مكتب حماية الآثار يرمم بيت البعثة الألمانية في الرقة

يستمر مكتب حماية الآثار في هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بترميم بيت البعثة الألمانية في تل البيعة الأثري بالرقة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع منظمتي Rehabe Mide وتراث من أجل السلام.

المصدر: (AANES)

انتهاكات فصائل “الجيش الوطني” في عفرين .. احتجاز وابتزاز

بيان:

– اعتقلت “حرس الحدود”، مساء يوم الخميس 1 أغسطس، المواطنين “حسن علي علي 47 عاماً، محمد علي علي 33 عاماً” من المكوّن العربي في مدينة جنديرس، ومعهما شخصان من مدينة حماه، أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى تركيا، في ناحية بلبل، عن طريق مهرّب من عائلة دربالة بمدينة أعزاز.
المواطنون الأربعة محتجزون لدى المدعو “أبو محمود الأسمر” مسؤول أمن الحدود لدى “فرقة السلطان مراد”، في سجن ببلدة بلبل.
هذا، ويبتز الأخير ذوي المعتقلين “حسن علي ، محمد علي“، بتهم ملفّقة لهما، ويطالبهم بفدية /3/ ألاف دولار أمريكي لقاء الإفراج عن كلّ واحد.
– على صعيد متصل، اعتقلت “الشرطة العسكرية في مدينة عفرين”، مساء السبت 3 أغسطس ، المواطن “خليل جمو بن عبدو 41 عاما ″ من أهالي قرية “براد” بناحية شيراوا، من منزل مهرّب منحدر من خربة الجوز بإدلب، قرب معصرة فؤاد على طريق جنديرس بمدينة عفرين.
المواطن “خليل جمو” عائد من حلب قبل أسبوع، واعتقل دون توجيه تهمة له، ودون اعتقال المهرّب.
– ومن جهةٍ أخرى، قبل خمسة أيام، أفرجت “الشرطة العسكرية” عن المواطن “جوان حميد 42 عاماً” من أهالي قرية “عوكا” بناحية بلبل، الذي اعتقل بتاريخ 18 يوليو الفائت في مدينة عفرين بتهمة التخابر مع الإدارة الذاتية، بعد تحصيل فدية /4/ آلاف دولار أمريكي.
– وفي سياق الاستيلاء على ممتلكات المواطنين الكُرد وفرض الاتاوات ، استولى المدعو “عبد الررزاق حمدو” العنصر لدى القوة المشتركة (فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات، فرقة الحمزات ) والمنحدر من مدينة خان شيخون بريف إدلب على منزل المواطن “ميرفان حنان” من أهالي قرية “جيه/جبلية” في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بحجة أنه كان منتمياً إلى قوى الأمن الداخلي (الأسايش) لدى الإدارة السابقة ، بعد إخراج مستأجر من أهالي قرية “كوليان” بناحية راجو من المنزل.
– كما أنّ عنصر من فصيل “أحرار الشرقية” باع منزلاً في شارع الملاهي بمدينة عفرين، عائد للمواطن “عبد الرحمن محمد” من أهالي قرية “خلنير”، ومستولى عليه منذ عام 2018، إلى عنصر آخر من نفس الفصيل ومنحدر من حماه، بمبلغ /1500/ دولار أمريكي (بيع سكن وكأنه مالك المنزل).
– ومن جانبٍ آخر، فصيل “أحرار الشرقية” فرض إتاوة /5/ آلاف دولار أمريكي على المتعهد “شيار محمد” من أهالي قرى “ميدانا” بناحية راجو، لقاء السماح له بشييد بناء مرخص قرب أوتوستراد المازوت بمدينة عفرين.
– في سياق الاشتباكات والاقتتالات الفصائلية ، دارت اشتباكات عنيفة، مساء يوم السبت 3 أغسطس، بين مستوطنين من أهالي تل طوقان ومستوطنين من معصران، ضمن مستوطنة بالقرب من قرية قطمة بناحية شرّأن بريف عفرين المحتلّة، فأدت إلى إصابة مستوطنين من معصران بريف إدلب، وذلك إثر مشاجرة حول كلب أحد الرعاة، سرعان ما تحولت إلى اقتتال مسلّح بين الطرفين.
– وعلى صعيد متصل، شهدت مدينة عفرين المحتلّة وأعزاز بريف حلب الشمالي توترًا عسكريًا واستنفارًا بين مستوطنين من قبيلة الموالي ومستوطنين من عشيرة العساسنة، إثر قيام عنصر من تنظيم “هيئة تحرير الشّام” باختطاف طفل من قبيلة الموالي وتعذيبه في مخيم الوضيحي شمالي دير حسان بريف إدلب.
ونتيجة لعملية اختطاف الطفل في إدلب وتعذيبه، طلب مستوطنو قبيلة الموالي من أفراد القبيلة الاستنفار في مدينة عفرين وأعزاز والتوجه إلى محافظة إدلب.
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

منظمة توثق أضرار الحرائق في عفرين بالأرقام والأسماء

وثقت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين، سوريا”، حصيلة الأضرار الناتجة عن الحرائق التي اندلعت في غابات ناحية راجو بريف عفرين خلال الأسبوع الأخير من شهر تموز/يوليو 2024. وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحرائق كانت نتيجة أفعال مفتعلة من قبل مسلحي فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا والمستوطنين الموالين لهم، وذلك بهدف الاتجار بالحطب وصناعة الفحم.

الأضرار المادية:
372 هكتار من الأراضي والغابات المزروعة بأشجار السرو والزيتون والكرز في قرى ميدانا، بما فيها سيمالكه – ناحية راجو.
160 هكتار في قرية آفرازه – ناحية معبطلي.
40 هكتار في قرية حسن – ناحية راجو.
1960 شجرة كرز تم حرقها في مناطق ميدانا حتى قرية سيمالكه.
3760 شجرة زيتون تم حرقها في المنطقة.

أسماء المتضررين من الحرائق المفتعلة:
زعيم طوبال: 50 شجرة زيتون وفستق.
محمد طوبال: 100 شجرة زيتون وفستق.
مصطفى طوبال: 100 شجرة زيتون وفستق.
يوسف إسماعيل جيه: 100 شجرة زيتون وفستق.
رشيد فوزي: 100 شجرة كرز وزيتون.
فاضل هورو: 100 شجرة كرز وزيتون وفستق.
داود هورو: 100 شجرة زيتون وكرز وفستق.
شيخو محو: 100 شجرة زيتون وكرز.
حسان هورو: 150 شجرة زيتون وكرز.
بوستان بكر: 100 شجرة زيتون وكرز.
علي عزت حسن: 150 شجرة زيتون وكرز.
يحيى رشيد: 100 شجرة زيتون وفستق.
عدنان بستان: 50 شجرة زيتون ولوز.
قنبر هورو: 50 شجرة زيتون ولوز.
داود حسين: 50 شجرة زيتون ولوز.
رجب هورو: 150 شجرة زيتون وكرز.
أديب خليل: 100 شجرة زيتون وكرز.
رشيد حسين: 100 شجرة زيتون وكرز.
إسماعيل محو: 150 شجرة زيتون وكرز.
موسى علوش: 100 شجرة زيتون وكرز.
منان حسين: 150 شجرة زيتون وكرز وجوز.
يوسف بكر: 100 شجرة زيتون وكرز وفستق.
إسماعيل منان: 100 شجرة زيتون وكرز.
رشيد محو: 100 شجرة زيتون وكرز.
عدنان محو: 100 شجرة زيتون وكرز.
نور الدين علي: 50 شجرة زيتون وكرز.
أحمد خليل مقداد: 10 أشجار زيتون.
موسى خليل مقداد: 80 شجرة كرز.
محمد عارف داود: 250 شجرة فستق وزيتون وكرز.
حسن هورو: 45 شجرة زيتون.
مصطفى أحمد بكر: 80 شجرة زيتون.
إبراهيم محمد: 40 شجرة زيتون.
خليل رشيد رشيد: 25 شجرة زيتون وفستق.
محمد خالد بن بكر: 20 شجرة زيتون ولوز.
أيوب خالد: أرض جرداء.

الأمن الروسي: اعتقال مشبوهين جندا 19 إرهابيا قاتلوا في سوريا

أعلن الأمن الفدرالي الروسي اعتقال مشبوهين من معتنقي الفكر المتطرف في مقاطعة تيومين شرقي روسيا جنّدا 19 إرهابيا التحقوا بالقتال في سوريا، وأطلقا قناة لجمع التبرعات وتمويل الإرهاب.

وجاء في بيان الأمن الفدرالي الروسي أنه تم رصد نشاط مواطنين روسيين جنّدا بتوجيه الهياكل الإرهابية في الخارج 19 شخصا توجهوا إلى سوريا للمشاركة في الأعمال الإرهابية هناك.

وجاء في البيان، أن الموقوفين أطلقا قناة لجمع التبرعات وتمويل تنظيم “داعش” الإرهابي، والترويج لفكره الهدام في روسيا.

المصدر: RT

مسيّرة تركية تستهدف موقعاً جنوب غربي قامشلو

استهدفت طائرة مسيّرة تركية بضربتين جويتين نقطة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية كان قد جرى إفراغها في وقت سابق، بالقرب من معمل الزيت في قرية الكرباوي جنوب غربي قامشلو وفق ما أفاد المرصد السوري.

