الأساييش تفك الحصار عن المربع الأمني في قامشلو استكمالا لتطبيق الاتفاق بوساطة الروس

فكت قوات الآساييش “قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا” الحصار عن المربع الأمني في مدينة قامشلو بعد أسبوع من الحصار، وأزالت القوات المظاهر العسكرية وسمحت بدخول السيارات والمواد المستعجلة، استكمالاً لتطبيق بنود الاتفاق بوساطة الروس الذي جرى في مدينة الحسكة، وفق ما أفاد المرصد السوري.

ووصلت قوات الحرس الجمهوري إلى ريف دير الزور، أمس الأربعاء لتأخذ مكان قوات الفرقة الرابعة والانتشار قرب ضفة نهر الفرات.

وأفرجت “قسد”، عن الـ 20 المحتجزين لديها من قوات النظام، وبالمقابل أفرجت قوات النظام عن العناصر الذين طالبت بهم “قسد”، تمهيدا لتنفيذ بقية بنود الاتفاق الذي جرى بوساطة روسيا.

وبحسب المرصد يواجه اتفاق فك الحصار عن المربعين الأمنيين في قامشلو والحسكة، رفض الفرقة الرابعة لأحد البنود الذي جرى بوساطة روسيا، والذي يقضي بانسحابها من مناطق ضفاف نهر الفرات وتسليم مواقعها للحرس الجمهوري التابع للنظام، مما يعوق فك الحصار بشكل كامل.

ويوم الثلاثاء دخلت صهاريج مياه الشرب وسيارات تنقل الطعام إلى المربع الأمني في مدينة الحسكة، كبادرة حسن نية من “قسد” بانتظار تطبيق باقي بنود الاتفاق وفق الوعود الروسية.

وقدم الجانب الروسي وعوداً بوقف هجمات المجموعات المحلية المدعومة من إيران، وإبعاد “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام والمدعومة من إيران، عن منطقة ريف دير الزور، ونشر مجموعات بديلة من الحرس الجمهوري، خلال اجتماع جرى الثلاثاء 13 آب، في مطار القامشلي بريف الحسكة بين وفد روسي ضم عدداً من الضباط والجنود على رأسهم القائد الروسي “كيسلف”، وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية.

وتضمن الاتفاق أيضاً عقد صفقة لتبادل أسرى، حيث سيتم الإفراج عن 8 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد وقعوا أسرى بيد ميلشيات مدعومة من إيران العام الفائت، ويقابل ذلك إفراج قوات سوريا الديمقراطية عن 20 من ضباط وعناصر قوات النظام بينهم عميد كانت قد اعتقلهم في الحسكة والقامشلي، حيث وافقت “قسد” على فك الحصار في انتظار تنفيذ الشروط المتفق عليها.

مقابل الإفراج عن 3 ضباط من المخابرات العسكرية.. أجهزة النظام الأمنية تفرج عن القائد السابق لمجلس منبج العسكري التابع لـ “قسد”

وفي وقت لاحق أفرجت أجهزة النظام الأمنية عن القائد السابق لمجلس منبح العسكري أحد تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية “عبد الرحمن البناوي” بعد نحو 12 يوماً من الاعتقال، وذلك ضمن اتفاق يقضي بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح 3 ضباط من المخابرات العسكرية بينهم عقيد كانوا قد اعتقلوا قبل أيام على يد عناصر المجلس للضغط بهدف الإفراج عن “البناوي” بحسب المرصد.

يشار بأنه اعتقل على يد عناصر دورية تابعة لفرع “أمن الدولة”، في 3 من الشهر آب الجاري، خلال تواجده في مدينة حلب بقصد العلاج، وشهدت حينها مدينة منبج استنفاراً أمنياً وحالة احتقان شعبي بعد فقدان الاتصال معه وورد معلومات تفيد باعتقاله، وعقد المجلس اجتماعاً لبحث موضوع اختفاءه، وعقب ذلك بدأت مفاوضات مع قوات النظام إلا أن الأخيرة رفضت الاعتراف باعتقاله.
وشغل “البناوي” منصب قيادة لواء الحرمين الذي انضم لمجلس منبج العسكري لينتقل بعدها لقيادة المجلس لفترة زمنية قبل إقالته وتعيين خلفاً له.

اشتباكات وقصف مدفعي متبادل بين “قسد” والمجموعات المدعومة من إيران على ضفة الفرات شرق دير الزور

إلى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، بين المجموعات المحلية المدعومة من إيران وقوات النظام من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية من طرف آخر إثر محاولة الأخيرة التسلل باتجاه بلدة بقرص في الضفة الغربية من الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور الشرقي، وتبادل الطرفان القصف المدفعي.
وشهدت بلدة بقرص حركة نزوح للأهالي نتيجة الاشتباكات والقصف البري المتبادل، بحسب المرصد.

كما تعرضت مزارع مدينة الميادين لقصف مدفعي مصدره نقاط قوات سوريا الديمقراطية.
وفي السياق، أصيب مواطن برصاص طائش في البطن خلال اشتباكات مسلحة عنيفة دارت بين قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المحلية المدعومة من إيران، من جهة بلدتي الشحيل والحوايج، وتم إسعافه لإحدى المستشفيات لتلقي العلاج.

ووصلت أمس قوات عسكرية من الحرس الجمهوري إلى ريف دير الزور، لمنع الميليشيات الموالية لإيران من مهاجمة مناطق شرق الفرات وفقا للاتفاق مع روسيا.
وأول أمس، استهداف الميليشيات المدعومة من إيران المتمركزة على الضفة الغربية لفرات، بالقذائف معمل كونيكو للغاز الذي تتمركز ضمنه قوات أمريكية، مما أدى إلى حالة استنفار وإطلاق صافرات الإنذار، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وفي سياق ذلك، ردت القوات الأمريكية المتمركزة بالقاعدة على مصادر النيران وتمركز المسلحين المحليين في ريف دير الزور، وسط تحليق لطائرتين حربيتين في أجواء المنطقة.

القوات الأمريكية تجري اختبارات لأسلحة متطورة في قاعدة خراب الجير

وفي السياق رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في ريف الحسكة الشرقي، اختبار القوات الأمريكية لأسلحة دفاع جوي متطورة تعمل بالليزر في قاعدتها بخراب الجير بريف رميلان، والتي كان قد نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بالصوت والصورة استهدافها مباشرة بطائرة مسيرة أطلقتها المقاومة الإسلامية في العراق أدت إلى اندلاع النيران في القاعدة، فيما اعترفت أمس القوات الأمريكية بإصابة 8 من جنودها في الاستهداف.

وأجرت القوات الأمريكية في القاعدة تدريبات تحاكي هجوم الطائرات المسيرة، حيث أطلقت عدة مسيرات في أجواء القاعدة وجرى إسقاطها بالسلاح الجديد.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن القوات الأمريكية استقدمت السلاح النوعي عبر طائرتي شحن يوم أمس إلى قاعدة خراب الجير، بعد تعرضها للهجوم من الميليشيات الموالية لإيران، حيث جرى استهدافها يوم الجمعة 9 آب، بطائرة مسيّرة “هجومية”، فيما اعترفت القوات الأمريكية بإصابة جنودها اليوم.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض القواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية منذ تاريخ 19 تشرين الأول 2023 الفائت، لـ 136 هجوما من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، 20 هجوم على قاعدة خراب الجير وحدها.

