الإرادات الأجنبية. بمعنى آخر، لم تشهد سوريا المصطنعة الهجينة ولادة ما تسمى بالدولة، وكان هناك على الدوام ما يمكن تسميته بالسلطة الدولة، أي السلطة التي تنوب عن الدولة وتجسدها فقط في موضوعة القوة أي القهر الجسدي والنفسي. وإذا افترضنا العكس، كما يؤكد ذلك جورج طرابيشي ومعه الكاتب، عندها يكون السؤال: لماذا حدث كل ما حدث في سوريا من انقلابات وبقي الحكم ضمن العسكر وبقيت أزمة الهوية الوطنية في أشدها وغاب التجانس الوطني والمجتمعي إلى أن حدث زلزال 2011.

بالرغم من هذه الملاحظات وغيرها والتي قد تخطئ أو تصيب، يبقى الكتاب بحثا علميا استوفى معظم الشروط الأكاديمية من تحديد موضوع وهدف وخطة العمل وصولا إلى الخاتمة ورؤية الكاتب فيما يتعلق بالحل أو مشاريع الحلول عندما يدعو المؤلف الى إعادة قراءة “الانفجار السوري” من كافة الزوايا أملا في الوصول إلى نتائج منطقية قد تؤدي إلى التقليل من الخسائر ووضع نهاية للانفجار غير القابل للانتهاء.

ولذلك يمكن إدراج الكتاب ضمن الأبحاث العلمية قليلة العدد التي تناولت الأزمة السورية والقضية الكردية في سوريا في سياقهما التاريخي والسياسي والإداري الغزير، وبالتالي لا يمكن غض الطرف عنه في مسعى فهم واستيعاب الانسداد السوري المزمن.

*المصدر: العرب اللندنية