وتبعد المنطقة المستهدفة نحو 8 كيلومتر عن “مطار القامشلي الدولي”، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

وبذلك، يرتفع إلى 87 تعداد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرق سوريا، منذ مطلع العام 2024، تسببت بمقتل 28 شخص، بالإضافة لإصابة أكثر من 26 من العسكريين و16 من المدنيين بينهم 3 سيدات و3 أطفال، بحسب المرصد

إيزيديتان تسردان فظائع داعش بحقهما

تروي الشابتان الإيزيديتان عزيزة علي وتواف داوود، اللتان اختطفهما عناصر تنظيم داعش الإرهابي أثناء الهجوم على قضاء شنكال قبل نحو 10 أعوام، لحظات اختطافهما وما تعرّضن له على مدار هذه الأعوام على يد داعش وشعورهما بعدما خلّصتهما وحدات حماية المرأة من التنظيم.

تحدثت الشابتان الإيزيديتان اللتان تم تخليصهما مع طفلة إيزيدية من قبل وحدات حماية المرأة، لوكالة هاوار الكردية عن بعض تفاصيل الاختطاف والجرائم التي ارتكبت بحقهن من قبل داعش.

ففي الأول من آب الحالي، أعلنت وحدات حماية المرأة، إنها خلصت الشابتين الإيزيديتين عزيزة خالد (25 عاماً) في مخيم الهول، وتواف جتو (24 عاماً) التي اعتُقلت أثناء محاولتها الهرب على الحدود السورية العراقية، حيث تبين بعد التحقيق معها أنها إيزيدية، كما تم تخليص الطفلة الإيزيدية خوناف، التي نشأت مع الشابة عزيزة خالد.

الشابتان الإيزيديتان كانتا طفلتين عندما اختطفهما داعش إبان هجومهم على قضاء شنكال في 3 آب 2014.

عزيزة علي

تقول الشابة الإيزيدية عزيزة علي من قرية كوجو بقضاء شنكال، إنها على مدار الـ 10 أعوام الماضية ذاقت كل أنواع المعاناة والعذاب والاضطهاد على يد داعش.

كانت عزيزة تبلغ من العمر 15 عاماً عندما اختطفها داعش، حيث لها من العمر الآن 25 عاماً، إذ تعبر عن ذلك بالقول: “ضاعت عشرة أعوام من عمري سدى”.

عادت عزيزة بذاكرتها إلى أحداث المجزرة التي ارتكبتها داعش بحق المجتمع الإيزيدي، ولحظات اختطافها، تشير قائلةً: “كانت من أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي”.

تم نقل عزيزة إلى قضاء تلعفر بعد اختطافها، ثم إلى مدينة الرقة السورية، حيث تم تسليم المختطفات الإيزيديات وبينهن عزيزة إلى عوائل داعش، حسبما أفادت الشابة الإيزيدية التي تشير أيضاً إلى أن عناصر داعش نقلوها فيما بعد إلى عدة مناطق أخرى في الرقة والطبقة والميادين والباب وحلب.

أجبرت داعش، عزيزة على اعتناق الدين الإسلامي وتعلم القرآن الكريم، كما أقدم المرتزقة على تزويجها عدة مرات قسرياً، تصف عزيزة شعورها قائلةً: “لم أكن مقتنعة بما كنت أُجبر عليه، فأنا شابة إيزيدية ولي ديانتي الخاصة بي”.

وتضيف عزيزة أنها سمعت العديد من حالات الانتحار والاعتداء الجنسي والتزويج القسري بحق النساء الإيزيديات من قبل داعش، إلى جانب أنهن كن ممنوعات من الخروج من المنزل والعمل طيلة اليوم في خدمة عوائل داعش على حد تعبيرها.

وبعد تقهقر داعش أمام عمليات قوات سوريا الديمقراطية التي قضت عليها جغرافياً في آخر معقل للتنظيم في الباغوز عام 2019، نُقلت عزيزة مع عوائل داعش إلى مخيم الهول، أقصى مدينة الحسكة “بمقاطعة الجزيرة” في إقليم شمال وشرق سوريا.

وفي الأول من آب الحالي، تمكنت وحدات حماية المرأة من تخليص عزيزة علي من يد داعش بمخيم الهول، إذ تعبّر عزيزة أنها تشعر بالسعادة لأنها ستعود إلى قريتها وتلتقي بأفراد عائلتها من جديد.

تواف جتو

الشابة الإيزيدية الأخرى، تواف داوود جتو (24 عاماً)، اختطفها داعش مع شقيقتها و31 شابة أخرى من عشيرة تواف في قضاء شنكال.

تعرضت تواف داوود على مدار الـ 10 أعوام الماضية للتعذيب والاضطهاد والاعتداء الجنسي والجسدي وغيرها من الجرائم على يد داعش.

وسبق لوحدات حماية المرأة أن خلّصت شقيقة تواف المختطفة لدى داعش إبان تحرير بلدة الباغوز من داعش عام 2019.

وعبّرت الشابة الإيزيدية عن خالص شكرها لوحدات حماية المرأة، على تخليصها والشابات الإيزيديات الأخريات من يد داعش.

 

نيجيرفان بارزاني يبحث مع قائد التحالف الدولي أوضاع العراق وسوريا وتحركات داعش

استقبل رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، يوم السبت (3 آب 2024)، الجنرال جول فاول، القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، بمناسبة انتهاء مهامه وتوديعه.

وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان أن بارزاني أعرب خلال اللقاء عن شكره وتقديره للخدمات التي قدمها الجنرال فاول خلال فترة عمله، متمنياً له النجاح في مهامه الجديدة. كما أكد بارزاني على تقدير إقليم كردستان للتعاون والدعم الذي قدمه التحالف الدولي للعراق والإقليم لهزيمة داعش.

https://twitter.com/KurdistanRegion/status/1819691099608273190

من جانبه، عبر الجنرال فاول عن ارتياحه للعمل في العراق وسوريا، وشكر إقليم كردستان على التعاون والمساندة خلال فترة توليه مهمته، مشدداً على أهمية استمرار دعم التحالف الدولي للعراق وإقليم كردستان.

حضر اللقاء رئيس أركان قوات بيشمركة كردستان وعدد من المسؤولين من الجانبين، حيث اتفق الجميع على أن “داعش لا يزال يمثل خطراً حقيقياً وتهديداً لأمن واستقرار المنطقة”.

عقود على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ التحول العميق الأول في بنية الحركة الكردية السورية