الشرطة العسكرية الموالية لتركيا تعتقل وتعذب 15 مواطنا بينهم 6 أطفال و3 سيدات في عفرين

بيان:
مازالت الأنباء المؤلمة تصل للمرصد السوري لحقوق الإنسان، حول الاعتقالات التعسفية بحق أبناء عفرين ضمن مناطق ماتعرف بـ”غصن الزيتون” التي سيطرة عليها تركيا منذ شهر آذار/مارس 2018 وهجرت أهلها وأفلتت يد عناصر الفصائل الموالية لها لارتكاب الانتهاكات الجسيمة بحق أبناء سورية وممتلكاتهم، والتضييق على السكان المتبقين عبر فرض الإتاوات وإجبارهم على الهجرة.

وشنت الشرطة العسكرية في عفرين خلال الأسبوع الجاري حملة أمنية بأوامر المدعوان: أحمد جمال كبصو وأبو عبد علولو، واعتقلت 15 شخصا، بينهم 3 سيدات إحداهن حامل، و6 أطفال، و7 رجال.

فيما أفرجت عن 8 منهم هم: سيدتان إحداهما حامل، و٥ أطفال، ورجل، بينما مايزال مصير 7 (سيدة وطفل و5 رجال) مجهولا حتى الآن.

وأجبرت الشرطة العسكرية مواطنا على تسليم نفسه بعد أن عذبوا أطفاله وزوجته، لرفضه دفع مبلغ مالي للشرطة العسكرية والفصائل الموالية لتركيا، بعد أن لفقوا له تهمة “تعاطي الحشيش”.

واعتقلت الشرطة العسكرية المواطنين وهم من سكان مدينة عفرين الأصليين منذ يومين، وخضعوا لشتى أنواع العذاب وبوسائل متعددة ورميهم بالطرقات في حالة صعبة، إضافة إلى تهديدهم بالقتل في حال تحدثوا عما جرى لهم.

ويدين المرصد السوري لحقوق الإنسان الانتهاكات بحق المواطنين السوريين، ويحمل السلطات التركية والفصائل الموالية لها، جميع الأعمال اللاأخلاقية التي تجري بحق أبناء عفرين وسورية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان

شمال سوريا: غياب المساءلة يعزز تفشي الانتهاكات في المناطق المحتلة من قبل تركيا

تقرير حقوقي لـ تآزر

مقدّمة:

بتاريخ 21 آذار/مارس 2024، كان طبيب الأطفال “عبد الله الإبراهيم” يعمل في عيادته الخاصة وسط مدينة تل أبيض/كري سبي. أثناء ذلك، دخل “أبو مشعل” -شقيق قائد الشرطة العسكرية- برفقة طفله طالباً فحصه. طلب منه الطبيب الانتظار لمدة عشر دقائق لحين الانتهاء من معاينة طفل آخر. إلا أن “أبو مشعل” استشاط غضباً بعد جدال حاد مع مراجع آخر طلب منه الانتظار كغيره، وغادر العيادة.

بعد أقل من ساعة، عاد “أبو مشعل” برفقة دورية من الشرطة العسكرية تضم سبعة عناصر. قاموا بضرب وشتم المراجعين في العيادة، بمن فيهم النساء، ثم اعتدوا على الطبيب بالضرب والإهانة، واقتادوه بطريقة مهينة في صندوق السيارة إلى مقر الشرطة العسكرية. بعد عدة ساعات، عاد الطبيب إلى عيادته، وكان قد تجمع أمامها العشرات من أقاربه وذوي النساء اللاتي تعرضن للإهانة، وهناك ألقى الطبيب كلمة أمام الحضور الغاضب أكد فيها تعرضه للإهانة والضرب دون أي مبرر.

انتشرت قصة الطبيب “عبد الله” بشكل واسع عبر وسائل الإعلام وأثارت غضباً شعبياً، وخرجت على إثرها مظاهرات في تل أبيض وبلدة سلوك يومي 21 و22 آذار/مارس، طالب خلالها المحتجون بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة والحد من الاعتداءات المتكررة من قبل عناصر الجيش الوطني السوري.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أصدرت الشرطة العسكرية في تل أبيض بياناً وصفت فيه الحادثة بأنها تصرف فردي غير مقبول، وأكدت أنّ “رئيس فرع الشرطة العسكرية في مدينة تل أبيض تحقق من الحادثة وقام بتنبيه العناصر ومحاسبتهم على هذا الفعل”. رغم ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراء لمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة للضحية.

تعكس هذه القصة حالة فوضى السلاح وانعدام الأمان في مناطق عفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، حيث وثقت رابطة “تآزر” خلال النصف الأول من عام 2024 مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل على يد مسلحي “الجيش الوطني السوري”، ونشوب 15 اشتباكاً بين مجموعات مسلحة تابعة لـ “الجيش الوطني”، قُتل نتيجتها مدني واحد وأُصيب اثنان آخران. بالإضافة إلى ذلك، وقعت أربعة تفجيرات أسفرت عن إصابة مدنيين، أحدهما طفل.

كما سُجلت حالات سطو مسلح تعرض لها مدنيون، ونشوب أربع حالات اقتتال داخلي بين فصائل “الجيش الوطني” بسبب خلافات حول تقاسم واردات تهريب البشر إلى تركيا، مما يؤكد تورط قادة “الجيش الوطني” في عمليات الإتجار بالبشر وتهريب طالبي اللجوء بطرق غير نظامية إلى تركيا.

خلافاً لما تروّج له تركيا بأنّ المناطق التي تحتلها في شمال سوريا هي “مناطق آمنة” يمكن إعادة اللاجئين إليها، فإن فوضى السلاح وانعدام الأمان والاستقرار هما السمة الأبرز لواقع الحال في تلك المناطق، فضلاً عن الانتهاكات اليومية التي ترتكبها فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من “أنقرة”، في ظل غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب. كل ما سبق يؤكد أنّ تلك المناطق غير آمنة مطلقاً، ولا تتوافق مع معايير العودة الطوعية التي حددتها الأمم المتحدة.

من وجهة نظر الضحايا، لا تقتصر آثار الاقتتال الداخلي وفوضى السلاح في مناطق النفوذ التركي، على وقوع ضحايا في صفوف المدنيين وإلحاق الضرر بممتلكاتهم، بل تتعدى ذلك إلى دفع السكان بالتفكير في مغادرة المنطقة، حيث يزيد الوضع الأمني المتردي من حالة عدم الاستقرار، ويؤثر بشكل واضح في عملية التنمية الاقتصادية، ما يفاقم الوضع الاقتصادي السيئ وحالة الفقر الشديد التي يعاني منها غالبية السوريين داخل البلاد.

فشلت تركيا في تحمل مسؤولياتها إزاء المناطق التي تحتلها في سوريا، إذ أنها لم تتخذ أي إجراءات حقيقية لضمان حماية المدنيين، كما أنها غضت البصر عن انتهاكات الفصائل المسلحة التي أولتها إدارة المنطقة، ورغم أن السلطات التركية تتحكم بهذه المناطق فعلياً، فهي لم تتدخل لوقف تلك الانتهاكات أو محاسبة مرتكبيها.

الاستقواء بالمسلّحين:

في صباح يوم 6 نيسان/أبريل 2024، توجه المسنّ فريد حسو (60 عاماً) وابنه القاصر محمد (16 عاماً) من قرية كاخرة/ياخور في ناحية موباتا/معبطلي إلى أرضهم القريبة من قرية كوركان في ناحية جنديرس. لكنهما فوجئا بوجود راعيين يرعيان مواشيهما في حقل الزيتون المملوك لعائلة حسو، والذي يُعتبر مصدر رزقهم الوحيد.

طلب “فريد” من الراعيين مغادرة الحقل، لأن قطيعهم كان يأكل ويتلف غراس الزيتون الصغيرة. لكن الرعاة ردوا بالشتم، مما أدى إلى مشادة كلامية. بعد أقل من ساعة، عاد الراعيان ومعهما ثلاثة عناصر من “فرقة الحمزة” من النقطة العسكرية في قرية جولاقية. حاول الأب -الذي وجد نفسه وحيداً أمام خمسة رجال- تهدئة الموقف وطلب منهم مغادرة الحقل. في هذه الأثناء، كان ابنه محمد قادماً باتجاه والده ليتحقق من الوضع.

قبل أن يتمكن محمد، ذو الستة عشر عاماً، من الاستفسار عما يجري، تعرض للهجوم من الراعيين وعناصر فرقة الحمزة، حيث ضربوه بالعصي على رأسه حتى فقد وعيه. حاول الأب المسن إنقاذ ابنه، لكنه تعرض للضرب هو الآخر وأُصيب بجروح، قبل أن يلوذ المعتدون بالفرار.

نُقل فريد وابنه إلى مشفى أبن سينا في عفرين (مشفى آفرين سابقاً). بعد إجراء الإسعافات الأولية وتقطيب جروحهما، تبين أن الأب يعاني من خلع في الكتف الأيمن نتيجة الضرب، بينما لم يُظهر التصوير الطبقي المحوري أي نزف داخلي لدى الابن، الذي بقي تحت المراقبة 24 ساعة قبل عودتهما إلى المنزل.

أظهرت هذه الحادثة استقواء الرعاة بالمسلحين، مما يعكس نمطاً من الترهيب الذي يمارسه بعض المسلحين ضد السكان الأصليين في المنطقة. وثّقت “تآزر” حالات متعددة منذ احتلال عفرين من قبل تركيا وفصائل “الجيش الوطني السوري”، في عام 2018، تشير إلى استخدام العنف والاعتقال والتهديد كوسيلة لدفع السكان الأصليين إلى النزوح القسري، بهدف الاستيلاء على ممتلكاتهم ومحاصيلهم.

تقدم “فريد حسو” بشكوى إلى الشرطة العسكرية التي وعدت بمحاسبة المعتدين. مع ذلك، شكك الأهالي في تنفيذ هذه الوعود، خاصة أن المسلحين من “فرقة الحمزة” الذين وفروا الحماية للرعاة لم يُحاسبوا، رغم تورطهم في الاعتداء على المدنيين دون خوف من العقاب.

فوضى السلاح وانعدام الأمان:

خلال النصف الأول من عام 2024، وثقت “تآزر” نشوب 15 حالة اقتتال/اشتباك داخلي بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المُعارض، في مناطق عفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، قُتل نتيجتها مدني واحد وأُصيب اثنان آخران على الأقل.

في 12 أيار/مايو 2024، شهدت منطقة رأس العين/سري كانيه اشتباكاً داخلياً بين “لواء شهداء بدر” وتجمع “أحرار الشرقية”، بسبب خلافات حول نقاط العبور/التهريب على الطريق الدولي قرب استراحة الرزج، حيث أدى الاشتباك إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين، بحسب الشهود.

عادةً ما تدور الاشتباكات حول نقاط التهريب وتقاسم السيطرة، مما يعني تقسيم إيرادات عمليات جمع الأموال والأتاوات بطرق غير رسمية من السكان المحليين. تتسبب هذه الاشتباكات بهلع بين الأهالي، وتسفر في كثير من الأحيان عن سقوط جرحى وقتلى بين المدنيين.

تُظهر حالات القتل أحياناً دوافع غير واضحة، كما حدث مع “عائلة السلطان” التي تنحدر من الريف الغربي لبلدة تل تمر، حيث عانت من انتهاكات متعددة شملت القتل والاعتقال واحتجاز الجثة، وفقاً لتقرير “صرخات غير مسموعة” الذي أصدرته “تآزر” بتاريخ 23 تموز/يوليو 2024.

حدث ذلك عشية عيد الأضحى، حيث كان الضحية “عبد السلطان” (39 عاماً) يقل والدته لزيارة أقربائهم، حين اعترضت طريقهم دورية لقوات “الجيش الوطني”، حاول عناصرها مصادرة سيارة عبد، لكنه حاول الاعتراض، لذا وبعد جدال قصير، قُتل بالرصاص أمام والدته. بعد ذلك، أخذوا الجثة ووالدته إلى مشفى رأس العين/سري كانيه، ثم أطلقوا سراح والدته دون السماح لها بدفن ابنها.

بعد ثلاثة أيام، وصل صالح السلطان، عمّ الضحية إلى رأس العين/سري كانيه للمطالبة بالجثة، لكنه تعرض لضربٍ مبرح على يدّ خمسة عناصر من قوات “الشرطة العسكرية”، وتمّ اعتقاله بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، وحرمانه من تلقي العلاج، أو توكيل محام.

بعد 20 يوماً، توصلت وساطات عشائرية إلى اتفاق مع قادة الشرطة العسكرية والشرطة المدنية في “الجيش الوطني السوري”، يقضي بتسليم جثة عبد لعائلته والسماح لها بدفنه، مقابل التكتم على القصة، كما تمّ إطلاق سراح عمه “صالح” بعد دفع فدية مالية بلغت 6500 دولار أمريكي.

تجسد قصة “عائلة السلطان” الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الأهالي على يدّ “الجيش الوطني السوري” في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي وعفرين، التي تصفها تركيا بأنها “مناطق آمنة” يمكن إعادة اللاجئين إليها، رغم تأكيد لجنة التحقيق الدولية المستقلة مراراً أنّ سوريا لا تزال غير آمنة، كذلك أكدت هيومن رايتس ووتش أن تلك المناطق تاريخياً لم تكن آمنة، بل كانت من بين أخطر الأماكن في البلاد.

غياب الحماية القانونية:

منذ العمليتين العسكريتين التركيتين “غصن الزيتون” في عام 2018 و”نبع السلام” في عام 2019، اللتين أدتا إلى احتلال عفرين، ومن ثم رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، وثّقت “تآزر” العديد من حالات القتل خارج إطار القانون، بالإضافة إلى انعدام فعالية النظام القضائي وإحساس الناس العميق بإفلات الجناة من العقاب.

إحدى القصص التي وثقتها “تآزر” في تقرير لها، بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2024، هي قصة وكيلة النيابة في محكمة عفرين، “نوروز حسو” التي تعرّضت لحملات تحريض علنية بسبب دفاعها عن حقوق ضحايا كُرد، مما يعكس غياب الحماية القانونية للمدافعين/ات عن حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من قبل تركيا. هذه الحالة تبرز الحاجة الملحّة إلى اتخاذ تدابير لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وضمان سلامة المسؤولين عن تطبيق القانون في مناطق النزاع.

أشارت المعلومات التي جمعتها “تآزر” إلى أنّ حملات التهديد والتحريض التي نُظمت ضد المدافعة عن حقوق الإنسان “نوروز حسو” حملت صبغةً طائفية، فهي واحدة من بين عشرات موظفي/ات محكمة عفرين، وإصدار الأحكام القضائية ليس جزءاً من مهامها، لكنها استُهدفت من قبل الرافضين لقرارات المحكمة فقط لكونها كُردية، وكذلك الضحايا الذين/اللواتي قضت المحكمة بإعادة حقوقهم/ن إليهم/ن.