صلاح بدرالدين
سرد بانورامي سريع

مشهد ماقبل التحولات :
بعد نحو تسعة أعوام على قيام ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا – الذي تغير الى الكردي بعد ثلاثة أعوام من الميلاد من دون اية توضيحات ) ، خلافات بين أعضاء القيادة ذات طابع فكري ، وسياسي ، وشخصي ، ومن دون الإفصاح عنها في وثائق ، تكتلات ، وتجمعات متمردة على الحزب خصوصا بالجزيرة ، انفكاك الجسم التنظيمي ، اعتقالات ، وملاحقات ، لم تشمل نشطاء اليمين خاصة بالجزيرة الذين استغلوا الفرصة لافراغ الحزب من زخمه الثوري ، وتحويله الى جمعية موالية للسلطة ، حصول بعض الاختراقات الأمنية في التنظيمات الحزبية .
*
تحركت القواعد ، والكوادر ، وبينهم فلاحون فقراء ، وكسبة ، وطلبة ، ومعلمون ، ووطنيون حريصون على صيانة ، وتعزيز الحركة في المناطق ، وإنقاذ الحزب بمعزل عن جميع أعضاء القيادة الموجودون منهم بالسجون او خارجها ، وتم التوافق بينهم على عقد الكونفرانس الخامس للحزب الذي انعقد بقرية جمعاية من التالية أسماءهم :
*
١ صلاح بدرالدين. 2- محمد نيو. 3- هلال خلف. 4- محمد بوطي. 5- عزيز أومري. 6- عبد الحليم قجو. 7- يوسف اسماعيل. 8- محمد حسن. 9- نوري حاجي. 10- أحمد بدري. 11- فخري هيبت. 12- شمو ملكي. 13- محمد قادو. 14- ملا محمد أمين ديواني. 15- غربي عباس. 16- محمد خليل. 17- ملا شريف. 18- عبد الرزاق ملا أحمد. 19- ملا داود. 20- نوري حجي حميد. 21- محمد علي حسو. 22- ملا هادي. 23- عيسى حصاف. 24- ملا أحمد قوب. 25- ابراهيم عثمان. 26- سيد ملا رمضان. 27- رشيد سمو.
*
الثقل الأساسي للمشاركين من الجزيرة ، مع تمثيل رمزي لجياي كرمينج – عفرين – بسبب الاعتقالات ، والملاحقات ، وغياب أي تمثيل لمنطقة – كوباني – لضعف او حتى انعدام وجود التنظيم هناك بتلك المرحلة .
*
أقر الكونفراس مشروع البرنامج السياسي الجديد ، وانتخب قيادة مرحلية ، التي انتخبت بدورها كل من : ( محمد نيو وهلال خلف وصلاح بدرالدين ” كهيئة سياسية عاملة ، وقامت بأداء وظيفتها بالتواصل مع جميع أعضاء القيادة السابقين ودعوتهم لتحمل المسؤليات ، فقط استجاب كل من ( آبوا وصمان صبري ومحمد ملا احمد – توز – ) وفي نشر جملة من الوثائق النظرية والتحضير للمؤتمر العام الذي عقد وانتخب لجنة مركزية ، وبدورها انتخب مكتبا سياسيا وسكرتيرا ” اوصمان صبري ” .
*
انضم الشاعر الكبير – جكرخوين – وكذلك – محمد ملا احمد – الى القيادة المرحلية ، وانسحب الاثنان بعد عدة اجتماعات قيادية لانهما لايستطيعان العمل التنظيمي مع آبوا وصمان لانه يرفض القيادة الجماعية كما اخبراني ، وبقيا صديقين للحزب ، وحضر – جكر خوين المؤتمر الأول مابعد الكونفراس بالهلالية ( ١٩٦٦ ) وترشح ولم ينل الأصوات المطلوبة ، وعلى اثر ذلك حصلت لديه ردود فعل غاضبة والتحق باليمين فيما بعد .
*
كان العالم يتوزع في ذلك العصر بين القطبين : الاشتراكي ، والغربي ( الامبريالي ) ، والحرب الباردة على اشدها ، وكانت حركات تحرر الشعوب جزء من الحركة الثورية العالمية ، وقوتيها الاساسيتين : الدول الاشتراكية ، والحركة العمالية العالمية ، وكانت الحركة الكردية ضمن اطار القطب الأول بشكل عام لاسباب عديدة موضوعية وتاريخية ، من بينها مبدأ حق تقرير مصير الشعوب الذي تبناه هذا القطب ، وكذلك بسبب وقوف القطب الغربي مع الأنظمة في الدول المقسمة لوطن الكرد ، وارتباطه معها باحلاف عسكرية وامنية ، واجندات لمحاربة الكرد ، وقد انبثق اليسار الكردي عموما تحت تاثير الظروف ، والوقائع الداخلية والخارجية وبينها القضايا الاجتماعية .
*
( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) انجز مهاما تاريخية مثل : إعادة احياء الحزب وانقاذه – إعادة تعريف الشعب والقضية والحقوق ، إعادة بناء التحالفات الوطنية ، والكردستانية ، والإقليمية ، والاممية على أسس برنامجية جديدة ، وانتصر في تثبيت مبدأ وحقيقة وجود شعب كردي سوري من السكان الأصليين ، وحل قضيته في اطار مبدا حق تقرير المصير ، وتنشيط الحراك الفكري والثقافي ، ودمج النضال القومي بالكفاح الوطني من اجل الديموقراطية والتقدم ، وطرح فكرة استقلالية القرار ، وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية ، وبناء علاقات اخوة و،تضامن ، وتنسيق مع العمق الكردستاني وخاصة كردستان العراق والزعيم الراحل مصطفى بارزاني ، على قاعدة احترام خصوصيات البعض الاخر ، استطاع الحزب ايفاد نحو – ٣٠٠ – طالبة وطالب للدراسة بالخارج ، وانشا ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) ، و ( جمعية الصداقة الكردية العربية ) ، وقدم الدعم المادي ، والسياسي ، والإعلامي للحركات الكردية في العراق ، وتركيا ، وايران وقام بتربية كوادر في الاكاديميات ، ومعاهد الكادر في المنطقة وأوروبا .
*
كان للحزب أربعة لجان منطقية بالوطن ، وكان يتناوب على ادارتها كل من الرفاق : محمد نيو ، وسامي ناصرو أبو جوان ، وآخرون ، وثلاث منظمات : تنظيم دمشق العاصمة باشراف الرفيق ربحان رمضان أبو جنكو ، تنظيم لبنان ومسؤوله الرفيق مصطفى جمعة ، وتنظيم أوروبا ومسؤوله الرفيق د سعد الدين ملا لفترة محدودة ، وكان الأمين العام صلاح بدرالدين يشرف عليهما بقرار من اللجنة المركزية ، كما كان الرفيق سامي مكلفا من الأمين العام للاشراف العام على الحزب بالوطن وبمثابة نائب له ، وقد تولى كل من الرفيقين الشهيد مشعل تمو ، وجلال ابوروزين وكل لمدة عامين تقريبا ، مسؤولية التواصل مع الأمين العام خلال اقامته باوروبا بتكليف من القيادة .
*
فضح الحزب منذ ان حصل على وثيقة محمد طلب هلال عام ١٩٦٦ مخطط الإحصاء والتهجير والحزام في الداخل والخارج حتى قبل المباشرة بتطبيقه ، ووقف أعضاؤه من فلاحي عدد من القرى ( علي فرو – كري بري ) على سبيل المثال في مواجهة السلطة بالتظاهرات الاحتجاجية ، وتوزيع المنشورات بتوقيت واحد ، في جميع المدن ، والبلدات ، والمراكز بالجزيرة ، وقامت السلطة على اثرها باوسع حملة اعتقالات طالت رفاقنا ومناصرينا بشكل أساسي .
*
كانت منظمة الحزب في لبنان من مؤسسي الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط ، وممثلة في كل مؤسساتها ، كما اعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلية للحزب في – غزة – ولاحقا – رام الله – ودامت عدة أعوام ، كما أبدت قيادة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية موافقتها على افتتاح ممثلية للحزب ب – عدن – وبسبب الظروف الداخلية هناك لم يتم ذلك .
*
تم افتتاح ممثليتين لكل من ( حزب عمال كردستان تركيا – عمر جتن ) ، و( حزبي ديموقراطي كوردستان – ايران ) ضمن مكاتب حزبنا في بيروت ، كما نظمت دورات سياسية ، وعسكرية ، وامنية ، لكوادر الحركة الكردية داخل لبنان ، وفي أوروبا الشرقية .
*
ظل آبوا وصمان كسكرتير للحزب مايقارب ثلاثة أعوام ثم استقال في كونفرانس عامودة ١٩٦٨ ، وتوجه الى تركيا لاشعال ثورة هناك ، وعاد الى دمشق واصبح مقربا من – ب ك ك – حتى وافته المنية عليه الرحمة .
*
قيام ،ونمو ، وانتشار الحزب بفكره ، ومواقفه السياسية الواضحة ، في كل المناطق الكردية ، والعاصمة ، والمدن الكبرى ، وفي الخارج ، وبذلك الزخم الملحوظ ، اثار مخاوف نظام حافظ الأسد ، فوضع المخططات الأمنية لضربه ، واضعافه ، والى جانب الاستهدافات العديدة ، ومحاولات الاختراق ، وتقديم سكرتير الحزب ، وعضوين من المكتب السياسي ( آبوا وصمان صبري و محمد نيو ، وصلاح بدرالدين ) للمثول امام محكمة امن الدولة العليا بدمشق عام ١٩٦٩ حيث هذه المحكمة تعقد للمرة الأولى حول القضية الكردية ، تعرض الحزب الى محاولتي – انشقاق – الأولى عام ١٩٧٥ عبر عنصرين من القيادة ، بدعم مباشر من – جلال الطالباني – بالتنسيق مع اللواء – علي دوبا – رئيس المخابرات العسكرية ، والثانية عام ١٩٩٠ عبر عناصر ثلاث من القيادة ، باشراف مباشر من العميد – محمد منصورة – رئيس المخابرات العسكرية بالقامشلي ، الأولى أخفقت ، والثانية نجحت جزئيا .
*
كان ضمن صفوف التنظيم الحزبي نسبة مقبولة من العنصر النسائي وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحركة السياسية الكردية ، وكانت المرأة وخاصة في الوسط الطلابي مشاركة في مختلف الفعاليات النضالية ، كما كان للطالبات حصة من المنح الدراسية بالخارج .
*
لن يغيب عن بالي رفاقي الذين عملنا معا في هيئات واحدة ، وواجهنا المخاطر ، والصعاب سوية ، والذين غيب الموت العشرات بل المئات منهم ( على ارواحهم السلام ) ، ومازال البعض منهم على قيد الحياة ( طالت أعمارهم ) ، وبينهم : جميع أعضاء الكونفرانس الخامس ( السبعة والعشرون ) الذين اتذكرهم واحدا واحدا ، ومعلمي سيد رمضان برزنجي ، وآبوا وصمان ، ومحمد نيو ، وهلال خلف ، ومصطفى جمعة ، وسامي أبو جوان الذي كنا نطلق عليه في مراسلاتنا – شيخ الجبل – ومحمد ملا احمد – توز – ، وعزيز اومري ، والشهيد مشعل التمو ، وجلال أبو روزين ، ومحمد امين أبو جلنك – وربحان رمضان – أبو جنكو – ، ونيازي ، – وأبو لورين ، والشهيد خضر شانباز ، وسليمان شريف ، وعبدالله رشيد ، وغيرهم بالمئات ،( مع الاعتذار لمن لم تنشر أسماؤهم هنا ) .
*
ملحوظة : الهدف من سرد صفحات من نضال الماضي هو اطلاع الذين لم يعاصرو تلك المرحلة ، والاستفادة من دروسها التي تحمل الصواب والخطأ ، قدر الإمكان ، ولست بوارد إعادة انتاج الحزب الذي عملت فيه اكثر من ستة عقود .

استمرار حرائق الغابات في عفرين .. تحذيرات من تصحرها إن واصلت تركيا وميليشياتها استهداف غاباتها

استمرار حرائق الغابات في عفرين وسط تجاهل دولي ومطالب بحماية البيئة

تواصل ميليشيا الجيش الوطني، وبتوجيهات تركية، إشعال النيران وحرق الغابات الحراجية في منطقة عفرين، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى صحراء إذا استمرت هذه السياسات. وامتدت الحرائق لتشمل الغابات المحيطة بقرية عطمانا في ناحية راجو، حيث قضت على مساحات واسعة من الغطاء النباتي وألحقت أضراراً جسيمة بحقول الزيتون المجاورة، مما أدى إلى احتراق ما يزيد عن 400 شجرة زيتون.

وفي قرية سعرينجك بناحية شران، اندلعت النيران بشكل متعمد في الغابات المحيطة، مما أدى إلى إلحاق الأضرار بأكثر من 300 شجرة زيتون تعود لأهالي القرية. كما شملت الحرائق مناطق واسعة من الغابات والأشجار في محيط القرى التابعة لناحية بلبل، مثل قرى بيكه وزعرة، وكذلك القرى التابعة لناحية راجو، مثل عداما وسيمالا الميدانيات وبليلكو وهوبكو.

https://twitter.com/kurdonline/status/1817485266161950966

ورغم نداءات الأهالي المتكررة، لم تتدخل فرق الدفاع المدني والخوذ البيضاء لإطفاء الحرائق، مما أدى إلى تمددها وزيادة حجم الأضرار.

حصيلة أولية للأضرار:
ناحية راجو:
– تم حرق مساحة 372 هكتار من الأراضي والغابات المزروعة بأشجار السرو والزيتون والكرز في قرى ميدانا بما فيها سيمالكه.
– تم حرق 40 هكتار في قرية حسن.
– عدد أشجار الكرز المحترقة في مناطق ميدانا حتى قرية سيمالكه بلغ حوالي 1960 شجرة.
– عدد أشجار الزيتون المحترقة بلغ حوالي 3760 شجرة.

ناحية معبطلي:
– تم حرق 160 هكتار في قرية آفرازه.

قطع الأشجار:
إضافة إلى الحرائق، تمارس هذه الميليشيات وبتوجيهات تركية سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على الغطاء النباتي في عفرين عبر قطع الأشجار. حيث تم قطع أكثر من 60 شجرة زيتون من حقل المواطن عبدو خليل، من أهالي بلدة بلبل في الأسبوع الأخير من يوليو في قرية دمليا بناحية راجو. كما تم قطع 25 شجرة زيتون و5 أشجار لوز تعود ملكيتها إلى المواطن سعيد حسين في نفس القرية. وفي قرية جوقة التابعة لمدينة عفرين، قام عناصر الجيش الوطني السوري “ميليشيا الحمزات” بقطع ما يقارب 18 شجرة زيتون تعود ملكيتها إلى المواطن محمد محمود.

نحذر مجددا في مركز التوثيق من استمرار الاحتلال التركي في هذه السياسات التي تهدد بتحويل عفرين إلى منطقة قاحلة، وندعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية الغطاء النباتي في عفرين ووقف هذه الانتهاكات البيئية الخطيرة. إن الحفاظ على البيئة والغطاء النباتي هو مسؤولية مشتركة تتطلب تعاوناً دولياً فعالاً لضمان حماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

عناصر تابعة لقوات النظام السوري تعتقل عباس محمود حمادة في مدينة حلب

عباس محمود حمادة، من أبناء قرية باشمرا التابعة لمدينة عفرين بريف محافظة حلب الشمالي، يبلغ من العمر 20 عاماً، اعتقلته عناصر الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري في 2-8-2024، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها (حاجز العوارض) على أطراف حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، واقتادته إلى فرع إدارة المخابرات العامة بمدينة حلب.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

عناصر تابعة لقوات النظام السوري تعتقل توفير حبش بكر في مدينة حلب

توفير حبش بكر، يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع، من أبناء قرية جقلا فوقاني التابعة لمدينة عفرين بريف محافظة حلب الشمالي، يبلغ من العمر 55 عاماً، اعتقلته عناصر شعبة الأمن السياسي التابعة لقوات النظام السوري في 28-7-2024، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها (حاجز دوار الموت) في مدينة حلب، واقتادته إلى جهة مجهولة.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

“داعش” يعيد إحياء نفسه… الاستراتيجية والهيكلية التي يتبعها والعوامل المساعدة

لزكين إبراهيم – باحث في مركز الفرات للدراسات

مع تزايد نشاط وهجمات تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق وعدد من الدول حول العالم، عاد الحديث عن محاولات التنظيم إحياءَ نفسه وإعادة ترتيب صفوفه، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، بتاريخ 17 يوليو/تموز 2024 أنّ تنظيم داعش ضاعف هجماته في العراق وسوريا منذ بداية العام الحالي، وأكّدت أنه يحاول إعادة تشكيل نفسه.

وفي نفس السياق، كشفت عدة تقارير لمراكز أبحاث ومواقع أمريكية وغربية بأنّ التنظيم يزداد نشاطا بالفعل في البلدين مستغلاً الكثير من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية -وخاصة الانشغال الدولي بالحرب في أوكرانيا وغزّة- حيث منحت التنظيم متنفساً يسعى إلى استثماره لزيادة نشاطه. ويتّخذ التنظيم لخططه المستقبلية من سوريا والعراق الحاضنات المثالية لانتشاره، بالإضافة إلى تشكيل التنظيم هيكليّة جديدة يعتمد عليها للتوسع عالمياً وزيادة قدراته البشرية والمالية والدعائية.

فما أسباب ودلالات التحذير الأمريكي من عودة داعش لإحياء نفسه؟ وما هي الهيكلية الجديدة التي يعتمدها التنظيم لتوسيع نشاطه محليا وعالمياً؟ وما استراتيجية داعش في سوريا؟ وما العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تساعد التنظيم لزيادة نشاطه؟

أسباب ودلالات التحذير الأمريكي من عودة داعش

استند بيان القيادة المركزية الأمريكية في تأكيدها أنّ داعش يعيد تأسيس نفسه في البلدين، على ازدياد نسبة هجمات التنظيم مؤخرا في سويا والعراق، حيث أكّد البيان، أنّ «(داعش) تبنى 153 هجوماً في كلا البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024». وهذا المعدل المرتفع، يشير بأنّ داعش في طريقه للوصول إلى ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023، وبحسب الاحصائيات الأخيرة فإنّه “منذ مارس 2023، حتى مارس 2024 أعلنت إدارة الإعلام المركزية لـ”داعش” مسؤولية التنظيم عن 1121 هجوماً. ووفقاً للبيانات الصادرة عنه، أدّت هذه الهجمات إلى مقتل أو إصابة حوالي 4770 شخصاً”[1]. وهذا مؤشر على أنّ التنظيم أعاد ترتيب بعض صفوفه ويحاول العودة إلى المشهد بقوة، وكل ذلك رفع التوقعات الأمريكية بأن التنظيم يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.

التحذير الأمريكي من محاولات داعش إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق، يشير بأنّ قواتها ستبقى لوقت غير محدد في البلدين نتيجة عودة خطر داعش، وهذا ما يمكن التماسه من تأكيد القيادة المركزية الأمريكية، بأن “قواتها ستواصل عملياتها لملاحقة ما يقدر بنحو 2500 مقاتل من “داعش” في العراق وسوريا، وإعادة تأهيل وإدماج أكثر من 43 ألف فرد وعائلة من مخيمي «الهول» و«روج»”[2]. أي أنّ أمريكا تبعث برسائل للقوى الإقليمية والدولية بأنّ استراتيجيتها في سوريا والعراق لاتزال طويلة الأمد.

ويبدو أنّ هذه الرسالة الأمريكية تلقتها إيران وميليشياتها في سوريا والعراق، لذا عادت الميليشيات الإيرانية مؤخراً –وبعد أقلّ من يوم من صدور البيان الأمريكي- لاستهداف قاعدة عين الأسد بالعراق بالطائرات المسيرة، وقصف القاعدة الأمريكية في حقل “كونيكو” في سوريا بالصواريخ، بعد توقف تلك الهجمات لعدة أشهر، أيْ أنّها قد تكون ردّاً على هذا البيان الأمريكي الذي أعلن بشكل غير مباشر بأن القوات الأمريكية لن تغادر سوريا والعراق قريباً، رغم أنّ واشنطن تواصل المباحثات مع بغداد حول مستقبل القوات الأمريكية في العراق.

وفي المقابل تشير تلك التطورات بأن التحالف متخوف من تصاعد نشاط تنظيم داعش وتحركات الميليشيات الإيرانية شمال شرق سوريا، ولمواجهة هذه المخاطر المحتملة، بدأت قوات التحالف الدولي بــ”إنشاء أبراج مراقبة على طول نهر الفرات شرق سوريا، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في عددٍ من قرى ريف دير الزور الشرقي”[3]. ما يرجح أن يكون الهدف من بناء تلك الأبراج منع خلايا التنظيم التسلل من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية غربي نهر الفرات إلى شرق الفراتـ، بالإضافة إلى مراقبة أميركا تحركات الميليشيات الإيرانية المهددة لقواعدها في سوريا.

“داعش” يعيد تشكيل هيكليّته عالمياً

مع أنّ التنظيم تلقّى ضرباتٍ موجعةً بعد خسارته الميدانية ومقتل زعمائه من الصف الأول، إلّا أنّ عودة نشاطه تشير إلى أنّه يتكيف مع الظروف الراهنة، وبات يعتمد على إدارة غير مركزية، أي أنّ هناك قياداتٍ مناطقيةً يمكن أنْ تبقى فاعلة رغم مقتل زعيم التنظيم. لكنّ مقتل الزعيم يجعل فروعه تقوم بمراجعة شبكة علاقاتها واتصالاتها، لتجنب أيّة عمليات ضد التنظيم. فالجماعات المتطرفة ومنها تنظيم داعش تأقلمت مع خسارة قياداتها، فمنذ عام 2012 وحتى الآن خسر التنظيم الكثير من قياداته، لكنه مازال موجوداً، وهذا يعود إلى تحسّب التنظيم لخسارة رأس الهرم.