وكانت محكمة عفرين التابعة للحكومة السورية المؤقتة/المعارضة، التي أُنشئت بعد احتلال المدينة من قبل تركيا في عام 2018، نظرت في أكثر من 150 دعوى في قضايا “الغصب العقاري”. وأصدرت المحكمة أوامر بإخلاء المنازل التي تعود ملكيتها لضحايا كُرد، لكن تنفيذ هذه القرارات واجه تحديات كبيرة بسبب تدخل فصائل “الجيش الوطني السوري” ورفضها إعادة الحقوق لأصحابها.

تُشير حادثة “نوروز حسو” إلى أن التهجير القسري الذي طال السكان المحليين في عفرين -كانت نسبة الكرد نحو 92% حتى عام 2011 وانخفضت إلى حوالي 20% حالياً- يعكس سياسات ممنهجة من قبل فصائل “الجيش الوطني السوري” تستهدف السكان الأصليين لدفعهم إلى النزوح القسري مجدداً.

انخفاض نسبة السكان الكرد واستمرار حالات الإفلات من العقاب:

منذ العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون” في عام 2018، والتي أدت إلى احتلال عفرين، شهدت المنطقة انخفاضاً حاداً في نسبة السكان الكُرد الأصليين، وقد جرى استبدالهم بنازحين ومهجّرين من مناطق سورية متعددة، أبرزها الغوطة الشرقية، بموجب اتفاق غير معلن بين روسيا وتركيا، وفقاً لتقرير مشترك لـ “تآزر” نُشر في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت نسبة الكُرد تشكل 92% من سكان عفرين قبل عام 2011، ولكنها تراجعت الآن إلى حوالي 20% فقط.

وتعكس قصة الفتى القاصر “أحمد خالد مده” الذي قُتل بطريقة بشعة على يد أحد النازحين في ناحية جنديرس، مدى الشعور بالظلم والخوف لدى السكان الكُرد من الإفلات المتكرر للجناة من العقاب أو منحهم أحكاماً مخففة في المحاكم المحلية التي يُديرها “الجيش الوطني السوري”.

في 13 آذار/مارس 2024، استدرج الجاني، يامن أحمد الإبراهيم، الفتى أحمد مده (16 عاماً) إلى منزله في قرية تل سلور بزعم أنه سيُريه قطعة متعلقة بالدراجات النارية، مستغلًا هوس أحمد بها. هناك قام الجاني بضرب وتعذيب أحمد لمدة تزيد عن نصف ساعة قبل أن يلقيه في بئر ماء بعمق 30 متراً.

صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي حول الجريمة خلال شهر آذار/مارس 2024 – على اليمين تظهر صورة الضحية أحمد خالد مده (16 عاماً)، وعلى اليسار صورة الجاني “يامن أحمد الإبراهيم” (18 عاماً).

تحدثت “تآزر” إلى أحد أقارب الضحية “أحمد خالد مده”، وقال إنّ الجاني “يامن الإبراهيم” كان يعمل في فرن يعود لوالد أحمد، قبل أنّ يتم فصله بتهمة السرقة مرات متعددة، كما أضاف حول حيثيات الجريمة:

 “اطلعت عائلة أحمد على فيديو يُظهر اعترافات الجاني (يامن أحمد الإبراهيم، وينحدر من بلدة سنجار بريف إدلب)، بعد أن سلّمته عائلته للشرطة العسكرية، يقول فيه (يامن): إنني كنت أحقد على أحمد لأنه أخبر والده حول سلوكياتي المشبوهة لكي يقوم بطردي، ولذا فعلت ما فعلته للانتقام من والده”.

لم يكتفي (يامن) بطعن “أحمد” بالسكاكين ومحاولة خنقه، بل قرّر المضي في جريمته عبر سحب أحمد إلى بئر في باحة المنزل من أجل رميه فيه وهو لا يزال على قيد الحياة، ولم يُفلح رجاء الضحية له في التراجع، إذ رماه في البئر في النهاية انتقاماً من والده.

تمّ دفن جثة أحمد في قرية حمام بريف جنديرس مسقط رأس العائلة، وإقامة خيمة العزاء في منزل والده في جنديرس.

صورة من تقرير الطب الشرعي حول جريمة قتل “أحمد خالد مده”، يُظهر التقرير بوضوح جريمة قتل مروّعة تمّ خلالها استخدام الطعن بالسكين على العنق وأنحاء مختلفة من الجسم، بعمق يصل إلى 10 سم أحياناً، ومحاولات الخنق. المصدر: أقارب الضحية.

رغم تقدم عائلة أحمد بدعوى ضد الجاني، لا تزال القضية غير محسومة بعد أشهر من الحادثة. تواصلت “تآزر” مع أقارب الضحية (مده) بتاريخ 1 آب/أغسطس 2024، وأكدوا أنّ الجاني لا يزال مسجوناً، لكن القضية لم يُبت فيها بعد، مما يثير قلقهم من احتمال إفلات الجاني من العقوبة المستحقة.

تعيش عائلة أحمد وجميع السكان الكُرد في حالة من الخوف المستمر من انعدام العدالة. تظهرُ والدة أحمد في فيديو مفجوعة بمقتل ابنها، معبرة عن عدم ثقتها في المحاكم المحلية التي يديرها “الجيش الوطني السوري”. حيث تقول: “ما الذي فعلناه حتى يقتلوا ابني، هل السبب فقط لأننا كُرد”. كما تقول في ذات الفيديو ومدته 1:36 دقيقة “لا أريد هذه المحاكم، فأنتم من تقتلون وأنتم من تعقدون المحاكم”. مما يعكس شعور المجتمع الكردي بغياب المساءلة القانونية وتكرار الجرائم دون محاسبة.

وقد وثّقت “تآزر” في تقارير سابقة نمطاً مستمراً من غياب العدالة والمساءلة. في تقرير نُشر بتاريخ 20 مارس 2024 بعنوان “بعد عام على جريمة نوروز في عفرين: لا يزال ذوو الضحايا يلتمسون العدالة“، أشار التقرير إلى صدور حكم بالإعدام مع وقف التنفيذ بحق ثلاثة من الجناة، إلا أن تنفيذ هذا الحكم يبدو بعيد المنال، حيث تستمر الضغوط على عائلات الضحايا لطي الملفات وإسقاط الدعاوى.

مسؤولية تركيا القانونية كقوة احتلال:

منذ عملياتها العسكرية “غصن الزيتون” في عام 2018 و”نبع السلام” في عام 2019، تحتل تركيا مناطق عفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، وتحتفظ بوجود عسكري مستمر فيها، مع فرض القانون التركي وإدارة المدارس والوظائف العامة الأخرى.

بصفتها قوة احتلال، تتحمل تركيا مسؤولية ضمان النظام العام والسلامة العامة وتوفير حماية خاصة للنساء والأطفال. وتظل تركيا مُلزَمة بالتزامات الواجبة التطبيق في مجال حقوق الإنسان تجاه جميع الأفراد الموجودين في تلك الأراضي. وإذا لم تتدخل القوات التركية لوقف تلك الانتهاكات عندما يتم إعلامها بها، فأنها قد تنتهك الالتزامات المذكورة أعلاه.

علاوةً على ذلك، فإن سلطة الاحتلال ملزمةٌ باحترام بنود معاهدات حقوق الإنسان التي وقعت عليها الدولة التي احتُلت أراضيها بشكلٍ جزئي أو كلي.[1] كما أن تطبيق اتفاقيات حقوق الإنسان خارج الحدود الإقليمية هو التزامٌ يقع على عاتق سلطة الاحتلال.[2]

لذا فأن تركيا مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، سواء بشكل مباشر أو من خلال الفصائل المدعومة من قبلها مثل “الجيش الوطني السوري”. ويُتوقع من تركيا احترام وتعزيز حقوق الإنسان وتوفير الحماية للسكان المدنيين، وفقًا للمادة 43 من لوائح لاهاي لعام 1907، التي تلزم قوات الاحتلال بضمان النظام والسلامة العامة.

خرق لبنود الاتفاق التركي-الأمريكي:

إلى جانب عدم الاعتراف باحتلال أجزاء من شمال سوريا، فإن تركيا لم تلتزم ببنود اتفاقية “وقف إطلاق النار” في شمال شرق سوريا، الموقعة مع الولايات المتحدة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019. وبموجب هذه الاتفاقية، التزمت تركيا بحماية حقوق الإنسان وضمان سلامة السكان في المنطقة الآمنة.

وبحسب البند الرابع من الاتفاقية -الصادرة في 13 بنداً- “يؤكد البلدان التزامهما بدعم الحياة الإنسانية وحقوق الإنسان وحماية المجتمعات الدينية والعرقية“. كما جاء في البند السابع من الاتفاقية “أعرب الجانب التركي عن التزامه بضمان سلامة ورفاه السكان المقيمين في جميع المراكز السكانية في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية، وأكد مجدداً انه سيتم بذل أقصى درجات الحذر من أجل عدم إلحاق الضرر بالمدنيين والبنية التحتية المدنية“.

ورغم هذه الالتزامات، فإن تركيا لم تتخذ أي إجراءات جدية لضمان الأمن والسلامة في المناطق التي تحتلها. وبدلاً من ذلك، شهدت هذه المناطق حالات من الفوضى والاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة، مما أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات بين المدنيين. هذه الأحداث تُعد خرقاً واضحاً للاتفاقية، حيث لم تتدخل السلطات التركية لوقف هذه الانتهاكات أو محاسبة مرتكبيها.

توصيات:

فشلت تركيا في الوفاء بمسؤولياتها كقوة احتلال في المناطق السورية المحتلة، حيث لم تضمن حماية المدنيين أو الاستقرار في تلك المناطق. بناءً على ذلك، توصي رابطة “تآزر” للضحايا بما يلي:

تحمل المسؤولية: يجب على السلطات التركية، بصفتها قوة احتلال، اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان النظام والسلامة العامة في المناطق التي تحتلها، بما في ذلك توفير حماية خاصة للنساء والأطفال.
الالتزام بالاتفاقيات: يجب على الحكومة التركية الالتزام باتفاقية “وقف إطلاق النار” مع الولايات المتحدة، وخاصة بنود حماية حقوق الإنسان وضمان سلامة ورفاه السكان المقيمين في جميع المراكز السكانية الخاضعة لسيطرتها.
محاسبة الفصائل: يجب على تركيا، باعتبارها الجهة المسؤولة فعليًا عن “الجيش الوطني السوري”، ضمان احترام حقوق الإنسان ومحاسبة أي انتهاكات تحدث في المناطق المحتلة.
ضمان الوصول إلى العدالة: يجب على الحكومة التركية وحلفائها في المعارضة السورية ضمان حق الضحايا في الوصول إلى العدالة من خلال إنشاء آليات انتصاف فعالة وواضحة وسهلة الوصول تضمن التحقيق الفوري والنزيه ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وتعويض الضحايا بشكل مناسب.

[1]  UN Human Rights Committee (HRC), CCPR General Comment No. 26: Continuity of Obligations, 8 December 1997, CCPR/C/21/Rev.1/Add.8/Rev.1. §4.

[2]  ICJ, Legal Consequences of the Construction of a Wall in the Occupied Palestinian Territory, Advisory Opinion, ICJ Reports 2004, p. 136, § 106.

المصد: تــآزر

قيادة قسد تلتقي وفدا ضم شيوخاً ووجهاء كُرد من عدة مناطق في روجآفا

التقى قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي مع وفد ضَمَّ شيوخ ووجهاء الكُرد في المناطق الكُرديَّة في روجآفا (شمال وشرقيّ سوريّا)، بهدف تقييم واقع وأوضاع المنطقة والاستماع لمطالبهم، وفق ما أفاد الموقع الرسمي لـ “قسد”.

وحضر اللقاء أيضاً كُلٌّ من عضو القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة محمود برخدان، وقائدة وحدات حماية المرأة روهلات عفرين.

وضَمَّ الوفد ممثّلين عن عشائر كُلِّ من مناطق “قامشلو، تربه سبيه، رميلان، كركي لكي، ديرك، الحسكة، جل آغا، تل تمر وجبل كزوان”.

وبحسب بيان لقسد “استعرضت القيادة العامَّة الأوضاع العامَّة في المنطقة، وركَّزت على التطوّرات الأخيرة، وخاصَّةً دير الزور، ومن الناحيتين العسكريَّة والسِّياسيَّة، إضافة إلى مناقشة القضايا الخدميَّة والاجتماعيَّة التي تَهُمُّ سُكّان المنطقة بشكل مباشر”.

وأكَّدَ المشاركون في اللِّقاء وفقا للبيان “على أهميَّة هذه اللقاءات في تعزيز التَّواصل بين القيادة والسُكّان والوصول إلى تفاهمات مشتركة”.

كما “أشاد المشاركون بقرار العفو العام الذي صدر مؤخَّراً وأهميَّته في تعزيز السِّلم الأهلي”.

كما “طالب المشاركون أيضا بتوسيع هذا القرار، لما له من دورٍ في تحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنيَّة”.

وركَّزَ “المشاركون على أهميَّة عودة أهالي المناطق المُحتلَّة “كري سبي، سري كانيه وعفرين” لمناطقهم”.

كما “ناقش الممثّلون الكرد تفعيل ودعم الحوار الكُرديّ – الكُرديّ بين مختلف الأطراف الكُرديَّة، للحفاظ على التماسك والوحدة والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريّا”.

من جهتها؛ “استمعت القيادة العامَّة إلى مطالب الحاضرين، ووعدت بنقلها إلى الجهات المعنيَّة، وأنَّها ستتابع تنفيذها بدقِّة وتوليها أهميَّة كبيرة” بحسب البيان.

وقال البيان إن “القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة أكدت على الدَّور الهام الذي يقوم به الوجهاء وشيوخ العشائر والنُّخب الثَّقافيَّة الكُرديَّة في تعزيز التَّواصل بين القيادة والسُكّان المحليّين، منوِّهَةً أنَّ هذه اللقاءات ستستمرُّ لضمان تحقيق مصالح جميع أبناء المنطقة”.

وكانت القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة قد التقت قبل أيّام وفداً ضَمَّ ممثّلين عن العشائر الكُرديَّة والنُّخب الثَّقافية من مناطق أخرى، منها مناطق عفرين والشَّهباء، وعبَّرَ وفد أهالي عفرين حينها عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم وأراضيهم، مشدّدين على أهميَّة تحسين الأوضاع الخدميَّة وظروف النّازحين.