يشير تقرير[4] لموقع ” War on the Rocks”الأمريكي إلى أنّ من بين أبرز أسباب زيادة نشاط داعش هو تأسيسه واعتماده على ما يسمى (المديرية العامة للولايات) ، والتي كان مقرها في سوريا، ولكنّ المعلومات الجديدة تفيد بأنّها قد تكون الآن مركزية في الصومال. حيث تساعد هيكليتها والتنسيق عبرها بين تلك الولايات إلى تصاعد نشاط التنظيم على كافة المستويات المالية والعسكرية وتخطيط وتنفيذ الهجمات في أيّة بقعة يختارها حول العالم، ويؤكد التقرير أنّ نقل المركزية من سوريا والعراق وإعادة هيكلة الولايات كان السبب وراء رؤية المزيد من التفاعل والارتباط بين ولاياته المختلفة اليوم مقارنة بالماضي. حيث تمكن التنظيم من تطوير نشاطه من نواحٍ عدّة، وأبرزها (الحوكمة، والتمويل وتجنيد المقاتلين الأجانب، والعمليات الخارجية).

وفي نفس السياق تشير التقديرات بأنّ إعادة التنظيم لهيكلة ولاياته بدأ بعد خسارة التنظيم أراضيه في سوريا والعراق، وما يرجح ذلك أنّه منذ عام 2018 توقف التنظيم عن تسمية “محافظاته” المتعددة في العراق (بغداد، وشمال بغداد، والأنبار، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، ونينوى، وجنوب، والفلوجة، ودجلة، والجزيرة) وفي شوريا (الرقة، والبركة، والخير، وحمص، وحلب، وإدلب، وحماة، والشام، واللاذقية، والفرات). ويكتفي التنظيم اليوم بتسمية هذه المحافظات بولاية الشام وولاية العراق فقط وأصبحت جميع ولايات “الدولة الإسلامية” الآن على قدم المساواة مع بعضها البعض[5]. ولكن السؤال هو كيف يدير التنظيم هذه الولايات؟

الهيكلية التنظيمية والتنفيذية للولايات

يعتمد التنظيم حالياً في إدارة أفرعه على ما يسمى ”اللجنة المفوضة“ وهي أعلى هيئة في التنظيم، وكل عضو في هذه اللجنة مسؤول عن جانب تنفيذي، وتشرف على مديرية الولايات والتي تشرف بدورها على المسؤولين المحليين. وبشكل أكثر تحديداً فإنّ كل عضو في هذه اللجنة “مسؤول عن أحد الملفات التالية، كالأمن، والمخابئ الآمنة، والشؤون الدينية، والإعلام، والتمويل”[6].

ومع إنشاء المديرية العامة للولايات أنشئت بنية فوقية تشرف الآن على الولايات، حيث تمتلك المديرية العامة للولايات مكاتبها الخاصة. واستنادًا إلى وثائق داخلية مسرّبة من التنظيم، تشمل هذه الهيكلية سبعة مكاتب[7] وهي:

مكتب الأرض المباركة: المسؤول عن الإشراف على نشاط التنظيم في العراق وسوريا.
مكتب الصادق: الذي يغطي أفغانستان وباكستان وإيران والهند وبقية جنوب آسيا.
مكتب الكرار: يدير الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق وأجزاء أخرى من شرق ووسط وجنوب أفريقيا.
مكتب الفرقان: الذي يدير حوض بحيرة تشاد والساحل.
مكتب أمّ القرى: الذي يشرف على اليمن والمملكة العربية السعودية والخليج.
مكتب ذو النورين: الذي يركز على مصر والسودان.
مكتب الفاروق: الذي يُنظم تركيا وجورجيا والقوقاز وروسيا وأوروبا.

ويقدم زعيم كل ولاية من ولايات التنظيم تقاريره إلى رئيس المكتب الذي يتبع له من مكاتب “المديرية العامة للولايات” ، والذي يوصلها بدوره إلى الهيئة المفوضة ومنها إلى زعيم التنظيم.

وبهذه الصورة يبدو أن تنظيم داعش أعاد بناء نفسه على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكن بشكل أكثر تعقيداً من السابق، لأنّ الطريقة التي أعاد بها بناء نفسه تختلف عن الطريقة التي رأيناه ينتعش بها قبل أكثر من عقد في العراق وسوريا، حيث كان التنظيم يركز في المقام الأول على سيطرته المكانية في البلدين، ولكنه الآن أصبح يعتمد بعداً عالمياً عبر التوسع في كلّ الاتجاهات وتقسيم العالم إلى ولايات تابعة له، بغض النظر عن وجود السيطرة الجغرافية أو عدمها.

وبينما كانت أنظار العالم والدول تتجه نحو سوريا والعراق على اعتبار أنهما يشكلان مصدر الخطر الأكبر للتنظيم، خاصة أنه لا يزال هناك الآلاف من عناصر داعش المعتقلين، والآلاف من عائلاتهم المحتجزة في المخيمات، وبينما كانت تصدر التحذيرات من “قنبلة موقوتة” في شمال شرق سوريا، إلّا أنه لم يكن متوقعا أنْ تنفجر في موسكو كالهجوم الدموي الذي استهدف قاعدة مدينة كروكس في ماري/آذار 2024، أو كما حصل في إيران عندما استهدف التنظيم الناس في ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في كرمان،  وصولاً إلى الهجوم الأخير الذي استهدف تجمعاً للشيعة خلال إحياء ذكرى عاشوراء في العاصمة العمانية مسقط منتصف يوليو/تموز 2024. ما يشير بأن خطر داعش لم يعد يتركز في سوريا والعراق، بل بات يتوسع أفقياً وعمودياً عبر الاعتماد على الإدارات اللامركزية.

وبالتالي فإنّ كل تلك الهجمات المعقدة بالإضافة إلى “المخطط الذي أحبطته ألمانيا في يونيو 2024 في كولونيا الذي كان يستهدف بطولة كرة القدم الأوروبية الحالية، هي أمثلة جديرة بالملاحظة على هذه الشبكات العالمية المتشابكة”[8]. إلّا أنّ القاسم المشترك بين كل تلك الهجمات -ماعدا مسقط- هو أنّ عناصر داعش المتورطين في تنفيذ تلك الهجمات كانوا موجودين في تركيا قبل الانتقال منها إلى روسيا وألمانيا. وهذا يشير إلى أنّ “تركيا أصبحت مركزًا لتخطيط تنظيم داعش” وفق تقرير موقع ” War on the Rocks” الأمريكي، وهذا يوضح أيضًا أنّ العمليات الخارجية لداعش ليست ثابتة من حيث مصدرها، فكلّ هجوم يتم تنسيقه عبر ما يسمى “المديرية العامة للولايات” التابعة للتنظيم، والتي تعدّ تركيا من بين أبرز أماكن الإدارة والتخطيط المفضلة بالنسبة لها.

لا شكّ أنّ تركيا تشكل محوراً رئيسياً في الشبكة العالمية لتنظيم داعش، وإنّ الدعم الذي يحصل عليه التنظيم من تركيا يشير أنّ لاستخباراتها تنسيقاً مع “المديرية العامة للولايات” ويبدو أنّ هذه المديرية أصبحت مؤسسة ذات أهمية متزايدة داخل “الخلافة” ويُزعَم الآن أنّها تحتل موقعًا مركزيًا في تنفيذ العمليات الإرهابية الخارجية، وهذا ما كشفته هجمات داعش في روسيا وأوروبا، حيث انتقل عناصر التنظيم من تركيا صوب تلك البلدان.

استراتيجية داعش في سوريا والعوامل المساعدة على النشاط

رغم فقدان داعش السيطرة المكانية في سوريا والعراق، إلا أنّه لا يزال نشطاً في البلدين. وفيما كانت أنشطته تقتصر على تنفيذ هجمات محدودة، إلا أنها تحولت الآن إلى هجمات مكثفة ونوعية ومعقدة، ما يزيد من احتمالات أنّ التنظيم يُمهد “لبعثٍ ثانٍ لخلافته” على غرار ما حصل قبل عقد من الزمن، عبر توسيع نطاق عملياته داخل عمق مناطق سيطرة خصومه والتموضع في مناطق حيوية للإيحاء بأنه حاضر داخل نطاق جغرافيا واسعة، مستفيداً من الكثير من العوامل المحلية والإقليمية والدولية وخاصة حرب غزة وتصعيد إسرائيل ضد إيران وميليشياتها وخاصة في سوريا.

وما يرجح أنّ التنظيم يخطط للسيطرة الجغرافية مجدّداً، أنّه “في منتصف أبريل 2024 باغت التنظيم قوات الجيش السوري في مناطق مأهولة بالسكان عند الشريط الفاصل بين محافظتي الرقة ودير الزور، وتمكنت عناصره من تثبيت نقاط له على طريق دير الزور-الرقة الحيوي والتمركز في محيط قريتين”[9]، وهذه الهجمات والسيطرة على عدة قرى -ولو بشكل مؤقت- قد يكون هدفها التوظيف الإعلامي من قبل التنظيم لمنافسة التيارات المحسوبة على إيران في المنطقة وبالتالي إظهار قدراته، واستقطاب السكان المحليين، خاصة أنّه استطاع إظهار القدرة على شن هجمات كبيرة في مناطق محصنة أمنيًا تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، والترويج لنفسه كطرف رئيسي يقوم بقتال النظام السوري وحليفه الإيراني.

وفي المقابل يسعى التنظيم للحفاظ على العامل البشري لديمومة وجوده وتنفيذ الهجمات وإدارة نشاطاته عبر اتباع استراتيجية الانسحاب من المدن دون الدخول في معارك كبيرة بعد خسارة الموصل والرقة، نظراً للصعوبات التي يواجهها في عملية تجنيد المقاتلين، فيما دفعت خسارة التنظيم جميع مدن سيطرته في سوريا والعراق قيادته لاستثمار الأموال التي كان ينفقها على الخدمات وإدارة المدن في توجيه جهود آلاف الإداريين والأمنيين إلى مهام قتالية وتجنيد عناصر أو متعاونين جدد. خاصة أن هناك عوامل عدة تخدم التنظيم في إعادة ترتيب صفوفه وتوسيع عملياته في سوريا وأبرزها:

العامل الجغرافي: تمثل أماكن انتشار تنظيم داعش في سوريا عاملاً مهماً يتمكن من خلاله من إعادة تنظيمه وهيكلته. كما تساهم التضاريس الوعرة والبيئة الصحراوية في البادية السورية في إنشاء معسكرات التدريب لمقاتليه وتساعد على التمويه والاختباء، واستخدام تلك المساحة للاستعداد وتنفيذ عمليات نوعية من حين إلى آخر لتأكيد وجوده، وبهذا الخصوص أوضحت ورقة بحثية للمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس، 2019) أنّ “أوكار داعش في البادية السورية تتركز أساساً في ثلاث مناطق في عمق الصحراء: الأولى جبل بشري في أقصى القسم الجنوبي الشرقي من محافظة الرقة، والثانية في منطقة الدفينة بجنوب غربي دير الزور، والثالثة في الصحراء بين تدمر والسخنة غرباً، منطقة حزام الـ”55 كلم” جنوباً، محطة الـ”تي 2″ النفطية شرقاً، ومنطقة فيضة بن موينع شمالاً “[10].
الحرب في غزة: استمرار الحرب في غزة جعلت من الولايات المتحدة والتحالف الدولي منشغلين في قضايا جيوسياسية، خشية توسع الحرب مع إيران وميليشياتها، خاصة بعد أن كثفت الأخيرة من هجماتها على القواعد الأمريكية في العراق سوريا، وتطوّر الصراع بين اسرائيل وإيران إلى المواجهة المباشرة بعد اغتيال اسرائيل لقيادات بارزة من الحرس الثوري في سوريا، وقيادات من حزب الله بالإضافة إلى اغتيال اسرائيل مؤخراً لإسماعيل هنيّة وسط طهران، وبالتالي لم تعد مواجهة داعش من أولويات التحالف في الفترة الأخيرة، الأمر الذي استغله التنظيم لإعادة نشاطه.
اعتماد التنظيم على الهيكلية الجديدة: إنّ اعتماد التنظيم على هذه الهيكلية الجديدة “على المستوى العالمي” بالإضافة إلى الهيكلية اللامركزية والاعتماد على القيادات المناطقية والإقليمية، يجعل التحدي الذي يفرضه التنظيم أكثر صعوبة من منظور أمني مقارنة بالماضي عندما كانت هناك القدرة على التركيز بشكل أساسي على جهوده في العراق وسوريا. واليوم، “فإن التركيز فقط على العراق وسوريا أو أيّة ولاية أخرى بغض النظر عن فهم ارتباطاتها بالأجزاء الأخرى من الشبكة العالمية للمجموعة من شأنه أن يؤدي إلى نمو وتوسع نشاط التنظيم حول العالم ويزيد قدرات خلاياه على تنفيذ هجمات دموية على غرار ما حصل في روسيا وإيران ومسقط”[11].
التهديدات والضربات التركية: من أبرز العوامل التي تستفيد منها خلايا تنظيم داعش هو الإرباك الذي يسببه استمرار تركيا في شنّ الهجمات على مناطق شمال شرق سوريا واغتيال قيادات عسكرية وأمنية ممن شاركوا بفعالية في محاربة التنظيم، بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية والمنشآت الحيوية لمناطق الإدارة الذاتية، ما يؤدي لتراجع فعالية قوات سوريا الديمقراطية في محاربة التنظيم نتيجة انشغالها بالجبهة الشمالية مع تركيا والفصائل الموالية لها، وصرف الانتباه عن نشاط خلايا داعش، واستغلال داعش هذا الوضع لزيادة نشاطه ومحاولة تهريب المزيد من العائلات من مخيم الهول. بالإضافة إلى تحول المناطق السورية التي تحتلها تركيا إلى ملاذ آمن لقيادات وعناصر التنظيم الذين يديرون منها نشاط الخلايا في مناطق شمال شرق سوريا، كما يستغل التنظيم في الفترة الحالية عمليات التهريب بشكل أساسي لجني الأموال، “حيث توجد شبكات تهريب في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. ويدعم فصيل “أبو القعقاع” وفصائل أخرى موالية لتركيا أنشطة داعش، حيث تسهل تهريب الأشخاص إلى تركيا واستخدام تلك الأموال لتمويل عمليات التنظيم. وذلك عبر تهريب المخدرات، والآثار السورية المنهوبة، والدخول بقوة نحو سوق العملات المشفرة لإيجاد مجال جديد لنقل وتبيض الأموال”[12].
تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية: دفع تفاقم تردّي الأوضاع المعيشية والإنسانية في أنحاء متفرقة من سوريا تنظيم داعش إلى استغلال هذه الظروف لتكثيف نشاطه وتجنيد الكثير من المتعاونين عبر تقديم مبالغ ماليّة لهم لقاء تعاونهم مع خلايا التنظيم، خاصة أنّ “ما ساهم في تزايد موارد التنظيم المالية أنه أنشأ خطوط تجنيد وخطوطاً لوجستية ومالية تمتد من أفريقيا إلى أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. وعلى وجه التحديد، قامت الكيانات المالية لـ”داعش” في غرب وشرق أفريقيا بتحويل مبالغ كبيرة ومتكررة من المال إلى فروع التنظيم في سوريا والعراق”[13].

الخلاصة:

لاشك أنّ التراخي في توجيه الضربات النوعية للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وسط التوترات والحروب والفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، سيزيد من فرص عودة نشاط تلك التنظيمات إلى الساحة، خاصة أنّ هذه التنظيمات تنمو بشكل سريع في المناطق التي تزداد فيها الفوضى والصراعات والأزمات الاقتصادية، وكل هذه الظروف متوفرة حالياً في سوريا والعراق والدول الإفريقية وأفغانستان وغيرها، بالإضافة إلى غياب التعاون والتنسيق بين الدول المتدخلة في سوريا في محاربة داعش، وذلك لغياب الثقة فيما يتعلق بالتعاون في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يساعد داعش لزيادة نشاطه وتنفيذ الهجمات، لأن الكثير من أعدائه الموجودين على الساحة السورية هم في نفس الوقت خصوم لبعضهم البعض.

إنّ الظروف التي يشهدها العالم حالياً من حيث تأجّج الصراعات السياسية والعسكرية في عدة مناطق بأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، تتشابه مع فترات صعود تنظيمات مثل القاعدة وداعش في الأعوام الماضية، وبالإضافة إلى زيادة سباق التسلح بين دول العالم، واستمرار أزمات اللجوء والغذاء والطاقة، كلها تزيد من احتمالية ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية وعودة تنظيمي القاعدة وداعش إلى الواجهة في سوريا والعراق والعالم من جديد.

إنّ تنفيذ القرار الأممي 2254 بفعالية يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في إنهاء خطر الإرهاب وتنظيم داعش في سوريا. من خلال وقف إطلاق النار، وتعزيز التعاون الدولي، وإشراك جميع الأطراف في عملية سياسية شاملة، ودعم إعادة البناء والإصلاح، وإعادة توطين النازحين، وذلك من شأنه تكوين بيئة مستقرة ومزدهرة وتجفيف منابع الإرهاب. وبهذا الشكل، يعزز القرار 2254 من فرص تحقيق سلام دائم في سوريا ويضع الأساس لمستقبل خالٍ من الإرهاب والتطرف.

[1] – معهد واشنطن، 20 مارس 2024 https://n9.cl/xs5l0

[2] – قناة الحرة، 17 يوليو 2024 https://n9.cl/gmbga

[3] – صحيفة الشرق الأوسط، 19 يوليو 2024 https://n9.cl/rxrsr

[4] – موقع ” War on the Rocks” الأمريكي 15 يوليو 2024 https://n9.cl/7v7vl

[5] – موقع ” War on the Rocks” الأمريكي 15 يوليو 2024، https://n9.cl/7v7vl

[6] – قناة الحرة، 10 فبراير 2022، https://n9.cl/6qosn

[7] – موقع ” War on the Rocks” الأمريكي 15 يوليو 2024، https://n9.cl/7v7vl

[8] – المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات، 10 يونيو 2024 https://n9.cl/ofqzj

[9] – المرصد السوري لحقوق الإنسان، 6 أبريل 2024 https://n9.cl/pe8cn

[10] -شبكة رؤية الإخبارية، 12 يناير 2021 https://n9.cl/hb7me

[11] -معهد واشنطن، 18 يوليو 2024 https://n9.cl/2avao

[12] – المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 4 فبراير 2022 https://n9.cl/ox5kl

[13] – مجلة المجلية، 12 أبريل 2024 https://n9.cl/ja5qjz

 

المصدر: مركز الفرات للدراسات

بيان بمناسبة الذكرى السنوية ال 59 لتأسيس الحزب اليساري الكوردستاني-سوريا

بمناسبة مرور تسعة وخمسون عاما على تأسيس حزبنا الذي انطلق في الخامس من آب لعام 1965 نتوجه بالتحية إلى كل المناضلين الأوائل الذين ساهموا في تأسيس الحزب وعلى رأسهم المناضل(آبو) اوصمان صبري، الخالد في ذاكرة الأجيال، والى كل الذين كان لهم دور في مسيرة الحزب، والى كل كوادر وأعضاء الحزب الذين يمارسون الدور النضالي في هذه المرحلة من تاريخ الحزب.