 

 

الكرد في إدلب ـ2

برادوست ميتاني

من كتاب “الوجود الكردي في سوريا منذ فجر التاريخ”
الحالة الاجتماعية الكردية في إدلب

ـ أهم العشائر:
تُعدُّ العشائر الكردية الموجودة في محافظة إدلب جزءاً من العشائر الكردية المنتشرة في سوريا وكردستان. منها:
“شيخان، رشوان، مللان، شدادان، عليزرا، برازي، كيتكان وموشان”.

ـ بعض القرى:
أسعفنا البحث إلى معرفة بعض القُرى ذات الغالبية الكردية وأخرى تسكنها العائلات الكردية، وهي:
“معمل السكر، البزيت، الكفير، سلة الزهور، تل حمكى شرقي، تل الزهور، المشيرفة، عين الحمرا، مزرعة بكداش، بالس وبلميس” وجميعها تتبع جسر الشغور الشرقي.
“سن النمرة، فريكا، الكستر، قسطون، إنب، قيماس، قرية بلو أو بلند (العالي) ـ وهذا ما يؤكده معظم سكانها، وكذلك يؤكده أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام عام 1845، وقال إنها كردية سكانها حوالي 3000 نسمة ولكن النظام كالعادة قام بتعريبها إلى اسم البشيرية ــ الناجية، أزمارين، ساقين، طورين، بنش، تل آفس، عرشين، بارة، دللوزة، سرجيلا (توجد في جنوب كردستان قرية بالاسم نفسه أي سركيلا)، تفتناز، أرمناز، حفسرجة، سرمدا، حزرا، قلب اللوزة وأسمر”.
يخترق المحافظة نهر العاصي (آسى) سهل الروج (روز)، جبل باريشا، كورين، سنجار (تحويل من اسم شنكال في جنوب كردستان)، سراقب، كللي، مورين، سرمين.
بلدة دركوش
الاسم في اللغة الكردية كان ومازال يعني (مهد الطفل) أو سريره بالرغم من أن البعض عن دراية أو جهل يبعد ذلك عن معناه الكردي، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك لأنهم في مدحهم هم وأمثالهم للمدينة يعودون إلى المعنى الكردي ويقولون إن اسم المدينة يعني المهد، ويقولون لأنها تشبه مهد الطفل أو سريره ولكن حتى في ذلك أيضاً بعضهم في هذا يلجأ إلى موقفه السلبي من حقيقة معنى الاسم في اللغة الكردية، والبعض ينسبها للغة السريانية، ومنهم الأب شلحت السرياني الذي يقول إنها كلمة سريانية تعني مهد الطفل وهي تشبه المهد لوقوعها بين جبلين.
تتبع “بلدة دركوش” منطقة جسر الشغور في إدلب وتقع على ضفتي نهر العاصي الذي يشكل عندها منعطفاً كبيراً يتجه نحو الغرب ثم نحو الشمال عند نهاية خانق ضمن الصخور الكلسية. بلغ عدد سكان ناحية دركوش 21561 نسمة حسب تعداد للسكان عام 2004، تتبعها عدة قرى وبلدات منها طورين.
قرية الناجية (أ. كولو) 5000 كردي ولكنهم نسوا لغتهم. قرية الكفير 2000 كردي. بلدة أزمارين تابعة لساقين 11000 نسمة والتي تتواجد فيها عوائل كردية منها عائلة حمو، علو، عربو، ديبو. قرية أسمر 2500 كردي معظمهم من عشيرة شيخان ويقرون بأصلهم الكردي.
أ. موسى عثمان من قرية سلة الزهور من ريف جسر الشغور الشرقي (في يوتيوب، أ. المحامي علي كولو31 آذار 2023م مع شكرنا لكليهما) يقول: “إن تاريخ الكرد في جسر الشغور الشرقي تقريباً يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، أما جسر الشغور الغربي فيعود إلى أيام صلاح الدين الأيوبي، وعدد القرى الكُردية من 8 -9 قرى، وهي: البزيت، الكفير، سلة الزهور، المشيرفة، عين الحمرا، مزرعة بكداش، بالس، وبلميس، أكبرها قرية معمل السكر. بعضهم ما زالوا يتحدثون بلغتهم الكردية، وأنا وعائلتي نتحدث اللغة الكردية والجميع يقرون بكرديتهم ويفتخرون بها وينتمون إلى عشائر كردية، أربع منها رئيسية، وهي: شيخان، والرشوان، والمللان، والشدادان. قرية “بزيت” فيها بيت “تمرو” من عشيرة الشدادان أصولهم من عين البط بكوبانى، بيت “العلي” وتوابعهم حسن نجار وحج حسين وبيت علوش جميعهم من عشيرة الشيخان، أهل عين الحمرا يتبعون إلى أهل البزيت فيهم شيخان ومللان وبيت كنجو رشوانية وهم أولاد عمي أيضاً أصولهم من بزيت”.
“بالس” فيها عرب وكرد أيضاً، “مشيرفة” فيها أربع عشائر كردية: رشوان، مللان، برازية وكيتكان. أما قرية “سلة الزهور” ففيها من عشائر شيخان، رشوان، مللان وعلي زرا. “مزرعة بكداش” فيها عشائر شدادان، أما “الكفير” ففيها شيخان. “معمل السكر” فيها شيخان، والباقي من جبل الأكراد وهم من عشائر مختلفة كالموشان وغيرهم.
“بلميس” وسكانها ينتسبون إلى عشيرة البرازية وهناك عوائل متفرقة في قرى كردية متفرقة منها بيت شبلي، وبيت كطو، وبيت عمرو وغيرهم كثير. وجميع الكرد في منطقة جسر الشغور الشرقية يتحدون معاً على أنهم كرد فقط، وانتماؤهم فيما بينهم انتماء كردي وليس عشائري، وتحت قيادة الشيخ “نصر” الذي يعاونه شيوخ الكُرد من تلك القرى وهو تحالف قبلي تحت راية واحدة يسمونها قبيلة الكرد أحفاد صلاح الدين.
أما بالنسبة للعلاقات؛ فالمصاهرة المتبادلة منتشرة بين الكرد والعرب وهم (خال وخوارزي) وهناك بعض البيوتات الكردية في القرى المجاور للقرى الكردية: “هواش في قرية فريكة ومعمل السكر” و”شبلي في قرية الكستر، وبيت عمرو في قسطون، وقرية إنب”.
بعض العائلات الكردية في القرى الكردية (مازال الحديث للأستاذ موسى): في بزيت: عائلة حمدو، وحج حسين، والعلي وسيدو، وتمرو، وخيرو، وفي المشيرفة: بيت جعفر، وميرمى وسليمان وخدو، وفي سلة الزهور: بيت جعفر، والحجي، وكطاش وسمعو، وفي قرية الكفير: بيت حسينو، وجبو والكردي، وفي قرية بلميس: بيت الكردي، وسلة الزهور عائلة الحجي ورستم وسمعو وعزيز، وفي الكفير: بيت الرحال، وفي قرية قيماس: بيت العلي، ومزرعة بكداش “500 كردي”.
ثمة عائلات كردية عديدة أخرى منها: عائلة الآغا، عائلة هنانو (التي ينتمي إليها الثائر ابراهيم هنانو)، عائلة الباشا، عائلة القصاب، عائلة حميدو، عائلة البيراوي، عائلة سليم آغا، عائلة قريمزان، عائلة حبو، عائلة باوي (بعوي)، وهناك عائلات اكتسبت أسماء جديدة مع الوقت وصبغت بها، منهم بيت الشعار نسبة إلى غزل شعر الماعز، وعائلة الصواف نسبة إلى عملهم في صوف الماشية وآخرين.
هذا عدا عن العوائل الكردية الدرزية هناك. والقرى الدرزية في منطقة إدلب يصل عددها إلى عشرين قرية وأبرزها قلب اللوزة التي تحتضن كنيسة قلب اللوزة. (أ.روباري)

المصادر:
1- أ. موسى عثمان يوتيوب، أ. المحامي علي كولو 13 آذار 2023م
2- يوتيوب أ. المحامي علي كولو. القرى الكردية في إدلب
3- مقالة بعنوان: هل يمكن تعريب هوية إدلب الكردية؟ – للأستاذ بيار روباري – صوت كردستان-21-9-2021م ‏
– ماذا تعرف عن تاريخ وطبيعة مدينة دركوش بريف إدلب؟18‏/07‏/2022  Syria TV 4- تلفزيون سوريا
5- أحمد وصفي زكريا – كتاب عشائر الشام.