أيتها الرفيقات..
أيها الرفاق..
يا أبناء شعبنا الكردي العظيم..
لقد انبثق حزبنا الحزب اليساري الكوردستاني. سوريا في معمعان النضال من أجل تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في كونفرانس 5 آب عام1965، الذي جاء كضرورة موضوعية يمليه واجب تجذير نضال الشعب الكردي نتيجة الظروف الداخلية للحزب،

وقد كانت هذه الانطلاقة استجابة مع الظروف الجديدة في الحياة السياسية في العالم وفي المنطقة بسبب التقدم الاجتماعي وظهور طبقة واعية من المثقفين الكرد،
وقد شكل حزبنا منعطفا هاما في نضال الشعب الكردي في سوريا، وسرعان ما توسعت قاعدته الشعبية وخاصة بين الطبقة العاملة والكادحة واستطاع أن يناضل نضالا حازما دفاعا عن الحقوق القومية وضد المشاريع العنصرية والشوفينية التي طبقت بحق الكرد، وبخاصة مشروع الإحصاء الجائر ومشروع الحزام العربي، وشكل حزبنا أحد الأطراف الرئيسية في الحركة الوطنية الكردية، ومنحا نضالي من أجل إزالة الاضطهاد القومي بحق شعبنا الكردي وتأمين حقوقه القومية المشروعة ومن أجل تحقيق الديمقراطية لكامل الوطن وحماية حقوق الإنسان وضد كافة أشكال الاستغلال وتحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية.

يا ابناء شعبنا الأبي..
عندما بدأت الثورة في سوريا نتيجة للظلم والقهر الذي كان ولا يزال يمارسه النظام، بدأ الحراك الجماهيري الثوري حيث عمت جميع أرجاء سوريا، كان لحزبنا الدور الفعال من خلال المشاركة في المظاهرات والوقفات والاعتصامات في عموم المدن الكوردية، مطالبة بالحرية ورفع الاضطهاد، وكان لحزبنا الدور الفعال، وشارك حزبنا مع باقي الأحزاب الكردية في تأسيس المجلس الوطني الكردي في سوريا، ومن ثم الانخراط في صفوف المعارضة الوطنية السورية، عبر تأسيس المجلس الوطني السوري، ومن ثم الانضمام إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أساس الوثيقة الموقعة بين الطرفين، وشارك حزبنا من خلال المجلس الوطني الكردي في سوريا بتأسيس جبهة السلام والحرية، ونسعى لأن تكون مشاركة المجلس فعالة في هذه الاطر السياسية.

أيها الإخوة والأخوات..
تمر سوريا بأخطر مراحل الحياة السياسية والاجتماعية حيث تداخلت كل الدول في هذه البقعة الجغرافية من العالم، وأصبحت ساحة صراع ومصالح إقليمية ودولية حيث كل الدول ما لديها من أجندات وجيوش ومرتزقة، بالإضافة الى وجود بقايا داعش ومنظمات مصنفة على لوائح الإرهاب الدولية، حولت مسار الثورة إلى احتلال اراضي وقتل وتهجير من تبقى من أبناء الشعب السوري، واتسع رقعة الفقر بين شرائح واسعة من الشعب السوري، وساءت الأحوال بشكل كبير، ولايزال الوضع صعبا مالم تتوصل الدول المتداخلة إلى تفاهمات لحل القضية السورية عبر قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2254 الخاص بسوريا.

أيها الإخوة والأخوات..
يرى حزبنا ويؤمن بالحل السياسي في سوريا، ويرى بأن حل القضية الكردية يأتي عبر السبل الدبلوماسية والحل العام في سوريا، بالاعتماد على وثائق الأمم المتحدة والشرعة الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ويبدأ على الأرض من خلال البدء بخروج جميع الفصائل المسلحة من المناطق الكردية، وإعادة المهجرين إلى أماكنهم الأصلية، وإزالة كافة أشكال العنف وإحلال الأمن والأمان.
كما ونطالب بوقف السياسات التي ينتهجها حزب الاتحاد الديمقراطيPYD ونطالب بالأفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والنشطاء والإعلاميين وكوادر المجلس الوطني الكوردي في سوريا.

أيها الإخوة والأخوات..
في هذه المرحلة الصعبة والعصيبة التي يمر بها شعبنا، وما يكابده من تهجير من أراضيه، وما يعانيه من فقر مدقع وحصار جائر، وتشرذم بين تيارين في حركته السياسية، كان لابد من الالتفاف حول توحيد الرؤى السياسية المختلفة، وكانت المبادرات المقدمة من قبل فخامة الرئيس “مسعود بارزاني” ورئيس إقليم كردستان السيد” نيجرفان البارزاني” وإشراف مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذهب المجلس الوطني الكردي ENKS الذي نحن جزء منه وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية PYNK إلى طاولة الحوار قبل أربعة أعوام من الآن.

ونحن في الحزب اليساري الكوردستاني- سوريا، كنا ولا نزال نثمن عالياً هذه الحوارات والمبادرات التي قامت بها أمريكا، وضرورة استمرارية هذه الحوارات التي من شأنها خدمة الشعب الكردي وترتيب بيته الداخلي، يهدف إلى وحدة الصف الكردي، للوصول إلى وحدة حقيقية، والانطلاق لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، تتمتع فيها كافة مكوناته بحقوقه القومية والديمقراطية.

عاش نضال حزبنا المجيد
المجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان

اللجنة المركزية للحزب اليساري الكوردستاني-سوريا

قامشلو 4 آب 2024

 

السفير البريطاني من سنجار: نواصل الوقوف مع الشعب الإيزيدي

أكد سفير المملكة المتحدة لدى العراق ستيفن هيتشن، خلال زيارة إلى قضاء سنجار “شنكال” في العراق مواصلة حكومته الوقوف مع الشعب الإيزيدي.

وقال هيتشن على حسابته في مواقع التواصل الاجتماعي “لقد كان شرفاً عظيماً أن أحضر اليوم مراسم إحياء الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية الإيزيدية في سنجار وأن أتحدث مع الناجين وأقارب الشهداء”.

وأضاف “نحن نواصل الوقوف مع الشعب الإيزيدي من أجل تنفيذ اتفاقية سنجار وقانون الناجين بشكل كامل”.

 

وفي الأول من آب / أغسطس 2023 اعتبرت الحكومة البريطانية أن الإيزيديين تعرضوا “لإبادة جماعية” على يد تنظيم داعش “الدولة الإسلامية” عام 2014 بالعراق، حسبما قالت وزارة الخارجية في بيان.

وقال حينها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد في بيان “عانى الأيزيديون كثيرا على أيدي داعش قبل تسع سنوات وما زالت الانعكاسات محسوسة حتى اليوم”.

وأضاف “العدالة والمحاسبة أمران أساسيان بالنسبة إلى الذين دمرت حياتهم” مشيرا إلى أن هذا الاعتراف “التاريخي”، “يعزز” التزام المملكة المتحدة ضمان “حصولهم على التعويض الذي يستحقّونه وإمكان حصولهم على العدالة”.

وكان القضاء الألماني أول من اعترف في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بأن الجرائم التي ارتكبت في حق الإيزيدين تشكل “إبادة جماعية”.

وفي آب/أغسطس 2014، اجتاح تنظيم داعش جبل سنجار في شمال العراق حيث تعيش غالبية من الأقلية الأيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.

 

مظلوم عبدي يستقبل وفداً من شنكال (سنجار)

بمناسبة الذِّكرى العاشرة لمجزرة شنكال التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابيّ ضُدَّ الإيزيديّين؛ استقبل القائد العام لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة، “مظلوم عبدي”، وقائدة وحدات حماية المرأة، “روهلات عفرين”، وبحضور الرَّئيس المشترك لحزب الاتّحاد الدّيمقراطيّ “صالح مسلم”، وفداً من منطقة شنكال (سنجار) ، ضَمَّ كُلّاً من “دخيل مراد عاشور” عضو في الهيئة العشائريَّة، و”سعيد ملحم حمو” عضو في مجلس الإدارة الذّاتيَّة في شنكال وعضو في الهيئة العشائريَّة أيضاً.

وبحسب بيان لقسد بحثت القيادة العامَّة مع الوفد، المشاكل والصعوبات التي تعاني منها شنكال، وضرورة حَلِّها عن طريق الحوار مع الحكومة العراقيَّة، وأكَّدَت على أنَّه من واجب بغداد الاستماع لمطالب الأهالي في شنكال وتلبيها، وكذلك شروعها في إعادة إعمار شنكال التي دمَّرها تنظيم “داعش” الإرهابيّ، إضافة إلى تسهيل عمليَّة عودة المهجَّرين إلى ديارهم.