المصدر: صحيفة روناهي

 

اجتماع مشترك لحزبي “الوحدة” و”التقدمي”: دعوة لوقف التصعيد وحماية السّلم الأهلي

بلاغ:

عقد المكتبان السياسيان لحزبي الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتيي) والديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا اجتماعاً ناقشا فيه التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران وتداعيات ذلك على دول وشعوب المنطقة، إذ أكد الحزبان على ضرورة إيجاد حلّ سياسي للقضية الفلسطينية وفقا لمبدأ حلّ الدولتين، وكذلك فإن المنطقة لا تنقصها حروب ونزاعات إقليمية جديدة، حيث أن القضايا والأزمات المركبة القائمة تستدعي مزيداً من البحث والجهود باتجاه حلول سياسية سلمية لها، بدل الانزلاق نحو التصعيد وزيادة التوتر.

كما تطرّق الاجتماع إلى الجهود والمحاولات التي تبذل من أجل تطبيع العلاقات السورية التركية، حيث أكّد الحزبان بأن انسحاب تركيا من الأراضي السورية التي تحتلها هو الأساس السليم لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، على قاعدة ومبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل. وكذلك فقد أشارا إلى أنّ عمليه التطبيع يجب أن لا تكون على حساب الشعب الكردي الذي يعاني على مدى عقود من الاضطهاد والتمييز والحرمان من أبسط حقوقه.

وتناولا الأوضاع والتوتر الحاصل في منطقة دير الزور وأعربا عن موقفهما الداعي إلى وقف التصعيد وحماية السّلم الأهلي واللجوء إلى لغة الحوار بين أبناء الوطن الواحد، فالمصلحة الوطنية تستدعي ضبط النفس وتجنب التصعيد في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة عموماً وبلادنا سوريا على وجه الخصوص.

كما ناقشا العلاقات الثنائية بين الحزبين، وأكدا على متانة هذه العلاقات وضرورة تعزيزها وتحسينها وتطوير آليات العمل المشترك التي تخدم قضايانا القومية والوطنية.

13-8-2024

حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

 

قوات “الجيش الوطني السوري” تعتقل باهوز أدهم إبراهيم شمال محافظة حلب

باهوز أدهم إبراهيم، من أبناء قرية تللف التابعة لمدينة عفرين شمال غربي محافظة حلب، نازح يقيم في منطقة الشهباء شمال محافظة حلب الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يبلغ من العمر 35 عاماً، اعتقلته عناصر الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني في 10-8-2024، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في قرية قطمة التابعة لمدينة عفرين أثناء عودته من مكان نزوحه في منطقة الشهباء إلى منزله في قرية تللف، واقتادته إلى جهةٍ مجهولةٍ.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

عفرين كانت وستبقى كردستانية

بير رستم

جغرافية الكرد؛ كردستان والتي هي لغوياً تعني الأرض التي يسكنها الكرد، كما هي بلوجستان للبلوج وأفغانستان للأفغان وتركمانستان للتركمان.. الخ حيث يتكون المصطلح من جذرين لغويين يدمج الشعب، العرق أو القومية مع جذر أو اللاحقة ستان والتي تعني الأرض في اللغات الهندوأوربية وبذلك يتشكل مصطلح جديد يشير للجغرافيا الوطنية لشعب من هذه الشعوب والتي تسكن تلك الجغرافيا أو ما يصطلح عليه بالمفهوم الجيوسياسي.. وهكذا وبالرغم من أن هذه الجغرافيات تأخذ معناها من سكانها، ومنها كردستان؛ بمعنى أن الواقع على الأرض ونتيجة ديموغرافية المنطقة تحدد بأنها جغرافيا كردية، كون الأغلبية المطلقة، وربما الواحدة في بعض المناطق، هم من الشعب الكردي، لكن بالرغم من ذلك تجد بأن؛ هناك من يريد أن يجعلها زوراً عربية والبعض الآخر يجعلها آشورية سريانية.

طيب عزيزي؛ إذا كانت هذه الأرض ليست لنا وبأنها كانت عربية ولا سريانية، فممكن حضرتك تفهمنا وين تبخرتم وكيف الكرد صاروا هم الغالبية في هذه المناطق مع أن لم تتأسس دولة كردية خلال كل المراحل الماضية لكي “تستكرد” هذه المناطق، بل بالعكس تعرض شعبنا وما زال للأنفال والجينوسايدات وآخرها هي ما تفعلها تركيا مع الجماعات الإسلامية الراديكالية وعلى رأسهم الاخوان، كما يحصل في عفرين وسري كانية وغيرهما من المناطق الكردستانية التي تحتلها تركيا، حيث التغيير الديموغرافي لصالح المكونات الأخرى؛ العرب والتركمان والآخرين.. نعم نحن الكرد وجغرافيتنا كردستان هي التي قضمت تاريخياً وليس العكس ليأتي كل مدع وهو يتهم الكرد؛ بأنهم “استولوا على جغرافيتهم”!! بالرغم من أن الواقع والتاريخ يكذب كل تلك الادعاءات.

ثم الغريب بالأمر هو أن يجتمع كل هؤلاء ضد الكرد وكل واحد يدعي لنفسه الجغرافيا وهو تعدادياً ديموغرافياً لا يملك حتى خمسة بالمائة من سكان تلك البقعة الجغرافية الكردستانية، مثل ادعاء تركيا وتركمان كركوك؛ بأن “المدينة تركمانية” ولكن الانتخابات كشفت زور الادعاء التركي التركماني حيث خسروها لصالح الكردي؛ مرشح الاتحاد الوطني والذي بات محافظاً لها وقد سبق للتركمان وخسروا في الانتخابات البرلمانية حيث كشفت الانتخابات حينذاك بأن الأغلبية السكانية هم من الكرد، بالرغم من سياسات التعريب التي قام به النظام السابق البائد؛ نظام صدام حسين الدموي المجرم حيث حينها لم يستطع التركمان أن يحققوا أي نتبجة ولو عشر ما كانوا يدعون من نسبة سكانية.

وهكذا هو الحال في عفرين حالياً حيث تركيا تحاول أن تلغي هويتها الكردستانية، لكن حتى قبورنا تشهد بأنها كردستانية ولا هوية أخرى لها وسيأتي ذاك اليوم الذي تنتفض فيها المدينة من جديد، كحال كركوك، لتكشف عن هويتها الكردستانية وتسقط عن نفسها كل الهويات الزائفة الاخوانية التركية التركمانية.