بدوره؛ أعرب وفد شنكال الزّائر عن شكره وامتنانه للتَّضحيات التي قَدَّمها شعب روجآفا وقوّاته العسكريَّة في سبيل فتح الكريدور “الممرّ” الإنسانيّ لإنقاذ أهالي شنكال من الموت الذي كان يلاحقهم في كُلِّ خطوة، وذلك أثناء هجوم تنظيم “داعش” الإرهابيّ على شنكال قبل عشر سنوات، وفق البيان.

في نهاية اللِّقاء؛ أكَّدَت القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة استعدادها لتقديم كُلّ أشكال الدَّعم والمساندة الماديَّة، المعنويَّة والسِّياسيَّة لشنكال مَرَّةً أخرى.

 

استمرار انتهاكات ميليشيا الجيش الوطني بحق أهالي عفرين وسط صمت دولي

تواصل ميليشيا الجيش الوطني ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في منطقة عفرين، في ظل صمت المجتمع الدولي ودعم تركي مستمر، مما يزيد من جرأة هذه الميليشيات على المضي قدماً في جرائمها ضد السكان العزل.

الانتهاكات الموثقة منذ بداية أغسطس:

-إطلاق نار على المدنيين: استهدف مسلحون من ميليشيا “أحرار الشام” المواطن ريزان كدرو بالرصاص الحي، حيث أصيب بطلقة في الصدر وتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة. ريزان هو من أهالي قرية كوران في ناحية جنديرس.

– مصادرة الممتلكات: صادرت عناصر من الجيش الوطني سيارة بيك أب نوع هونداي بورتر، ملك للمواطن محمد جمعة من قرية ترندة، بزعم حاجتها لأغراض عسكرية.

– إصابة مدنيين: استهدف مسلحون من ميليشيا الجيش الوطني المواطن محمود الموسى بالرصاص، مما أدى إلى إصابته في القدم ونقله إلى المستشفى في حالة خطيرة. محمود من أهالي قرية جوقة التابعة لمدينة عفرين.

– الاعتداء على المزارعين: اعتدى مسلحون من ميليشيا “رجال الحرب” المسيطرين على قرية خلالكا في ناحية بلبل على المواطن عبد الرحمن حسين خليل، لمنعه من جني ثمار التين من حقله، وقاموا بإطلاق النار على الأطراف لإرهابه، مما أدى إلى إصابته بإحدى الطلقات.

– سرقة واعتداء: تعرضت المواطنة نسرين حسن بلال من قرية حج خليل في ناحية راجو لاعتداء من قبل ميليشيا “جيش الإسلام”، حيث تمت سرقة حقيبتها من قبل إبراهيم شحادة (24 عاماً) وأبو محمد (27 عاماً) من مدينة عدرا بريف دمشق.

– بيع العقارات: قامت ميليشيا “سليمان شاه” ببيع عدد من العقارات العائدة لمواطنين من أهالي عفرين، بما في ذلك مبنى سكني مكون من ست شقق غير مكسوة، ملك للمواطن فريد محمد من قرية شيتكا في ناحية معبطلي.

– دفع رشاوي لاستعادة الممتلكات: اضطر العديد من المواطنين لدفع رشاوي لاستعادة ممتلكاتهم المستولى عليها من قبل الميليشيات:
– محمد موسى دفع 1500 دولار لاستعادة منزله من ميليشيا “أحرار الشرقية”.
– محمد علي علي دفع 2000 دولار لاستعادة قطعة أرض في حي الأشرفية.
– حميد محمد دفع 3000 دولار لاستعادة عقار في حي الأشرفية.
– حسن داوود دفع 1500 دولار لاستعادة منزله في حي الزيدية.

– مصادرة الأراضي الزراعية: قامت ميليشيا “الحمزات” بمصادرة الأراضي الزراعية وحقول الزيتون والكروم والبساتين العائدة لأهالي قرية مويسكه في ناحية راجو.

– الإفراج مقابل الفدية: أفرجت ميليشيا “الحمزات” في قرية كوكان بناحية معبطلي عن جمعة الموسى (60 عاماً) بعد إجباره على دفع فدية قدرها 2000 دولار. كما أفرجت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” عن علي مصطفى علي (55 عاماً) من بلدة بعدينا بعد خطفه لأكثر من أسبوعين وإجباره على دفع فدية قدرها 2000 دولار لاستعادة محله التجاري في سوق الهال القديم.

تستمر هذه الانتهاكات وسط غياب المحاسبة الدولية، مما يفاقم معاناة المدنيين في عفرين ويعزز شعورهم بعدم الأمان في ظل السيطرة الميليشياوية المدعومة من قوى إقليمية.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

تجليات أنا بلا عمل للشاعر عصمت شاهين الدوسكي – الشكل والمضمون والأسلوب

بقلم: زينة علي العيساوي – سلطنة عمان

القصيدة تتناول تجربة البحث عن العمل وخيبة الأمل المصاحبة لها، مع تسليط الضوء على قوة التوجه إلى الله كملاذ أخير، وأهمية الذات الداخلية كمصدر للثقة والقيمة. سنحلل القصيدة عبر محورين:

الشكل والمضمون، مع التركيز على جمالياتها البلاغية والفنية

 

الشكل :

: 1البنية الشعرية  .

القصيدة مكتوبة بأسلوب التفعيلة، مما يعني أنها لا تلتزم بوزن شعري محدد أو قافية ثابتة، مما يعطي الشاعر حرية أكبر في التعبير وتنوعًا في الإيقاع. – الاعتماد على القافية الجزئية

( المحاكاة الصوتية بين الكلمات) يعزز من جمالية النص ويمنحه إيقاعًا موسيقيًا داخليًا .

: 2 اللغة والصور الشعرية  .

اللغة المستخدمة بسيطة وواضحة، لكنها مليئة بالاستعارات والتشبيهات التي تضفي عمقًا وجمالية على النص. – الصور الشعرية مثل ” في جعبتي ( حقيبتي ) الحب والجمال ” و” في صدري ورودا وأزهارا ” تجسد المشاعر والأفكار بأسلوب بصري جميل

المضمون :

: 1 الموضوع والمحتوى

القصيدة تبدأ بوصف تجربة الشاعر في طرق أبواب القادة والمسؤولين بحثًا عن عمل، مما يخلق شعورًا بالتعب والإحباط. الانتقال إلى طرق باب الله يعكس تحولًا نحو الأمل والطمأنينة، مما يعزز من قيمة الإيمان كملاذ أخير .

: 2التناقض والتضاد .

الشاعر يستخدم التضاد بين “وعود، ابتسامات، تأمل” و”ربحت السُبُل” ليبرز الفرق بين الأمل البشري والنتائج الحقيقية عند التوجه إلى الله. – كذلك، التضاد بين الحياة البسيطة والغنى الروحي في قوله ” في وطني بسطاء ” و” بلا نفاق وشقاق ومنعزل ” يعكس تفضيله للقيم الروحية على المادية .

: 3القوة الداخلية والثقة بالنفس .

استخدام الشاعر لكلمات مثل ” أنا الشهادة، أنا الهوية ، أنا الأجمل” يعبر عن ثقته بنفسه وقيمته الذاتية، مما يبرز أهمية الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على الاعتراف الخارجي.

مواطن الجمال والبلاغة :

: 1 الصور الشعرية .

” طرقت باب القادة والكادر والمسؤول”  تجسيد مشهد فعلي للشاعر وهو يطرق أبواب القادة والمسؤولين، مما يعبر عن الجهد والسعي المستمر للبحث عن فرصة.  ” في جعبتي الحب والجمال” استعارة تحمل عمقًا كبيرًا، حيث يشبه الشاعر مشاعره ومحتواه الداخلي بجعبة ممتلئة بالحب والجمال. ” في صدري ورودا وأزهارا ” استعارة تعبر عن نقاء مشاعر الشاعر وجمالها.   “فراشات تحمل رحيق العسل”  صورة بصرية حية تجسد الإبداع والأفكار الطيبة التي يحملها الشاعر .

: 2 التكرار والتأكيد .

” أنا الشهادة، أنا الهوية، أنا الأجمل”  تكرار ” أنا ” يعزز من قوة الذات وثقة الشاعر بنفسه، ويجلب إيقاعًا موسيقيًا للنص .

:  3التناقض والتضاد .

” وعود، ابتسامات، تأمل” و”ربحت السُبُل “*: استخدام التضاد يبرز الفرق بين الأمل الزائف والنتيجة الحقيقية عند التوجه إلى الله.

: 4الأسلوب الخطابي .

” فهل تبحث لي عن عمل أم أحمل وطني وأرحل”  الأسلوب الخطابي في النهاية يضفي طابعًا دراميًا على القصيدة، ويعبر عن التردد بين الاستمرار في البحث أو اتخاذ قرار جذري بالرحيل .

: 5الإيقاع الداخلي والسجع .

” ورودا وأزهارا ” و” فراشات تحمل رحيق العسل”  استخدام السجع بين الكلمات يعزز من الموسيقى الداخلية للنص .

: 6القيم الروحية والإنسانية .

” في وطني بسطاء بلا نفاق وشقاق ومنعزل”  الشاعر يبرز قيمة البساطة والنقاء الروحي، مفضلًا العيش بين البسطاء الذين لا يعرفون النفاق أو الشقاق.

الخلاصة :

القصيدة تعبر بصدق وجمالية عن معاناة الشاعر في البحث عمن يقدر أدبه وشعره، وتعزز من قيمة الإيمان والثقة بالنفس. استخدام الصور الشعرية والاستعارات يضيف عمقًا وجمالًا للنص، بينما يعكس الإيقاع الداخلي والتناغم الصوتي جمالية الأسلوب الشعري.