استمرار انتهاكات ميليشيا “الجيش الوطني السوري” ضد الكرد في عفرين

في سياق الانتهاكات المستمرة والجرائم التي ترتكبها فصائل ما يُسمى بـ ”الجيش الوطني السوري” في عفرين، شهدت المنطقة مؤخراً تصاعداً في ممارسات الابتزاز والقمع ضد السكان الأصليين من الكرد، ما أدى إلى زيادة معاناة المدنيين في ظل تجاهل تام من قبل السلطات المعنية.

احتكار وابتزاز في بلدة “بعدينا”
خلال الأسبوع الماضي، قام المدعو “عبسي الحمد/عباس”، أحد قادة “اللواء 112″، بافتتاح محل لبيع الخضروات والفاكهة بالجملة في بلدة “بعدينا” التابعة لناحية راجو. في خطوة لفرض سيطرته على السوق المحلي، منع الحمد أصحاب المحلات في البلدة وقرية “دمليا” المجاورة من الذهاب إلى سوق الهال في راجو وعفرين، مجبراً إياهم على شراء المنتجات من محله حصراً، ما تسبب في تضييق الخناق على أصحاب المحلات المحليين.

ولم تقتصر ممارسات الابتزاز على احتكار السوق، فقد فرض “أسامة رحّال” الملقب بـ”أبو حسن أوباما”، نائب قائد “اللواء 112″، إتاوات جديدة على السكان الكرد في “بعدينا” و”دمليا”، بحجة جمع الأموال لصيانة الطرقات الإسفلتية. حيث تم فرض مبلغ 1000 ليرة تركية على كل صاحب محل أو آلية، ومن ثم فرض مبلغ إضافي قدره 500 ليرة تركية، ليصل إجمالي المبالغ التي تم جمعها في المرتين الأخيرتين إلى حوالي 600 ألف ليرة تركية، ما يعادل 18 ألف دولار أمريكي. وتجاوزت هذه المبالغ الكلفة الحقيقية للإصلاحات، بينما لم تُفرض أي مبالغ على المستوطنين العرب الذين يستخدمون نفس الطرقات.

استيلاء على المنازل في “بعدينا”
إلى جانب الابتزاز المالي، يواصل عناصر “اللواء 112” الاستيلاء على منازل في بلدة “بعدينا” منذ عام 2018، حيث يرفضون إخلاء هذه المنازل لأصحابها العائدين إلى ديارهم. من بين هؤلاء، “أحمد محمد إيبش” المعروف بـ”حجي”، و”عبد اللطيف بكر شقينو”، و”عزت رشكيلو”، الذين أُجبروا على الإقامة لدى أقربائهم بعد فشلهم في استعادة منازلهم.

تهديد بالخطف والتعذيب في قرى عفرين
وفي تطور خطير آخر، قام مئات المسلحين الملثمين التابعين لميليشيات “سليمان شاه” التركمانية بمداهمة القرى والبلدات الخاضعة لسيطرتهم في منطقة عفرين، حيث طرقوا أبواب المنازل وهددوا الأهالي بالسلاح، مطالبين بدفع جبايات جديدة تحت طائلة الخطف والتعذيب. تضمنت الجبايات مبالغ فدية كالتالي:

100 دولار أمريكي عن كل منزل.
200 دولار أمريكي عن كل صاحب محل أو بقالة.
300 دولار أمريكي عن كل صاحب بئر ماء.
1000 دولار أمريكي عن كل من يحفر بئر ماء جديد.
أعطى المسلحون الأهالي مهلة أسبوع لدفع هذه المبالغ، مهددين بفرض ضريبة مضاعفة في حال عدم الامتثال، ما أدى إلى حالة من الخوف والرعب بين المدنيين.

التجاوزات المستمرة منذ عام 2018
منذ سيطرة ميليشيات “سليمان شاه” على بلدة “شيح/شيخ الحديد” والبلدات والقرى المجاورة في عام 2018، ارتكبت هذه الميليشيات بقيادة “محمد حسين الجاسم” المعروف بـ”أبو عمشة”، العديد من الانتهاكات والجرائم ضد السكان الأكراد المحليين، من دون أي محاسبة أو عقاب. ورغم فرض عقوبات غربية على “أبو عمشة” وميليشياته، فإن هذه الجرائم استمرت تحت رعاية ودعم مباشر من المخابرات التركية.

حرائق مفتعلة في جبل هاوار
تشهد منطقة جبل هاوار، الواقعة في الجزء الجنوبي المحاذي لقرية آفرازه التابعة لناحية المعبطلي، حرائق مستمرة تهدد الغطاء النباتي المتبقي في المنطقة. ووفقًا لشهود عيان، يقوم أفراد مجهولون يومياً بإحراق ما تبقى من أشجار السنديان بهدف بيع الحطب أو استخدامه في صناعة الفحم. ورغم استمرار هذه الحرائق، لا توجد أي جهة تمنع هذه الممارسات، ما يثير تساؤلات حول دور السلطات المحلية في حماية البيئة والغابات.

يعاني سكان عفرين من انتهاكات ممنهجة وابتزاز مستمر من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا والتابعة للحكومة السورية المؤقتة والائتلاف، في ظل غياب أي تدخل دولي حقيقي لوقف هذه الممارسات. إن الوضع الراهن يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لحماية المدنيين ووضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات التي تهدد حياة الكرد وبقية السوريين في المنطقة.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

لصوص الشعر

عــبــدالــناصرعليوي الــعــبيدي

وَقَدْ يَسْطُو عَلَى الأَشْعارِ لِصُّ
إِذا أَغْـــواهُ بِــالإِعْجابِ نَــصٌُ

فَــيَــنْــحَلُهُ وَيَــنْــسُبُهُ سَــرِيــعاً
كَــأَنَّ الــشِّعْرَ مَــغْنَمَةٌ وَقَــنْصُ

وَيَــفْعَلُ ذاكَ مُــخْتَتِلٌ مَرِيضٌ
تَــهيجُ بــنَفْسِهِ عُــقَدٌ وَ نَــقْصُ

فــلَمْ يُــتْقِنْ مِنَ الأَشْعارِ بَحْرًا
وَكُــلُّ كَــلامِهِ خَــرْطٌ وخَبْصُ

فَـــإِنَّ الــشِّــعْرَ مَــوْهِبَةٌ وَفَــنٌّ
كَــلَامٌ قَــيِّمٌ مَــا فِــيهِ رُخْــصٌ


وَبَــحْرُ الــشِّعْرِ لُــجِّيٌّ عَــميق
وَإِنَّ الــشِّعْرَ إِبْــحارٌ وَغَــوْصٌ

وَباتَ اللِّصُّ أَهْلَ الدَّارِ يَشْكُو
وَيَــبْدُرُ مِــنْهُ إِصْرارٌ وَحِرْصُ

فَــكَمْ قَدَحَ الْعَواهِرُ فِي عَفِيفٍ
وَعابَ على بَهِيِّ الوَجْهِ بُرْصُ

لِــنَلْفِظْ، كُــلَّ مُــخْتَلِسٍ دَعِــيٍّ
يُــخالِجُ فِــكْرَهُ هَوَسٌ وَرَعْصُ

إِذا عَــصَفَتْ رِياحُ الْحَقِّ يَوْماً
فَلَنْ يقوى على الأَرْياحِ دِعْصُ

رِداءُ الــشِّعْرِ لَــنْ يَــبْقى نَقِيًّا
إِذا مـــا مَــسَّهُ دَرَنٌ وَعَــفْصُ